فرنبات..مذكرات نزيل الغرفة 22

فكر وهوبعد مغمض العينين
"الكهرباء قطعت " ..
ماكان الامر يحتاج الي كثير عناء , فسخونة الغرفة .. وصوت المروحة الذي خبأ .. وزئير الموتور البعيد الذي صمت.. كلها كانت علامات لإنقطاع التيار..
" الواحد ما يتم ليهو نومة في البلد دي؟"
لم يكمل كومة تساؤلاته اليوميه..ولكن جاس بنظره في الغرفة بعينيه النصف مغمضتين من خلال الناموسية , بحثا عن آخر لا يزال نائما....إنتهت رحلته بين الاسرة بنتيجة واحدة..." لا أحد" .. جميعهم قد إستيقظوا وأنتشروا في نواحي الmain compas..هويعرف أين كل منهم الآن ...
" إتوكلنا على الشقاء بالله"...
أخرج الرأس أولا ثم بقية أعضاء جسمه,من خلال فرجة بين الناموسية والحشية التي يرقد عليها محاذرا دخول ذبابة , تنتظر الفرصة طوال اليوم للدخول إلي جنته....
تمطى وتثاءب ما شاء له ... ثم طفق يبحث بين ثنايا الأدراج عن بقية من معجون:
" أبو وردة قال!! الناس الفقر ديل قلنل ليهم مية مرة أبو وردة دا زي الصابون شوفوا لينا حاجه غيره"
رغم رقة الحال كانت له لثة" حنكوشة" لا تحتمل ابو وردة " ذلك المعجون الصيني الرخيص القمئي" وكانت رؤية أبو وردة تبعث في نفسه أشياء عده ...أحسنها الإحساس بالغثيان.
دلف من باب الحجرة .. وهو بعد مغمض العينين .. يستره قميص" عراقي" من الساكوبيس الذي كان أبيضا , وبدأ رحلة بحثه عن معجون محترم في غرفة ما......كانت تأتيه من بعيد أصوات خطوات على الدرج هبوطا وصعودا.... دخل أول غرفة الي اليسار .. بعد أن دفع الباب دون عناء ..إبتسم من أول نظرة إلي اليمين حيث يرقد معجون سيجنال منتفخ الأوداج علي المنضدة الملتصقة بالحائط والتي تعارفوا على تسميتها " بِنش".
" أنا من الأول السكنني مع الفقر ديل شنو؟؟ دا الكلام!!"..
ملأ فرشاته من المعجون ذي الخطوط الحمراء ...وغفل راجعا بغنيمته صوب الحمامات...
" هسه تلقي الموية قاطعة!!" ...
لم يخب أمله كثيرا وهو يسمع صوت شخير المواسير حتى قبل دخوله الحمامات....
" غرفة ناس فضل المولى بس .. تلقى موية تفتح خزان عديل!"
هكذا حدث نفسه وهو ينطلق إلي الطابق الثاني من الnew hall صوب الغرفة المعنية..
أكمل سواكه كيفما أتفق ... وأكتفى بكوزين من الماء دلق أولها علي وجهه ورأسه بينما أعمل الثاني مسحا علي الصدر والبطن ...
" أهه حمام وأستحمينا.."
كان يمني نفسه بوجبة مستساغة وهو يقوم بإزالة الورق عن السندويتش الذي كان راقدا" بتربيزة الكوتشينة وسط الغرفة"
" يا الله فول .... يا الله فول"
" يا أخي معقول أبو خليل يجيب ليهو حاجة كويسة !!!أنعل أبو العدس لأبو الرجاف ذاتو"
إلتهم ساندويتش العدس بتقزز ظاهر " لكن الجوع كافر"......
رشف بل جغم كوب الشاي الذي أعده على عجل .. حبا في الشاي وعشقا أكثر لما بعد الشاي "سفة كاربة " .. كان يعلم أن الحلفاوي لم يترك له شيئا كثيرا بالكيس الملقى تحت السرير...
كان للحلفاوي مزاج غريب يأتيك في منتصف الليالي ..وقبل أن يبدأ الحديث معك يلقم فمه , قطعة كبيرة من الصعوط تحس وقتها أنه قد إقتطعها من قلبك مباشرة...ثم بعد أن يدير لسانه حول السفة وهي بداخل فمه جيئة وذهابا" يستطعم التمباك" ..
يسألك السؤال التقليدي : ملكية؟؟ " أي أن هذا صعوط الملكية الردئي؟؟"...

: إنت يا مسدس الارض شحاد ولئيم ؟؟ صعوط كنجو كنجو العاجبك دا ما تمشي تجيبو؟؟
عادة لا يلقي بالا لما تقول .. لأنه يكون وقتها قد أعمل أصابعه في الكيس " دردمةً" لسفة أخري سيأخذها معه .. ويسميها سفة النوم ... وغالبا ما يحدثك عن أنه لا يفرط في سفة النوم...
ويتواصل الحديث وفمه ملئي وكذلك كفه ... تجده قابضا عليه طوال الليل.. وهو يتحدث عربي وأنجليزي..
: تعرف يا ودو" الصعوط زينة الحياة الدنيا"....

كان قد أكمل إرتداء ملابسه .. حين وصل لهذا الحد من رحلته مع الحلفاوي ..
هم بالخروج من الباب حين تذكر أنه يجب أن يرتب شعره قبل خروجه..
" لكن وين نلقى لينا خلال مع الجماعة ديل .. الواحد يجي يسرح ويطبق الخلال .. وعيييك"...
طالما حدثته نفسه بالرحيل عن هذه الغرفة " الزريبة" للغاشي والماشي... ولكن ظلت تحدثه نفسه دائما دون أن يعمل بحديثها.....

د. ميرغني إبراهيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله على الحكي الجميل
أمبارح في التلفزيون كان مصطفى علي منصور
يلقي بعض الأشعار المكتوبة بعربي جوبا
واليوم إنت تنقل لينا صورة رائعة عن يوميات
فرنيب المسماة فرنبات ..
شكرا على السياحة في الماضي التليد

يا دكتور ميرغني ... الحكاية أكيد ما ليها نهاية ... يا ريت تواصل في هذا السرد القصصي الرائع ... ما عارف ليه خطر على بالي قصة جلال علي بلال (( سعد وسعيد ذاتان أم .... ))) .. المهم الكلام ده فيه شيء من دغدغة العواطف والترحال من هجير الحاضر إلى روعة الماضي الحاضر بكل تفاصيله ... يا أخي كلام تاااا جوبا دي هاجة فوتو ساي ساي Not so

الاخ / جعفر .. لك التحية .. إنها أيام نود أن نمتلك زمبلك كالساعة لنكر به راجعين الي تلك الايام ولكن هيهات!!!! لك كل الود.
سيف الدين/بلد كاجو كاجو .... يا اخي ليت الفعل ما مضي .. وليته صار مضارعا حاضرا ومستقبل ... ولكن ما باليد حيلة ... حاولت أن أفتح الباب لكم لتلجوا بذكرياتكم ... ولكن إكتفيتم بالتعليق .. وهذا أحسن حالا من صاحبي الثائر الذي بخل بالتعليق على هذا البوست .. ولكن كتب الي رسالة خاصة سأنقلها هنا لأورطه في ما لم يرد التورط فيه... قال الثائر:
الله يجازى محنك يا ميرغنى!! و الله لم أضحك كما ضحكت اليوم وأنا أقرأ زكرياتك عن الغرفة و الصعوط ومعجون أبو وردة و مسدس الأرض، يا سلااااااااااااام، أيام كانت والله، أحييك و أطلب منك المزيد

الثائر أنت عارفني شيال حال ...
بلغنا أن الثائر قد ترك الصعوط والي غير رجعه بناء علي أوامر سامية من الحكومة ... والارجح أنه أخفى أيضا تاريخه التمباكي المجيد .. لذلك لم يرد التورط علانية في الرد...
أظن أن الأخ / غزالي كذلك !!
أنتو ناس موارد ديل مالهم؟؟؟

لكم الود.

طبعا يا ميرغني أسوأ شيء انك تكون برلوم جديد لنج ... وتصطدم ((بمساخة)) عصام جيش ... الحفلة كانت بمناسبة استقبال البرالمة ... وأنا كالعادة ضعيف أمام المايكروفون ... وكنت مشاركا بقصيدة حلمنتيشية ... وعصام جيش جلوسا في الصف الأول ... والقصيدة تتردد فيها كثيرا كلمة ((يا يمة)) ... وطبعا أنا في المسرح لكن سمعت تعليق عصام جيش وهو يبعد عني أكثر من 10 أمتار ... يقول: (( ده شنو يا يما يا يما ... طيب كان تقعد تحرس أمك ))) ... وطبعا بلعتها وما طلعت إلا في هذا البوست ....

I really don't know what to say
I better buy an Arabic key board and come back to share
the nice old days ever in my life when being with you in Juba
all I could say thank you Mirghani

Salma

الأخت/ سلمى .. أسعدني مرورك جدا ... وعاوزينك بي العربي مؤكد ستضفى على هذا الملتقى ألقا خاصا ... وطبعا معاك في موضوع الكي بورد بتاع العربي ... تعرفي الانجليزي ما بنفع في الونسة والحكاوي ... لك ودي .

ميرغني:
ذكرتني بتعليقك أعلاه تعبير لل"ما طبيعي" حميد ....قال:
(لو يلقى راس رسن الزمان......ديك لحظة ما كانت تمِش)

لماذا دائماً يكون ماضينا -كسودانيين- أجمل من الحاضر والمستقبل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بانتظار بقية الفرنبات

هيثم على الشفيع كتب:ميرغني:
ذكرتني بتعليقك أعلاه تعبير لل"ما طبيعي" حميد ....قال:
(لو يلقى راس رسن الزمان......ديك لحظة ما كانت تمِش)

لماذا دائماً يكون ماضينا -كسودانيين- أجمل من الحاضر والمستقبل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بانتظار بقية الفرنبات

هيثم الشفيع مرحب بيك كثير وإن تأخر الرد...