كذبة ابريل

كذبة أبريل.. تاريخياً
أبريل/ نيسان هو الشهر الرابع من السنة الغريغورية وهو اسم مشتق من الأصل اللاتيني «أبريليس» في التقويم الروماني القديم، وقد يكون مشتقاً من الفعل اللاتيني «ARERIRE» دلالة على ابتداء موسم الربيع، وظهور البراعم وتفتح الأزهار.
وكان أبريل/ نيسان بداية للسنة بدلاً من يناير/ كانون الثاني في فرنسا، وفي العام 1654 أمر شارل التاسع ملك فرنسا بجعل أول السنة يناير/ كانون الثاني بدلاً من أبريل/ نيسان.
وهناك تعليلات أخرى يعود بعضها إلى الإغريق لأن شهر أبريل/ نيسان يمثل مطلع الربيع، حيث خصص الرومان اليوم الأول من أبريل/ نيسان لاحتفالات «فينوس» رمز الحب والجمال والمرح والضحك والسعادة عندهم وكانت الأرامل والعذارى يجتمعن في روما وفي معبد فينينوس، يكشف لهن عن عاهاتهن الجسمية والنفسية، لتخفينها عن أنظار أزواجهن، أما الأقوام السكسونية فكانت تحتفل في هذا الشهر بعيد آلهتهم «ايستر» وهي إحدى آلهتهم القديمة وهو الاسم الذي يطلق عليه الآن «عيد الفصح» عند النصارى في اللغة الإنجليزية.
أما الأصل التاريخي لكذبة أبريل/ نيسان فلم يعرف بعد، فقد ذكر بعضهم أنها نشأت مع احتفالات الربيع، عند تعادل الليل والنهار في 21 آذار/ مارس ويرى بعضهم أن هذه البدعة بدأت في فرنسا العام 1564 بعد فرض التقويم الجديد، إذ كان الشخص الذي يرفض هذا التقويم الجديد يصبح في اليوم الأول من شهر أبريل ضحية لبعض الناس الذين كانوا يعرضونه لمواقف محرجة، فيصبح محل سخرية من الآخرين.
ويرى بعضهم أن هذه البدعة تمتد إلى عصور قديمة واحتفالات وثنية، لارتباطها بتاريخ معين بداية فصل الربيع، إذ هي بقايا طقوس وثنية، ويقال إن الصيد في بعض البلاد يكون قليلاً في أول أيام الصيد في الغالب، فكانت هذه قاعدة لهذه الأكاذيب التي تختلق في أول شهر أبريل/ نيسان.
ويطلق الإنجليز على اليوم الأول من شهر أبريل/ نيسان اسم «يوم جميع المغفلين والحمقى» لما يفعلونه من أكاذيب حيث قد يصدقهم من يسمع فيصبح ضحية لذلك فيسخرون منه.
الكذبة الأولى
أول كذبة أبريل/ نيسان ورد ذكرها في مجلة «دريك» ففي اليوم الثاني من أبريل/ نيسان العام 1698 ذكرت هذه المطبوعة أن عدداً من الناس تسلموا دعوة لمشاهدة غسل الأسود في برج لندن صباح اليوم الأول من أبريل/ نيسان، ومن أشهر ما حدث في أوروبا في أول أبريل/ نيسان أن صحيفة «ايفننج ستار» الإنجليزية أعلنت في 31 مارس/ آذار العام 1846 أن غداً - أول أبريل/ نيسان - سيقام معرض حمير عام في غرفة الزراعة لمدينة اسلنجتون من البلاد الإنجليزية، فهرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات وظلوا ينتظرون، فلما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئاً وعلموا أنهم جاؤوا يستعرضون أنفسهم، فكأنهم هم الحمير.
ومن القصص الأخرى التي رويت بخصوص هذه الكذبة، ترجع إلى الآثار المتبقية من مهرجان سيريليا، وهو عيد روماني قديم يحتفل فيه بقصة بروسيربينا، وهي أسطورة تحكي قصة الفتاة الجميلة «بروسيربينا» التي خطفها الإله الروماني «بلوتو» عندما كانت تجمع زهور السوسن من الوادي، وبمجرد سماع أمها سيريس خبر اختطافها صدمت وأخذت تبحث عنها في كل مكان، لكن من دون جدوى، ومن هنا وصفت محاولاتها غير المجدية في العثور على ابنتها باسم «مهمة الحمقى».
أما القصة الثالثة فتأتينا أيضاً من فرنسا حيث يضع السمك صغاره في هذا الشهر الذي يسهل اصطياده، ومن هنا جاء تسمية هذا اليوم باسم «سمك أبريل»، وأشهر الحيل التي يقوم بها الأميركان في هذا اليوم هو توقيف أي شخص مار أو صديق، ثم الإشارة إلى حذائه وإخباره بأن رباطه غير معقود، وبالتالي ينظر الشخص لحذائه ليرى أنها مزحة.
تواريخ أخرى لكذبة أبريل:
؟ المكسيك: 28 ديسمبر/ كانون الأول.
؟ روما القديمة: 25 مارس/ آذار.
؟ الهند: 31 مارس/ آذار.