مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
وفاة الطيب صالح
+4
وليد ابراهيم
ميرغني ابراهيم
المشرف العام
قرفان جدا
8 مشترك
أصحاب جد كوم :: المنتديات العامة :: الثقافة :: أخري
صفحة 1 من اصل 1
وفاة الطيب صالح
( ومن المؤمنون رجالا صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) صدق الله العظيم
ترجل فارس الرواية والأدب
انعي إلي شعبنا وأمتنا والإنسانية فارس الآدب والرواية العالمي الأستاذ الأديب الطيب صالح ، والذي حدثت وفاته فجر اليوم الأربعاء 18 /2/2009 م بالعاصمة البريطانية لندن ، وإذن نعي فإننا ننعي رجل بقامة الوطن الكبير عزة وشموخ ، مواجها بذلك معاناة المرض اللعين ، وبفقده يكون قد حدث شرخ كبير في أعمدة الثقافة الوطنية والعربية في قطرنا ، حيث ظل الفقيد يدافع عن كل محاولات التشويه للثقافة الوطنية ، وبذلك أصبح من الشخصيات الحية التي تدافع عن التاريخ النضالي والتراث العظيم لهذا الشعب .
التحية والتقدير لمساهماته الحية ولمسيرته العطرة الذي سطرها بقلمه البارع في روياته ( دومة ود حامد ، المنسي ، موسم الهجرة إلي الشمال ) والكثير من الأعمال التي قدمهاعنوانا لإبدعاته الراقية والسامية .
العزاء لشعبنا ولمتنا وللإنسانية ، في فقيدنا الأديب العالمي ( الطيب صالح ) ، والعزاء موصول إلي أسرة الفقيد ونسأل الله أن يلهمهم ويلهمنا الصبر وحسن العزاء .
إنا لله وإنا إليه راجعون .
ترجل فارس الرواية والأدب
انعي إلي شعبنا وأمتنا والإنسانية فارس الآدب والرواية العالمي الأستاذ الأديب الطيب صالح ، والذي حدثت وفاته فجر اليوم الأربعاء 18 /2/2009 م بالعاصمة البريطانية لندن ، وإذن نعي فإننا ننعي رجل بقامة الوطن الكبير عزة وشموخ ، مواجها بذلك معاناة المرض اللعين ، وبفقده يكون قد حدث شرخ كبير في أعمدة الثقافة الوطنية والعربية في قطرنا ، حيث ظل الفقيد يدافع عن كل محاولات التشويه للثقافة الوطنية ، وبذلك أصبح من الشخصيات الحية التي تدافع عن التاريخ النضالي والتراث العظيم لهذا الشعب .
التحية والتقدير لمساهماته الحية ولمسيرته العطرة الذي سطرها بقلمه البارع في روياته ( دومة ود حامد ، المنسي ، موسم الهجرة إلي الشمال ) والكثير من الأعمال التي قدمهاعنوانا لإبدعاته الراقية والسامية .
العزاء لشعبنا ولمتنا وللإنسانية ، في فقيدنا الأديب العالمي ( الطيب صالح ) ، والعزاء موصول إلي أسرة الفقيد ونسأل الله أن يلهمهم ويلهمنا الصبر وحسن العزاء .
إنا لله وإنا إليه راجعون .
قرفان جدا- صاحب نشيط
- عدد الرسائل : 93
العمر : 44
الموقع : السعودية
المهنة : علي باب الله
الهواية : كثييييييير
تاريخ التسجيل : 30/10/2008
رد: وفاة الطيب صالح
ماذا بقي لنا لنفخربه؟؟ مات الطيب صالح
سيرة حياته
الطيب صالح أديب عربي من السودان ولد عام (1348هـ - 1929م ) في إقليم مروى شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقراء وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها، وتوفي في 18 فبراير 2009 الموافق:23 صفر 1430هـ) في لندن العاصمة البريطانية. عاش مطلع حياته وطفولته في ذلك الإقليم, وفي شبابه انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعتها على درجة البكالوريوس في العلوم. سافر إلى إنجلترا حيث واصل دراسته, وغيّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية.
حياته المهنية
تنقل الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية فعدا عن خبرة قصيرة في إدارة مدرسة، عمل الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية, وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما, وبعد استقالته من البي بي سي عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية, ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها. عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس, وعمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي. ويمكن القول أن حالة الترحال والتنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب أكسبته خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم وأهم من ذلك أحوال أمته وقضاياها وهو ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية وخاصة روايته العالمية "موسم الهجرة إلى الشمال".
كتابته تتطرق بصورة عامة إلى السياسة، والى مواضيع اخرى متعلقة بالاستعمار، الجنس والمجتمع العربي. في اعقاب سكنه لسنوات طويلة في بريطانيا فان كتابته تتطرق إلى الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية. الطيب صالح معروف كأحد أشهر الكتاب في يومنا هذا، لا سيما بسبب قصصه القصيرة، التي تقف في صف واحد مع جبران خليل جبران، طه حسين ونجيب محفوظ. هو حي الآن ويقيم خارج السودان حاليًّا .. له العديد من المقالات ويشارك في العديد من المجلات والصحف ...
أدبه
الطيب صالح كتب العديد من الروايات التي ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة وهي « موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى».. تعتبر روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" واحدة من أفضل مائة رواية في العالم .. وقد حصلت على العديد من الجوائز .. وقد نشرت لأول مرة في اواخر الستينات من القرن ال-20 في بيروت وتم تتويجه ك"عبقري الادب العربي". في عام 2001 تم الاعتراف بكتابه على يد الاكاديميا العربية في دمشق على انه "الرواية العربية الأفضل في القرن ال-20.) أصدر الطيب صالح ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية قصيرة. روايته "عرس الزين" حولت إلى دراما في ليبيا ولفيلم سينمائي من اخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينات حيث فاز في مهرجان كان. في مجال الصحافة، كتب الطيب صالح خلال عشرة أعوام عمودا أسبوعيا في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم "المجلة". خلال عمله في هيئة الاذاعة البريطانية تطرق الطيب صالح إلى مواضيع أدبية متنوعة. منذ عشرة أعوام يعيش في باريس حيث يتنقل بين مهن مختلفة، اخرها كان عمله كممثل اليونسكو لدول الخليج.
رواياته
* ضو البيت (بندر شاه): احدوثة عن كون الاب ضحية لابيه وابنه
* دومة ود حامد ويتناول فيها مشكلة الفقر وسوء التعاطي معه من قبل الفقراء أنفسهم من جهة ،واستغلال الإقطاعيين الذين لا يهمهم سوى زيادة أموالهم دون رحمةمن جهة أخرى.
* عرس الزين
* مريود
* موسم الهجرة إلى الشمال- 1966
ومن المفهوم أن رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" نالت شهرتها من كونها من أولى الروايات التي تناولت، بشكل فني راق الصدام بين الحضارات وموقف إنسان العالم الثالث ـ النامي ورؤيته للعالم الأول المتقدم، ذلك الصدام الذي تجلى في الأعمال الوحشية دائماً، والرقيقة الشجية أحياناً، لبطل الرواية "مصطفى سعيد". وآخر الدراسات الحديثة التي تناولت رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" ورواية "بندر شاه" للمؤلف نفسه، تلك الدراسة التي نشرت أخيراً في سلسلة حوليات كلية الآداب التي يصدرها مجلس النشر العلمي ـ في جامعة الكويت بعنوان "رؤية الموت ودلالتها في عالم الطيب صالح الروائي، من خلال روايتي: موسم الهجرة إلى الشمال، وبندر شاه" للدكتور عبد الرحمن عبد الرؤوف الخانجي، الأستاذ في قسم اللغة العربية ـ كلية الآداب جامعة الملك سعود. تتناول الدراسة بالبحث والتحليل رؤية الموت ودلالتها في أدب الطيب صالح الروائي في عملين بارزين من أعماله هما: "موسم الهجرة إلى الشمال" و"بندر شاه"، وتنقسم الدراسة إلى قسمين كبيرين وخاتمة. يعالج القسم الأول منهما محوري الموت الرئيسيين في هاتين الروايتين: محور موت الأنثى، وهو موت آثم يرتبط في أكثر معانيه بغريزة الجنس ولا يخلو من عنف أم خطيئة، وموت الرجل وهو موت نبيل يرتبط بالكبرياء والسمو ولا يخلو من تضحية ونكران ذات. هذان العالمان المتمايزان يثير الروائي من خلالهما عدداً من القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية والنفسية، توحي بأزمة الصراع المكثف بين حضارتي الشرق والغرب فكأن المقابلة بين الأنثى والرجل ووضعهما في إطارين متمايزين من خلال الموت... وهي مقابلة من صنع مؤلف الدراسة لا الروائي ـ تلك الرؤية الفنية ترمي إلى اختصار الصراع بين عالمين مختلفين حضارياً: شمال ـ جنوب، هي في النهاية المعادل الفني لأزلية الصراع بين الشر والخير ممثلين في الأنثى ـ الشر، الخير ـ الرجل، و: شمال ـ أنثى ـ شر، جنوب ـ رجل ـ خير، بما لذلك من مردود أسطوري في وعي وذاكرة الإنسان الشرقي، وهو ما لم تشر إليه الدراسة مكتفية بتتبع أنواع الموت وطرائقه التي تمارس من قبل الرجل في الروايتين. فالمرأة في موسم الهجرة إلى الشمال ضحية لرجل ـ دائماً ـ بينما الرجل ضحية ـ أيضاً ـ لظروف مجتمعية ساهم في خلقها مجتمع الضحية الأنثى بشكل ما، فعلاقة مصطفى سعيد بالأنثى هي دائماً علاقة آخرها موت مدمر إذ إن "مصطفى" ـ كما يلاحظ المؤلف ـ ينتقم في شخص الأنثى الغربية لسنوات الذل والقهر والاستعمار لينتهي بها الأمر إلى قتل نفسها بنفسها. موت الرجل ـ وهو المحور الثاني من القسم الأول ـ فهو دائماً موت علوي تتجلى دلالاته في العودة إلى النيل مصدر الحياة "ذهب من حيث أتى من الماء إلى الماء" كما في بندر شاه. ويتناول القسم الثاني من الدراسة الدلالات الفكرية المتصلة بعالمي الموت وكيف عبرت الروايتان عن هذه الدلالات في قوالب فنية منتهياً إلى أشكال الموت لدى الطيب صالح توزعت على أطر ثلاثة: الموت ـ الوفاة الموت ـ القتل الموت ـ الانتحار وكل إطار من هذه الأطر الثلاثة عن رؤى فكرية وفلسفية ونفسية اقتضتها طبيعة الأحداث والمواقف... لكن النمط الأكثر بروزاً من أنماط الموت الثلاثة السابقة هو النمط الثاني الذي يمثله: الموت ـ القتل، حين جعلته رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" يفجر طاقات متباينة من الدلالات الفكرية ووظائفها الفنية، وظل الموت ـ القتل في صراع الشخصيات يتراوح بين السلب والإيجاب وبين الرفض والقبول وبين القوة والضعف وتتبع الدراسة التجليات المختلفة لهذا النوع من الموت عبر روايتي: "موسم الهجرة إلى الشمال" و"بندر شاه". وتخلص الدراسة ـ عبر خاتمتها ـ إلى أن للموت سلطاناً لا ينكر على عالم الطيب صالح الروائي فقد وفق الروائي من خلال بناء هذا العالم في تقديم عطيل جديد هو: مصطفى سعيد عطيل القرن العشرين الذي حاول عقله أن يستوعب حضارة الغرب لا يبالي ولا يهاب، له القدرة على الفعل والإنجاز، يحارب الغرب بأسلحة الغرب. وبعد: سوف يبقى الطيب صالح وأعماله الروائية والقصصية ذخيرة لا تنضب لبحث الباحثين نقاداً كانوا أم مؤرخين، فهو عالم ثري مليء بقضايا إنسان العالم الثالث الذي آمن به الطيب صالح وعبر عن همومه وآلامه، أفراحه وإحباطاته.
عدل سابقا من قبل المدير العام في الأربعاء فبراير 18, 2009 11:41 am عدل 1 مرات
رد: وفاة الطيب صالح
عن البي بي سي
وفي في لندن الروائي السوداني الكبير الطيب صالح عن عمر يناهز الثمانين عاما.
ولد الطيب صالح في قرية شمالي السودان عام 1929 ثم انتقل الى الخرطوم حيث التحق بالجامعة التي لم يتم دراسته فيها.
غادر السودان الى بريطانيا عام 1952، وعمل مديرا لقسم الدراما في بي بي سي العربية.
عمل ايضا في وزارة الاعلام القطرية في الدوحةو وفي مقر اليونيسكو في باريس.
تبوأ الطيب الصالح مركزا مهما في خريطة الرواية العربية، خاصة بعد نشر روايته"موسم الهجرة الى الشمال" في بيروت عام 1966 التي ساهم الناقد الراحل رجاء النقاش في تعريف القارئ العربي بها، لتصبح فيما بعد إحدى المعالم المهمة للرواية العربية المعاصرة.
وتعد"موسم الهجرة إلى الشمال" من الأعمال العربية الأولى التي تناولت لقاء الثقافات وتفاعلها، وصورة الآخر بعيون العربي والشرقي بعيون الآخر الذي ينظر اليه كشخص قادم من عالم رومانسي يسوده السحر ويكتنفه الغموض.
وكانت السلطات السودانية قد منعت تداول هذه الرواية في التسعينيات من القرن الماضي بحجة تضمنها مشاهد ذات طابع جنسي.
ومن رواياته التي اكتسبت شهرة رواية "عرس الزين" التي تنقل الى القارئ أجواء الريف السوداني وشخصياته ونوادره.
وقد دعت بعض الجمعيات والمؤسسات الثقافية السودانية مؤخرا الى ترشيح الطيب صالح لجائزة نوبل للاآداب.
وفي في لندن الروائي السوداني الكبير الطيب صالح عن عمر يناهز الثمانين عاما.
ولد الطيب صالح في قرية شمالي السودان عام 1929 ثم انتقل الى الخرطوم حيث التحق بالجامعة التي لم يتم دراسته فيها.
غادر السودان الى بريطانيا عام 1952، وعمل مديرا لقسم الدراما في بي بي سي العربية.
عمل ايضا في وزارة الاعلام القطرية في الدوحةو وفي مقر اليونيسكو في باريس.
تبوأ الطيب الصالح مركزا مهما في خريطة الرواية العربية، خاصة بعد نشر روايته"موسم الهجرة الى الشمال" في بيروت عام 1966 التي ساهم الناقد الراحل رجاء النقاش في تعريف القارئ العربي بها، لتصبح فيما بعد إحدى المعالم المهمة للرواية العربية المعاصرة.
وتعد"موسم الهجرة إلى الشمال" من الأعمال العربية الأولى التي تناولت لقاء الثقافات وتفاعلها، وصورة الآخر بعيون العربي والشرقي بعيون الآخر الذي ينظر اليه كشخص قادم من عالم رومانسي يسوده السحر ويكتنفه الغموض.
وكانت السلطات السودانية قد منعت تداول هذه الرواية في التسعينيات من القرن الماضي بحجة تضمنها مشاهد ذات طابع جنسي.
ومن رواياته التي اكتسبت شهرة رواية "عرس الزين" التي تنقل الى القارئ أجواء الريف السوداني وشخصياته ونوادره.
وقد دعت بعض الجمعيات والمؤسسات الثقافية السودانية مؤخرا الى ترشيح الطيب صالح لجائزة نوبل للاآداب.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
منقول
وفاة الروائي السوداني الكبير الطيب صالح عن عمر يناهز 80 عاما
توفي الأربعاء 18-2-2009 الروائي السوداني المعرف الطيب صالح في العاصمة البريطانية لندن عن عمر يناهز الثمانين عاما بعد رحلة طويلة في مجال الأدب والثقافة والصحافة، مما حدا بالكثير من النقاد إلى تسميته بـ"عبقري الرواية العربية"، لاسيما وأن إحدى رواياته اختيرت
18.02.2009 11:01
توفي الأربعاء 18-2-2009 الروائي السوداني المعرف الطيب صالح في العاصمة البريطانية لندن عن عمر يناهز الثمانين عاما بعد رحلة طويلة في مجال الأدب والثقافة والصحافة، مما حدا بالكثير من النقاد إلى تسميته بـ"عبقري الرواية العربية"، لاسيما وأن إحدى رواياته اختيرت لتنضم إلى قائمة أفضل 100 رواية في القرن العشرين.
ولد الطيب صالح في إقليم مروى شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقيرة وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها، و تلقى تعليمه في وادي سيدنا وفي كلية العلوم في الخرطوم.
ومارس التدريس ثم عمل في الإذاعة البريطانية في لندن، كما نال شهادة في الشؤون الدولية في إنكلترا، وشغل منصب ممثل اليونسكو في دول الخليج ومقره قطر في الفترة 1984 - 1989.
كان صدور روايته الثانية "موسم الهجرة إلى الشمال" والنجاح الذي حققته سببا مباشرا في التعريف وجعله في متناول القارئ العربي في كل مكان، وتمتاز هذه الرواية بتجسيد ثنائية التقاليد الشرقية والغربية واعتماد صورة البطل الإشكالي الملتبس على خلاف صورته الواضحة، سلبًا أو إيجابًا، الشائعة في أعمال روائية كثيرة قبله.
وصدر حوله مؤلف بعنوان "الطيب صالح عبقري الرواية العربية" لمجموعة من الباحثين في بيروت، تناول لغته وعالمه الروائي بأبعاده وإشكالاته، وحاز في عام 2005 على جائزة ملتقى القاهرة الثالث للإبداع.
وبحسب النقاد، يمتاز الفن الروائي للطيب صالح بالالتصاق بالأجواء والمشاهد المحلية ورفعها إلى مستوى العالمية من خلال لغة تلامس الواقع خالية من الرتوش والاستعارات، منجزًا في هذا مساهمة جدية في تطور بناء الرواية العربية ودفعها إلى آفاق جديدة.
ومن أهم مؤلفاته: عرس الزين رواية ( 1962 )، موسم الهجرة إلى الشمال رواية ( 1971)، مريود، نخلة على الجدول، دومة ود حامد، وترجمت بعض رواياته إلى أكثر من ثلاثين لغة، وتحولت روايته "عرس الزين" إلى دراما في ليبيا ولفيلم سينمائي من اخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينيات حيث فاز في مهرجان كان.
وفي مجال الصحافة، كتب الطيب صالح خلال عشرة أعوام عمودا أسبوعيا في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم "المجلة"، وخلال عمله في هيئة الاذاعة البريطانية تطرق الطيب صالح إلى مواضيع أدبية متنوعة.
العربية
رد: وفاة الطيب صالح
لك الرحمة الطيب صالح، لك الرحمة عبقري الرواية العربية، وصاحب أحد افضل 100رواية في العالم على مر التاريخ. والعزاء موصول لكل السودانيين
( العجيب في الامر الجماعة ديل متقدمين في تسبيب الالم حتي علي القدر)
قبل عامين مُنعت في السودان رواية موسم الهجرة إلى الشمال، أول رواية للكاتب الطيب صالح المولود عام 1929 والذي يعيش منذ سنوات في إنجلترا، وذلك لأنه كان قد أشار في صحيفة الحياة اللندنية إلى الوضع الاجتماعي والسياسي المحزن في وطنه، علماً بان الاحتجاج الرسمي تمثل في تصنيف الرواية كأدب "بورنوغرافي" ومخالفتها لإصول الإسلام. لقد جاء المنع بلا شك متأخراً بعض الشيء، فالرواية قد توطدت - من قبل - بين أوساط المثقفين "ككتاب مقدس" أوان نشرها لأول مره في منتصف الستينيات وهي الآن في مصاف الأدب العالمي.
( العجيب في الامر الجماعة ديل متقدمين في تسبيب الالم حتي علي القدر)
قبل عامين مُنعت في السودان رواية موسم الهجرة إلى الشمال، أول رواية للكاتب الطيب صالح المولود عام 1929 والذي يعيش منذ سنوات في إنجلترا، وذلك لأنه كان قد أشار في صحيفة الحياة اللندنية إلى الوضع الاجتماعي والسياسي المحزن في وطنه، علماً بان الاحتجاج الرسمي تمثل في تصنيف الرواية كأدب "بورنوغرافي" ومخالفتها لإصول الإسلام. لقد جاء المنع بلا شك متأخراً بعض الشيء، فالرواية قد توطدت - من قبل - بين أوساط المثقفين "ككتاب مقدس" أوان نشرها لأول مره في منتصف الستينيات وهي الآن في مصاف الأدب العالمي.
وليد ابراهيم- صاحب أخو
- عدد الرسائل : 143
العمر : 58
المهنة : معلم
تاريخ التسجيل : 05/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
عبد الباري عطوان
قبل عشر سنوات تقريباً دعيت إلى جامعة أكسفورد البريطانية العريقة للمشاركة في ندوة حول صورة العرب في الغرب، إلى جانب العديد من الأساتذة والمختصين من مختلف الجامعات الأوروبية والبريطانية، علاوة على الأمير الحسن بن طلال الذي كان حينذاك لا يزال ولياً لعهد الأردن.
رئيس قسم الدراسات الشرقية في الجامعة واسمه ديرك هوبوود فجر قنبلة من الوزن الثقيل في الندوة، عندما قال ان الطلاب العرب يأتون إلى الجامعات البريطانية ليس من أجل الدراسة والتحصيل العلمي، وانما لمضاجعة الفتيات البريطانيات الشقراوات للانتقام من المستعمر البريطاني الذي احتل بلادهم.
البروفسور هــــوبوود عـــزز نظريته هذه بتأليف كتاب تحت عنوان Sexual Encounters in the Middle East، فسر فيه التاريخ الشرق اوسطي من زاوية العلاقات الجنسية للشخصيات السياسية الرئيسية التي لعبت دوراً في أحداث المنطقة على مر العصور.
قنبلة البروفسور المذكور، وتفسيره الجنسي للتاريخ أثارا جدلاً ساخناً في تلك الندوة، خاصة من جانب المشاركين العرب الذين فوجئوا بمثل هذا الطرح المهين، وتصدوا بشراسة لصاحبه، ونظرته الدونية، وميوله ذات الشبهة العنصرية الاستفزازية لمشاعرهم.
تذكرت الأديب الكبير الطيب صالح آنذاك، وروايته العالمية الشهيرة 'موسم الهجرة إلى الشمال'، التي ترجمت إلى 65 لغة، وبطلها مصطفى سعيد الذي ذهب إلى الجامعات البريطانية لجمع الحسنيين، أي التحصيل العلمي العالي واثبات فحولته الجنسية مع نساء بريطانيا 'البضات' انتقاما لاحتلال بلاده.
فالطيب صالح كان، بطريقة أو بأخرى، يكتب سيرة بطل روائي تشبه ربما سيرته، مع بعض البهارات الدرامية والتخييل الذي لا بدّ منه للعمل الروائي، لكنه لم يكن مسكوناً بهاجس الجنس مثل بطل روايته، فقد تزوج من أول سيدة اسكتلندية أحبها، وقد زرته في منزله في ضاحية ويمبلدون جنوب العاصمة أكثر من مرة، بصحبة صديقه الأديب والممثل والكاتب نديم صوالحة.
اعترف أنني تأثرت كثيراً بأدب الطيب صالح، فقد كان لدي ميل لكتابة القصة القصيرة بدأ منذ دراستي الآداب قسم الصحافة في جامعة القاهرة، وواصلت كتابتها بعد انتقالي إلى لندن في أواخر السبعينات من القرن الماضي، وحاولت محاكاة اسلوبه في عدد من القصص المستوحاة من الأجواء اللندنية والعواصم الأوروبية الأخرى بحكم ترحالي كصحافي، ونُشر بعضها في مجلة 'العربي' الكويتية، وبعضها الآخر في الملحق الأدبي لصحيفة 'المدينة' السعودية الذي كان يشرف عليه الأديب السوداني الراحل سباعي عثمان، ولكني توقفت لعدة أسباب أهمها ان الصورة لا يمكن ان تضاهي الأصل أو حتى تقترب منه، ولان الهم السياسي تفوق وانتصر، حتى ان المرحوم سباعي عثمان كتب مقالاً أشار فيه إلى ما وصفها بموهبة أدبية قتلتها السياسة.
تعرفت إلى الأديب الكبير للمرة الأولى في مطلع الثمانينات، وعن طريق الصدفة المحضة، فقط كنت أعمل مديراً لتحرير مجلة 'المجلة' في عصرها الذهبي عندما كان يترأس تحريرها الصديق عثمان العمير. الزميل العمير كان في حينها معجباً بالرعيل الأول من المثقفين العرب، وخاصة الراحل أكرم صالح الذي جمعته به صداقة حميمة، فطلب من الأديب الساخر المرحوم أيضاً الزميل عوني بشير ان يسجل معه سلسلة من الحلقات حول ذكرياته، أي ذكريات أكرم صالح. ولكن عوني بشير استنكف ان يقوم بهذه المهمة مع 'معلق رياضي' وقال انه أكبر من ذلك.الزميل العمير طلب مني أن اتولى الأمر، وبالفعل سجلت ما يقرب الأربع ساعات مع أكرم صالح، كانت حافلة بكل ما هو ممتع حول ذكرياته في الجامعة الأمريكية في القاهرة، حيث بدأ دراسته ولم يكملها بسبب حرب 1948، والتحاقه باذاعة الشرق الأدنى البريطانية، ثم اضرابه مع زملائه عن العمل بسبب الغزو البريطاني لقناة السويس. أكرم صالح كان يجسد الارستقراطية الفلسطينية، وعائلته كان يضرب بها المثل في الثراء، فقد كانت تملك معظم جبل الكرمل المطل على مدينة حيفا أجمل مدن البحر المتوسط.
أكرم صالح اضطر لقطع جلسات الحوار للعودة إلى الرياض حيث كان يعمل من أجل الاستقالة والعودة إلى لندن، وهو الذي كان يحلم ان يموت ويدفن في أرض عربية، بسبب طبيعة مزاجه الحادة، وبعض المضايقات في العمل، ولكنه لم يعد وباغتته أزمة قلبية حادة أدت إلى وفاته ودفنه في الرياض.
اكراماً لأكرم صالح نشرنا الحلقات في مجلة 'المجلة'، وكانت من أجمل ما كتبت في حياتي، لمفارقاتها الغريبة، وفوجئت بالأديب الكبير الطيب صالح يهاتف رئيس التحرير، ويهاتفني من أجل كتابة سلسلة حلقات عن أيامه في لندن في القسم العربي لمحطة اذاعة 'بي بي سي' وصداقته مع أكرم صالح.
الحلقات كانت من عيون الأدب، وتعكس خفة دم غير مسبوقة. وما أذكره منها، لحظة وصفه لوفاة أحد زملائه المسلمين وكان من مصر الشقيقة، واصراره في وصيته ان يدفن على الطريقة الاسلامية. المفاجأة ان معظم زملائه لم يكونوا من المتدينين، ولا يعرفون مراسم الدفن وواجبات التغسيل والتكفين والتلاوة المرافقة في الحالين، فعدد المسلمين في لندن (أواخر الخمسينات) كان محدوداً جداً، ولا توجد مساجد، وهؤلاء لا يعرفون أداء الصلوات العادية، ناهيك عن صلاة الميت. وبلغت المفارقة ذروتها عندما ذهبوا إلى المقبرة، وتساؤلهم هل يجوز دفنه مع 'الكفار' الانكليز وكيف؟ والأهم من ذلك أين يوجهون الرأس وكيف يكون الشاهد؟ وتفاصيل كثيرة عن حيرتهم وجهلهم، دوّنها بطريقة رائعة، وبأسلوب أدبي ساحر.
اعجابنا بهذه الحلقة على وجه التحديد تبخر عندما اعترضت الرقابة في السعودية على كل هذه التفاصيل، لان المذهب الوهابي لا يقبل بثقافة القبور هذه ويعتبرها بدعة. وأصر الرقيب على حذف كل هذه المقاطع، والا لا حلقة ولا نشر. الطيب صالح من جانبه قال اما ان تنشر كلها دون حذف أو لا تنشر على الاطلاق. رئيس التحرير وقع في حرج كبير، وبعد اتصالات مع علية القوم جرى ايجاد مخرج، وهو ان تفاصيل الحكاية وقعت في لندن في بلاد 'الكفار'، ويبدو ان هذا التفسير 'غير الوهابي' انقذ الحلقة، ورئيس التحرير، وبعدها أصبح الطيب صالح كاتباً منتظماً في المجلة.
وللتاريخ فان الرجل لم يطلب مالاً على الاطلاق، سواء مقابل الحلقات المذكورة، او كتابته للصفحة الأخيرة في المجلة بشكل اسبوعي. وعندما جرى تحديد مبلغ المكافأة الشهرية لم يساوم على الاطلاق، ولم يناقش الأمر مثل بعض الكتاب الآخرين.
الطيب صالح كان مغرماً بأبي الطيب المتنبي، والقى محاضرة عنه في المركز الثقافي السعودي، بدعوة من الدكتور غازي القصيبي، كانت من أجمل ما سمعت في حياتي، فقد كان خفيف الظل في طرحه، ممتعاً في تحليله لشخصية الشاعر الكبير وظروفه، وكانت حسرته الوحيدة ان ابا الطيب لم يزر السودان، وقال ان عزاءه ان ناقته 'بجّاية' كانت سودانية. وأكد انه، اي المتنبي، لم يكن ينطلق من نزعة عنصرية عندما هاجم كافور الاخشيدي ووصفه بالعبد. وقال من كان سيعرف كافور هذا أساساً او يتذكره لو لم يهجه المتنبي.
رحم الله الطيب صالح، الذي كان مثل الغالبية الساحقة من أبناء السودان، قمة في التواضع وهو المبدع الكبير، وعاش حياة بسيطة هادئة، محاطاً بمجموعة صغيرة من الأصدقاء وفي البيت نفسه، وكم كنت أتمنى لو انه حصل على جائزة نوبل في الأدب تكريماً لمسيرته، ولكنه مع ذلك يسجل له انه جدّد دم الرواية العربية وأضاف إليها نكهة لم تكن تعرفها من قبل.
لا أعرف أين سيدفن أديبنا الكبير، ولكن ما أعرفه انه أياً كان المكان، فإنه لن يواجه المعضلة التي واجهها زميله وأصدقاؤه في أواخر الخمسينات، حيث سيلقى كل الحفاوة والتكريم، وسيتحول قبره إلى مزار للملايين من عشاق ابداعه.
قبل عشر سنوات تقريباً دعيت إلى جامعة أكسفورد البريطانية العريقة للمشاركة في ندوة حول صورة العرب في الغرب، إلى جانب العديد من الأساتذة والمختصين من مختلف الجامعات الأوروبية والبريطانية، علاوة على الأمير الحسن بن طلال الذي كان حينذاك لا يزال ولياً لعهد الأردن.
رئيس قسم الدراسات الشرقية في الجامعة واسمه ديرك هوبوود فجر قنبلة من الوزن الثقيل في الندوة، عندما قال ان الطلاب العرب يأتون إلى الجامعات البريطانية ليس من أجل الدراسة والتحصيل العلمي، وانما لمضاجعة الفتيات البريطانيات الشقراوات للانتقام من المستعمر البريطاني الذي احتل بلادهم.
البروفسور هــــوبوود عـــزز نظريته هذه بتأليف كتاب تحت عنوان Sexual Encounters in the Middle East، فسر فيه التاريخ الشرق اوسطي من زاوية العلاقات الجنسية للشخصيات السياسية الرئيسية التي لعبت دوراً في أحداث المنطقة على مر العصور.
قنبلة البروفسور المذكور، وتفسيره الجنسي للتاريخ أثارا جدلاً ساخناً في تلك الندوة، خاصة من جانب المشاركين العرب الذين فوجئوا بمثل هذا الطرح المهين، وتصدوا بشراسة لصاحبه، ونظرته الدونية، وميوله ذات الشبهة العنصرية الاستفزازية لمشاعرهم.
تذكرت الأديب الكبير الطيب صالح آنذاك، وروايته العالمية الشهيرة 'موسم الهجرة إلى الشمال'، التي ترجمت إلى 65 لغة، وبطلها مصطفى سعيد الذي ذهب إلى الجامعات البريطانية لجمع الحسنيين، أي التحصيل العلمي العالي واثبات فحولته الجنسية مع نساء بريطانيا 'البضات' انتقاما لاحتلال بلاده.
فالطيب صالح كان، بطريقة أو بأخرى، يكتب سيرة بطل روائي تشبه ربما سيرته، مع بعض البهارات الدرامية والتخييل الذي لا بدّ منه للعمل الروائي، لكنه لم يكن مسكوناً بهاجس الجنس مثل بطل روايته، فقد تزوج من أول سيدة اسكتلندية أحبها، وقد زرته في منزله في ضاحية ويمبلدون جنوب العاصمة أكثر من مرة، بصحبة صديقه الأديب والممثل والكاتب نديم صوالحة.
اعترف أنني تأثرت كثيراً بأدب الطيب صالح، فقد كان لدي ميل لكتابة القصة القصيرة بدأ منذ دراستي الآداب قسم الصحافة في جامعة القاهرة، وواصلت كتابتها بعد انتقالي إلى لندن في أواخر السبعينات من القرن الماضي، وحاولت محاكاة اسلوبه في عدد من القصص المستوحاة من الأجواء اللندنية والعواصم الأوروبية الأخرى بحكم ترحالي كصحافي، ونُشر بعضها في مجلة 'العربي' الكويتية، وبعضها الآخر في الملحق الأدبي لصحيفة 'المدينة' السعودية الذي كان يشرف عليه الأديب السوداني الراحل سباعي عثمان، ولكني توقفت لعدة أسباب أهمها ان الصورة لا يمكن ان تضاهي الأصل أو حتى تقترب منه، ولان الهم السياسي تفوق وانتصر، حتى ان المرحوم سباعي عثمان كتب مقالاً أشار فيه إلى ما وصفها بموهبة أدبية قتلتها السياسة.
تعرفت إلى الأديب الكبير للمرة الأولى في مطلع الثمانينات، وعن طريق الصدفة المحضة، فقط كنت أعمل مديراً لتحرير مجلة 'المجلة' في عصرها الذهبي عندما كان يترأس تحريرها الصديق عثمان العمير. الزميل العمير كان في حينها معجباً بالرعيل الأول من المثقفين العرب، وخاصة الراحل أكرم صالح الذي جمعته به صداقة حميمة، فطلب من الأديب الساخر المرحوم أيضاً الزميل عوني بشير ان يسجل معه سلسلة من الحلقات حول ذكرياته، أي ذكريات أكرم صالح. ولكن عوني بشير استنكف ان يقوم بهذه المهمة مع 'معلق رياضي' وقال انه أكبر من ذلك.الزميل العمير طلب مني أن اتولى الأمر، وبالفعل سجلت ما يقرب الأربع ساعات مع أكرم صالح، كانت حافلة بكل ما هو ممتع حول ذكرياته في الجامعة الأمريكية في القاهرة، حيث بدأ دراسته ولم يكملها بسبب حرب 1948، والتحاقه باذاعة الشرق الأدنى البريطانية، ثم اضرابه مع زملائه عن العمل بسبب الغزو البريطاني لقناة السويس. أكرم صالح كان يجسد الارستقراطية الفلسطينية، وعائلته كان يضرب بها المثل في الثراء، فقد كانت تملك معظم جبل الكرمل المطل على مدينة حيفا أجمل مدن البحر المتوسط.
أكرم صالح اضطر لقطع جلسات الحوار للعودة إلى الرياض حيث كان يعمل من أجل الاستقالة والعودة إلى لندن، وهو الذي كان يحلم ان يموت ويدفن في أرض عربية، بسبب طبيعة مزاجه الحادة، وبعض المضايقات في العمل، ولكنه لم يعد وباغتته أزمة قلبية حادة أدت إلى وفاته ودفنه في الرياض.
اكراماً لأكرم صالح نشرنا الحلقات في مجلة 'المجلة'، وكانت من أجمل ما كتبت في حياتي، لمفارقاتها الغريبة، وفوجئت بالأديب الكبير الطيب صالح يهاتف رئيس التحرير، ويهاتفني من أجل كتابة سلسلة حلقات عن أيامه في لندن في القسم العربي لمحطة اذاعة 'بي بي سي' وصداقته مع أكرم صالح.
الحلقات كانت من عيون الأدب، وتعكس خفة دم غير مسبوقة. وما أذكره منها، لحظة وصفه لوفاة أحد زملائه المسلمين وكان من مصر الشقيقة، واصراره في وصيته ان يدفن على الطريقة الاسلامية. المفاجأة ان معظم زملائه لم يكونوا من المتدينين، ولا يعرفون مراسم الدفن وواجبات التغسيل والتكفين والتلاوة المرافقة في الحالين، فعدد المسلمين في لندن (أواخر الخمسينات) كان محدوداً جداً، ولا توجد مساجد، وهؤلاء لا يعرفون أداء الصلوات العادية، ناهيك عن صلاة الميت. وبلغت المفارقة ذروتها عندما ذهبوا إلى المقبرة، وتساؤلهم هل يجوز دفنه مع 'الكفار' الانكليز وكيف؟ والأهم من ذلك أين يوجهون الرأس وكيف يكون الشاهد؟ وتفاصيل كثيرة عن حيرتهم وجهلهم، دوّنها بطريقة رائعة، وبأسلوب أدبي ساحر.
اعجابنا بهذه الحلقة على وجه التحديد تبخر عندما اعترضت الرقابة في السعودية على كل هذه التفاصيل، لان المذهب الوهابي لا يقبل بثقافة القبور هذه ويعتبرها بدعة. وأصر الرقيب على حذف كل هذه المقاطع، والا لا حلقة ولا نشر. الطيب صالح من جانبه قال اما ان تنشر كلها دون حذف أو لا تنشر على الاطلاق. رئيس التحرير وقع في حرج كبير، وبعد اتصالات مع علية القوم جرى ايجاد مخرج، وهو ان تفاصيل الحكاية وقعت في لندن في بلاد 'الكفار'، ويبدو ان هذا التفسير 'غير الوهابي' انقذ الحلقة، ورئيس التحرير، وبعدها أصبح الطيب صالح كاتباً منتظماً في المجلة.
وللتاريخ فان الرجل لم يطلب مالاً على الاطلاق، سواء مقابل الحلقات المذكورة، او كتابته للصفحة الأخيرة في المجلة بشكل اسبوعي. وعندما جرى تحديد مبلغ المكافأة الشهرية لم يساوم على الاطلاق، ولم يناقش الأمر مثل بعض الكتاب الآخرين.
الطيب صالح كان مغرماً بأبي الطيب المتنبي، والقى محاضرة عنه في المركز الثقافي السعودي، بدعوة من الدكتور غازي القصيبي، كانت من أجمل ما سمعت في حياتي، فقد كان خفيف الظل في طرحه، ممتعاً في تحليله لشخصية الشاعر الكبير وظروفه، وكانت حسرته الوحيدة ان ابا الطيب لم يزر السودان، وقال ان عزاءه ان ناقته 'بجّاية' كانت سودانية. وأكد انه، اي المتنبي، لم يكن ينطلق من نزعة عنصرية عندما هاجم كافور الاخشيدي ووصفه بالعبد. وقال من كان سيعرف كافور هذا أساساً او يتذكره لو لم يهجه المتنبي.
رحم الله الطيب صالح، الذي كان مثل الغالبية الساحقة من أبناء السودان، قمة في التواضع وهو المبدع الكبير، وعاش حياة بسيطة هادئة، محاطاً بمجموعة صغيرة من الأصدقاء وفي البيت نفسه، وكم كنت أتمنى لو انه حصل على جائزة نوبل في الأدب تكريماً لمسيرته، ولكنه مع ذلك يسجل له انه جدّد دم الرواية العربية وأضاف إليها نكهة لم تكن تعرفها من قبل.
لا أعرف أين سيدفن أديبنا الكبير، ولكن ما أعرفه انه أياً كان المكان، فإنه لن يواجه المعضلة التي واجهها زميله وأصدقاؤه في أواخر الخمسينات، حيث سيلقى كل الحفاوة والتكريم، وسيتحول قبره إلى مزار للملايين من عشاق ابداعه.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
الشرق الاوسط
سيبقى الطيب صالح أمة في كاتب وكاتباً في أمة
قال عن نفسه: يبدو لي أحياناً أن البشرية تائهة وأنا تائه معها
واشنطن: طلحة جبريل
غادر الطيب صالح الخرطوم في شتاء عام 1953 في رحلة ستمتد أزيد من نصف قرن، وكان ذلك في فبراير (شباط) من تلك السنة، ويتوقع أن يعود الطيب صالح إلى السودان فجر غد الجمعة من شهر فبراير (شباط) أيضاً، جثماناً يرافقه شقيقه بشير محمد صالح وصديقه محمود عثمان صالح، ليدفن في مقابر البكري في أم درمان، هذه المدينة التي قال عنها «هي المدينة التي ترنو إليها باقي بلاد السودان... كان كل واحد منا يجد أن لديه أقارب أو أهلا في أم درمان ... مكاناً ميكروكوزم... لقد بدأت أم درمان تتكون بكيفية طبيعية لكننا كسرناها لسوء الحظ».
في آخر حديث هاتفي بيننا تحدثنا أيضاً عن أم درمان ، وأحسست بفرح غامر عندما قلت له إنني ربما أعود إليها عودة عاطفية هذه المرة، ولم يكن يدور بخلد أحد منا أن الطيب نفسه سيعود إلى أم درمان ليوارَى الثرى في المدينة التي درس خلالها المرحلة الثانوية في واحدة من أهم ثلاث مدارس ثانوية في أربعينات القرن الماضي.
الطيب صالح تلخص شخصيته عبارة كتبها هو نفسه يصف فيها أحد الكتاب «هو من طراز مبدعين يظهرون في حياة الأمم خلال فترات متباعدة كان كاتباً في أمة أحبها وأحبه كثيرون... وكان أمة في كاتب».
كان الطيب صالح هو السودان، وكان السودان هو الطيب صالح، لأنه جمع في كتاباته بين قدرات كاتب عملاق، ومبدع مرهف الإحساس، ومفكر عميق الفكر، وإنساناً قل أن يجود الزمان بمثيل له.
وعلى الرغم من أن روايته «موسم الهجرة إلى الشمال» اختيرت ضمن أفضل مائة عمل في تاريخ الإنسانية، يقول الطيب بتواضعه الجم «أقول لك صادقاً ليس لديّ أي إحساس بأهمية ما كتبت، ولا أحس أنني مهم، هذا ليس تواضعاً لكنها الحقيقة، إذا اعتقد الناس أن ما كتبته مهم فهذا شأنهم لكنني قطرة في بحر، قصيدة واحدة للمتنبي تساوي كل ما كتبته وأكثر».
هذا هو الطيب صالح في حقيقته، تلخصه كلمة واحدة « التواضع» ولعل من مفارقات لعبة التواريخ في حياة الطيب صالح، أنه ولد عام 1929، واحتفظ برقم تسعة أيضاً وهو يغادر.
أطلقت والدته عائشة أحمد زكريا عليه اسم «الطيب» بعد أن فقدت اثنين من أشقائه قبل أن يأتي الطيب، وكان الناس في قرى شمال السودان، يعتقدون أن «الطيب» اسم تحل به البركة إذا كانت الأسرة تفقد مواليدها، والده محمد صالح أحمد، وأهله يتوزعون ما بين «الدبة» و«العفاض» وهي من قرى منطقة مروي. عاش الطيب مثل أهله حياة المزارعين. لذلك يعتقد الطيب صالح أن بيئة القرية في المجتمع المتساكن والمندمج هي التي ستحفزه بعد ذلك بسنوات طويلة على الكتابة «كتبت حتى أقيم جسراً بيني وبين بيئة افتقدتها ولن أعود إليها مرة أخرى».
عاش الطيب صالح في قريته كما يعيش أهلها، وهو يقول بحنين يبدو جارفاً عن تلك الفترة «في هذه البيئة بدأت مسيرة حياتي، ورغم أنني تعرجت في الزمان والمكان بعد ذلك لكن أثر البيئة لا يزال راسخاً في أعماقي، وأعتقد أن الشخص الذي يطلق عليه لفظ كاتب أو مبدع يوجد طفل قابع في أعماقه، والإبداع نفسه فيه البحث عن الطفولة الضائعة. حين كبرت ودخلت في تعقيدات الحياة كان عالم الطفولة بالنسبة لي فردوساً عشت خلاله متحرراً من الهموم، أسرح وأمرح كما شاء لي الله، وأعتقد أنه كان عالماً جميلا». «ذلك هو العالم الوحيد الذي أحببته دون تحفظ، وأحسست فيه بسعادة كاملة وما حدث لي لاحقاً كان كله مشوباً بالتوتر...».
ويكشف الطيب صالح النقاب عن مسألة في غاية الأهمية «لقد كانت قريتي مختلفة تماماً عن الأمكنة والمدن الأخرى التي عشت فيها، ولاشك أن هذه المنطقة هي التي خلقت عالمي الروائي»
انتقل الطيب صالح إلى دراسة المرحلة الوسطى (المتوسطة) في مدينة بورتسودان على البحر الأحمر، بيد أنه ظل مشدوداً إلى قريته «في بورتسودان بدأ يراودني إحساس أن هذا الشيء الجميل الذي تركته خلفي سيضيع».
في المرحلة الوسطى ستبدأ علاقة الطيب صالح مع اللغة الإنجليزية «حين بدأت تعلم اللغة الإنجليزية اكتشفت مدى حبي لها... والواضح أن سبب تفوقي في اللغة الإنجليزية كان مرده حبي لهذه اللغة».
بعد المرحلة الوسطى، سينتقل إلى أم درمان ، حيث سيتابع دراسته الثانوية في مدرسة «وادي سيدنا» ولا يخفي الطيب صالح إعجابه بتلك المدرسة «كانت مدرسة وادي سيدنا مدرسة فاخرة، بناها الإنجليز بناءً باذخاً على غرار أعظم المدارس في إنجلترا وكنا ندرس تماماً كما يدرس الإنجليز في مدارس الارستقراطيين في أيتون وهارو».
كان طموح الطيب صالح أن يدرس في كلية الزراعة بعد المرحلة الثانوية، ولعله في ذلك بدا متأثراً وشديد الانجذاب إلى بيئته الزراعية، بيد أن الميولات الأدبية أيضاً كانت حاضرة وهو يفكر في دراسته الجامعية «كنت أفكر في دراسة الآداب، حتى مستر لانغ ناظر مدرسة وادي سيدنا الثانوية شجعني على دخول كلية الآداب، لكن كانت تستهويني دراسة الزراعة إذ بدت لي مسألة رومانتيكية».
بيد أن الطيب صالح الذي التحق بكلية الخرطوم الجامعية (جامعة الخرطوم) عام 1949، سيقرر ترك الجامعة برمتها عندما وجد أن السنة الأولى في كلية العلوم التي ستقوده بعد ذلك إلى دراسة الزراعة تتطلب منه تشريح الصراصير والفئران، ونفر من هذه الأمور وقرر قطع دراسته الجامعية حيث التحق بالتدريس، ليدرّس اللغة الإنجليزية في مدينة رفاعة في وسط السودان.
وعلى الرغم من أن الطيب صالح كان يود العودة إلى الجامعة من جديد لاستكمال دراسته الجامعية في كلية الآداب، بيد أن إعلاناً من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يطلب مذيعين ومحررين ومترجمين سودانيين، قلب حياته رأساً على عقب. وهذه التجربة القاسية لشاب عمر 24 سنة فقط، هي التي ستمنحنا كاتباً وروائياً عالمياً، لأن الطيب كتب «فقط لأقيم جسراً بيني وبين بيئة افتقدتها بدون سبب».
بيد أن الطيب لم يكن سعيداً على الإطلاق في هجرته إلى لندن «جئت إلى بلد لم أكن أرغب فيه لأعمل عملا هو كذلك ليست لي رغبة فيه... تركت الأهل والأحباب والدور الفسيحة والتواصل الاجتماعي لأجد نفسي داخل غرفة صغيرة برودتها لا تطاق في بلد غريب بين قوم غرباء».
اهتم الطيب صالح خلال سنواته الأولى في بريطانيا بالمسرح، وقرأ كتباً كثيرة في الأدب والفن والتاريخ والاجتماع، وفي السياسة وجد نفسه ميالا للاشتراكية العمالية، واندمج في حياة لندن وتزوج من زوجته جولي (بريطانية)، ورزق منها بناته زينب وسارة وسميرة.
بدأت علاقة الطيب صالح مع الكتابة في وقت مبكر، عكس ما هو رائج، إذ كتب أول قصة قصيرة عام 1953، بعنوان «نخلة على الجدول» ستنشر لاحقاً ضمن المجموعة القصصية «دومة ود حامد».
يقول عنها الطيب صالح «قصة بسيطة كتبتها ببساطة شديدة جداً... كانت القصة تعبيراً عن حنين للبيئة ومحاولة لاستحضار تلك البيئة».
وبعد «نخلة على الجدول» لم يكتب الطيب صالح على مدى سبع سنوات حرفاً واحداً، ثم كتب «حفنة تمر» ثم «دومة ود حامد» ونشرتها مجلة «انكونتر» الأدبية الإنجليزية التي كانت آنذاك زوبعة ثقافية، واعتبر نشر تلك المجلة لقصة الطيب صالح، هو بمثابة الميلاد الحقيقي لأديب عالمي. وفي عام 1964 كتب الطيب صالح روايته الأولى «عُرس الزين» وفي عام 1966 سيكتب روايته ذائعة الصيت «موسم الهجرة إلى الشمال».
كثيرون يعتقدون أن مصطفى سعيد بطل موسم الهجرة إلى الشمال فيه بعض ملامح الطيب صالح نفسه وفي هذا السياق يقول الطيب «الذي يطرح أفكاره على الناس علناً عليه أن يتحمل تبعات ذلك، لذلك لا يزعجني أحياناً حين يسألني بعض الناس هل مصطفى سعيد يشكل جزءاًً من سيرتي الذاتية». ويضيف الطيب «يبدو لي أحياناً أن البشرية تائهة وأنا تائه معها، لذلك لا أطالب الناس بأن تفهمني كما أريد، الكاتب نفسه لا يعرف ماذا يقول وماذا يكتب».
قبل أن يرقد الطيب صالح يوم غد الجمعة رقدته الأبدية تحت سماء السودان الصافية التي تعج بالنجوم، سيقول المشيعون «جنازة رجل» قبل الصلاة عليه. لكن، أي رجل سيوارى الثرى، الرجل الذي جعلنا نقول باعتزاز «نحن من بلد الطيب صالح».
أما أنا شخصياً الذي اعتقدت دائماً أن مجرد وجود الطيب صالح في هذه الدنيا يجعلها خيّرة، وفي هذه اللحظة التي تطفح بالمشاعر أقول صادقاً إن أحزاني فاضت وفاضت. وعندما قال لي شقيقه بشير هو يعتقد أنك أفضل من ستكتب عنه، بقيت ساعات في حالة ذهول وفجيعة، وسط دموع رجوت أن أغلبها ولا تغلبني. ما أوسع الحزن وما أضيق الكلمات. كان الطيب صالح في حياته أكبر من الحياة وسيظل الطيب صالح في موته أكبر من الموت.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
[color=red]
الروائي السوداني الطيب صالح يرحل في صقيع «الشمال»
الخرطوم - عصام أبو القاسم الحياة - 19/02/09//
فجعت الساحة الأدبية السودانية والعربية فجر أول من أمس برحيل «عبقري» الرواية العربية، صاحب «موسم الهجرة إلى الشمال» و «عرس الزين» و «مريود» و «ضو البيت» و «بندر شاه» الروائي والقاص الطيب صالح والذي ولد في قرية «كرمكول» في مركز مروي (شمال السودان) عام 1929 وتوفي في العاصمة البريطانية بعد صراع مع المرض.
أمضى الطيب صالح طفولته في قريته قبل أن ينتقل إلى مدينة بورسودان حيث درس المرحلة الوسطى وجاء الى الخرطوم آخر أربعينات القرن الماضي حيث درس بمدرستي «وادي سيدنا» و «حنتوب» المرحلة الثانوية والتحق من بعد بجامعة الخرطوم لدراسة العلوم الطبيعية، وعمل مدرساً في مدرسة «الشيخ رضا» وفي «بخت الرضا» قبل ان يكمل دراسته للطب.
هاجر صالح إلى انكلترا في العام 1953 حيث واصل دراسته، لكنه تخصص في «الشؤون الدولية» وعمل لاحقاً بالقسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، حيث اشتغل رئيساً لقسم الدراما وفي ذات العام (1953) كتب أول نص قصصي وهو «نخلة على جدول» وأذيع عبر الـ «بي سي سي»، وأعقبه بـ «دومة ود حامد» العمل الذي نُشر للمرة الأولى في العام 1960 بمجلة «أصوات» المتخصصة في الثقافة بلندن، وقد قام محرر المجلة المستشرق ديفيد جونسون بترجمتها.
وما لبث ان استقال الطيب صالح من «بي بي سي» وعاد إلى السودان وعمل لفترة بالإذاعة السودانية حيث اشتهر بسرده لسيرة ابن هشام في برنامج «سيرة ابن هشام» وبتقديم مقابلات مع رواد سودانيين في الأدب والفن. هاجر إلى دولة قطر وعمل مديراً لوزارة الإعلام، كما عمل بعد ذلك مستشاراً إقليمياً للإعلام بمنظمة اليونسكو في باريس، وممثلاً للمنظمة في الخليج العربي.
قدم الراحل الطيب صالح العديد من المؤلفات للمكتبة العربية مثل «موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى: إنسان نادر على طريقته».. ورحل قبل ان ينشر الجزء الثالث من «بندر شاه» والذي وسمه بـ «جبر الدار». وقد اُنتخبت روايته «موسم الهجرة إلى الشمال» في العديد من الجامعات كمصدر للمعرفة البحثية المتعلقة بدراسات ما بعد الاستعمار وكانت وكالات أنباء أوردت اختيار هذه الرواية كواحدة من أفضل مئة رواية في تاريخ الإنسانية في العام 2002.
وكان الراحل حاز في آذار (مارس) 2007 جائزة ملتقى القاهرة للرواية العربية كما منح في العام 2002 جائزة محمد زفزاف للرواية في المغرب.
دُرست أعمال الطيب صالح في العديد من الجامعات كما ألهمت العديد من كتّاب الدراما. فروايته «عرس الزين» حُوّلت إلى عمل درامي بالاسم نفسه من إخراج الكويتي خالد الصديق وعرض بمهرجان (كان) نحو 1974 إضافة إلى عمله «دومة ود حامد» والذي أحرزت به الإذاعة السودانية في العام 2003 الجائزة الذهبية للمسلسل الإذاعي بمهرجان القاهرة الدولي للإذاعة والتلفزيون كما قام سعد يوسف عبيد بإخراج ذات العمل للمسرح.
وكان الطيب صالح دعا الى تحويل محفل تكريمي أقامته مجموعة من محبيه لاسمه الى مسابقة للإبداع الروائي في السودان، وتبنى مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بامدرمان في العام 2003 اطلاق (مسابقة الطيب صالح للإبداع الروائي) بعد وضع المبلغ (20) ألف دولار الذي جمع للتكريم في شكل وديعة في أحد المصارف، وليستفاد من أرباحها كجائزة لأفضل رواية يتم اختيارها سنوياً، بهدف تفعيل حركة الرواية السودانية وفي مطلع هذا العام اطلق المركز مسابقة (الطيب صالح للقصة القصيرة) كما شارك مع مجموعة من المؤسسات الثقافية في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي في ترشيح الراحل لجائزة نوبل.
عرف الطيب صالح بانشغاله اللافت بقضايا الأدب العربي القديم وقدم في هذا الباب رؤى ونظرات على قدر عال من الجدة والفرادة، وقد خصّ أبو الطيب المتنبي بجهد أكبر وبرأيه «ان من يحب اللغة العربية عليه أن يحب المتنبي»، كما اشتغل الراحل بالكتابة الصحافية حيث شارك بمجلة «المجلة» العربية الصادرة في لندن في كتابة زاوية راتبة وسمها بـ «نحو أفق بعيد» مناقشاً قضايا وهموم الكتابة بأجناسها المختلفة رواية، قصة، شعر، نثر.
تزوج الطيب صالح الذي يُنتظر وصول جثمانه الخرطوم اليوم الخميس من سيدة بريطانية وأنجب منها زينب وسميرة وسارة.
عن دار الحياة
[/colorالروائي السوداني الطيب صالح يرحل في صقيع «الشمال»
الخرطوم - عصام أبو القاسم الحياة - 19/02/09//
فجعت الساحة الأدبية السودانية والعربية فجر أول من أمس برحيل «عبقري» الرواية العربية، صاحب «موسم الهجرة إلى الشمال» و «عرس الزين» و «مريود» و «ضو البيت» و «بندر شاه» الروائي والقاص الطيب صالح والذي ولد في قرية «كرمكول» في مركز مروي (شمال السودان) عام 1929 وتوفي في العاصمة البريطانية بعد صراع مع المرض.
أمضى الطيب صالح طفولته في قريته قبل أن ينتقل إلى مدينة بورسودان حيث درس المرحلة الوسطى وجاء الى الخرطوم آخر أربعينات القرن الماضي حيث درس بمدرستي «وادي سيدنا» و «حنتوب» المرحلة الثانوية والتحق من بعد بجامعة الخرطوم لدراسة العلوم الطبيعية، وعمل مدرساً في مدرسة «الشيخ رضا» وفي «بخت الرضا» قبل ان يكمل دراسته للطب.
هاجر صالح إلى انكلترا في العام 1953 حيث واصل دراسته، لكنه تخصص في «الشؤون الدولية» وعمل لاحقاً بالقسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، حيث اشتغل رئيساً لقسم الدراما وفي ذات العام (1953) كتب أول نص قصصي وهو «نخلة على جدول» وأذيع عبر الـ «بي سي سي»، وأعقبه بـ «دومة ود حامد» العمل الذي نُشر للمرة الأولى في العام 1960 بمجلة «أصوات» المتخصصة في الثقافة بلندن، وقد قام محرر المجلة المستشرق ديفيد جونسون بترجمتها.
وما لبث ان استقال الطيب صالح من «بي بي سي» وعاد إلى السودان وعمل لفترة بالإذاعة السودانية حيث اشتهر بسرده لسيرة ابن هشام في برنامج «سيرة ابن هشام» وبتقديم مقابلات مع رواد سودانيين في الأدب والفن. هاجر إلى دولة قطر وعمل مديراً لوزارة الإعلام، كما عمل بعد ذلك مستشاراً إقليمياً للإعلام بمنظمة اليونسكو في باريس، وممثلاً للمنظمة في الخليج العربي.
قدم الراحل الطيب صالح العديد من المؤلفات للمكتبة العربية مثل «موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى: إنسان نادر على طريقته».. ورحل قبل ان ينشر الجزء الثالث من «بندر شاه» والذي وسمه بـ «جبر الدار». وقد اُنتخبت روايته «موسم الهجرة إلى الشمال» في العديد من الجامعات كمصدر للمعرفة البحثية المتعلقة بدراسات ما بعد الاستعمار وكانت وكالات أنباء أوردت اختيار هذه الرواية كواحدة من أفضل مئة رواية في تاريخ الإنسانية في العام 2002.
وكان الراحل حاز في آذار (مارس) 2007 جائزة ملتقى القاهرة للرواية العربية كما منح في العام 2002 جائزة محمد زفزاف للرواية في المغرب.
دُرست أعمال الطيب صالح في العديد من الجامعات كما ألهمت العديد من كتّاب الدراما. فروايته «عرس الزين» حُوّلت إلى عمل درامي بالاسم نفسه من إخراج الكويتي خالد الصديق وعرض بمهرجان (كان) نحو 1974 إضافة إلى عمله «دومة ود حامد» والذي أحرزت به الإذاعة السودانية في العام 2003 الجائزة الذهبية للمسلسل الإذاعي بمهرجان القاهرة الدولي للإذاعة والتلفزيون كما قام سعد يوسف عبيد بإخراج ذات العمل للمسرح.
وكان الطيب صالح دعا الى تحويل محفل تكريمي أقامته مجموعة من محبيه لاسمه الى مسابقة للإبداع الروائي في السودان، وتبنى مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بامدرمان في العام 2003 اطلاق (مسابقة الطيب صالح للإبداع الروائي) بعد وضع المبلغ (20) ألف دولار الذي جمع للتكريم في شكل وديعة في أحد المصارف، وليستفاد من أرباحها كجائزة لأفضل رواية يتم اختيارها سنوياً، بهدف تفعيل حركة الرواية السودانية وفي مطلع هذا العام اطلق المركز مسابقة (الطيب صالح للقصة القصيرة) كما شارك مع مجموعة من المؤسسات الثقافية في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي في ترشيح الراحل لجائزة نوبل.
عرف الطيب صالح بانشغاله اللافت بقضايا الأدب العربي القديم وقدم في هذا الباب رؤى ونظرات على قدر عال من الجدة والفرادة، وقد خصّ أبو الطيب المتنبي بجهد أكبر وبرأيه «ان من يحب اللغة العربية عليه أن يحب المتنبي»، كما اشتغل الراحل بالكتابة الصحافية حيث شارك بمجلة «المجلة» العربية الصادرة في لندن في كتابة زاوية راتبة وسمها بـ «نحو أفق بعيد» مناقشاً قضايا وهموم الكتابة بأجناسها المختلفة رواية، قصة، شعر، نثر.
تزوج الطيب صالح الذي يُنتظر وصول جثمانه الخرطوم اليوم الخميس من سيدة بريطانية وأنجب منها زينب وسميرة وسارة.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
السفير
الروائي السوداني الطيب صالح يرحل في صقيع «الشمال»
الخرطوم - عصام أبو القاسم الحياة - 19/02/09//
فجعت الساحة الأدبية السودانية والعربية فجر أول من أمس برحيل «عبقري» الرواية العربية، صاحب «موسم الهجرة إلى الشمال» و «عرس الزين» و «مريود» و «ضو البيت» و «بندر شاه» الروائي والقاص الطيب صالح والذي ولد في قرية «كرمكول» في مركز مروي (شمال السودان) عام 1929 وتوفي في العاصمة البريطانية بعد صراع مع المرض.
أمضى الطيب صالح طفولته في قريته قبل أن ينتقل إلى مدينة بورسودان حيث درس المرحلة الوسطى وجاء الى الخرطوم آخر أربعينات القرن الماضي حيث درس بمدرستي «وادي سيدنا» و «حنتوب» المرحلة الثانوية والتحق من بعد بجامعة الخرطوم لدراسة العلوم الطبيعية، وعمل مدرساً في مدرسة «الشيخ رضا» وفي «بخت الرضا» قبل ان يكمل دراسته للطب.
هاجر صالح إلى انكلترا في العام 1953 حيث واصل دراسته، لكنه تخصص في «الشؤون الدولية» وعمل لاحقاً بالقسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، حيث اشتغل رئيساً لقسم الدراما وفي ذات العام (1953) كتب أول نص قصصي وهو «نخلة على جدول» وأذيع عبر الـ «بي سي سي»، وأعقبه بـ «دومة ود حامد» العمل الذي نُشر للمرة الأولى في العام 1960 بمجلة «أصوات» المتخصصة في الثقافة بلندن، وقد قام محرر المجلة المستشرق ديفيد جونسون بترجمتها.
وما لبث ان استقال الطيب صالح من «بي بي سي» وعاد إلى السودان وعمل لفترة بالإذاعة السودانية حيث اشتهر بسرده لسيرة ابن هشام في برنامج «سيرة ابن هشام» وبتقديم مقابلات مع رواد سودانيين في الأدب والفن. هاجر إلى دولة قطر وعمل مديراً لوزارة الإعلام، كما عمل بعد ذلك مستشاراً إقليمياً للإعلام بمنظمة اليونسكو في باريس، وممثلاً للمنظمة في الخليج العربي.
قدم الراحل الطيب صالح العديد من المؤلفات للمكتبة العربية مثل «موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى: إنسان نادر على طريقته».. ورحل قبل ان ينشر الجزء الثالث من «بندر شاه» والذي وسمه بـ «جبر الدار». وقد اُنتخبت روايته «موسم الهجرة إلى الشمال» في العديد من الجامعات كمصدر للمعرفة البحثية المتعلقة بدراسات ما بعد الاستعمار وكانت وكالات أنباء أوردت اختيار هذه الرواية كواحدة من أفضل مئة رواية في تاريخ الإنسانية في العام 2002.
وكان الراحل حاز في آذار (مارس) 2007 جائزة ملتقى القاهرة للرواية العربية كما منح في العام 2002 جائزة محمد زفزاف للرواية في المغرب.
دُرست أعمال الطيب صالح في العديد من الجامعات كما ألهمت العديد من كتّاب الدراما. فروايته «عرس الزين» حُوّلت إلى عمل درامي بالاسم نفسه من إخراج الكويتي خالد الصديق وعرض بمهرجان (كان) نحو 1974 إضافة إلى عمله «دومة ود حامد» والذي أحرزت به الإذاعة السودانية في العام 2003 الجائزة الذهبية للمسلسل الإذاعي بمهرجان القاهرة الدولي للإذاعة والتلفزيون كما قام سعد يوسف عبيد بإخراج ذات العمل للمسرح.
وكان الطيب صالح دعا الى تحويل محفل تكريمي أقامته مجموعة من محبيه لاسمه الى مسابقة للإبداع الروائي في السودان، وتبنى مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بامدرمان في العام 2003 اطلاق (مسابقة الطيب صالح للإبداع الروائي) بعد وضع المبلغ (20) ألف دولار الذي جمع للتكريم في شكل وديعة في أحد المصارف، وليستفاد من أرباحها كجائزة لأفضل رواية يتم اختيارها سنوياً، بهدف تفعيل حركة الرواية السودانية وفي مطلع هذا العام اطلق المركز مسابقة (الطيب صالح للقصة القصيرة) كما شارك مع مجموعة من المؤسسات الثقافية في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي في ترشيح الراحل لجائزة نوبل.
عرف الطيب صالح بانشغاله اللافت بقضايا الأدب العربي القديم وقدم في هذا الباب رؤى ونظرات على قدر عال من الجدة والفرادة، وقد خصّ أبو الطيب المتنبي بجهد أكبر وبرأيه «ان من يحب اللغة العربية عليه أن يحب المتنبي»، كما اشتغل الراحل بالكتابة الصحافية حيث شارك بمجلة «المجلة» العربية الصادرة في لندن في كتابة زاوية راتبة وسمها بـ «نحو أفق بعيد» مناقشاً قضايا وهموم الكتابة بأجناسها المختلفة رواية، قصة، شعر، نثر.
تزوج الطيب صالح الذي يُنتظر وصول جثمانه الخرطوم اليوم الخميس من سيدة بريطانية وأنجب منها زينب وسميرة وسارة.
الروائي السوداني الطيب صالح يرحل في صقيع «الشمال»
الخرطوم - عصام أبو القاسم الحياة - 19/02/09//
فجعت الساحة الأدبية السودانية والعربية فجر أول من أمس برحيل «عبقري» الرواية العربية، صاحب «موسم الهجرة إلى الشمال» و «عرس الزين» و «مريود» و «ضو البيت» و «بندر شاه» الروائي والقاص الطيب صالح والذي ولد في قرية «كرمكول» في مركز مروي (شمال السودان) عام 1929 وتوفي في العاصمة البريطانية بعد صراع مع المرض.
أمضى الطيب صالح طفولته في قريته قبل أن ينتقل إلى مدينة بورسودان حيث درس المرحلة الوسطى وجاء الى الخرطوم آخر أربعينات القرن الماضي حيث درس بمدرستي «وادي سيدنا» و «حنتوب» المرحلة الثانوية والتحق من بعد بجامعة الخرطوم لدراسة العلوم الطبيعية، وعمل مدرساً في مدرسة «الشيخ رضا» وفي «بخت الرضا» قبل ان يكمل دراسته للطب.
هاجر صالح إلى انكلترا في العام 1953 حيث واصل دراسته، لكنه تخصص في «الشؤون الدولية» وعمل لاحقاً بالقسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، حيث اشتغل رئيساً لقسم الدراما وفي ذات العام (1953) كتب أول نص قصصي وهو «نخلة على جدول» وأذيع عبر الـ «بي سي سي»، وأعقبه بـ «دومة ود حامد» العمل الذي نُشر للمرة الأولى في العام 1960 بمجلة «أصوات» المتخصصة في الثقافة بلندن، وقد قام محرر المجلة المستشرق ديفيد جونسون بترجمتها.
وما لبث ان استقال الطيب صالح من «بي بي سي» وعاد إلى السودان وعمل لفترة بالإذاعة السودانية حيث اشتهر بسرده لسيرة ابن هشام في برنامج «سيرة ابن هشام» وبتقديم مقابلات مع رواد سودانيين في الأدب والفن. هاجر إلى دولة قطر وعمل مديراً لوزارة الإعلام، كما عمل بعد ذلك مستشاراً إقليمياً للإعلام بمنظمة اليونسكو في باريس، وممثلاً للمنظمة في الخليج العربي.
قدم الراحل الطيب صالح العديد من المؤلفات للمكتبة العربية مثل «موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى: إنسان نادر على طريقته».. ورحل قبل ان ينشر الجزء الثالث من «بندر شاه» والذي وسمه بـ «جبر الدار». وقد اُنتخبت روايته «موسم الهجرة إلى الشمال» في العديد من الجامعات كمصدر للمعرفة البحثية المتعلقة بدراسات ما بعد الاستعمار وكانت وكالات أنباء أوردت اختيار هذه الرواية كواحدة من أفضل مئة رواية في تاريخ الإنسانية في العام 2002.
وكان الراحل حاز في آذار (مارس) 2007 جائزة ملتقى القاهرة للرواية العربية كما منح في العام 2002 جائزة محمد زفزاف للرواية في المغرب.
دُرست أعمال الطيب صالح في العديد من الجامعات كما ألهمت العديد من كتّاب الدراما. فروايته «عرس الزين» حُوّلت إلى عمل درامي بالاسم نفسه من إخراج الكويتي خالد الصديق وعرض بمهرجان (كان) نحو 1974 إضافة إلى عمله «دومة ود حامد» والذي أحرزت به الإذاعة السودانية في العام 2003 الجائزة الذهبية للمسلسل الإذاعي بمهرجان القاهرة الدولي للإذاعة والتلفزيون كما قام سعد يوسف عبيد بإخراج ذات العمل للمسرح.
وكان الطيب صالح دعا الى تحويل محفل تكريمي أقامته مجموعة من محبيه لاسمه الى مسابقة للإبداع الروائي في السودان، وتبنى مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بامدرمان في العام 2003 اطلاق (مسابقة الطيب صالح للإبداع الروائي) بعد وضع المبلغ (20) ألف دولار الذي جمع للتكريم في شكل وديعة في أحد المصارف، وليستفاد من أرباحها كجائزة لأفضل رواية يتم اختيارها سنوياً، بهدف تفعيل حركة الرواية السودانية وفي مطلع هذا العام اطلق المركز مسابقة (الطيب صالح للقصة القصيرة) كما شارك مع مجموعة من المؤسسات الثقافية في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي في ترشيح الراحل لجائزة نوبل.
عرف الطيب صالح بانشغاله اللافت بقضايا الأدب العربي القديم وقدم في هذا الباب رؤى ونظرات على قدر عال من الجدة والفرادة، وقد خصّ أبو الطيب المتنبي بجهد أكبر وبرأيه «ان من يحب اللغة العربية عليه أن يحب المتنبي»، كما اشتغل الراحل بالكتابة الصحافية حيث شارك بمجلة «المجلة» العربية الصادرة في لندن في كتابة زاوية راتبة وسمها بـ «نحو أفق بعيد» مناقشاً قضايا وهموم الكتابة بأجناسها المختلفة رواية، قصة، شعر، نثر.
تزوج الطيب صالح الذي يُنتظر وصول جثمانه الخرطوم اليوم الخميس من سيدة بريطانية وأنجب منها زينب وسميرة وسارة.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
(19/2/2009)
العرب اليوم - زمن العقيلي وآية الخوالدة
رحل عبقري الرواية كما يلقبه النقاد الطيب صالح, بعد رحلة طويلة من الابداع الادبي الذي شق اولى خطواته من ارضه السمراء في احدى قرى السودان الفقيرة حتى آخر خطواته الثمانين في عاصمة الضباب, كما اعتاد الطيب الترحال متنقلا بين الشرق والغرب والشمال والجنوب حاملاً معه قلقه وهموم نفسه واختلاجات روحه المفعمة بعشق الكلمات, فأكتسب بترحاله خبرة بأحوال البلاد والعباد وظفها في اعماله الادبية, فكانت اعماله تتقافز مترجمة الى العديد من اللغات لما تحمله من عمق وتجل, ومن رواياته التي نالت الكثير من الجوائز روايته موسم الهجرة الى الشمال اضافة الى عرس الزين ومريود و ضو البيت وغيرها الكثير من الروايات.
واشتهر الطيب صالح روائيا من طراز جديد يعرف كيف يعجن العلاقة بين الشرق والغرب في أسلوب جريء وضمن شخصيات تعاني الاغتراب والقلق الذي يفرزه الفارق بين الغرب والشرق. فمن أجواء لندن الضبابية الى اعماق المجتمع السوداني الريفي, يتحرك السرد الذي تميز به الطيب صالح, بأسلوب حكائي حديث ذي أصالة لم تعرفه الرواية قبله. وجاء موت الطيب في نفس الوقت الذي بدأت فيه مجموعة من المؤسسات الثقافية في الخرطوم بينها اتحاد الكتّاب السوداني¯¯ين وعدد من المراكز الثقافية في العاصمة السودانية ارسال رس¯ال¯¯ة إلى الأكاديم¯¯ية ال¯سوي¯دي¯ة ترشح ف¯¯يها الأديب والروائي السوداني الطيب صالح لنيل جائزة نوبل.
وحول رحيل هذه القامة الادبية العربية علق بعض الادباء الاردنيين على رحيل الطيب صالح وكان منهم الروائي محمد مقدادي الذي قال عن الفراغ الذي تركه صالح في الساحة الثقافية العربية: ان مستقبل الرواية العربية ليس مرتبطا بشخصية ما, مع ان الطيب صالح يمثل قامة عربية عالية واسهم اسهاما كبيرا في الرواية العربية خلال مسيرته الابداعية الطويلة, الا ان مشروع النهوض في الابداع العربي هو مشروع متواصل والغد يركن على ما يتم بناؤه اليوم فما بنيناه اليوم هو استمرار لما بنيناه في الامس وبعد ذلك فان رحيل الطيب صالح, يشكل خسارة كبيرة للوسط الابداعي الادبي العربي لانه شكل في مرحلة ما مفصلا من مفاصل مشروع الرواية العربية الذي قطع اشواطا متقدمة وبشكل موازن للابداع العربي في مختلف صفوفه وافاقه.
كما كان للناقد سليمان الازرعي رأي في وفاة الاديب السوداني صالح ذكر فيه: ان وفاة الروائي المعروف الطيب صالح خبر مفجع للساحة الادبية العربية عامة, وهذا المبدع الذي فاجأ المثقف والاديب العربي باعمال غاية في الروعة من مستوى روايته موسم الهجرة الى الشمال, دومة ود حامد وعرس الزين وغيرها من الاعمال الروائية التي سجلت حضورا عربيا روائيا ملفتا وربما كان الطيب صالح, رحمه الله, من اكثر المبدعين والروائيين العرب الذين امتهنوا وتفحصوا حالة الاصطدام او الاشتباك والتواصل الثقافي العربي الغربي وعكس في عدد من اعماله نتائج حوار الثقافات او صدام الثقافات وتواصل الثقافات التي كانت الثقافة العربية طرفا فيها فيما يشكل الغرب الطرف الاخر في تلك الثنائية.
ويضيف الازرعي: يعد الطيب صالح واحدا من ابرز اعلام الرواية العربية ويمكن ان يحتل مكانة ببساطة الى جانب نجيب محفوظ, وحنا مينا, غالب هلسا, عبد الرحمن منيف وغيرهم من رواد فن الرواية العربية.
اما الاديب محمد عبيد الله فقد كان له رأي في رحيل الروائي السوداني الكبير الطيب صالح قال فيه هو الاخر: الطيب صالح احدى قمم الرواية العربية والعالمية حيث تمكن منذ الستينيات من وضع رواية العالم الثالث على الخريطة العالمية, وذلك في روايته المهمة موسم الهجرة الى الشمال التي تعد من اكثر الروايات العالمية تداولا بكل اللغات, وبرحيل الطيب صالح يفتقد القراء والمثقفون كاتبا مبدعا تميز بمجابهة سؤال الهوية ومشكلة الشرق والغرب في وقت مبكر من القرن العشرين, وكل الامل ان يظهر كتاب جدد يواصلون اسئلة الطيب صالح التي لم تزل قائمة حتى اليوم, وذلك بعد تعقد العلاقات بين الثقافات والحضارات المختلفة كما ان اكتمال تجربته بالموت تعني امكانية قراءة ابداعه من جديد وتأمل الاسباب التي جعلت منه كاتباً خالداً رغم انه من الكتاب المقلين من ناحية عدد الروايات التي نشرها في العقود الاخيرة.
العرب اليوم - زمن العقيلي وآية الخوالدة
رحل عبقري الرواية كما يلقبه النقاد الطيب صالح, بعد رحلة طويلة من الابداع الادبي الذي شق اولى خطواته من ارضه السمراء في احدى قرى السودان الفقيرة حتى آخر خطواته الثمانين في عاصمة الضباب, كما اعتاد الطيب الترحال متنقلا بين الشرق والغرب والشمال والجنوب حاملاً معه قلقه وهموم نفسه واختلاجات روحه المفعمة بعشق الكلمات, فأكتسب بترحاله خبرة بأحوال البلاد والعباد وظفها في اعماله الادبية, فكانت اعماله تتقافز مترجمة الى العديد من اللغات لما تحمله من عمق وتجل, ومن رواياته التي نالت الكثير من الجوائز روايته موسم الهجرة الى الشمال اضافة الى عرس الزين ومريود و ضو البيت وغيرها الكثير من الروايات.
واشتهر الطيب صالح روائيا من طراز جديد يعرف كيف يعجن العلاقة بين الشرق والغرب في أسلوب جريء وضمن شخصيات تعاني الاغتراب والقلق الذي يفرزه الفارق بين الغرب والشرق. فمن أجواء لندن الضبابية الى اعماق المجتمع السوداني الريفي, يتحرك السرد الذي تميز به الطيب صالح, بأسلوب حكائي حديث ذي أصالة لم تعرفه الرواية قبله. وجاء موت الطيب في نفس الوقت الذي بدأت فيه مجموعة من المؤسسات الثقافية في الخرطوم بينها اتحاد الكتّاب السوداني¯¯ين وعدد من المراكز الثقافية في العاصمة السودانية ارسال رس¯ال¯¯ة إلى الأكاديم¯¯ية ال¯سوي¯دي¯ة ترشح ف¯¯يها الأديب والروائي السوداني الطيب صالح لنيل جائزة نوبل.
وحول رحيل هذه القامة الادبية العربية علق بعض الادباء الاردنيين على رحيل الطيب صالح وكان منهم الروائي محمد مقدادي الذي قال عن الفراغ الذي تركه صالح في الساحة الثقافية العربية: ان مستقبل الرواية العربية ليس مرتبطا بشخصية ما, مع ان الطيب صالح يمثل قامة عربية عالية واسهم اسهاما كبيرا في الرواية العربية خلال مسيرته الابداعية الطويلة, الا ان مشروع النهوض في الابداع العربي هو مشروع متواصل والغد يركن على ما يتم بناؤه اليوم فما بنيناه اليوم هو استمرار لما بنيناه في الامس وبعد ذلك فان رحيل الطيب صالح, يشكل خسارة كبيرة للوسط الابداعي الادبي العربي لانه شكل في مرحلة ما مفصلا من مفاصل مشروع الرواية العربية الذي قطع اشواطا متقدمة وبشكل موازن للابداع العربي في مختلف صفوفه وافاقه.
كما كان للناقد سليمان الازرعي رأي في وفاة الاديب السوداني صالح ذكر فيه: ان وفاة الروائي المعروف الطيب صالح خبر مفجع للساحة الادبية العربية عامة, وهذا المبدع الذي فاجأ المثقف والاديب العربي باعمال غاية في الروعة من مستوى روايته موسم الهجرة الى الشمال, دومة ود حامد وعرس الزين وغيرها من الاعمال الروائية التي سجلت حضورا عربيا روائيا ملفتا وربما كان الطيب صالح, رحمه الله, من اكثر المبدعين والروائيين العرب الذين امتهنوا وتفحصوا حالة الاصطدام او الاشتباك والتواصل الثقافي العربي الغربي وعكس في عدد من اعماله نتائج حوار الثقافات او صدام الثقافات وتواصل الثقافات التي كانت الثقافة العربية طرفا فيها فيما يشكل الغرب الطرف الاخر في تلك الثنائية.
ويضيف الازرعي: يعد الطيب صالح واحدا من ابرز اعلام الرواية العربية ويمكن ان يحتل مكانة ببساطة الى جانب نجيب محفوظ, وحنا مينا, غالب هلسا, عبد الرحمن منيف وغيرهم من رواد فن الرواية العربية.
اما الاديب محمد عبيد الله فقد كان له رأي في رحيل الروائي السوداني الكبير الطيب صالح قال فيه هو الاخر: الطيب صالح احدى قمم الرواية العربية والعالمية حيث تمكن منذ الستينيات من وضع رواية العالم الثالث على الخريطة العالمية, وذلك في روايته المهمة موسم الهجرة الى الشمال التي تعد من اكثر الروايات العالمية تداولا بكل اللغات, وبرحيل الطيب صالح يفتقد القراء والمثقفون كاتبا مبدعا تميز بمجابهة سؤال الهوية ومشكلة الشرق والغرب في وقت مبكر من القرن العشرين, وكل الامل ان يظهر كتاب جدد يواصلون اسئلة الطيب صالح التي لم تزل قائمة حتى اليوم, وذلك بعد تعقد العلاقات بين الثقافات والحضارات المختلفة كما ان اكتمال تجربته بالموت تعني امكانية قراءة ابداعه من جديد وتأمل الاسباب التي جعلت منه كاتباً خالداً رغم انه من الكتاب المقلين من ناحية عدد الروايات التي نشرها في العقود الاخيرة.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
الخبر . يومية جزائرية مستقلة
(19/2/2009)
العرب اليوم - زمن العقيلي وآية الخوالدة
رحل عبقري الرواية كما يلقبه النقاد الطيب صالح, بعد رحلة طويلة من الابداع الادبي الذي شق اولى خطواته من ارضه السمراء في احدى قرى السودان الفقيرة حتى آخر خطواته الثمانين في عاصمة الضباب, كما اعتاد الطيب الترحال متنقلا بين الشرق والغرب والشمال والجنوب حاملاً معه قلقه وهموم نفسه واختلاجات روحه المفعمة بعشق الكلمات, فأكتسب بترحاله خبرة بأحوال البلاد والعباد وظفها في اعماله الادبية, فكانت اعماله تتقافز مترجمة الى العديد من اللغات لما تحمله من عمق وتجل, ومن رواياته التي نالت الكثير من الجوائز روايته موسم الهجرة الى الشمال اضافة الى عرس الزين ومريود و ضو البيت وغيرها الكثير من الروايات.
واشتهر الطيب صالح روائيا من طراز جديد يعرف كيف يعجن العلاقة بين الشرق والغرب في أسلوب جريء وضمن شخصيات تعاني الاغتراب والقلق الذي يفرزه الفارق بين الغرب والشرق. فمن أجواء لندن الضبابية الى اعماق المجتمع السوداني الريفي, يتحرك السرد الذي تميز به الطيب صالح, بأسلوب حكائي حديث ذي أصالة لم تعرفه الرواية قبله. وجاء موت الطيب في نفس الوقت الذي بدأت فيه مجموعة من المؤسسات الثقافية في الخرطوم بينها اتحاد الكتّاب السوداني¯¯ين وعدد من المراكز الثقافية في العاصمة السودانية ارسال رس¯ال¯¯ة إلى الأكاديم¯¯ية ال¯سوي¯دي¯ة ترشح ف¯¯يها الأديب والروائي السوداني الطيب صالح لنيل جائزة نوبل.
وحول رحيل هذه القامة الادبية العربية علق بعض الادباء الاردنيين على رحيل الطيب صالح وكان منهم الروائي محمد مقدادي الذي قال عن الفراغ الذي تركه صالح في الساحة الثقافية العربية: ان مستقبل الرواية العربية ليس مرتبطا بشخصية ما, مع ان الطيب صالح يمثل قامة عربية عالية واسهم اسهاما كبيرا في الرواية العربية خلال مسيرته الابداعية الطويلة, الا ان مشروع النهوض في الابداع العربي هو مشروع متواصل والغد يركن على ما يتم بناؤه اليوم فما بنيناه اليوم هو استمرار لما بنيناه في الامس وبعد ذلك فان رحيل الطيب صالح, يشكل خسارة كبيرة للوسط الابداعي الادبي العربي لانه شكل في مرحلة ما مفصلا من مفاصل مشروع الرواية العربية الذي قطع اشواطا متقدمة وبشكل موازن للابداع العربي في مختلف صفوفه وافاقه.
كما كان للناقد سليمان الازرعي رأي في وفاة الاديب السوداني صالح ذكر فيه: ان وفاة الروائي المعروف الطيب صالح خبر مفجع للساحة الادبية العربية عامة, وهذا المبدع الذي فاجأ المثقف والاديب العربي باعمال غاية في الروعة من مستوى روايته موسم الهجرة الى الشمال, دومة ود حامد وعرس الزين وغيرها من الاعمال الروائية التي سجلت حضورا عربيا روائيا ملفتا وربما كان الطيب صالح, رحمه الله, من اكثر المبدعين والروائيين العرب الذين امتهنوا وتفحصوا حالة الاصطدام او الاشتباك والتواصل الثقافي العربي الغربي وعكس في عدد من اعماله نتائج حوار الثقافات او صدام الثقافات وتواصل الثقافات التي كانت الثقافة العربية طرفا فيها فيما يشكل الغرب الطرف الاخر في تلك الثنائية.
ويضيف الازرعي: يعد الطيب صالح واحدا من ابرز اعلام الرواية العربية ويمكن ان يحتل مكانة ببساطة الى جانب نجيب محفوظ, وحنا مينا, غالب هلسا, عبد الرحمن منيف وغيرهم من رواد فن الرواية العربية.
اما الاديب محمد عبيد الله فقد كان له رأي في رحيل الروائي السوداني الكبير الطيب صالح قال فيه هو الاخر: الطيب صالح احدى قمم الرواية العربية والعالمية حيث تمكن منذ الستينيات من وضع رواية العالم الثالث على الخريطة العالمية, وذلك في روايته المهمة موسم الهجرة الى الشمال التي تعد من اكثر الروايات العالمية تداولا بكل اللغات, وبرحيل الطيب صالح يفتقد القراء والمثقفون كاتبا مبدعا تميز بمجابهة سؤال الهوية ومشكلة الشرق والغرب في وقت مبكر من القرن العشرين, وكل الامل ان يظهر كتاب جدد يواصلون اسئلة الطيب صالح التي لم تزل قائمة حتى اليوم, وذلك بعد تعقد العلاقات بين الثقافات والحضارات المختلفة كما ان اكتمال تجربته بالموت تعني امكانية قراءة ابداعه من جديد وتأمل الاسباب التي جعلت منه كاتباً خالداً رغم انه من الكتاب المقلين من ناحية عدد الروايات التي نشرها في العقود الاخيرة.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
المستقبل . لبنانية
كوليت مرشليان
رحل الروائي السوداني الطيب صالح عن عمر يناهز الثمانين عاماً في العاصمة البريطانية حيث يعيش منذ العام 1952. وبرحيله فقدت السودان أحد كبار أدبائها ومفكريها. وتُعتبر أعماله الروائية من أكثر الروايات التي أغنت المكتبة العربية وهو تفرد بمناخاته الكتابية وكانت شهرته الكبيرة مع صدور روايته "موسم الهجرة الى الشمال" التي صدرت عام 1966 وكانت قد سبقتها رواية "عرس الزين" العام 1962. ومن مؤلفاته أيضاً: "ضوء البيت" و"دومة ود حامد" ويتناول فيها مشكلة الفقر التي عاناها شعبه في مراحل عديدة. كما كتب الطيب صالح رواية "مريود" و"منسي" و"نخلة على الجدول"...
غير ان روايته "موسم الهجرة الى الشمال" كانت النقطة الفاصلة في حياته وفي أدبه. وقد ترجمت الى أكثر من ثلاثين لغة عبر العالم واعتبرت واحدة من أفضل مائة رواية في العالم وقد حصلت على العديد من الجوائز، وقد نشرها في بيروت للمرة الاولى ثم تبعتها عشرات الطبعات.
ولد الطيب صالح في قرية كرمكول شمالي السودان عام 1929 ثم انتقل الى الخرطوم حيث التحق بالجامعة التي لم يدرس فيها الادب بل العلوم ثم تابع تخصصه في لندن في دراسة الشؤون الدولية.
تنقّل الطيب صالح في مواقع مهنية كثيرة كان أولها بعد ان غادر السودان عام 1952 ليستقر في لندن حيث عمل في القسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية وشغل منصب مدير قسم الدراما فيها، كما عمل في وزارة الإعلام القطرية في الدوحة منذ سنوات ثم تولى منصباً في مقر اليونسكو في باريس.
غير ان موقعه في خريطة الرواية العربية كان أبرز ما توصل اليه الطيب صالح مع "موسم الهجرة الى الشمال التي تناول فيها موضوع لقاء الثقافات وتفاعلها و"صورة الآخر بعيون العربي والشرقي بعيون الآخر" الذي ينظر إليه كانسان قادم من عالم الرومانسية حيث يسود السحر والغموض.
وكانت السلطات السودانية قد منعت تداول هذه الرواية في بداية التسعينات بحجة تضمنها بعض المقاطع ذات الطابع الفاحش والجريء. غير ان كتابات صالح التي تطرقت بشكل كبير الى السياسة والمجتمع والاختلاف بين الحضارات نالت إعجاب النقاد عبر العالم خاصة في الجانب الذي أعطى فيه حق الكلام والتعبير عن الذات للفئة التي يُعرّف عنها في العالم على انها فئة "العالم الثالث" أو العالم النامي، وكان هذا تجسد في شخصية بطله "مصطفى سعيد" الذي جعله يشير عبر الأحداث التي عاشها كل الصدام ما بين العالم المتقدم والعالم النامي وتجلت هذه الأحداث في أعمال وحشية وقد أوحت هذه الشخصية الى العديد من الباحثين والدارسين والنقاد الذين تناولوها وحللوها في دراسات عديدة وكان أطلق على بطل الطيب صالح العديد من الألقاب أبرزها لقب "مصطفى سعيد عُطيّل القرن العشرين" حيث انه حاول بعقله ان يستوعب حضارة الغرب وان يعيش بقلبه حضارة الشرق وبالتالي فهو عاش نزاعات عديدة.
هذه الرواية المفصلية في حياة الطيب صالح "موسم الهجرة الى الشمال" جعلت عدداً من المعنيين يهتم في السنوات الأخيرة لترشيحه لنيل جائزة نوبل للآداب، الأمر الذي لم يحصل، غير ان ترشيحه لفت انتباه الأكاديمية السويدية وبعض المؤسسات الغربية التي وبعد ان اطلعت على ترجمات كتبه صنفت "موسم الهجرة الى الشمال" واحداً من ضمن لائحة ضمت "أفضل مئة رواية في التاريخ الانساني" وكان ذلك في العام 2002، ووفق قرار اتخذه مئة من كبار الكتّاب الذين ينتمون الى 45 دولة.
بقي ان الطيب صالح لم ينل "جائزة نوبل" للآداب غير انه في هذا التصنيف الأخير الذي شكل مفاجأة جميلة في العالم العربي، عادت روايته لتصدر مجدداً في بيروت في نسخة جديدة من حيث انطلقت شرارتها للمرة الأولى وكان ذلك في العام 1966.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
رحيل صاحب موسم الهجرة إلى الشمال الروائي العربي الكبير الطيب صالح
دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الخميس 19 شباط 2009
عزيزة السبيني
عشق الطيب صالح الأمة العربية وحضارتها، عشق المدينة العربية التي يسمع فيها صوت الأذان الذي ألهم العديد من الأدباء والمفكرين، وتحديداً أذان الفجر... عشق المرأة العربية السمراء التي تهوى الشعر، وقال: «إنه لا يضيع وقته مع امرأة مهما كانت جميلة إن لم تكن عاشقة لشعر المتنبي». وللمكان لديه خصوصية مميزة، لأن الإيحاء عنده مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمكان . والريف في قلبه ذكرى أيام الطفولة في قرية (كرماكول) في الشمال الأوسط من السودان، وهي منطقة شبيهة بالنجف الأشرف في العراق، وهي كما بيروت ولندن. أما قرية (لافوكا) القريبة من نيس بفرنسا، والتي اندثرت وتحولت إلى عمارات ضخمة فلها حكاية خاصة لأنها شهدت ولادة ثلث رواية موسم الهجرة إلى الشمال. و الفنادق بالنسبة له موحية جداً، ليس لأنها جميلة، كما يقول، بل لأنها تولّد لديه إحساساً بالغربة يساعده على الكتابة.
من هنا أخذت أعمال الطيب صالح خصوصيتها، فكانت مثار جدل في الأوساط الأدبية والفكرية، والسياسية!! من (موسم الهجرة إلى الشمال)، إلى (عرس الزين)، إلى (بندرشاه).
كانت المرة الأولى التي التقيت فيها الروائي الطيب صالح من خلال سطوره حين كنت ما أزال طالبة في كلية الآداب، وقتها سألت الدكتور نعيم اليافي رحمه الله عن رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» التي أثارت يومها جدلاً في الأوساط الفكرية والدينية، فمنع تداولها في بعض الدول العربية، وسمح في بعضها الآخر. وكان الدكتور اليافي قد حصل على نسخة منها، وبعد إلحاح شديد وافق على إعارتها لي مع وعد قاطع بإعادتها. قرأتها ، ولا أذكر عدد المرات التي قرأتها فيها، لكنني أذكر بأنها كانت موضوع حلقة بحث تقدمت بها تحت عنوان (المقهور والسلطة)، والمقهور هو مصطفى بطل الرواية الذي نشأ يتيم الأب، وحيد أمه التي تولت تربيته بمفردها، وكان نابغة في التعليم حتى إن ناظر المدرسة الابتدائية وهو إنكليزي قال له يوماً: «هذه البلد لا تتسع لذهنك، فسافر». سافر مصطفى إلى القاهرة ومنها إلى لندن حيث تابع تعليمه، وانتهى أستاذاً محاضراً في الاقتصاد بجامعة لندن، تعرف مصطفى على نساء كثر، وكان يوهم كل واحدة منهن بالزواج وينتحل لنفسه أسماء مختلفة، إلى أن تعرف على (جين مورس) وظل يطاردها ثلاث سنوات إلى أن تزوجها. يقول مصطفى: «قالت لي: أنت ثور همجي لا يكل من الطراد، إنني تعبت من مطاردتك لي ومن جريي أمامك، تزوجني، وتزوجتها».
لم يستمر زواج مصطفى من (جين) سوى بضعة أشهر، حيث قتلها وهما في الفراش، فحكم عليه بالسجن سبع سنوات. خرج بعدها ليتشرد في أصقاع الأرض من أوروبا إلى آسيا، لينتهي به المطاف في السودان، فاشترى أرضاً وبيتاً وتزوج من حسنة بنت محمود.. غرق مصطفى في النيل بعد أن ترك وصية للراوي جعله فيها مسؤولاً عن أملاكه وأولاده بعد وفاته.
إن أبرز ما ميز الرواية هو العلاقات الثنائية التي تتسم بطابع سلطوي كالعلاقة التي تميز الغرب بالشرق، والرجل بالمرأة، والواقع بالحلم. والمكان في موسم الهجرة إلى الشمال فقد براءته الأولى التي كانت مكرسة أساساً بالانغلاق وزمنه هو زمن التغيير.
أما المرة الثانية التي التقيت فيها الطيب صالح فكانت في بيروت، حيث أقام الأستاذ رياض الريس حفلاً تكريمياً له بمناسبة صدور أعماله عن دار الريس. فكان اللقاء أشبه بالحلم، ولم أصدق أنني التقيته لأنه كان لقاء عابراً، أما اللقاء الثاني فكان أكثر خصوصية، جلسنا لبعض الوقت تحدثنا في أمور كثيرة، وطلبت إجراء حوار معه، فأحال طلبي على سكرتيره الذي وافق بعد إلحاح مني، وتوسط بعض الأصدقاء على منحي عشرين دقيقة من وقته، وفي اليوم التالي كان اللقاء معه أكثر أريحية، وامتاز بالعفوية والبساطة، الأمر الذي جعله يلغي ارتباطه التالي، فاستمر الحوار ساعة وعشرين دقيقة. تحدث بهدوء لم أشهد له مثيلاً عن زيارته في أوائل السبعينيات إلى دمشق، تلك الزيارة التي لا تزال حية في ذاكرته، حدثني عن سوق الحميدية، والجامع الأموي، والروحانية التي كانت تملأ قلبه لدى سماع أذان الفجر، متمنياً العودة إليها، وكان مستعداً لتلبية أي دعوة توجه له.
كانت دمشق مدخلنا إلى الحوار فتحدث عن المتنبي الذي يعتبره إمام الشعر الأكبر،لأنه وصل في المعاني إلى مداها الأقصى، ولم يترك للآخرين شيئاً، المتنبي بالنسبة له صديق حميم ومتعب في آن، مشيراً إلى أنه لو ولد المتنبي للفرنسيين أو الإنكليز أو سواهم، لقدسوه إلى حد العبادة، لأن الشعر العظيم الذي تركه يغفر له أي خطأ ارتكبه في حياته. أما عبد الملك بن مروان فيراه من الشخصيات المهمة في تاريخنا العربي، وكان يحلم بكتابة رواية عنه، لأنه كان يمثل في شخصه التناقض الضخم بين ممارسة الحكم والمثل العليا، فهو «كان فقيها في المدينة، وكان معروفاً عنه أنه رجل علم وراو للشعر، وكان لا يفوت فرصة إلا يمتحن فيها جلساءه، وذات يوم سألهم: من أسعد الناس؟ فقالوا له: الأمير وأصحابه. فأجاب: ما جئتم بشيء، أسعد الناس، رجل له بيت يؤويه، وزوجة صالحة تعنى به، ولقمة طيبة يأكلها، ولا يعرفنا ولا نعرفه، فإذا عرفنا أفسدنا عليه دنياه وآخرته». من هنا رأى الطيب صالح ضرورة ابتعاد المثقف عن السلطة وهذا ما عبر عنه في روايته (بندرشاه)، وكرسه في حياته الشخصية، فحاول قدر الإمكان الابتعاد عن السلطة، فاختار العمل مع منظمات خارجية كاليونسكو، ومحطة «بي بي سي»، هذا العمل الذي كان له أثر كبير في حياته الشخصية، تعرف من خلاله على كثير من العرب، وخاصة السودانيين، خارج أوطانهم، تعرف بعمق على القضية الفلسطينية، وعلى كتاب إنكليز، ومن جنسيات مختلفة،وهذا ما ساعده على مد جسور التواصل بين العالم العربي والغرب، في الوقت الذي يرى فيه حدود هذا التواصل محدودة بين أقطار الوطن العربي، لأن الحكومات الوطنية تغلق الحدود، وتضع الحراس، «فأنا الطيب صالح عندما أدخل أي بلد عربي حاملاً جواز السفر السوداني الذي يثير الريبة في هذه الأيام، ليس لخطأ ارتكبته بل لخطأ ارتكبه غيري، فإني أثير الكثير من الشكوك والتساؤلات، ولكني في الوقت نفسه أدخل سويسرا دون تأشيرة دخول».
وحول العلاقة مع الغرب، حيث تبنى بعض المثقفين والكتاب التعبير عن هذه العلاقة بما تتضمنه من إشارات حول الاستشراق والعصر الكولونيالي، أشار إلى أن علاقتنا مع ما يسمى الغرب، وعلى وجه التحديد مع بريطانيا وفرنسا وأمريكا، تعقدت لسببين، أولهما، الاستعمار بخيره وشره. وثانيهما، الظرف السياسي والاجتماعي، وفي مقدمه قيام الكيان الإسرائيلي في فلسطين، ولعله السبب الأكبر لتأزم العلاقة بيننا وبين الغرب، فمن المعروف تاريخياً، وقبل أن تقوم دولة إسرائيل، كانت علاقتنا طيبة جداً بالثقافة والحضارة الغربيتين.
وعن رؤيته للمثقف العربي، وتبنيه أيديولوجيا قد تكون بعيدة عن الواقع، الأمر الذي أدى إلى ابتعاد الكاتب عن الواقع، رأى أن الواقع بالنسبة للكاتب لا فكاك منه، وإن كان هناك بعض الكتاب والمفكرين ينظرون في كتاباتهم ويحاولون قدر الإمكان الارتقاء بسلوكهم الشخصي إلى مستوى المثل التي يبشرون بها، وهذه حسب رأيه، ليست حديثة في الأدب، بل هي قديمة جداً.
أما عن موقعه بين الروائيين، فأجاب الطيب صالح بحكمة العارف، وتواضع العالم «يسعدني أن أكون (أمة) وسطاً» فهو يرى أن حكاية تقسيمات الأجيال مفتعلة، وباعتقاده أن أدب نجيب محفوظ أكثر حداثة من أدب كثير من الشباب، كما أن أبا نواس كشاعر، أحدث بكثير من بعض الشعراء العرب المحدثين، فالزمن الذي ولد فيه الإنسان ليس له قيمة كبيرة، وكذلك هو الزمن الذي يرحل منه إلى عالم أكثر هدوءاً، فلا حروب ولا قتل ولا تدمير، ومابين الزمنين كانت رحلة غنية بالعطاء الفكري والإنساني اختصرت آلام الأمة وأحزانها.
دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الخميس 19 شباط 2009
عزيزة السبيني
عشق الطيب صالح الأمة العربية وحضارتها، عشق المدينة العربية التي يسمع فيها صوت الأذان الذي ألهم العديد من الأدباء والمفكرين، وتحديداً أذان الفجر... عشق المرأة العربية السمراء التي تهوى الشعر، وقال: «إنه لا يضيع وقته مع امرأة مهما كانت جميلة إن لم تكن عاشقة لشعر المتنبي». وللمكان لديه خصوصية مميزة، لأن الإيحاء عنده مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمكان . والريف في قلبه ذكرى أيام الطفولة في قرية (كرماكول) في الشمال الأوسط من السودان، وهي منطقة شبيهة بالنجف الأشرف في العراق، وهي كما بيروت ولندن. أما قرية (لافوكا) القريبة من نيس بفرنسا، والتي اندثرت وتحولت إلى عمارات ضخمة فلها حكاية خاصة لأنها شهدت ولادة ثلث رواية موسم الهجرة إلى الشمال. و الفنادق بالنسبة له موحية جداً، ليس لأنها جميلة، كما يقول، بل لأنها تولّد لديه إحساساً بالغربة يساعده على الكتابة.
من هنا أخذت أعمال الطيب صالح خصوصيتها، فكانت مثار جدل في الأوساط الأدبية والفكرية، والسياسية!! من (موسم الهجرة إلى الشمال)، إلى (عرس الزين)، إلى (بندرشاه).
كانت المرة الأولى التي التقيت فيها الروائي الطيب صالح من خلال سطوره حين كنت ما أزال طالبة في كلية الآداب، وقتها سألت الدكتور نعيم اليافي رحمه الله عن رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» التي أثارت يومها جدلاً في الأوساط الفكرية والدينية، فمنع تداولها في بعض الدول العربية، وسمح في بعضها الآخر. وكان الدكتور اليافي قد حصل على نسخة منها، وبعد إلحاح شديد وافق على إعارتها لي مع وعد قاطع بإعادتها. قرأتها ، ولا أذكر عدد المرات التي قرأتها فيها، لكنني أذكر بأنها كانت موضوع حلقة بحث تقدمت بها تحت عنوان (المقهور والسلطة)، والمقهور هو مصطفى بطل الرواية الذي نشأ يتيم الأب، وحيد أمه التي تولت تربيته بمفردها، وكان نابغة في التعليم حتى إن ناظر المدرسة الابتدائية وهو إنكليزي قال له يوماً: «هذه البلد لا تتسع لذهنك، فسافر». سافر مصطفى إلى القاهرة ومنها إلى لندن حيث تابع تعليمه، وانتهى أستاذاً محاضراً في الاقتصاد بجامعة لندن، تعرف مصطفى على نساء كثر، وكان يوهم كل واحدة منهن بالزواج وينتحل لنفسه أسماء مختلفة، إلى أن تعرف على (جين مورس) وظل يطاردها ثلاث سنوات إلى أن تزوجها. يقول مصطفى: «قالت لي: أنت ثور همجي لا يكل من الطراد، إنني تعبت من مطاردتك لي ومن جريي أمامك، تزوجني، وتزوجتها».
لم يستمر زواج مصطفى من (جين) سوى بضعة أشهر، حيث قتلها وهما في الفراش، فحكم عليه بالسجن سبع سنوات. خرج بعدها ليتشرد في أصقاع الأرض من أوروبا إلى آسيا، لينتهي به المطاف في السودان، فاشترى أرضاً وبيتاً وتزوج من حسنة بنت محمود.. غرق مصطفى في النيل بعد أن ترك وصية للراوي جعله فيها مسؤولاً عن أملاكه وأولاده بعد وفاته.
إن أبرز ما ميز الرواية هو العلاقات الثنائية التي تتسم بطابع سلطوي كالعلاقة التي تميز الغرب بالشرق، والرجل بالمرأة، والواقع بالحلم. والمكان في موسم الهجرة إلى الشمال فقد براءته الأولى التي كانت مكرسة أساساً بالانغلاق وزمنه هو زمن التغيير.
أما المرة الثانية التي التقيت فيها الطيب صالح فكانت في بيروت، حيث أقام الأستاذ رياض الريس حفلاً تكريمياً له بمناسبة صدور أعماله عن دار الريس. فكان اللقاء أشبه بالحلم، ولم أصدق أنني التقيته لأنه كان لقاء عابراً، أما اللقاء الثاني فكان أكثر خصوصية، جلسنا لبعض الوقت تحدثنا في أمور كثيرة، وطلبت إجراء حوار معه، فأحال طلبي على سكرتيره الذي وافق بعد إلحاح مني، وتوسط بعض الأصدقاء على منحي عشرين دقيقة من وقته، وفي اليوم التالي كان اللقاء معه أكثر أريحية، وامتاز بالعفوية والبساطة، الأمر الذي جعله يلغي ارتباطه التالي، فاستمر الحوار ساعة وعشرين دقيقة. تحدث بهدوء لم أشهد له مثيلاً عن زيارته في أوائل السبعينيات إلى دمشق، تلك الزيارة التي لا تزال حية في ذاكرته، حدثني عن سوق الحميدية، والجامع الأموي، والروحانية التي كانت تملأ قلبه لدى سماع أذان الفجر، متمنياً العودة إليها، وكان مستعداً لتلبية أي دعوة توجه له.
كانت دمشق مدخلنا إلى الحوار فتحدث عن المتنبي الذي يعتبره إمام الشعر الأكبر،لأنه وصل في المعاني إلى مداها الأقصى، ولم يترك للآخرين شيئاً، المتنبي بالنسبة له صديق حميم ومتعب في آن، مشيراً إلى أنه لو ولد المتنبي للفرنسيين أو الإنكليز أو سواهم، لقدسوه إلى حد العبادة، لأن الشعر العظيم الذي تركه يغفر له أي خطأ ارتكبه في حياته. أما عبد الملك بن مروان فيراه من الشخصيات المهمة في تاريخنا العربي، وكان يحلم بكتابة رواية عنه، لأنه كان يمثل في شخصه التناقض الضخم بين ممارسة الحكم والمثل العليا، فهو «كان فقيها في المدينة، وكان معروفاً عنه أنه رجل علم وراو للشعر، وكان لا يفوت فرصة إلا يمتحن فيها جلساءه، وذات يوم سألهم: من أسعد الناس؟ فقالوا له: الأمير وأصحابه. فأجاب: ما جئتم بشيء، أسعد الناس، رجل له بيت يؤويه، وزوجة صالحة تعنى به، ولقمة طيبة يأكلها، ولا يعرفنا ولا نعرفه، فإذا عرفنا أفسدنا عليه دنياه وآخرته». من هنا رأى الطيب صالح ضرورة ابتعاد المثقف عن السلطة وهذا ما عبر عنه في روايته (بندرشاه)، وكرسه في حياته الشخصية، فحاول قدر الإمكان الابتعاد عن السلطة، فاختار العمل مع منظمات خارجية كاليونسكو، ومحطة «بي بي سي»، هذا العمل الذي كان له أثر كبير في حياته الشخصية، تعرف من خلاله على كثير من العرب، وخاصة السودانيين، خارج أوطانهم، تعرف بعمق على القضية الفلسطينية، وعلى كتاب إنكليز، ومن جنسيات مختلفة،وهذا ما ساعده على مد جسور التواصل بين العالم العربي والغرب، في الوقت الذي يرى فيه حدود هذا التواصل محدودة بين أقطار الوطن العربي، لأن الحكومات الوطنية تغلق الحدود، وتضع الحراس، «فأنا الطيب صالح عندما أدخل أي بلد عربي حاملاً جواز السفر السوداني الذي يثير الريبة في هذه الأيام، ليس لخطأ ارتكبته بل لخطأ ارتكبه غيري، فإني أثير الكثير من الشكوك والتساؤلات، ولكني في الوقت نفسه أدخل سويسرا دون تأشيرة دخول».
وحول العلاقة مع الغرب، حيث تبنى بعض المثقفين والكتاب التعبير عن هذه العلاقة بما تتضمنه من إشارات حول الاستشراق والعصر الكولونيالي، أشار إلى أن علاقتنا مع ما يسمى الغرب، وعلى وجه التحديد مع بريطانيا وفرنسا وأمريكا، تعقدت لسببين، أولهما، الاستعمار بخيره وشره. وثانيهما، الظرف السياسي والاجتماعي، وفي مقدمه قيام الكيان الإسرائيلي في فلسطين، ولعله السبب الأكبر لتأزم العلاقة بيننا وبين الغرب، فمن المعروف تاريخياً، وقبل أن تقوم دولة إسرائيل، كانت علاقتنا طيبة جداً بالثقافة والحضارة الغربيتين.
وعن رؤيته للمثقف العربي، وتبنيه أيديولوجيا قد تكون بعيدة عن الواقع، الأمر الذي أدى إلى ابتعاد الكاتب عن الواقع، رأى أن الواقع بالنسبة للكاتب لا فكاك منه، وإن كان هناك بعض الكتاب والمفكرين ينظرون في كتاباتهم ويحاولون قدر الإمكان الارتقاء بسلوكهم الشخصي إلى مستوى المثل التي يبشرون بها، وهذه حسب رأيه، ليست حديثة في الأدب، بل هي قديمة جداً.
أما عن موقعه بين الروائيين، فأجاب الطيب صالح بحكمة العارف، وتواضع العالم «يسعدني أن أكون (أمة) وسطاً» فهو يرى أن حكاية تقسيمات الأجيال مفتعلة، وباعتقاده أن أدب نجيب محفوظ أكثر حداثة من أدب كثير من الشباب، كما أن أبا نواس كشاعر، أحدث بكثير من بعض الشعراء العرب المحدثين، فالزمن الذي ولد فيه الإنسان ليس له قيمة كبيرة، وكذلك هو الزمن الذي يرحل منه إلى عالم أكثر هدوءاً، فلا حروب ولا قتل ولا تدمير، ومابين الزمنين كانت رحلة غنية بالعطاء الفكري والإنساني اختصرت آلام الأمة وأحزانها.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
الشرق. قطرية
حمد فوراتي:
فقدت الساحة الثقافية العربية مساء أمس "عملاق الرواية العربية" الأديب الكبير الطيب صالح عن عمر ناهز الثمانين عاما. وكان الفقيد صاحب أشهر الروايات العربية "موسم الهجرة إلى الشمال" خلف ثروة أدبية ضخمة تضم عددا كبيرا من الروايات ومن بينها: "ضو البيت" و"عرس الزين" و"مريود" و"دومة ود حامد" و"منسى" و"بندر شاه". وأصبحت رواياته تلك علامة بارزة في الأدب العربي الحديث ودُرست في العشرات من جامعات العالم.
أما أكثر رواياته سطوة على عالم الأدب فهي "موسم الهجرة إلى الشمال" التي نالت شهرتها من كونها أولى الروايات التي تناولت بشكل فني راق الصدام بين الحضارات ورؤية العالم العربي للعالم الغربي، كما ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة. ونشرت الرواية لأول مرة في أواخر الستينيات في بيروت، ثم تتالت طبعاتها في كل عواصم العالم، وأصبحت ضمن اولى الروايات التي يحتفل بها في مختلف الأوساط الثقافية.
بدأ الأديب الراحل الكتابة منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وفي عام 2002 تم اختيار "موسم الهجرة إلى الشمال" ضمن أفضل مائة رواية في التاريخ الإنساني وفق قرار اتخذه مائة من كبار الكتّاب الذين ينتمون إلى 54 دولة، وفي مارس 2007 مُنح الطيب صالح جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي. وقبل رحيله بنحو شهرين كانت مجموعة من المؤسسات الثقافية في الخرطوم بينها اتحاد الكتاب السودانيين ومركز عبد الكريم ميرغني الثقافي قد بعثت برسالة إلى الأكاديمية السويدية ترشح صالح لنيل جائزة نوبل. وأكدت هذه الهيئات في خطابها أن أعماله والترجمات الكثيرة التي حظيت بها تدل على عمقها وأهميتها ليس عربياً فقط وإنما عالمى.
مسيرة حافلة بالعطاء
ولد الطيب صالح عام 1929 في إقليم مروى شمالي السودان قرب قرية دبة الفقراء وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتمي إليها وأمضى فيها مطلع حياته وطفولته فيها. ثم انتقل بعد ذلك إلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل على درجة البكالوريوس في العلوم بجامعة الخرطوم، لكنه كان مسكونا بالهجرة إلى الشمال فسافر إلى بريطانيا ليواصل دراسته مغيرا تخصصه هذه المرة من العلوم إلى الشؤون الدولية. كما عمل لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي" وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما.
وعاد صالح إلى السودان بعد استقالته من بي بي سي حيث عمل لفترة في الإذاعة السودانية، ثم انتقل إلى الدوحة حيث عمل في وزارة الإعلام، لينتقل بعد ذلك للعمل مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس.
وكانت كتاباته تتطرق بصورة عامة إلى السياسة، والى مواضيع اخرى متعلقة بالاستعمار، والجنس والمجتمع العربي . وفي أعقاب سكنه لسنوات طويلة في بريطانيا فان كتاباته تطرقت إلى الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية. كما عرف الراحل كأحد أشهر الكتاب في عصرنا، لا سيما بسبب قصصه القصيرة، التي تقف في صف واحد مع جبران خليل جبران، وطه حسين ونجيب محفوظ.
صدر عن الراحل مؤلف نقدي مهم بعنوان "الطيب صالح عبقري الرواية العربية" لمجموعة من الباحثين في بيروت، تناول لغته وعالمه الروائي بأبعاده واشكالاته.
وبحسب النقاد، يمتاز الفن الروائي للطيب صالح بالالتصاق بالأجواء والمشاهد المحلية ورفعها إلى مستوى العالمية من خلال لغة تلامس الواقع خالية من الرتوش والاستعارات، منجزًا في هذا مساهمة جدية في تطور بناء الرواية العربية ودفعها إلى آفاق جديدة. وفي مجال الصحافة، كتب الطيب صالح خلال عشرة أعوام عمودا أسبوعيا في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم "المجلة"، وخلال عمله في هيئة الاذاعة البريطانية تطرق الطيب صالح إلى مواضيع أدبية متنوعة.
لامس بأدبه العالمية
يجمع المثقفون على اختلاف اتجاهاتهم على أن الروائي السوداني الطيب صالح، الذي رحل عن دنيانا، غزا العالمية مثلما غزا مصطفى سعيد بطل روايته "موسم الهجرة الى الشمال" أوروبا، بشوارعها وحاناتها ومؤسساتها الأكاديمية، وإن كان لم يستطع أن يغزو صورتها النمطية عن عالمه الغرائبي الذي تسكنه الصحراء بغموضها وأسرارها وحكاياتها الرومانسية.
وتمكن الطيب من جعل شخصياته المغرقة في محليتها تنطق بلغات يفهمها القارىء حتى وإن عجز عن فهم مصطلحاتها الريفية السودانية. كما نقل لنا في "عرس الزين" و "دومة ود حامد" أجواء القرية السودانية بحيوية جعلت الشخصيات تتحرك بأبعاد ثلاثة، وفي "موسم الهجرة الى الشمال" سلط الأضواء متعمدا على تناقضات المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية لمجتمعه، كما كشف، إشكالية الإسقاط الذي يمارسها الرجل الشرقي على الآخر. كما برزت في موهبته الفذة في تشكيل الشخصيات وتصوير البيئة التي تتحرك بها والخلفيات التي جاءت منها من خلال حوار ينبض بالحياة، والإنسانية المرهفة.
وزير الثقافة: الطيب صالح كان واحدا منا
صالح غريب:
صرح سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث عن رحيل الروائي السوداني الكبير الطيب صالح قال "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية".
ببالغ الأسى والحزن تلقينا يوم أمس نبأ رحيل الروائي العربي الكبير الطيب صالح سائلين المولى عز وجل أن يلهم أهله وذويه وأصدقاءه وقراءه الصبرَ والسلوان ويتغمده فسيح جناته.
لقد رحل مَن لا يرحل، فإذ تتسامى روحُهُ إلى عليين، يبقى منجزُهُ الإبداعي قائماً حياً على الأرض، خالداً في ذاكرة القراءة.
إنه مَن وصفَهُ مبدعون عرب عام 1976 بحق بأنه "عبقري الرواية العربية" وهو الذي اختزل حصيلة كل هجراتهِ ليصوغَهُ في "موسم الهجرة إلى الشمال" التي ارتقتْ به إلى مصاف العالمية، وقد عُدّتْ روايته هذه "واحدةً من أفضل مائة رواية في العالم"، وصنّفتها الأكاديمية العربية في دمشق على أنها "الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين"، ولم يمهله القدر متابعة ردود الأفعال على ترشيحه من قبل اتحاد الكتّاب السوادنيين لنيل جائزة نوبل. إن في ثقافة كل مثقف عربي شيئاً من "عرس الزين" و"دومة ود حامد" و"ضو البيت" و"مريود" بعد أن هاجر بنا جميعاً إلى الشمال.
إن الثقافة العربية تفقد اليوم واحداً من أكبر رموزها الذي ازدهت شخصيته بحضورٍ عربي وعالمي مشرّف بما لمناقبها من رقي إبداعي في مجالات الأدب والنقد والبحث والإعلام والعمل الثقافي.
ونحن في قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله لا يفارقنا العرفان والوفاء لكل من ساهم في بناء نهضة قطر الحديثة على أي مستوى من المستويات، وقد كان الطيب صالح واحداً منا عندما عملَ في قطر، وظلَّ واحداً منا عندما عملَ خارجَها. وسنفعل لأحياء ذكراه كل ما يوجبه الوفاء علينا. ومن ذلك تنظيم ندوة حول أدبه وشخصه، وطباعة أعماله الكاملة ضمن فعاليات الاحتفال بالدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ساهم في مسيرة النهضة الثقافية بدولة قطر ..الدوحة مرفأ ذكرياته الجميلة ونبوغه الإبداعي
ظلت مدينة الدوحة على الدوام هي المرفأ المفضل للاديب العالمي الطيب صالح يقضي فيها عطلاته القصيرة من حين الى اخر، وفي اخر زيارة له الى قطر أقام بفندق الواحة لاكثر من اسبوع استرجع خلاله ذكريات الماضي الجميل منذ ان قدم الى قطر قبل ثلاثة عقود حيث شغل فيها موقعا متقدما في وزارة الاعلام ثم شغل منصب ممثل اليونسكو في دول الخليج ومقره قطر في الفترة 1984 - 1989 وقد ساهم مع عدد من الادباء العرب المشاهير في بلورة التميز الثقافي الذي حفلت به سيرة الثقافة والمثقفين بدولة قطر، وهي المسيرة نفسها التي اتبعها الدكتور محمد ابراهيم الشوش رئيس تحرير مجلة الدوحة في عصرها الذهبي والاستاذ الصحفي المعروف والكاتب رجاء النقاش.
وزميل درب الطيب صالح البروفيسور محمد ابراهيم الشوش قال ان من اهم ما يميز الطيب صالح شيئين مهمين اولهما هذه الشخصية التي تجعله متفردا حتى ولو لم يكن كاتبا معروفا والثانية انه وهذا درس بليغ لكل المبدعين العرب ان الطيب صالح حتى بعد ان هاجر من السودان وابتعد لسنوات عدة لم يفترق عن السودان ولم يفارقه السودان ظل في وجدانه دائما وابدا وهذا ما يميزه وما يميز كل كاتب عظيم، ذلك الانتماء لتربة الوطن ولاهله. ومع هذا الارتباط كان قلبه يحتضن الناس جميعا على اختلاف مواطنهم وعلى اختلاف مبادئهم وقد عبر عن ذلك في احدى قصصه القصيرة "دومة ود حامد" حين حسم الصراع الذي دار حول ازالة ضريح الشيخ لبناء طلمبة مياه كناية عن احتضان التقدم والرفاهية واولئك الذين حاربوا لبقاء الضريح برغم حاجة القرية الى المياه تمسكا بتراثهم وعقيدتهم وحسم الصراع بقوله ان كلا الطرفين مخطئ، فلا داعي لازالة الضريح ولا داعي لالغاء طلمبة المياه فالمكان يتسع للجميع، بهذه الروح الطيبة كان يرى وطنه وبهذه الحكمة البالغة كان يقدم الحلول لمشاكل بلده ومشاكل عالمه.
في إنسانية الطيب صالح
د. أحمد عبد الملك :
سيتحدث كثيرون عن أدب الطيب صالح، لكنني سوف أتحدث عن إنسانية الرجل حيث عملت معه عندما كان مديراً للإعلام ووقتها كنت مراقباً للأخبار. ولقد وقف معي وقفة إنسانية مهنية عندما اعترض مدير التلفزيون على ابتعاثي للولايات المتحدة للدراسة بحكم أنه لا يوجد بديل يمسك مهام الأخبار. فما كان من الطيب صالح إلا وتبّرع بأن يعمل مراقباً للأخبار بدلا عني. وهذا ما ساهم في تسهيل ذهابي للولايات المتحدة. إنه من المواقف النادرة التي يقف فيها الرجال مع الحق والخير والجمال؛ في عالم يسوده التوحش والأنانية والحسد . لقد شكل هدوء الطيب صالح وأريحيته وعمق تفكيره في تحلق الأصدقاء حوله سواء كانوا من الإدارة الإعلامية أم من المبدعين. لقد فقد الأدب العربي عملاقاً من عمالقته؛ رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.
حين يرحل الطيب
أمير تاج السر :
منذ وعكة الكلى التي ألمت به في العام الماضي، وقيدت من تحركه وسفره والتقائه بمحبيه في كل مكان يوجد فيه محبون له، وأنا أخاف على الطيب.. أخاف أن ينطفئ ذلك الضوء الساطع الذي أضاء للإنسانية زمنا طويلا، وجعل من الكتابة الروائية، متعة يستطيع أن يتذوقها حتى من لا علاقة له بالقراءة ، وعبر شخصيات هي شخصيات عرفها وصادقها وجلس إليها في يوم من الأيام ، لم تعد قرية ( كرمكول أو ( ود حامد )، كما أطلق عليها في أعماله، لم تعد مجرد قرية منسية عند منحنى النيل في اتجاهه شمالا، ولكن بقعة سحرية يعرفها كل من قرأ وفهم وعرف، المكان بتجلياته الشفيفة، ولكن هل يستطيع كل شخص أن يكتب المكان بهكذا خصوصية، وهكذا أسطرة ؟ .. الطيب صالح لم ينل شهرته عبثا ً ولم يتوج عبقريا للرواية العربية صدفة، ولكن عن استحقاق .
وحين تحصي ما كتبه الطيب من أعمال روائية أو قصصية، ستعثر على عدد قليل بلا شك، وحين تحصي ما كتب في هذا العدد القليل من إبداع ، فلن تستطيع، لأن كل شخصية رسمت عند الطيب، رسمت بإتقان، كل جملة قيلت، كانت في مكانها وأكثر من مكانها، ولذلك لم يكن غريبا أن يقرأ الطيب من الجميع ، وأن يصبح خالا للجميع .. كتابا كانوا أو قراء أو حتى أناس عاديين في كل شبر من أرض السودان, وأيضا الوطن العربي الكبير .
على المستوى الإنساني، لم يكن ثمة شبيه للطيب، هو قامة إنسانية ضاربة في الجذور، هو من يهتم بالغير، يسعى إلى مساعدة الغير، ودائما ما يكون أول من يفكر فيه الناس حين يواجهون بمأزق أو انكسار.. وكأني به أمة قد اختصرت في رجل.
خسارتنا في الطيب كبيرة، خسارة أجيال تعلمت الكتابة من إبداعه وخسارة السودان كله، وهو يفقد أحد الأجنحة التي حملت على عاتقها نقل سيرة البلد الحسنة إلى بعيد، وخسارتي الشخصية، هي خسارة الدم ، خسارة الولد حين يفقد أباه.
رحمك الله خالي وخال الجميع، وقد غبت في زمن تدهور فيه حال الكتابة، واكتسبت تضاريس وأشواكا لم تكن موجودة، أيام كتبتموها، لاراد لقضاء الله.. ولكن لا نستطيع إلا أن نبكيك.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
الاقتصادية السعودية
توقف نبضه البارحة الأولى عند 80 عاماً في مستشفى لندني .. وآخر مقال له في المجلة" بعنوان "هامبورج أرواح صديقة تشاركك الغبطة"
الخرطوم تهتز حزنا لرحيل الروائي الطيب صالح
محمود لعوتة من الرياض
فوجئت الأوساط الأدبية والمهتمون بالنشاطات الثقافية بوفاة الروائي السوداني الطيب صالح صباح أمس، في العاصمة البريطانية لندن.
حيث رحل الأديب الصالح عن عمر يناهز الثمانين عاما. ورى لـ "الاقتصادية" شاهد عيان من شوارع الخرطوم تجمع عديد من المواطنين السودانيين، في كبرى المكتبات الثقافية في المدينة، إضافة إلى الساحات الشهيرة فيها لمتابعة خبر الوفاة.
وقال صديقه النجم المسرحي علي مهدي إن الطيب صالح فارق الحياة ليل الثلاثاء ـ الأربعاء في أحد المستشفيات في لندن حيث كان يقيم. كما نعت الرئاسة السودانية الفقيد وأوضح بيان صادر من محجوب فضل السكرتير الصحافي للرئاسة السودانية أن الفقيد كان له الدور الكبير فى نشر الأدب والثقافة السودانية فى مختلف أنحاء العالم من خلال رواياته ومؤلفاته وكتاباته الرائعة التى ترجم عديد منها إلى اللغات العالمية.
ويعد صالح من أكبر الأدباء العرب في القرن الـ 20، وهو صاحب الرواية الشهيرة "موسم الهجرة إلى الشمال"، التي صدرت في نهاية الستينيات، وترجمت إلى لغات عدة من بينها الفرنسية والإنجليزية. وهي من الأعمال العربية الأولى التي تناولت لقاء الثقافات وتفاعلها، وصورة الآخر بعيون العربي والشرقي بعيون الآخر الذي ينظر اليه كشخص قادم من عالم رومانسي يسوده السحر ويكتنفه الغموض. وصنفت الرواية كواحدة من أفضل مائة رواية في العالم، ونالت عديدا من الجوائز واكسبته شهرة لمدة 40 عاما، التي استحق عنها لقب "عبقري الرواية العربية" على حد وصف الناقد المصري الراحل رجاء النقاش. ومن رواياته التي اكتسبت شهرة "عرس الزين"، التي تنقل إلى القارئ أجواء الريف السوداني وشخصياته ونوادره. كما كتب أيضا روايات "مريود" و " "ضو البيت" و " دومة ود حامد"، وبندر شاه. وقبل رحيله بنحو شهرين كانت مجموعة من المؤسسات الثقافية في الخرطوم، بينها اتحاد الكتاب السودانيين ومركز عبد الكريم ميرغني الثقافي قد بعثت برسالة إلى الأكاديمية السويدية ترشح صالح لنيل جائزة نوبل للأدب. يجمع النقاد على اختلاف اتجاهاتهم على أن الروائي السوداني الطيب صالح، الذي رحل عن عالمنا، قد غزا العالمية مثلما غزا مصطفى سعيد بطل روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" أوروبا، بشوارعها وحاناتها ومؤسساتها الأكاديمية، وإن كان لم يستطع ان يغزو صورتها النمطية عن عالمه الغرائبي الذي تسكنه الصحراء بغموضها وأسرارها وحكاياتها الرومانسية. وتمكن صالح من جعل شخصياته المغرقة في محليتها تنطق بلغات يفهمها القارئ حتى وإن عجز عن فهم مفرداتها الريفية السودانية. ونقل لنا في "عرس الزين" و"دومة ود حامد" أجواء القرية السودانية بحيوية جعلت الشخصيات تتحرك بأبعاد ثلاثة، وفي "موسم الهجرة إلى الشمال" سلط الأضواء متعمدا على تناقضات المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية لمجتمعه، كما كشف، ربما دون قصد منه، إشكالية الإسقاط الذي يمارسها الشرقي (العربي) على الآخر. في جميع أعماله تبرز موهبته الفذة في تشكيل الشخصيات وتصوير البيئة التي تتحرك فيها والخلفيات التي جاءت منها من خلال حوار ينبض بالحياة، حتى وإن كان مغرقا في المحلية. وإن كانت الجرأة التي اقتحم بها بطل الرواية (مصطفى سعيد) عالم الآخر أوقعته (هو أم الكاتب ؟ سؤال صعب سأحاول الإجابة عن فيما يلي) في مطب وقع فيه روائيون كبار آخرون، قبله وبعده: مطب التعامل مع الآخر روائيا، رسم شخصيته وحواراته ومواقفه. وفي رائعته"موسم الهجرة إلى الشمال" نرصد مستويين للهجرة الحركة أوربما نستطيع القول إن هناك مستوى للحركة وآخر للسكون: مصطفى سعيد غزا عالم الآخر، أما الآخر فقد بقي حبيسا للصورة النمطية للمثقف العربي عنه، مصطفى سعيد وصل الى عقر دارهم، عبر الصحاري والبحار، أما جين موريس ورفاقها فقد بقوا تحت شجرة نخيل في قرية مصطفى على ضفاف النيل. والشخصيات السودانية في تلك الرواية تتكلم بطلاقة ويصل صوتها بمنتهى الوضوح والقوة سواء كانت في حقل قطن أو في سهرة تعمرها أصداء الضحكات الماجنة بفعل النكات الإباحية ، أو في حانة لندنية . والملامح السودانية مرسومة بوضوح وإقناع واقتدار، أما شخصية "الآخر" فتمر بعملية ترشيح معقدة تنتهي بها لأن تصبح ظلا لنفسها وتجسيدا للمفهوم المشوش للمثقف العربي عنها. الفتيات والنساء يتساقطن تحت أقدام هذا الشاب الأسمر القادم من أدغال إفريقيا، والفضول يقتلها للإطلال على عالمه المسكون ببخور الصندل وحكايات الحب، وهو يمارس سحره الشرقي الطاغي للإيقاع بالفريسة تلو الأخرى. وكذلك الحوار بين الشخصيات السودانية من الإقناع بحيث يجسدها بجذورها وثقافتها وأصولها الاجتماعية، وحوار الشخصيات الإنجليزية باهت ومغترب عن ذاته. وموقف الآخر، الأبيض، الاستعلائي، المستعمر، يتغير على يد الكاتب إلى فضول وجاذبية وحب، والعربي الأسمر، مصطفى سعيد، له اليد العليا دائما، خاصة مع الجنس الآخر الذي يطغى حضوره ممثلا للآخر، وهو انعكاس واضح للتفكير الشرقي الذي لا يرى بقعة أعرض من السرير لتفاعله مع الآخر الذي لا وجود له بالنسبة له خارج السياق الجنسي. السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل استخدم الكاتب كل ما سبق لالقاء الضوء على التشوش الذي يشوب علاقة العربي مع الآخر وتصوره عنه أم أنه وقع في المطب ذاته ؟ المفروض أن الإنسان العربي حين يخرج من عالم مسلماته يواجه أزمة ثقة بالنفس تدفعه أحيانا الى التقوقع على ذاته وفي أحيان أخرى الى اتخاذ خطوات وجلة مترددة باتجاه الآخر، وتفتقر العلاقة الى التكافؤ، لمصلحة الآخر. هذا هو ما يفترضه المنطق ويؤيده الواقع، أما في عالم الرواية العربية، وليس عند الطيب صالح فقط، فنجد العربي هو السيد في العلاقة، خاصة إذا كان الطرف الآخر أنثى من المفروض أنها تتحرك بثقة أكبر في النفس في فضاء مألوف لديها بينما هو بالكاد بدأ رحلة استكشافه، سواء على المستوى العاطفي أو الجنسي. إذن هل وقع الطيب صالح في المطب أم استخدم ما سبق ببراعة على سبيل السخرية من المثقف العربي ليصوره مغرورا، ونرجسيا منغلقا على ذاته ؟ ومن الصعب الجزم، وهذا مؤشر لجودة الرواية وليس العكس، فقديما قالوا: العمل الأدبي الجيد قد يكون غامضا، ولكن لا يجوز أن يكون مضللا. ودائما ما يقارن نقاد عرب بين صالح والأديب المصري الراحل يحيى حقي من جهة وبين معظم الكتاب من جهة أخرى، إذ امتلك حقي وصالح شجاعة التوقف عن الكتابة الإبداعية مثل أي لاعب بارز يستشعر أنه لن يقدم أفضل مما سبق أن قدمه فيؤثر الاعتزال. وقال الروائي عزت القمحاوي مدير تحرير صحيفة "أخبار الأدب" المصرية لـ "رويترز" إن أبرز ما يميز صالح أن عنده حساسية كاتب "فعندما وجد أنه ينبغي عليه أن يتوقف عن كتابة الإبداع توقف بالفعل. وقد امتحنت أعماله في وجوده إذ ظل موجودا في المشهد الإبداعي العربي رغم توقفه عن الكتابة. ولم يكف صالح عن الانخراط في القضايا السياسية من خلال مقالات ظل ينشرها في بعض الصحف والمجلات حتى أيامه الأخيرة. وفي مجال الصحافة كتب الطيب صالح خلال عشرة أعوام عمودا أسبوعيا في مجلة "المجلة" في زاوية "نحو أفق بعيد"، وكان آخر مقال كتبه فيها بعنوان "هامبورج أرواح صديقة تشاركك الغبطة". يذكر أن الطيب صالح ولد في قرية كرمكول شمالي السودان عام 1929 ثم انتقل إلى الخرطوم للدراسة في كلية العلوم حيث التحق بالجامعة التي لم يتم دراسته فيها. وغادر السودان الى بريطانيا عام 1952، وعمل في القسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي.، حيث شغل منصب مدير قسم الدراما. وعمل أيضا في وزارة الإعلام القطرية في الدوحة ثم تولى منصبا في مقر "اليونيسكو" في باريس.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
الرياض سعودية
مثقفات ومثقفون لـ (ثقافة اليوم):
رحيل الطيب صالح صدع في خارطة الرواية العربية
الطيب صالح
الطيب صالح
استطلاع - محمد المرزوقي
وصف عدد من المثقفين والمثقفات رحيل عبقري الرواية العربية، بالفاجعة، وبالصدمة الفادحة، مؤكدين ترجل فارس في المشهد الثقافي العربي، ورحيل رمز من رموز الرواية العربية.. مؤكدين بأن صاحب موسم الهجرة إلى الشمال سيظل مهاجرا في ذاكرة ثقافتنا العربية...
الدكتورة كوثر القاضي وصفت رحيل الطيب صالح عن المشهد الثقافي العربي بقولها: غادرنا يوم أمس الطيب صالح أحد الرواد الكبار للرواية في عالمنا العربي.. المبدع العربي مبدع موسم الهجرة إلى الشمال تلك الأسطورة الروائية الفريدة التي ارتبطت باسمه.
أما عن رحيل عملاق الرواية السودانية وأحد أبرز الروائيين العرب فقد وصف رحيله الكوثر في ظل الوضع الروائي العربي الذي يسود مختلف أقطارنا العربية فقالت: لقد رحل الطيب صالح في مرحلة تعيش فيها الرواية العربية مرحلة تتميز بغزارة الكم، وتعاني في الوقت ذاته من الفقر الشديد في فنياتها وفي عمق ونضج تجربتها الإبداعية.
وختمت د.كوثر حديثها في وصف ترجل الطيب صالح قائلة: لقد توراى الطيب صالح في زمن لم يعد فيه للكبار مكان.
أما الروائي يوسف المحيميد فقد وصف رحيل الطيب صالح قائلا: لم نكن نستيقظ من صدمة فقدان رمز الشعر العربي الحديث الشاعر الكبير محمود درويش، قبل أشهر قليلة.. إلا وقد فاجأنا رحيل أحد أبرز كتاب الرواية العربية الحديثة الطيب صالح، فكما تعلمنا جماليات اللغة ومفرداتتها الشعرية على يدي محمود درويش، كنا التقطنا جماليات خيوط السرد من رائعته(موسم الهجرة إلى الشمال)بالإضافة إلى أعماله الأدبية مثل عرس الزين، دومة ود حامد، وغيرها من أعماله الإبداعية المميزة الأخيرة.
ومضى المحيميد بمشاعر الأسى في حديثه فقال: رغم أن الطيب صالح توقف عن كتابة الرواية بشهامة ونبل.. حيث كان يردد دائما بأنه ليس لديه من شيء جديد ليكتبه.. إلا أن فقدانه كإنسان وكرمز روائي تحمل أن يباغتنا ذات يوم برواية جديدة بعد أن فقدناه نهائيا.
ومضى يوسف واصفا عزاء الساحة العربية في فقدها للطيب صالح فقال: عزاؤنا بأن رحيله يقابله حضور لافت في الرواية العربية، على المستوى العالمي، وبروز أسماء شابة جديدة قادرة على مواصلة ترسيخ الفن الروائي العربي، سواء كانت هذه الأسماء من السودان الشقيق، أو من بلدان العالم العربي، خاصة مع حضور رواية الأطراف في الخليج العربي، والمغرب العربي الأقصى.
أما عن مقولة الطيب صالح التي طالما رددها لقرائه والتي يرى بأن لا جديد لديه ليكتبه للقارئ.. فقد علق المحيميد قائلا: لعل هذه التصريحات التي تدور في محيط هذه المقولة التي كان الطيب صالح يرددها بين الحين والآخر، فقد كان يشير بشكل أكبر وأكثر تحديداً إلى الفن الروائي. فكما تعرف بأنه في السنوات الأخيرة صدرت له عدد من الإصدارات عن دار رياض الريس والتي كانت تضم مقالات في الأدب والسياسة والمجتمع.
وأضاف يوسف قائلا: رغم أن مجرد صدور رواية تحت أي مستوى فني تتضمن اسم الطيب صالح، كانت كفيلة بالحضور الكبير لها.. فقط لأنها تحمل اسم الطيب صالح.. ولكنه ونتيجة لعدم رضاه عما تختزنه ذاكرته من عوالم وشخوص آثر أن يصمت (شهر زاده الخاص).
واختتم المحيميد حديثه قائلا: لا زلت أتذكر ملامح الخيبة على وجهه وهو يقف كرئيس لجنة اختيار جائزة للرواية العربي في ملتقى الرواية العربية الثالث بالقاهرة، حينما ألقى الروائي صنع اله إبراهيم خطابه الشهير، والذي رفض بموجبه الجائزة الممنوحة له من وزارة الثقافة المصرية...إذ كان يشعر الطيب صالح كرئيس للجنة الجائزة بالخيبة، والشعور بالحرج أمام كبار المثقفين والمبدعين المصريين والعرب عامة.. وكأنما قبوله للجائزة في دورتها اللاحقة كان من موقف يشبه العزاء لنفسه، رغم أنه يستحق أكثر من جائزة في الرواية العربية.
أما رئيسة اللجنة النسائية بالنادي الأدبي الثقافي بالطائف، الأستاذة منى المالكي، فقد تحدثت عن هجرة الطيب صالح إلى السماء فقالت: تلقفنا رائعته تتنقل بين الأيدي المرتجفة خوفا من المراقبة أن تقبض علينا متلبسات بالهجرة معه إلى شماله الملتهب المتناقض داخل نفس بطله(مصطفى سعيد) , هذا ما حدث معي عند بداية رحلتي الماتعة مع المهاجر الطيب صالح يرحمه الله في رائعته (موسم الهجرة إلى الشمال) كان ذلك في المرحلة الثانوية , كنا ندلف إلى عوالمه المغرقة في المحلية والواقعية ولكنها كانت رحلة ممتعة للوصول إلى فك شفرة تلك المفردات , وأيقنت صدق المقولة (الوصول للعالمية طريقه الإغراق في المحلية).
ومضت منى في وصف مشاعر فاجعة رحيل عبقري الرواية العربية فقالت: فجعت بالخبر الحزين عن رحيل عملاق من عمالقة عالمنا الروائي الذين أثبتوا قدرة العربي على استنبات فن كالرواية لدى أمة شاعرة تشكل الموسيقى واللغة المتفجرة دهشة ومفاجأة أحد روافدها الحياتية الرومانسية..
واختتمت المالكي وصفها لإنسانية الراحل صاحب الإبداعات الروائية، والمقالات الاجتماعية، وصاحب الحس الإنساني الذي يتدفق مجتمعا يبحث عن غد في شرفات الحياة فقالت: الطيب صالح كان طيبا وصالحا مع وطنه وأمته وأهداهما خلودا رسمه بأنامله الطاهرة روايات مميزة , ف (يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية).
أما الناقد الدكتور حسين المناصرة فقد وصف رحيل الطيب صالح قائلا: رحل مبدع أفضل رواية عربية وأشهرها في القرن العشرين، رحل صانع حوار الحضارات أو تصادمها في رواية قد حظيت بكل منجز نقدي، توقف كثيراً على مشارف لغتها؛ ليدقق، ويحلل، ويستشرف، ويؤوّل؛ لتبقى الرواية نصاً مفتوحاً عصياً على أي قراءة نقدية تدعي أنها نهائية!!
رحل الطيب صالح - رحمه الله - وقد ترك لنا من ذاته علامة فارقة ومشرقة في فضاء الإبداع السردي، في فضاء الرواية العربية/«ديوان العرب في القرن العشرين»، وما زالت!! رحل ليقول لنا : أنا لم ارحل، ولن أرحل؛ لأنني تركت فيكم قيمة الحياة الحقيقية ماثلة في قيمة الإبداع، وهل للحياة جمال غير جمال الإبداع، عندما يكون خالداً إلى أن يشاء الله!!
ومضى د.المناصرة قائلا: ستبقى رواية «موسم الهجرة إلى الشمال» نجمة مضيئة في فضاء تاريخ الرواية العربية، نجمة تستحضر دوماً معها كثيراً من الصفات الحميمة التي تكشف عن تلك النفس الإنسانية العميقة الماثلة في شخصية الطيب صالح نفسه، فتقول: إنه ذو نفس إنسانية عميقة؛ لأنه قد آمن - خلال مسيرته الثقافية والإبداعية - بأن إنسانية العالم أكبر من إقليم السودان، أو قارة أفريقيا، أو العالم العربي؛ فكان سودانياً، وعربياً، وأفريقياً، وشرقياً، وعالمياً، وإنسانياً... تجسد هذا كله في عبقريته الإبداعية التي أنتجت «موسم الهجرة إلى الشمال»، هذه الرواية التي التهمت مبدعها، وأعماله الأخرى؛ فلم يعد يذكر الطيب صالح إلا بهذه الرواية الأقرب إلى الأسطورة أو العنقاء التي تتجدد دوما في كل قراءة نقدية واعية، وفي كل امتداد زمني نحو المستقبل!!
وعن هذا الرحيل لعبقري الهجرة إلى الشمال يقول د.حسين: ما أن يقولوا للطيب صالح، يوم أن كان حياً يرزق : روايتك تختصر العالم كله، أو هي عن الشرق كله، أو عن العرب، أو عن الإسلام، أو عن أفريقيا، أو عن العالم الثالث، أو عن فلسطين، أو، أو، أو... حتى يؤكد لك أنها عن كل ما يقولون، ولو جاءه أحد ما، وقال له : هذه الرواية عن امرئ القيس، أو المتنبي، لما تردد في أن يؤكد صحة الاستنتاج؛ فهو يدرك أن الرواية - في المحصلة - منتج المتلقي؛ وأن السارد ليس له إلا ذلك الاسم المطبوع على غلافها؛ لذلك كانت هذه الرواية، وستبقى مثاراً لزوابع من الرؤيات والجماليات، وأنك لو قرأتها للمرة العاشرة ستشعر أنك تقرؤها للمرة الأولى، وبكل تأكيد ستكتشف أن هذه الغابة السردية، تفضي لك بأسرار جديدة مع كل قراءة جديدة، حتى لو وصلت إلى القراءة المئة!!
ومضى د.المناصرة في حديثه قائلا: لو كانت جائزة نوبل محايدة وموضوعية في مجال الآداب تحديداً، لمنحت جائزتها هذه للطيب صالح، والكل يعرف أنه رشح لهذه الجائزة، ولكن عدم موضوعية المشرفين على هذه الجائزة من ناحية الأدب، حالت دون حصوله عليها؛ علماً بأنها منحت لروايات أقل شأناً من رواية (موسم الهجرة على الشمال) التي دخلت في عام 2002، ضمن أفضل مئة رواية إنسانية في العالم.
وعن حديث البدايات يقول د.حسين: بدا الروائي الطيب صالح مقلاً في كتابة الرواية، على الرغم من أنه يكتبها منذ نصف قرن، فكتب إضافة إلى (موسم الهجرة إلى الشمال) روايات: عرس الزين، ومريود، ودومة ود حامد، وضوء البيت... ومع هذه القلة في الكم لا النوع، يبدو أنه يستحق لقب (عبقري الرواية العربية) وهي عبقرية موسم الهجرة إلى الشمال. ولكنها أيضاً ستغدو عبقرية حاضرة في رواياته الأخرى؛ فيما لو أعطيت حقها من الدراسة والنقد.
ومضى د.حسن واصفا رحيل العبقري فقال: برحيل الطيب صالح، صار بإمكاننا أن نعرف إلى أين ذهب (مصطفى سعيد) بطل رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) فها هو قد مات بموت الطيب صالح - رحمه الله-. وفي هذا الرحيل تكمن مسألة أن البطل كان يعيش في جلد مبدعه، وأن اختفاء مصطفى سعيد، هو جزء من تخفي السارد، الذي يرمز بالأشياء من حوله، ومن منظور رؤيته، لعالم مليء بالمفارقات، إلى حد أن يصبح هذا العالم مخزوناً في ذات عبقرية متناقضة ومضطربة، تكتب عن المستقبل من منظور رؤيتها للماضي والحاضر، وتفهم طبيعة التناقضات المقبلة من خلال بؤر التناقضات التاريخية؛ لهذا كانت رؤيات الطيب صالح مسكونة بهواجس الناس العاديين، كما هي في الوقت نفسه مسكونة بهواجس المفكرين والمبدعين وأصحاب النظريات الكبرى!!
وختم د.المناصرة حديث الفراق ومشاعر الأسى قائلا: رحمك الله أيها الفارس الذي ترجل عن فرس الإبداع، لأنه لم يعد بإمكانك أن تواصل الحياة؛ فالموت قدر، ومغفرة الله واسعة الرحمة، فليرحمك الله، وليحسن إليك، فإنك أبدعت في حياتك، وهذبت الجيل، وصورت الحياة بتناقضاتها المختلفة، وفي النهاية على الإنسان السوي أن يتوازن من ذاته وبنفسه، فيقتل شره، ليجعل حميمية إنسانيته تستوعب العالم من حوله، ومن ثم تؤمن إنسانيته بأن الخير سيبقى ويتجدد كالعنقاء، وأن الشر لن يدوم، حتى فيما لو غولاً مجرماً!!
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
الدستور
الأديب السوداني الطيب صالح في ذمة الله
لندن (بترا) توفي في العاصمة البريطانية الليلة الماضية الروائي السوداني الكبير الطيب صالح عن عمر يناهز الثمانين عاما.ولد الطيب صالح في قرية شمالي السودان عام 1929 ثم انتقل الى الخرطوم والتحق بالجامعة دون ان يتم دراسته فيها.وغادر السودان الى بريطانيا عام 1952، وعمل مديرا لقسم الدراما في اذاعة "بي بي سي" العربية.كما عمل في وزارة الاعلام القطرية في الدوحة وفي مقر منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) في باريس.وتبوأ الطيب الصالح مركزا مهما على خريطة الرواية العربية، خصوصا بعد نشر روايته "موسم الهجرة الى الشمال" في بيروت عام 1966.ومن رواياته التي اكتسبت شهرة رواية "عرس الزين" التي تنقل الى القارئ أجواء الريف السوداني وشخصياته ونوادره.وكانت جمعيات ومؤسسات ثقافية سودانية دعت الى ترشيح الطيب صالح لجائزة نوبل للآداب.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
البي بي سي العربية
توفي في لندن الروائي السوداني الكبير الطيب صالح عن عمر يناهز الثمانين عاما.
ولد الطيب صالح في قرية كرمكول شمالي السودان عام 1929 ثم انتقل الى الخرطوم حيث التحق بالجامعة التي لم يتم دراسته فيها.
غادر السودان الى بريطانيا عام 1952، وعمل في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية(بي بي سي) حيث شغل منصب مدير قسم الدراما.
عمل ايضا في وزارة الاعلام القطرية في الدوحة ثم تولى منصبا في مقر اليونيسكو في باريس.
تبوأ الطيب صالح مركزا مهما في خريطة الرواية العربية، خاصة بعد نشر روايته"موسم الهجرة الى الشمال" في بيروت عام 1966 التي ساهم الناقد الراحل رجاء النقاش في تعريف القارئ العربي بها، لتصبح فيما بعد إحدى المعالم المهمة للرواية العربية المعاصرة.
وتعد"موسم الهجرة إلى الشمال" من الأعمال العربية الأولى التي تناولت لقاء الثقافات وتفاعلها، وصورة الآخر بعيون العربي والشرقي بعيون الآخر الذي ينظر اليه كشخص قادم من عالم رومانسي يسوده السحر ويكتنفه الغموض.
وكانت السلطات السودانية قد منعت تداول هذه الرواية في التسعينيات من القرن الماضي بحجة تضمنها مشاهد ذات طابع جنسي.
وصنفت الرواية كواحدة من أفضل مئة رواية في العالم، ونالت العديد من الجوائز.
ومن رواياته التي اكتسبت شهرة "عرس الزين" التي تنقل الى القارئ أجواء الريف السوداني وشخصياته ونوادره.
كما كتب أيضا روايات "مريود" و " "ضو البيت" و " دومة ود حامد".
وقد دعت بعض الجمعيات والمؤسسات الثقافية السودانية مؤخرا الى ترشيح الطيب صالح لجائزة نوبل للآداب
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
الرويترز العربية
القاهرة (رويترز) - برحيل الاديب السوداني الطيب صالح فقد الادب العربي كاتبا بارزا سطر اسمه في سجل الابداع العربي بروايته الشهيرة (موسم الهجرة الى الشمال) التي استحق عنها لقب "عبقري الرواية العربية" على حد وصف الناقد المصري الراحل رجاء النقاش.
وتوفي صالح يوم الاربعاء في لندن عن 80 عاما.
وظلت روايته (موسم الهجرة الى الشمال) التي أكسبته شهرة عالمية على مدى أكثر من 40 عاما المقياس الذي توزن به قيمة أعمال أخرى تالية تناول فيها روائيون عرب الصدام بين الشرق والغرب.
ففي كثير من الروايات العربية التي عالجت الازمة الحضارية بين الشرق والغرب كان مصطفى سعيد بطل (موسم الهجرة الى الشمال) يطل برأسه متحديا أبطال هذه الاعمال كما سبق أن تحدى البريطانيين الذين كانوا يحتلون بلاده وأعلن في لندن أنه جاء لغزوهم بفحولته الجنسية.
وظل اسم صالح يعني (موسم الهجرة الى الشمال) وحدها على الرغم من أعماله السابقة والتالية لها بل طغى الجانب السياسي في روايته الشهيرة على المستوى الجمالي أحيانا. كما ظلمت أعماله الاخرى ومنها (عرس الزين) التي يرى الناقد المصري فاروق عبد القادر أنها لا تقل أهمية عن (موسم الهجرة الى الشمال) نظرا لما تحمله من معاني الخصوبة والتجدد.
والمفارقة أن (عرس الزين) 1962 وليس (موسم الهجرة الى الشمال) 1966 وجدت طريقها الى شاشة السينما العربية اذ قدمها المخرج الكويتي خالد الصديق عام 1977 في فيلم (عرس الزين).
ولد صالح في شمالي السودان عام 1929 ودرس العلوم في جامعة الخرطوم ثم سافر الى لندن ودرس الشؤون الدولية وعمل في الخدمة العربية لهيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي.سي) كما عمل بمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في باريس وعمل ممثلا للمنظمة نفسها في منطقة الخليج.
وكتب صالح عدة مجموعات قصصية وثلاث روايات هي (عرس الزين) و(بندر شاه) و(موسم الهجرة الى الشمال) التي وصفتها الاكاديمية العربية ومقرها دمشق عام 2001 بأنها أهم رواية عربية في القرن العشرين.
وحظي صالح بتقدير النقاد من كافة التيارات السياسية وصدرت عنه كتب نقدية منها (الطيب صالح عبقري الرواية العربية) بأقلام عدد من النقاد عام 1976 . كما فاز بجائزة ملتقى القاهرة الثالث للابداع الروائي عام 2005
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
الجزيرة القطرية
يستعد السودان لاستقبال جثمان الكاتب والروائي الطيب صالح الذي غيّبه الموت فجر اليوم في بريطانيا ليوارى الثرى في موطنه الذي تركه مهاجرا إلى بريطانيا ليضيف بذلك معنى جديدا لرائعته "موسم الهجرة إلى الشمال".
وأكد سفير السودان لدى بريطانيا وإيرلندا عمر صديق أن السفارة تتابع إجراءات نقل جثمان الروائي الراحل إلى السودان.
وقال صديق إن الطيب صالح من الأدباء القلائل الذين كتبوا بصدق عن واقع السودان وثقافته وله معجبون ومحبون في السودان وفي العالم، إذ إن رواياته ترجمت لأكثر من 35 لغة عالمية، وبوفاته انطوت صفحة مهمة من تاريخ الأدب السوداني.
وذكر الإعلامي السوداني خالد الأعيسر أن الراحل كان يعاني من فشل كلوي يستوجب غسيلا للكلى ثلاث مرات في الأسبوع، وهو ما كان يحدث له ارتفاعا في الضغط، فيما كان عدم الغسيل يحدث له آلاما كبيرة في الكلى.
وأشار الأعيسر إلى أن الطيب صالح كان في الآونة الأخيرة يرقد في المستشفى في غيبوبة طويلة إلى أن وافته المنية فجر اليوم عن عمر يناهز الثمانين، والفقيد كان متزوجا من بريطانية وله ثلاث بنات كلهن متزوجات.
ثروة أدبية
وخلف صالح ثروة أدبية زاخرة تضم عددا كبيرا من الروايات أكثرها شهرة "موسم الهجرة إلى الشمال".
وبدأ الأديب الراحل الكتابة منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، ومن بين أعماله أيضا "ضو البيت" و"عرس الزين" و"مريود" و"دومة ود حامد" و"منسى" و"بندر شاه".
ونالت روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" شهرتها من كونها أولى الروايات التي تناولت بشكل فني راق الصدام بين الحضارات وموقف إنسان العالم الثالث ورؤيته للعالم الأول المتقدم.
سيرة ومسيرة
وولد الروائي الراحل عام 1929 في إقليم مروي شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل قرب قرية دبة الفقراء، وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها.
وتقلب الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية، إذ أدار مدرسة في السودان، ثم عمل إعلاميا في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما.
ثم عاد الراحل إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية، ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلا ومشرفا على أجهزتها. ومن بعد عمل الطيب صالح مديرا إقليميا بمنظمة اليونيسكو في باريس، وعمل ممثلا لهذه المنظمة في الخليج العربي.
إبراهيم إسحق يعتبر الطيب صالح بحرا للإبداع (الجزيرة نت)
وقالت الرئاسة السودانية في نعيها للأديب الراحل اليوم إن "الفقيد كان له القدح المعلى في نشر الأدب والثقافة السودانية في مختلف أنحاء العالم من خلال رواياته ومؤلفاته وكتاباته الرائعة التي ترجم العديد منها باللغات العالمية".
أما رئيس اتحاد الكتاب السودانيين إبراهيم إسحق فوصفه ببحر الإبداع، مشيرا إلى أنه شغل حيزا كبيرا في خارطة الإبداع العالمية والعربية والأفريقية والسودانية "بعطاء قوي بربطه لقضايا الشرق الأفريقي والعربي من خلال رواياته".
واعتبر رئيس الكتاب والروائيين السودانيين الشاعر والروائي عالم عباس أن الفقد كبير وجاء في الوقت الذي كان الجميع مهموما بالإعداد لتكريمه تكريما يليق بمكانته.
وأضاف أنه "رغم أن الموت حق فإنه لم يكن في تصورنا أن يرحل عنا هذا الهرم في الوقت الذي كنا بحاجة كبيرة إليه وإلى إبداعه وسودانيته".
ووصفه اتحاد الصحفيين السودانيين بأنه "عبقري الأمة السودانية"، مشيرا إلى أنه كان "إعلاميا شاملا وأديبا اعتلى قمة مراتب الأدب وبقدر وافر كما اعتلى قمما إعلامية وصحفية متعددة".
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
البي بي سي
أنور حامد
بي بي سي-لندن
موسم الهجرة الى الشمال
صورة الآخر: مجاز أم إسقاط ؟
يجمع النقاد على اختلاف اتجاهاتهم على أن الروائي السوداني الطيب صالح، الذي رحل عن عالمنا، قد غزا العالمية مثلما غزا مصطفى سعيد بطل روايته "موسم الهجرة الى الشمال" أوروبا، بشوارعها وحاناتها ومؤسساتها الأكاديمية، وإن كان لم يستطع ان يغزو صورتها النمطية عن عالمه الغرائبي الذي تسكنه الصحراء بغموضها وأسرارها وحكاياتها الرومانسية.
تمكن الطيب صالح من جعل شخصياته المغرقة في محليتها تنطق بلغات يفهمها القارىء حتى وإن عجز عن فهم مصطلحاتها الريفية السودانية.
نقل لنا في "عرس الزين" و "دومة ود حامد" أجواء القرية السودانية بحيوية جعلت الشخصيات تتحرك بأبعاد ثلاثة، وفي "موسم الهجرة الى الشمال" سلط الأضواء متعمدا على تناقضات المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية لمجتمعه، كما كشف، ربما دون قصد منه، إشكالية الإسقاط الذي يمارسه الشرقي (العربي) على الآخر.
في جميع أعماله تبرز موهبته الفذة في تشكيل الشخصيات وتصوير البيئة التي تتحرك بها والخلفيات التي جاءت منها من خلال حوار ينبض بالحياة، حتى وان كان مغرقا بالمحلية.
من أعمال الطيب صالح
موسم الهجرة الى الشمال
عرس الزين
دومة ود حامد
ضو البيت
بندر شاه
روايته المتميزة "موسم الهجرة الى الشمال" لم تكن استثناء، فقد شكلت علامة بارزة في خريطة الرواية العربية، حتى أن البعض يعتبرها واحدة من أفضل 100 رواية عالمية.
وان كانت الجرأة التي اقتحم بها بطل الرواية (مصطفى سعيد) عالم الآخر أوقعته (هو أم الكاتب ؟ سؤال صعب سأحاول الإجابة عليه فيما يلي) في مطب وقع به روائيون كبار آخرون، قبله وبعده: مطب التعامل مع الآخر روائيا، رسم شخصيته وحواراته ومواقفه.
الأنا والآخر: مجاز أم إسقاط ؟
في رائعته"موسم الهجرة الى الشمال" نرصد مستويين للهجرة/الحركة أوربما نستطيع القول إن هناك مستوى للحركة وآخر للسكون: مصطفى سعيد غزا عالم الآخر، أما الأخر فقد بقي حبيسا للصورة النمطية للمثقف العربي عنه، مصطفى سعيد وصل الى عقر دارهم، عبر الصحاري والبحار أما جين موريس ورفاقها فقد بقوا تحت شجرة نخيل في قرية مصطفى على ضفاف النيل.
الشخصيات السودانية في تلك الرواية تتكلم بطلاقة ويصل صوتها بمنتهى الوضوح والقوة سواء كانت في حقل قطن أو في سهرة تعمرها أصداء الضحكات الماجنة بفعل النكات الأباحية ، أو في حانة لندنية .
الطيب صالح
الملامح السودانية مرسومة بوضوح واقناع واقتدار، أما شخصية "الآخر" فتمر بعملية ترشيح معقدة تنتهي بها لأن تصبح ظلا لنفسها وتجسيدا للمفهوم المشوش للمثقف العربي عنها.
الفتيات والنساء تتساقط تحت أقدام هذا الشاب الأسمر القادم من أدغال إفريقيا، والفضول يقتلها للإطلال على عالمه المسكون ببخور الصندل وحكايات الحب، وهو يمارس سحره الشرقي الطاغي للايقاع بالفريسة تلو الأخرى.
الحوار بين الشخصيات السودانية من الاقناع بحيث يجسدها بجذورها وثقافتها وأصولها الاجتماعية، وحوار الشخصيات الانجليزية باهت ومغترب عن ذاته.
موقف الآخر، الأبيض، الاستعلائي، المستعمر، يتغير على يد الكاتب الى فضول وجاذبية وحب، والعربي الأسمر، مصطفى سعيد، له اليد العليا دائما، خاصة مع الجنس الآخر الذي يطغى حضوره ممثلا للآخر، وهو انعكاس واضح للتفكير الشرقي الذي لا يرى بقعة أعرض من السرير لتفاعله مع الآخر الذي لا وجود له بالنسبة له خارج السياق الجنسي.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل استخدم الكاتب كل ما سبق لالقاء الضوء على التشوش الذي يشوب علاقة العربي مع الآخر وتصوره عنه أم أنه وقع في ذات المطب ؟
المفروض أن الإنسان العربي حين يخرج من عالم مسلماته يواجه أزمة ثقة بالنفس تدفعه أحيانا الى التقوقع على ذاته وفي أحيان أخرى الى اتخاذ خطوات وجلة مترددة باتجاه الآخر، وتفتقر العلاقة الى التكافؤ، لصالح الآخر.
هذا هو ما يفترضه المنطق ويؤيده الواقع، أما في عالم الرواية العربية، وليس عند الطيب صالح فقط، فنجد العربي هو السيد في العلاقة، خاصة اذا كان الطرف الآخر أنثى من المفروض أنها تتحرك بثقة أكبر بالنفس في فضاء مألوف لديها بينما هو بالكاد بدأ رحلة استكشافه، سواء على المستوى العاطفي أو الجنسي.
إذن هل وقع الطيب صالح في المطب أم استخدم ما سبق ببراعة على سبيل السخرية من المثقف العربي ليصوره مغرورا، ونرجسيا منغلقا على ذاته ؟
هل أراد مصطفى سعيد (أم الطيب صالح ؟) الانتقام لهزائمه بهزيمة الآخر حتى ولو على صفحات رواية ؟
من الصعب الجزم، وهذا مؤشر لجودة الرواية وليس العكس، فقديما قالوا: العمل الأدبي الجيد قد يكون غامضا، ولكن لا يجوز أن يكون مضللا.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
الشرق الاوسط
تنبأ قبل 30 عاما بطوفان الرواية النسائية السعودية
الدمام: ميرزا الخويلدي وعبيد السهيمي الرياض: فتح الرحمن يوسف
على مدى 23 عاما من دورات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، كان الراحل الطيب الصالح هو المثقف العربي الأبرز الذي يضيء أمسياتها كما يضيء ملتقيات المثقفين العرب الذين تحتضنهم العاصمة السعودية كل عام. ومبكرا التصق الطيب الصالح بالحياة الثقافية السعودية والخليجية، التي درسها واقترن برموزها، وكان الراحل الشيخ عبد العزيز التويجري أحد أبرز أصدقاء الطيب الصالح الذي كان مجلسه هو الآخر صالونا للثقافة والفكر يحتفي كل (جنادرية) بمناقشات ثقافية ومساجلات مع الطيب الصالح، وبرز من بين تلك المساجلات مباراة في الذاكرة بين الشيخ والطيب بشأن أبيات منسوبة للمتنبي، ومعلوم أن الكتاب الأول للراحل التويجري كان (في أثر المتنبي بين اليمامة والدهناء).
كان الطيب الصالح قريبا حد الالتصاق بالمشهد الثقافي السعودي خصوصا والخليجي بشكل عام، وقلّ أن يغيب عن مهرجان أدبي أو احتفالية ثقافية كبرى، وفي حضوره في الرياض كان دؤوبا في الالتقاء بالمثقفين السعوديين وزيارة بيوتهم، كما كان يلتقي بالمثقفين السعوديين وبالأدباء الشبان في بهو الفندق كل عام لمناقشة رواياته بكل أريحية وشفافية، وطالما تقبل النقد، أو راح يفسر شيئا مما يلتبس في الفهم.
وبسبب اقترابه من الهوية الثقافية والأدبية الآخذة بالتشكل منذ الثمانينات تنبأ الطيب بما بات يعرف اليوم (تسونامي الرواية النسائية السعودية). فقبل أكثر من ثلاثين عاما نقلت مجلة (عالم الكتب – العدد الرابع 1981) عن الطيب الصالح قوله: «إذا كان الخليج عنده أدب حديث وأصيل وليس ازدهارا مجبرا فسيكون مكتوبا على يد امرأة لأن النساء هنّ اللواتي يعشن تحت ظروف اجتماعية صعبة تجعلهن مؤهلات للكتابة في الرواية والشعر .. وأنه إذا كان هناك رواية خليجية خلال العشر سنوات المقبلة فإنها سوف تكون رواية امرأة كتبت بالقهر والغضب».
* الطيب صالح بعيون سعودية
* تركي الحمد: لماذا لم يكرم في حياته
من السعودية يقول الأديب والمفكر السعودي تركي الحمد، إن وفاة الطيب صالح تفتح الملف القديم الجديد، حيث يجب أن يموت المبدع والمفكر لكي يتم تكريمه، فهذه القضية التي تطرح باستمرار وأشبعت نقاشا وجدلا، لكنها ذات القضية لم تتغير، فعندما يموت شخص بحجم الطيب صالح، نردد ذلك لماذا لم يتم تكريمه أثناء الحياة.
ويقول الحمد إن الطيب صالح لو لم يقدم سوى روايته (موسم الهجرة إلى الشمال) فقط لكفاه، وذلك في إشارة من الحمد إلى ما يقوله بعض المثقفين العرب إلى الطيب صالح من أنه لم يقدم أي عمل روائي خلال الـ20 سنة الأخيرة من حياته، ويضيف الحمد، في الثقافة الغربية هناك كتاب ورموز عالميون لم يكتب الواحد منهم سوى عمل واحد خلد اسمه.
ويضيف الحمد: «تكمن روعة الطيب صالح في الكيف وليس في الكم، فمثلا رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) حظيت بالعديد من الدراسات وأسند عليها من تفسيرات، حول علاقة الشرق بالغرب، والمستعمِر بالمستعمَر، وما إلى ذلك من تفسيرات.
وكان الحمد قد التقى بالطيب صالح في عدد من المؤتمرات الفكرية والثقافية، ويصفه بأنه كان متواضعا يمثل بساطة البيئة التي أتى منها.
* د. ثريا العريض: الرواية إذ تتعدى الفرد إلى المجتمع
الشاعرة الدكتورة ثريا العريض تقول: «التقيت بالطيب صالح في لندن في إحدى أمسياتي الشعرية هناك بمناسبة احتفال السفارة السعودية بمئوية المملكة. وبعد إلقاء الشعر وجدت الأديب الفارع يتقدم نحوي وعرفته حالا بملامحه التي رسمتها مئات المطبوعات الأدبية كلما نشرت له أو عنه. نسيت وقتها كوني نجمة الحفل و لم يبق يسطع أمامي غير الأديب الشهير. فلم يكن من السهل أن أستوعب الموقف: الطيب صالح يصافحني ويبدي استمتاعه بما سمع. قلت له إنني أيضا استمتعت بكل ما قرأته له من روايات وعلى رأسها «موسم الهجرة إلى الشمال». وإنني من أشد المعجبات بأسلوبه المتميز الذي رسم لي ولغيري عالما عن الريف السوداني لم يكن لنا به علم. توقف لحظات يفكر ثم قال: لقد كتبت بعد موسم الهجرة عددا من الروايات أراها أكثر تميزا ولكن القارئ مصر على أن يربطني بتلك الرواية الأولى.
سألته وقتها ما الذي يفضله هو من رواياته الأخرى فأجاب: «دومة ود حامد» و«عرس الزين». في اليوم التالي اشتريت تلك الروايات وعدت من لندن أحملها محملة بعبق من صوته وهو يتحدث عنها.
وتقول العريض، حين تلقيت خبر رحيله شعرت بحزن كثيف. فقد مات الأديب المثقف المبدع.. وبرحيله أعزي فيه نفسي والساحة الأدبية العربية وأهله في السودان وفي لندن.
وتضيف: «الطيب ترك آثارا أدبية تشرف الثقافة العربية.. أدعو روائيينا الأحداث أن يقرأوها ويتعلموا منها كيف تكتب رواية تتعدى الفرد إلى التعمق في نفسية المجتمع دون فوقية مرفوضة. وبرحيله فقدنا أديبا متميزا. وتميزه ليس فقط في لغته وأسلوبه بل أيضا في عمق تواصله بانفعالات الشاب العربي الذي يقف بين شفيرين: إدراكه أن معتقدات مجتمعه لا تسمح أن يكون هناك تقبل متبادل مع من يتجاوز وعيه تلك المعتادات البسيطة بما في ذلك الخزعبلات المتوارثة، والشفير الثاني هو إدراكه أن المجتمعات البعيدة التي يجذبه إليها تطورها المعرفي لا تراه إلا مختزلا في إطار الرومانسية الاستشراقية التي تنجذب إلى تفاصيل سطحية ينفر منها هو ولا يتقبلها في ما يراه ذاته الفردية. وهنا تأتي إشكالية العبور إلى الشمال حيث هو عبور لا يتم أبدا».
وتتساءل العريض: «هل عبر الطيب صالح بعد ذلك الهوة التي فصلته في برزخ بين المجتمعين؟ هل حقق الهدنة والتصالح مع ذاته ومجتمعه ومجتمع الآخر؟» وتجيب: لا أعرف، و لكنه الآن ارتاح من مواجهة الصراع في تلك المساحة الضيقة بين الشفيرين والكتابة عنه.
* يوسف المحيميد: رحيل الضلع الثالث
الروائي السعودي يوسف المحيميد يصف وفاة الطيب صالح بأنها تعني رحيل أحد أهم رموز السرد الروائي العربي، ويضيف: «بموته سقط الضلع الثالث من المثلث الذي شكل رؤيته الأدبية ولغته السردية وذائقته الفنية، فبعد رحيل محمود درويش الذي تتلمذ على أشعاره ولغته الشاعرية التي ظهرت كما يقول بشكل جلي في أعماله الأدبية الأولى، وكذلك رحيل يوسف شاهين الذي شكل ذائقته البصرية ورؤيته الفنية قبل نهاية العام، ليحلق الضلع الثالث الذي كان له دور في تشكيل لغته السردية مع بدايات العام الجديد».
ويبين المحيميد أن «كثيرا من الناس يخلطون بين شخصية الطيب صالح وبين شخصية مصطفى سعيد بطل رواية موسم الهجرة إلى الشمال، أحد أهم أعمال الطيب صالح، ويضيف هذا لا يعني أنه ليس هناك أعمال أخرى مهمة مثل رواية عرس الزين، ودومة ود حامد، إلا إنها أغفلت وتم التركيز على موسم الهجرة إلى الشمال كعادتنا في تناول الأعمال الإبداعية.
ويعتبر المحيميد موقف الطيب صالح بتوقفه عن كتابة الرواية موقفا شجاعا وجريئا، حيث صرح في أكثر من مرة بأنه ليس لديه شيء جديد لكي يكتبه، رغم أنه منضبط في كتابة المقالة، وهذا موقف نادر ليس على المستوى العربي بل على المستوى العالمي. ويشير المحيميد إلى رواية الأديب العالمي غربيال غارسيا ماركيز (مذكرات غانياتي الحزينات)، التي وصف إصدار ماركيز لها بالتهور، لأنها لا ترقى إلى اسمه ومكانته في عالم الرواية، بينما موقف الطيب صالح يحسب له، فقد كان يستطيع أن يكتب رواية من ذكريات الطفولة وسيسوقها باسم الطيب صالح، لكنه لم يفعل».
وهو يعتبر أن تجربته الأدبية تفتحت على اسم الطيب صالح، فقد شكل ذائقته السردية في عالم الرواية كما كان ليوسف إدريس حضوره في القصة. وعن لقاءاته به يقول: «التقيت به مرارا في مؤتمرات الرواية العربية في القاهرة. كان بسيطا فلم يكن يشبه كثيرا من الروائيين أو الشعراء العرب المغرورين».
* عبد الله الوشمي: صلة الوصل بين الغرب والعرب
من الرياض يقول عبد الله الوشمي، نائب رئيس نادي الرياض الأدبي: «الروائي الطيب صالح أحد الأسماء العربية الكبرى في عالم الرواية، وهو يمثل بالنسبة لي ولجيلي واحدا من جيل الأدباء العرب الآباء. ونستطيع أن نجد تأثيره في عدد كبير من الأدباء والروائيين العرب وبالأخص نحن السعوديين الذين عرفناه أديبا وكاتبا وإنسانا من خلال رواياته ومن خلال مقالاته المضيئة بالصحف والمجلات السعودية والخليجية ومن خلال زياراته للسعودية في مواسمها الثقافية (الجنادرية).
وقد نشأ جيل يتذكر رواياته بلا حدود كـ(موسم الهجرة إلى الشمال) بوصفه أحد أبرز الذين دشنوا الصلة بين الغرب والعرب من خلال النصّ الروائي.
> أحمد الدويحي: صانع الحوار
أما الروائي السعودي أحمد الدويحي فيقول: «إن الطيب صالح روائي كبير يعد من الجيل المؤسس للرواية العربية. وقد تكون روايته (موسم الهجرة إلى الشمال) واحدة من الأعمال الروائية الخالدة في خارطة الرواية ليس فقط العربية وإنما العالمية أيضا.
ويعرف له القارئ العربي سياقا روائيا ثريا حيث وضح ذلك في نقله المخزون التراثي والحياتي والاجتماعي والثقافي والسياسي في السودان مثل (دومة ود حامد).
ويضيف الدويحي: «شاركتُ الطيب صالح في كثير من الأمسيات الرائعة، ووجدت أنه يمتلك اهتمامات ثقافية كبيرة، فروايته (موسم الهجرة إلى الشمال) هي واحدة من أوائل تجربة الحوار عبر النص الأدبي بين شمال العالم وجنوبه في الثقافات والحضارات قبل أن يقوم حوار الحضارات بشكله الذي عليه اليوم.
المثقف الخليجي عموما والسعودي خصوصا عرف الطيب صالح عن قرب وعرف عنه إلمامه بالمعرفة من كل جوانبها ومعرفته بتفاصيل الثقافة المحلية الخليجية والسعودية من خلال حضوره مهرجان الجنادرية والمواسم الثقافية الأخرى.
وقد عرفت عنه صراحته وجرأته، وعدم قبوله الإملاءات، كما إنه لم يطبل ولم ينفخ بوق أحد أيا كان. كان فنانا حتى الموت ولم تستطع السياسة أن تجرفه من الأدب برغم ثقافته السياسية وآرائه الواضحة فيها وقلبه السوداني الخالص كاللبن فقد ظل وفيا للفن والأدب والجمال حتى مماته».
* صلاح القرشي: أبطال رواياته وقصصه سيبقون أحياء طويلا
ويقول الأديب صلاح القرشي: «إن الصباح الذي رحل فيه الطيب الصالح كان حزينا. فالأديب الكبير الطيب صالح يشعرك وأنت تقرأ له أنك تشعر بكلماته وكأنك تعرفه تماما، بل وتعرف شخصياته وأعماله وتصادقها وتحبها.
رحل الطيب صالح لكن أبطال رواياته وقصصه سيبقون أحياء طويلا، وبينهم «مصطفى سعيد» الذي خلد في واحدة من أهم الروايات على المستوى الإنساني والعربي «موسم الهجرة إلى الشمال» .. وكذلك الحال بالنسبة لـ«الطاهر» و«د الرواسي» ومعه «محجوب» في بندر شاه و«مريود» وضوء البيت و«دومة» و«د حامد». فهكذا يقبض الكبار كالطيب صالح على شيء من الخلود في حلم الإنسان الأزلي.. فهم يرحلون لكنهم لا يتوارون أبدا».
> بافقيه: علامة في الرواية العربية
الشاعر علي بافقيه يقول إنه حين كان يتجه إلى الكويت منذ 35 عاما لشراء الكتب كان يضع على رأس القائمة مؤلفات عبد الرحمن منيف والطيب صالح.
ويضيف: «ذهلت بعد قراءة «موسم الهجرة إلى الشمال». تلك الرواية هي علامة في الرواية العربية فأصبحت أبحث عن كل ما يكتبه الطيب صالح. إنه يتدفق بعفوية وإبداع هو أحد رواد الرواية العربية الأوائل الذين ارتقوا بالسرد العربي أمثال محفوظ ومنيف.
* الكاتب الكويتي سليمان الشطي: إنه ضمير متوثب
من الكويت، يقول الأديب والروائي الدكتور سليمان الشطي لـ«الشرق الأوسط»: «إن الأدباء مثل الطيب صالح ضمائر متوثبة تنفض فينا الجذور فتدب الحياة من حولنا..
أذكر تلك الظهيرة الساخنة، فيها كانت الرحلة المذهلة معه في موسم رحلته الشمالية، رحلت مع بطله مصطفى سعيد، وجين موريس إلى الشمال البارد، تجولت في خلايا أرض السودان. أدركت يومها دقة العنوان الذي اختاره رجاء النقاش وهو يتحدث عن عبقرية روائية جديدة..
وقامت الصلة الأدبية بين قارئ وكاتب، وتحققت المعرفة الشخصية بين إنسان وإنسان في لقاءات فيها من ثراء الفكر ما فيها، ودفء الإنسانية الشيء الكثير.
وبدا لي، بل رسخ في فكري، وتغلغل في ثنايا وجداني تصور لقيمة هذا المبدع الذي كان يتفرد سلوكا وأدبا. فيه تلازمت مجتمعة رؤى متعددة، كما بدا من روايته موسم الرحلة إلى الشمال، حيث معضلة اللقاء مع الآخر، وهو لقاء متجدد دائما قديما وحديثا، التقط عن معاناة ما سبقه آخرون قريبون منه، الحكيم ويحيى حقي وسهيل إدريس، عالج كل واحد منهم طرفا من الأطراف أما هو فقدم اللقاء فالصدام فالانكماش. كانت معالجته موغلة ضاربة في أعماق النفس، لذلك يمد يده، أو مدها من قبل، ليقبض قبضة من طين أرضه فتستوي شخصية (الزين) في روايته (عرس الزين) لتقدم كمال الصورة.. ويستمر التكوين والصقل في أعماله المعروفة، مركزة، مشيرة، مستوعبة، ناضجة.
كان الطيب صالح تراثيا موغلا في التراث، شعبيا متذوقا للحس الشعبي البارز الظاهر، وفي الوقت نفسه لا تراه إلا ويقربك من روح الصوفي الهائم.
هكذا كان الطيب صالح، أديبا وإنسانا وللناس في أسمائها دلالة».
* د: سلطان القحطاني: حوّل وجهة الرواية
يرى الدكتور سلطان القحطاني أن «الطيب صالح يمثل قامة من قامات الأدب العربي الحديث، ورائد من رواد الثقافة العربية بشكل عام والرواية بشكل خاص. فقد استطاع بإنتاجه الروائي أن يحوّل وجهة الرواية من التقليدية إلى الحداثية. ولحسن الحظ أن روايته «موسم الهجرة إلى الشمال» ظهرت في الوقت الذي أوشك فيه نجيب محفوظ على التوقف عن الكتابة، فعندما ظهر جلينا (نحن جيل السبعينات) تفتحنا على أدب الطيب صالح وأساليبه الجديدة وأصبحنا نقلده حتى استقل كل منا بأسلوبه الخاص فيما بعد غير أن الطيب صالح ما زال أستاذنا الذي ننهل منه حتى حين رحيله.
وخلال وجوده بمنطقة الخليج وتحديدا بقطر الشقيقة كنا نلتقي معه بين الفينة والأخرى ونتناقش معه حول بعض الأساليب وبعض الرؤى التي يمكن أن نخرج بها نحن كجيل إلى عالم الرواية، فأكد لنا أن توقفه بعد روايته «موسم الهجرة إلى الشمال» أنه أراد ألا يكرر نفسه مرة أخرى. وهذا دليل على أن الرجل كان محافظا على فنّه وأراد أن يترك الفرصة لمن جاءوا بعده ليقدموا أنفسهم إلى عالم الإبداع والرواية.
وبرحيل الطيب صالح فقدت ساحة الثقافة والأدب الحديث بشكل عام وعالم الرواية بشكل خاص عمودا من أعمدتها الذين أسسوا لفنها الحديث».
> زياد السالم: رواياته مسكونة بالجنون ورعشات الشعر
أما الشاعر زياد السالم، فقال: «إن الطيب صالح أحدث تحولات فكرية في أفق الرواية العربية، إذ يمتاز عالمه الروائي بالثراء وتعدد مستويات البناء كما أنه بارع في خلق الحيلة الفنية الاتهامية داخل العمل. ورايته العالمية «موسم الهجرة إلى الشمال» مسكونة بالجنون ورعشات الشعر.. ذات فضاء ينفتح على الأساطير والطقوس الأفريقية بشكل لا يمكن أن يرسمه فنان تشكيلي محترف.
كما يتضح من خلال الرواية ملامح الشخصية السودانية المرتبة.
وكان الطيب صالح على علاقة جدلية مع الآخر بكل مكوناته اللامتناهية.. فاستطاع أن يصنع هويته الفائضة بالتمرد على الأصول والمسلمات. وهذا الروائي المجنون تنطبق عليه مقولة خفة الكائن.. وبرحيله تفقد الرواية العربية رمزا من رموزها الأفذاذ النادرين وأحد فرسانها الذين لا يشق لهم غبار».
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
فرانس برس
وفاة الروائي السوداني الطيب صالح صاحب "موسم الهجرة الى الشمال"
منذ 15 ساعة/ساعات
الخرطوم 18-2-2009 (ا ف ب) - توفي الروائي السوداني الطيب صالح في احد المستشفيات في لندن حيث كان يقيم، حسبما افاد احد اصدقائه.
وكان الطيب صالح من اكبر الادباء العرب في القرن العشرين وهو صاحب الرواية الشهيرة "موسم الهجرة الى الشمال" التي صدرت في نهاية الستينات وترجمت الى لغات عدة من بينها الفرنسية والانكليزية.
وقال صديقه علي مهدي لوكالة فرانس برس ان الطيب صالح فارق الحياة ليل الثلاثاء/الاربعاء عن عمر يناهز 80 عاما.
ولد الطيب صالح في 1929 في احدى قرى شمال السودان ودرس في بريطانيا حيث عمل صحافيا في القسم العربي لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) كما عمل في مقر منظمة اليونسكو في باريس.
وفي مطلع التسعينات صودرت رواية موسم الهجرة الى الشمال في السودان بعد تولي نظام الحكم الاسلامي السلطة، بسبب ما تتضمنه من مشاهد جنسية وهو ما اثار غضب الروائي السوداني.
ولكن الطيب صالح تصالح خلال السنوات الاخيرة مع النظام، حسب الصحف السودانية
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
محيط
"عبقري الرواية العربية" الطيب صالح..وداعا
[الطيب صالح ]
الطيب صالح
رحل عن عالمنا اليوم الأربعاء الروائي السوداني الطيب صالح في العاصمة البريطانية لندن عن عمر يناهز الثمانين عاما.
ولد الطيب صالح الذي اطلق عليه النقاد لقب "عبقري الرواية العربية" في إقليم مروى شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقيرة وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها، و تلقى تعليمه في وادي سيدنا وفي كلية العلوم في الخرطوم.
عمل بالتدريس ثم عمل في الإذاعة البريطانية في لندن، كما نال شهادة في الشئون الدولية في إنجلترا، وشغل منصب ممثل اليونسكو في دول الخليج ومقره قطر في الفترة 1984 - 1989.
كان صدور روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" والنجاح الذي حققته سببا مباشرا في التعريف به، وتعد"موسم الهجرة إلى الشمال" من الأعمال العربية الأولى التي تناولت لقاء الثقافات وتفاعلها، وصورة الآخر بعيون العربي والشرقي بعيون الآخر الذي ينظر اليه كشخص قادم من عالم رومانسي يسوده السحر ويكتنفه الغموض.
وكانت السلطات السودانية قد منعت تداول هذه الرواية في التسعينيات من القرن الماضي بحجة تضمنها مشاهد ذات طابع جنسي.
واختيرت الرواية ضمن أفضل مئة رواية في التاريخ الإنساني وفق قرار اتخذه مئة من كبار الكتّاب الذين ينتمون إلى 54 دولة. في مارس 2007 فاز الطيب صالح بجائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي.
ويري النقاد أن الفن الروائي للطيب صالح يمتاز بالالتصاق بالأجواء والمشاهد المحلية ورفعها إلى مستوى العالمية من خلال لغة تلامس الواقع خالية من الرتوش والاستعارات.
ومؤخرا أرسلت مجموعة من المؤسسات الثقافية في الخرطوم بينها اتحاد الكتّاب السودانيين ومركز عبد الكريم ميرغني الثقافي رسالة الى الأكاديمية السويدية ترشح فيها الروائي الطيب صالح لنيل جائزة نوبل. وهي المرة الثانية التي يُرشح فيها الراحل من خلال مؤسسات سودانية. وكانت أقلام كثيرة دعت في أوقات مختلفة الى ترشيح الطيب صالح، لكن ما طرح أخيراً في هذا الصدد كان أكثر كثافة.
[غلاف روايته الخالدة]
غلاف روايته الخالدة
وفي حوار أجري معه سابقاً قال صالح عن الجائزة "جائزة نوبل هذه، وبحسب مولانا أبو الطيب المتنبي: "أنا الغني وأموالي المواعيد" لا أشغل بها نفسي وأشك في أنني سأحصل عليها، وليس مهماً عندي ذلك، لأن هناك في العالم عشرات الكتّاب الموجودين الكبار الذين يستحقون نوبل، وبعضهم في العالم العربي لم يمنحوا جائزة نوبل. إذاً هي كاليانصيب ولن تأتي في الغالب... ولو جاءتني سأفرح بها ولا أزعم أني فوق هذا، ولكن في الحقيقة لا أشغل نفسي بها".
وفي كتاب صدر حديثاً عن دار العودة بعنوان "الطيب صالح عبقري الرواية العربية" لمجموعة مؤلفين، يقول محيي الدين صبحي عن الأديب الراحل: "منذ عامين إلى اليوم، لم أجتمع بأديب عربي من مشرق وطننا أو مغربه، إلا وكان الأديب السوداني الطيب صالح مدار حديثنا ومثار إعجابنا ومحل تقديرنا، يستوي في ذلك الأدباء والشعراء والنقاد، بل ومثقفوا القراء، ممن أتيح لهم أن يطلعوا على انتاجه القليل المنشور في المجلات الأدبية، حتي غدا الطيب صالح معلماً علي القصة العربية الجديدة والانتاج الأدبي المتميز، والأديب الذي كان أن ولد ناضجاً بالغ النضج في نظرته وأسلوبه ومعالجته".
من أهم مؤلفاته:
عرس الزين، موسم الهجرة إلى الشمال، مريود، نخلة على الجدول، دومة ود حامد، وترجمت بعض رواياته إلى أكثر من ثلاثين لغة، وتحولت روايته "عرس الزين" إلى دراما في ليبيا ولفيلم سينمائي من إخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينيات حيث فاز في مهرجان كان.
ومن رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" نقرأ:
"أي شيء جذب آن همند إليّ ؟" لقيتها وهي دون العشرين، تدرس اللغات الشرقية في اكسفورد، كانت حية، وجهها ذكي مرح وعيناها تبرقان بحب الاستطلاع رأتني فرأت شغفاً داكناً كفجر كاذب، كانت عكسي تحن إلى مناخات استوائية، وشموس قاسية، وآفاق أرجوانية، كنت في عينها رمزاً لكل هذا الحنين، وأنا جنوبي يحن إلى الشمال والصقيع".
ونقرأ على غلاف الرواية كلمة للناشر تقول: مصطفى سعيد إنسان متسربل بالأسرار، قادته قدماه للاستقرار في تلك القرية السودانية للعمل بالزراعة بعد أن كان في الخرطوم تاجراً، يعمل بأرضه يفلحها يزرعها، وفي عشية من العشيات ينطلق الشعر الإنجليزي على لسانه وكأنه الإنجليزي، في نظراته عمق، وعلى أسارير وجهه هدوء، وفي أوصاله سكينة تتسرب بثقة إلى مرافقه، لم يكن راوي حكاية ذاك الرجل الذي هاجر في يوم من الأيام إلى الشمال إلى بلد الصقيع ذاك الراوي، أشد شغفاً من القارئ الذي يتابع سر غريب مسكون بإنسان أكثر غرابة منه، من خلال أحداث وسرديات موسم الهجرة إلى الشمال.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
الراي الاردنية
لملك يعزي بوفاة الأديب السوداني الطيب صالح
عمان- الرأي - بعث جلالة الملك عبدالله الثاني برقية تعزية ومواساة لأسرة الروائي والأديب السوداني الكبير الطيب صالح الذي وافته المنيه امس الاربعاء بعد حياة زاخرة بالعطاء والإنتاج الأدبي المميز.
وجاء رحيل الأديب السوداني الطيب صالح المباغت في لندن عن عمر يناهز الثمانين عاما بعد مسيرة أدبية حافلة كالصدمة في اوساط الكتاب والمثقفين والفنانين الأردنيين والعرب نظرا للمكانة الرفيعة التي يتبوأها اسم الراحل وما قدمه من انجازات روائية وقصصية جذبت الاهتمام النقدي العالمي الى الأدب العربي وقادته الى فضاءات رحبة في الإبداع الإنساني .
واعرب مبدعون اردنيون عن حزنهم لرحيل صاحب موسم الهجرة الى الشمال ووصفوا رحيله بانه خسارة للرواية العربية وخسارة للسرد العربي مشيرين الى ان اعماله الابداعية والمتميزة ستبقى ابدا في الذاكرة.
قدم الاديب الراحل مجموعة من القامات الابداعية في حقل الرواية والقصة القصيرة التي ترجمت إلى أكثر من لغة عالمية وحصلت على العديد من الجوائز وثناء النقاد بالعالم.
استفاد الراحل الذي رشحته السودان في الآونة الأخيرة لنيل جائزة نوبل للآداب للعام الجاري من تجواله بين الشرق والغرب والشمال والجنوب خبرة واسعة في الاطلاع على أحوال الحياة والعالم وما تعيشه امته من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية وهو ما اشتغل عليه في كثير من كتاباته وأعماله الروائية.
وتعتبر روايته المعروفة موسم الهجرة إلى الشمال واحدة من أشهر اعماله الروائية والقصصية والتي كان من بينها:دومة ود حامد و عرس الزين و مريود وضو البيت ومنسي انحاز في جميعها إلى عوالم البسطاء والمهمشين في بيئته الاجتماعية.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
القبس
قبل أن تبـدأ الطيـور موسـمها
الطيب صالح هاجر «من» الشمال.. أيضا!
الطيب صالح
الطيب صالح
مبكرا؛ وقبل أن يبدأ الربيع الذي باسمه تبدأ الطيور «موسم الهجرة إلى الشمال»، غادر شمالا صاحب الهجرة الشمالية الأجمل الروائي السوداني الطيب صالح الحياة أمس في العاصمة البريطانية لندن عن عمر يناهز الثمانين عاما.
هذا الروائي الأسمر الذي ترك في الذاكرة مجموعة من الأعمال الروائية تناول فيها قضايا شعبه وحلق بها إلى آفاق أرحب، حيث نقل صورة القرية وأحداثها وتفاصيلها اليومية من طين وشخوص وذاكرة إلى العالمية. فـ «عبقري الرواية العربية» هذا -كما أسماه النقاد- لامس كثيرا من هموم مجتمعه وهاجر بها إلى أكثر العوالم رحابة وشساعة، وفجر برواياته الكثير من هموم الناس، وأحدث ظاهرة روائية استثنائية.
مساهمة جدية
وبحسب النقاد، فإن الفن الروائي للطيب صالح يمتاز بالالتصاق بالأجواء والمشاهد المحلية ورفعها إلى مستوى العالمية من خلال لغة تلامس الواقع خالية من الرتوش والاستعارات، منجزًا في هذا مساهمة جدية في تطور بناء الرواية العربية ودفعها إلى آفاق جديدة.
كان صدور روايته الأهم والثانية في رصيد أعمالة «موسم الهجرة إلى الشمال» سببا مباشرا في التعريف به روائيا مغايرا، جعلته في متناول القارئ العربي في كل مكان. هذه الرواية التي اختيرت كواحدة من أفضل مائة رواية في العالم، امتازت بتجسيد ثنائية التقاليد الشرقية والغربية واعتماد صورة البطل الإشكالي الملتبس على خلاف صورته الواضحة، سلبًا أو إيجابًا، الشائعة في أعمال روائية كثيرة قبله.
حالة الترحال
ولد الطيب صالح في إقليم مروى شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل بالقرب من قرية دبة الفقيرة وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها، وتلقى تعليمه في وادي سيدنا وفي كلية العلوم في الخرطوم.
وتنقل صالح بين عدة مواقع مهنية فعدا خبرة قصيرة في إدارة مدرسة، عمل الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما، وبعد استقالته من البي بي سي عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية، ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها. عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس، وعمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي. ويمكن القول إن حالة الترحال والتنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب أكسبته خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم، وأهم من ذلك أحوال أمته وقضاياها، وهو ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية وخاصة روايته العالمية «موسم الهجرة إلى الشمال».
عبقري الرواية
كتابته تتطرق بصورة عامة إلى السياسة، وإلى مواضيع أخرى متعلقة بالاستعمار والجنس والمجتمع العربي. في أعقاب سكنه لسنوات طويلة في بريطانيا فان كتابته تتطرق إلى الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية. وكان قد صدر حوله مؤلف بعنوان «الطيب صالح عبقري الرواية العربية» لمجموعة من الباحثين في بيروت، تناول لغته وعالمه الروائي بأبعاده وإشكالاته، وحاز في عام 2005 جائزة ملتقى القاهرة الثالث للإبداع.
السودان ينعى فقيده
نعت الرئاسة السودانية الروائي الراحل.
وقال بيان صادر من السكرتير الصحافي للرئاسة السودانية محجوب فضل ان الفقيد كان له الدور الكبير في نشر الادب والثقافة السودانية في مختلف انحاء العالم من خلال رواياته ومؤلفاته وكتاباته الرائعة التي ترجم العديد منها الى اللغات العالمية.
بين الهجرة والزين.. منع وسينما!!
كانت السلطات السودانية قد منعت رواية «موسم الهجرة الى الشمال» في التسعينيات من القرن الماضي بحجة تضمنها مشاهد ذات طابع جنسي! رغم ان هذه الرواية قد صنفت كواحدة من افضل مائة رواية في العالم، ونالت العديد من الجوائز وطبعت طبعات متعددة.. ولكنها لم تحول الى فيلم سينمائي حتى الآن.. بعكس روايته الاقل شهرة «عرس الزين» التي حولها المخرج الكويتي خالد الصديق الى فيلم سينمائي تدور احداثه في الريف السوداني.
الطيب.. ونوبل
قبل رحيل الطيب صالح بشهرين تقريبا ارسلت مجموعة من المؤسسات الثقافية في الخرطوم بينها اتحاد الكتاب السودانيين ومركز عبدالكريم ميرغني الثقافي رسالة الى الاكاديمية السويدية ترشح صالح لنيل جائزة نوبل.
واكدت هذه الهيئات في خطابها ان اعماله والترجمات الكثيرة التي حظيت بها تدل على عمقها واهميتها ليس عربيا فقط وانما عالميا.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
الدستور
وت وت
كتاب أردنيون : موت «الطيب صالح» خسارة حقيقية للرواية العربية
الدستور - خالد سامحترك خبر وفاة الاديب العربي الكبير الطيب صالح أمس في لندن صدمة وأسى كبيرا لدى الكتاب والمبدعين الاردنيين ذلك ان الراحل الكبير شكل وعلى مدى عقود ظاهرة أدبية متفردة واستثنائية واليه يعود الفضل في طرح اشكالية العلاقة بين الغرب والشرق روائيا كما يرى معظم النقاد الذين تناولوا تجربته باسهاب.وقد وصفه عدد من الكتاب الاردنيين الذين التقتهم الدستور بالاديب المجدد والاستثنائي كما رأوا ان أدبه ترك أثرا كبيرا لدى جيل من الروائيين العرب.ونشير بداية الى ان الطيب صالح ولد عام 1929 في إقليم مروي شمالي السودان وعاش مطلع حياته وطفولته في ذلك الإقليم ، وفي شبابه انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعتها على درجة البكالوريوس في العلوم. سافر إلى إنجلترا حيث واصل دراسته ، وغيّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية.تنقل الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية فعدا خبرة قصيرة في إدارة مدرسة ، عمل الطيب صالح لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية ، وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما ، وبعد استقالته من البي بي سي عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية ، ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها. عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس ، وعمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي. ويمكن القول ان حالة الترحال والتنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب أكسبته خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم وأهم من ذلك أحوال أمته وقضاياها وهو ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية وخاصة روايته العالمية "موسم الهجرة إلى الشمال".وكتابات الطيب صالح تتطرق بصورة عامة إلى السياسة ، والى مواضيع اخرى متعلقة بالاستعمار والجنس والمجتمع العربي. في اعقاب سكنه لسنوات طويلة في بريطانيا فان كتابته تتطرق إلى الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية. ومن ابرز رواياته بالاضافة الى "موسم الهجرة الى الشمال" »عرس الزين« و»مريود« و»ضو البيت« و»دومة ود حامد« و»منسى«.. وتعتبر روايته "موسم الهجرة إلى الشمال" واحدة من أفضل مائة رواية في العالم .. وقد حصلت على العديد من الجوائز.سعود قبيلات: رمز أدبي كبيررئيس رابطة الكتاب الاردنيين القاص سعود قبيلات وصف الراحل بأنه كاتب كبير واستثنائي ومن رموز الادب العربي الحديث وقال"كانت اسهاماته في مجال الرواية مميزة وحاول ان يعكس من خلالها بصورة فنية راقية واقع الحياة في السودان الشقيق وقد اشتهرت من بين رواياته بشكل خاص رواية موسم الهجرة الى الشمال التي حاول من خلالها بأمانة تصوير تراجيديا الاحتكاك الثقافي ما بين ابناء العالم الثالث ومجتمعات المراكز الرأسمالية الكبرى وقد ساهم الاديب الراحل بشكل كبير في انارة عقول جيلنا من ابناء المجتمعات العربية المختلفة وايضا في تطوير ذائقتنا الادبية ونظرتنا الى الحياة بشكل عام. الطيب صالح واحد من ادباء القرن الماضي في العالم العربي الذين كانت لهم مساهمة كبرى في تطوير الادب العربي والذين هم بكل امانة ادباء القرن الواحد والعشرين ايضا".جمال ناجي : تأثر به أجيال من الكتابأما الروائي جمال ناجي فقال"مفهوم ان الطيب صالح هو قامة ابداعية عربية كبيرة وقد أثرى المكتبة العربية برواياته النوعية التي شكلت ما يشبه المرحلة في مسار الرواية العربية عندما اصدر روايته "موسم الهجرة الى الشمال" وما تبعها من روايات وقد استفادت اجيال كثيرة من كتاب الرواية والقصة من لغته الى حد ان بعض الروائيين الكبار اقروا بأنهم وجدوا في اعماله ما يمكن الافادة منه على مستوى الشكل الفني وقد كتب عن تأثرهم باسلوبه". وتابع "في كل الاحوال تمثل وفاته خسارة حقيقية وكبيرة للادب العربي".ليلى الاطرش: عبقري بإبداعه وخلقهوعبّرت الروائية والقاصة ليلى الاطرش عن بالغ صدمتها بخبر وفاة الطيب صالح وتابعت قائلة "فقدت الساحة الادبية العربية احد رموزها البارزين واذا كان النقاد قد وصفوه بعبقري الرواية العربية فقد كان عبقريا بخلقه وتميزه بصوته الساحر العميق. وميزة الطيب صالح انه فجر من عقود اشكالية العلاقة بين الشرق والغرب بشكل تجاوز فيه مقاربة توفيق الحكيم في كتابيه"عودة الروح" و"عصفور من الشرق" وتميز بجرأة كثيرا ما سببت له الاتهام بالاباحية في الكتابة ومازالت هذه الاشكالية التي طرحها في كتابه تتبدى في كل مايهم الساحة الثقافية العربية الآن ، وتتميز كتابات الطيب صالح ببعد صوفي لافت وهو منهج اتبعه في سنواته الاخيرة".واشارت الاطرش الى الصداقة والزمالة التي ربطتها بالراحل الكبير وقالت "لقد عرفت الطيب صالح حين عمل في الدوحة مديرا للاعلام ثم مديرا لليونسكو وربطتنا به علاقة عائلية اي زوجي وانا واعتقد ان الخسارة بفقدانه كبيرة على المستويين الادبي والشخصي".د.محمد شاهين: كاتب آسر ومؤسس لرواية جديدةكما قال صديقه الناقد الدكتور محمد شاهين "في آخر لقاء لي مع الطيب صالح قلت له ان صاحبه ادوارد سعيد يمثل اسطورة جميلة في هذا الكون بعد رحيله عنا فأجاب "ستزداد هذه الاسطورة جمالا مع الايام".. هل كان الطيب يعلم انه كان يستبق الزمن في رثاء نفسه دون ان يدعه تواضعه يفكر بذلك".وتابع د. شاهين "لا اعرف كاتبا او روائيا استطاع ان يجمع بين جمال الخلق الشخصي وروعة الفن في ذات واحدة .أمس وعلى وجه التحديد كان موضوع السمنار في مادة الادب المقارن للدراسات العليا"موسم الهجرة الى الشمال"مقارنة بقلب الظلام للروائي كونراد. فقرأ احد الطلاب مطلع الموسم وعلق آخر باعجاب فكيف استطاع الطيب ان يمسك بتلابيب كل هذا اللقاء الذي يأسر القارئ من اول كلمة : عدت يا سادتي ..." .واكد د . شاهين ان الكاتب الراحل سيظل يأسرنا بسحر فنه وحسن معشره الى ما لا نهاية واختتم بالقول "رحل الطيب مخلفا لنا اروع مواسم الرواية التي اسست وما زالت تؤسس في المواسم الروائية العربية المتلاحقة".
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
ياترى كيف سيكرم الشعب السودانى الراحل الطيب صالح بعد مماته؟؟؟؟؟
الرشيد الريح نورالدين- مشرف
- عدد الرسائل : 458
تاريخ التسجيل : 09/12/2007
رد: وفاة الطيب صالح
رحم الله الطيب صالح واسكنه فسيح جناته والتعزية الحاره للشعب السودانى ولأسرته و لجميع الأخوه والزملاء بالمنتدى 000000
عماد الشفيع- ملك القفشات
- عدد الرسائل : 705
تاريخ التسجيل : 15/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
وهذه بعض تعليقات وردت على خبر رحيل العملاق من أصقاع الدنيا المختلفة
أنس العثماني
القنيطرة- المغرب
رحم الله الأديب وطبعا ليس في العالم اليوم من يبكي على موت أديب، ولا على مرض عالم. حسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون
على عبد الفتاح ابوغرارة
مصر
رحم الله الاديب الكبير الطيب صالح كان وبحق من خيرة المثقفين العرب كان من القلائل الذين اهتموابتأثير التراث العربى فى الثقافة الانسانية ومن الذين حاولوا جاهدين تنقيح هذا التراث ليواكب المتغيرات الانسانية وانفرد برأى فى الرواية العربية لم يسبقه اليه غيره من الكتاب العرب وهو ان الرواية اختصار مفيدونافع للتاريخ رحم الله الراحل العظيم
محمد مدوح مدوح
موريتانيا
لقد كان طيباوصالحا..ومهاجراالى شمال جنات عدن التى وعد المتقون..رحمك الله ياطيب فقدتركت رصيدا معرفيا وادبيالا ينضب..ورفعت هامة الادب العربي فى اصقاع العالم..
جواد خليل هديب
بغداد- العراق
هنا حيث الشرق يضيق على شموسه وهناك حيث الغرب أوسع من القيود والحدود والسدود من هنا رحل هذا الطيب ولهناك هاجر هذا الصالح وهناك حيث المدى حلق بروحه في مواسم هجرة القلب للشمال وهناك انتهى كالمارد والأشجار شامخا واقفا ليرحمه الله .
مبارك عثمان عيسى باسي
تشاد .
انا لله وانا اليه راجعون. بارغم من انني سوداني من ابناء مدينة الفاشر الا ان معرفتي بالاديب والكاتب الكبير الطيب صالح اتت بالصدفة عن جزائري تعرفنا مع بعض عن طريق المراسلة , تحدث لي عن رواية موسم الهجرة الى الشمال كثيرا وقال لي اذا كل الكتاب العرب اذا وضعناهم في كفة ووضعنا الكاتب الكبير في كفة اخري نجد ان كفة الميزان تميل ناحية اديبنا الكبير ومن وقتها سارعت بحثاعن تلك الرواية في المكتبات الموجودة في مدينتنا الفاشر العزيزة الي قلبي , ولكن حظي السيي لم اجدها.
شريف الهادى
تعزيه
نعزى أهل المرحوم والأمه العربيه ونفتغر بكل الأدباء ولمؤلفين المنتشرين فى الأوطان العربيه وغيرها ومن ظمن المؤلفين المبدعين المؤلف الدكتور عقيل حسين ولدكتورمحمد الكونى فى ليبيا
Mabrook ALMABROOK
Doha
لا حول ولا قوة الا بالله ، اللهم ارحمه واغرف له واجعله من اصحاب اليمين. كم كان هرما وعالما ومتواضعا، اللهم اسكنه فسيح جناتك وزد في احسانه وتجاوز عن سيئاته انك غفور رحيم يا رب.. العزاء لكل فرد سوداني احبك وعرف فضلك وتواضعك..
الحسين قرنوط
الجلفة - الجزائر
بسم الله الرحمان الرحيم .... **إنا لله وإنا إليه راجعون ** أقول : من يدون اسمه في سجل التاريخ لا يموت ، بل هو حي في صفحاته.... اللهم اجعلنا ممن كتب لهم التاريخ ، في طريق الخير والصلاح .... آمين .
hassn boudad
maroc
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني السودانين اقدم لكم أحر ثعازي وتمنا من الله عز وجل ان يرحم الفقيد ويجعل قبره رودة من رواد الجنة
ابو نواف السديري
Oman
رحم الله الأستاذ المفكر الكبير الطيب الصالح ...... والذي اثرى مكتبتنا العربية بالكتب والروايات المنقطعة النظير.. والتي تنم على مدى قدرة هذا الأديب الكبير على الكتابة بلغة القلم التي تتناغم هي مع افكاره النيرة
احمد عطيه
ادمنتون - كندا
انا لله وانا اليه راجعون.. اللهم ابدله دارا خيرا من داره وابدله اهلا خيرا من اهله اللهم اغفر لاخي وكاتبي المفضل الذي كان رمزا للشخصية السودانية السمحة شمالها وجنوبها ، شرقها وغربها.
مُحمّد التُّولِي المغرب
المغرب
رَحِمَكَ اللهُ يَاطَيِّب يَاصَالِح وَطَيًبَ اللهُ مَتْوَاكَ بِأطْيَبِ طِيبٍ.عَزيزاً عِشْتَ وعزيزاً تَرْحَلُ وَمَا رَحَلَ حُبُّكَ. فِي الْقَلْبِ فِي الْوِجْدَانِ سَكَنْتَ وَمُذْ عَرَفْتُكَ دَمِي مَا بَرَحْتَ. بِعِنَاقٍ قَابَلْتُكَ وَبِهِ أوَدِّعُكَ وَإِلَى الْمُلْتَقَى حَيْثُ لاَرَشْوَةَ وَلاَ مُحَامٍ وَلاَشَهَادَةَ زُورٍ وَلاَ مَالٌ يَنْفَعُ وَلاَ بَنُونَ إلاَّ مَنْ لَقِيَ اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيم.
بشيرالقونى محمد
ليبيا
مات قوم ومامت فضائلهم وعاش قوم وهم بالناس اموات الله يرحم الطيب صالح ويسكنه فسيح جناته
ياسر عيسى الراشد
الاردن
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم و انا لله وانا اليه راجعون اللهم ارحمه وأغفر له وتقبل منه اللهم آمين
ابن علي
اليمن
لقد كان انسان مبدع وكاتب كبير رحمه الله ولقد قراءة له الروايه المشهوره الهجره الى الشمال رحمه الله
إنعام علي سعد
الولايات المتحدة
رحم الله الأديب الطيب صالح بقدر عطائه الثر وقدر السودان ان يعود مبدعيه لوطنهم على النعوش
محمد عثمان الطيب
greater
atbara
انه موسم رحيل العمالقة .. ذهب الطيب صالح عملاق السودان وجبله الاشم وأعظم كاتب في تاريخ الرواية العربية. ستبكيه دومة ود حامد والزين وبندر شاه وسيكف النيل عن الجريان!!
أنس العثماني
القنيطرة- المغرب
رحم الله الأديب وطبعا ليس في العالم اليوم من يبكي على موت أديب، ولا على مرض عالم. حسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون
على عبد الفتاح ابوغرارة
مصر
رحم الله الاديب الكبير الطيب صالح كان وبحق من خيرة المثقفين العرب كان من القلائل الذين اهتموابتأثير التراث العربى فى الثقافة الانسانية ومن الذين حاولوا جاهدين تنقيح هذا التراث ليواكب المتغيرات الانسانية وانفرد برأى فى الرواية العربية لم يسبقه اليه غيره من الكتاب العرب وهو ان الرواية اختصار مفيدونافع للتاريخ رحم الله الراحل العظيم
محمد مدوح مدوح
موريتانيا
لقد كان طيباوصالحا..ومهاجراالى شمال جنات عدن التى وعد المتقون..رحمك الله ياطيب فقدتركت رصيدا معرفيا وادبيالا ينضب..ورفعت هامة الادب العربي فى اصقاع العالم..
جواد خليل هديب
بغداد- العراق
هنا حيث الشرق يضيق على شموسه وهناك حيث الغرب أوسع من القيود والحدود والسدود من هنا رحل هذا الطيب ولهناك هاجر هذا الصالح وهناك حيث المدى حلق بروحه في مواسم هجرة القلب للشمال وهناك انتهى كالمارد والأشجار شامخا واقفا ليرحمه الله .
مبارك عثمان عيسى باسي
تشاد .
انا لله وانا اليه راجعون. بارغم من انني سوداني من ابناء مدينة الفاشر الا ان معرفتي بالاديب والكاتب الكبير الطيب صالح اتت بالصدفة عن جزائري تعرفنا مع بعض عن طريق المراسلة , تحدث لي عن رواية موسم الهجرة الى الشمال كثيرا وقال لي اذا كل الكتاب العرب اذا وضعناهم في كفة ووضعنا الكاتب الكبير في كفة اخري نجد ان كفة الميزان تميل ناحية اديبنا الكبير ومن وقتها سارعت بحثاعن تلك الرواية في المكتبات الموجودة في مدينتنا الفاشر العزيزة الي قلبي , ولكن حظي السيي لم اجدها.
شريف الهادى
تعزيه
نعزى أهل المرحوم والأمه العربيه ونفتغر بكل الأدباء ولمؤلفين المنتشرين فى الأوطان العربيه وغيرها ومن ظمن المؤلفين المبدعين المؤلف الدكتور عقيل حسين ولدكتورمحمد الكونى فى ليبيا
Mabrook ALMABROOK
Doha
لا حول ولا قوة الا بالله ، اللهم ارحمه واغرف له واجعله من اصحاب اليمين. كم كان هرما وعالما ومتواضعا، اللهم اسكنه فسيح جناتك وزد في احسانه وتجاوز عن سيئاته انك غفور رحيم يا رب.. العزاء لكل فرد سوداني احبك وعرف فضلك وتواضعك..
الحسين قرنوط
الجلفة - الجزائر
بسم الله الرحمان الرحيم .... **إنا لله وإنا إليه راجعون ** أقول : من يدون اسمه في سجل التاريخ لا يموت ، بل هو حي في صفحاته.... اللهم اجعلنا ممن كتب لهم التاريخ ، في طريق الخير والصلاح .... آمين .
hassn boudad
maroc
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني السودانين اقدم لكم أحر ثعازي وتمنا من الله عز وجل ان يرحم الفقيد ويجعل قبره رودة من رواد الجنة
ابو نواف السديري
Oman
رحم الله الأستاذ المفكر الكبير الطيب الصالح ...... والذي اثرى مكتبتنا العربية بالكتب والروايات المنقطعة النظير.. والتي تنم على مدى قدرة هذا الأديب الكبير على الكتابة بلغة القلم التي تتناغم هي مع افكاره النيرة
احمد عطيه
ادمنتون - كندا
انا لله وانا اليه راجعون.. اللهم ابدله دارا خيرا من داره وابدله اهلا خيرا من اهله اللهم اغفر لاخي وكاتبي المفضل الذي كان رمزا للشخصية السودانية السمحة شمالها وجنوبها ، شرقها وغربها.
مُحمّد التُّولِي المغرب
المغرب
رَحِمَكَ اللهُ يَاطَيِّب يَاصَالِح وَطَيًبَ اللهُ مَتْوَاكَ بِأطْيَبِ طِيبٍ.عَزيزاً عِشْتَ وعزيزاً تَرْحَلُ وَمَا رَحَلَ حُبُّكَ. فِي الْقَلْبِ فِي الْوِجْدَانِ سَكَنْتَ وَمُذْ عَرَفْتُكَ دَمِي مَا بَرَحْتَ. بِعِنَاقٍ قَابَلْتُكَ وَبِهِ أوَدِّعُكَ وَإِلَى الْمُلْتَقَى حَيْثُ لاَرَشْوَةَ وَلاَ مُحَامٍ وَلاَشَهَادَةَ زُورٍ وَلاَ مَالٌ يَنْفَعُ وَلاَ بَنُونَ إلاَّ مَنْ لَقِيَ اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيم.
بشيرالقونى محمد
ليبيا
مات قوم ومامت فضائلهم وعاش قوم وهم بالناس اموات الله يرحم الطيب صالح ويسكنه فسيح جناته
ياسر عيسى الراشد
الاردن
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم و انا لله وانا اليه راجعون اللهم ارحمه وأغفر له وتقبل منه اللهم آمين
ابن علي
اليمن
لقد كان انسان مبدع وكاتب كبير رحمه الله ولقد قراءة له الروايه المشهوره الهجره الى الشمال رحمه الله
إنعام علي سعد
الولايات المتحدة
رحم الله الأديب الطيب صالح بقدر عطائه الثر وقدر السودان ان يعود مبدعيه لوطنهم على النعوش
محمد عثمان الطيب
greater
atbara
انه موسم رحيل العمالقة .. ذهب الطيب صالح عملاق السودان وجبله الاشم وأعظم كاتب في تاريخ الرواية العربية. ستبكيه دومة ود حامد والزين وبندر شاه وسيكف النيل عن الجريان!!
هيثم على الشفيع- مشرف
- عدد الرسائل : 1910
العمر : 53
الموقع : ام درمان-الثورة
تاريخ التسجيل : 23/11/2007
رد: وفاة الطيب صالح
مات الطيب صالح ماذا تبقى للسودان
بكرة حزين
بكرة حزين
بكري علي عبد الله- صاحب أخو
- عدد الرسائل : 158
العمر : 55
الموقع : الهفوف مستشفى الملك عبد العزيز الحرس الوطنى
المهنة : تقنى مختبرات طبية
الهواية : كل شى جميل
تاريخ التسجيل : 27/11/2007
أصحاب جد كوم :: المنتديات العامة :: الثقافة :: أخري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد فبراير 01, 2015 9:13 am من طرف عواد عمر
» الفنان رمضان حسن
الأحد مارس 09, 2014 11:33 am من طرف عواد عمر
» مذكرات بيل كلينتون
الخميس أكتوبر 17, 2013 9:42 pm من طرف الميزر
» صور اعجبتني
السبت يونيو 15, 2013 6:10 am من طرف فاطمة
» نكات اسحابي
الإثنين يونيو 03, 2013 1:34 am من طرف محمد الساهر
» أخطر 3 شهادات عن هروب مرسى من السجن
الخميس مايو 30, 2013 10:42 pm من طرف عازة
» من روائع الشاعر جمال بخيت
الخميس مايو 30, 2013 10:18 pm من طرف عازة
» إطلاق نــار على الفريق "سـامي عنان
الخميس مايو 02, 2013 9:00 am من طرف محمد الساهر
» عاجل..أبو تريكة فى العناية المركزة
الخميس مايو 02, 2013 8:33 am من طرف محمد الساهر
» وقفة مع البافاري : مشروع أفضل فريق يقطع الكرات
الخميس مايو 02, 2013 8:21 am من طرف محمد الساهر
» 10 أطعمة تعرضك للإصابة بمرض السرطان
الخميس مايو 02, 2013 5:18 am من طرف محمد الساهر
» أسهل وأحدث 10 طرق لإنقاص وزنك في أقل من 10 دقائق
الخميس مايو 02, 2013 1:39 am من طرف عازة
» القدرات النفسيه
الخميس مايو 02, 2013 1:11 am من طرف محمد الساهر
» تنمية قدرات العقل
الخميس مايو 02, 2013 1:08 am من طرف محمد الساهر
» مصر: تطبيق الحد الأقصى والأدنى للأجور في مايو
الخميس مايو 02, 2013 12:58 am من طرف محمد الساهر
» السجن مدى الحياة لـ"بن على" و10 لوزير داخليته
الخميس مايو 02, 2013 12:38 am من طرف سيدورف
» فتح النار على باسم يوسف لاستضافته مغنيا شاذا
الخميس مايو 02, 2013 12:32 am من طرف سيدورف
» مورينيو والريال.. قصة موت معلن؟
الخميس مايو 02, 2013 12:16 am من طرف سيدورف
» رئيس برشلونة يعترف بتفوق بايرن.. وفخور بلاعبيه
الخميس مايو 02, 2013 12:12 am من طرف سيدورف
» فساتين الزفاف
الثلاثاء أبريل 30, 2013 3:22 am من طرف عازة