مع مقدم الطفل الجديد

مع مقدم الطفل الجديد
هل تستطيع الام التغلب على غيرة الكبير..؟
مع كل مشاعر الحب التي فاضت داخلها وجهتها لطفلها الاول الا ان الغيرة تسللت الى قلبه.. لقد شعر باهتزاز مكانته. اكتشف انه ليس وحده محور تركيزها واهتمامها.. لقد احتل القادم الجديد جزءاً من حاجياته فانقلب استقراره الى توتر وانتابته الحيرة.. اهتزت ثقته بنفسه واصبحت تصرفاته تدل على احساسه بافتقاد الامان والثقة التي يحتلها بين والديه.
هذه المشاعر تنتاب الكثير من الاطفال عندما يطل مولود جديد على الاسرة فتبدأ المتاعب وتتحول الغيرة الى سلاح عدواني يشهره الطفل الاكبر في وجه شقيقه الصغير.. فكثيرا ما ينتهز لحظات انشغال الام للاعتداء على الصغير وايذائه.
والسؤال كيف تساعد الام طفلها على تقبل القادم الجديد وكيف تشعره بالامان وان مكانته مازالت محفوظة؟.
يقول د. أحمد عبد المجيد المختص في الشؤون الاجتماعية: حتى تستطيع الام امتصاص غيرة الابن الاكبر عليها اولاً التمهيد لتغيير الاوضاع قبل مقدم الطفل الجديد بفترة طويلة وتهيئة الابن الاكبر حتى لا شعر بأي تغيير في حياته بسبب بالضيف القادم.. ونبه د. أحمد الى اهمية ان تستقبل الام طفلها عند زيارته لها بالمستشفى بعد الوضع بحرارة شديدة وتضمه الى صدرها وتتعمد ترك الوليد بعيداً عنها ثم تبدأ بتعريفه بالطفل الجديد وانه يحتاجه كشقيق اكبر.
وقال: معلوم ان المولود الجديد سيجذب اهتمام كل من يقومون بزيارة الام للتهنئة فعليها ان تحاول بلباقة ان تقلل الاهتمام بالحديث عنه وان تلفت نظر الآخرين للابن الاكبر والثناء عليه وعلى تصرفاته امامهم وان تشعره بأنه لا يزال محور اهتمامها الأول وان تحتوي غيرته بنوع من الفهم.
وأشار الى ان الطفل الكبير سيتعمد في بعض الاحيان ايذاء الطفل الرضيع كنوع من التعبير عن الرفض فعلى الأم ان تمتص طاقات غضبه فأصعب الاوقات التي تمر على الطفل وتجعل الغيرة تسرى في كيانه هي لحظات اطعامك الصغير حيث يلاحظ مدى التصاقك بالمولود الجديد وعطفك عليه هنا ستفاجئين به يلتصق بك أو يتصرف اي تصرفات خاطئة عن عمد.
يرى د. عبد المجيد في هذه الحالة ان تشرك الام طفلها في عملية اطعام الصغير فان كانت ترضعه فلتجلسه جوارها وغالباً سيطلب منها تناول نفس الطعام لتجعله يتذوقه مرة واحدة وستكون كافية لان تجعله لا يفكر في مثل هذا الطلب نهائياً.
ويؤكد ان اشتراك الطفل في عملية رعاية الصغير واطعامه واختيار ملابسه طريقة مناسبة لتقليل مشاعر الغيرة وتجعل الطفل يشعر بأنه مسؤول بصورة أو بأخرى عن حماية المولود ومساندته.
وقد تفاجأ الام ببعض السلوكيات غير المتوقعة مثل مص الاصابع والتبول اللا ارادي أو رفض تناول الطعام أو بعض السلوك العدواني الخشن. فهي لا تعدو ان تكون محاولات لجذب انتباه الام سرعان ما تنتهي عندما يشعر الطفل بأنه لم يفقد الحنان والامان من خلال اشعاره بدفء عواطف الام تجاهه وتكثيف رعايته ومنحه ثقته