اليوغا

لعل نضج عقول الحكماء بآثار الفكر الإنساني أبقى وأنفع ما في هذا الوجود، لأنها تبدد من ظلماته وترفع من شأن مدنيته، وتقلل الشقاء وتبعث فيه روح السعادة والهناء. ولعل هذا ما حد بالمعربين والمترجمين أن ينقلوا أحسن ما جاءت به قرائح المتكلمين بغير لغاتهم، فإذا كانت الأمة العربية مدينة لأولئك الذين نفعوها بترجمة أقصى ما بلغ إليه العقل اليوناني من أدب وحكمة وعلم وفلسفة، فإن أوروبا ستبقى مدى الدهر مدينة للعرب الذين توسطوا بين آثار العقل اليوناني القديم والأوروبي الحديث.
ويأتي في كنوز ما جاء به المترجمون هذا الكتاب "فلسفة راجا يوغا" الذي قد حوى مذهباً من أجلّ وأشرف ما عرف تاريخ مذاهب الهنود، يأخذ بيد تابعه إلى حيث سعادة الدارين، وإنما سبيله في ذلك اتباع قواعد بسيطة وتمرينات تنفسية منتجة، هذه كل رياضاته المؤدية إلى الوصول إلى الحقيقة والاتصال بالعالم الروحاني والانسراح من غواشي المادة، والتجرد من شرور الطبيعة. ففيه زهد وفيه رياضة، وهو إلى ذلك جماع من آراء فلسفية، وأفكار صوفية يستفيد منها طالب الحقيقة.

هذا ولما كان مذهب راجا يوغا من خيرة ما وفق إليه الإنسان، وأشرف ما عرف عن المذاهب الهندية، وهو يتفق في كثير من مذاهبه مع الدين الإسلامي وفي كثير من أنحاء أخرى مع التصوف ولما كان هذا نافعاً مفيداً مؤدياً إلى ما ينشده الإنسان من برّ وخير وسعادة وهناءة، وكان قوام هذا المذهب ودعاماته التي يرتكز عليها، آراء فلسفية، وأفكاراً تصوفية، ورياضات وتمرينات تنفسية عملية، تؤثر في الحالتين العضوية والروحية، كان لا بد من سلوك سبيلين هما سبيل الفلسفة وسبيل التصوف وذلك لتوضيحه ولإظهار ما حواه من فكر وآراء، وتفسير ماهيته وتوضيح جوهره، وليكون سائغاً مفهوماً، يستمرئه المبتدئ من غير غضاضة ولا غصاصة، ومن أجل ذلك كله بدأ المؤلف بعض لمع من آراء الفلاسفة في النفس وعلاقتها بالجسم ومظاهرها وحالاتها المختلفة، قديم هذه الآراء ومحدثها، لمحدث الفلاسفة وقدمائهم. والنفس في هذا المذهب جوهره وأساسه. ثم من بعد ذلك عكف المؤلف على طرق باب التصوف في محاولة لتقديم دراسة مقارنة بين اليوغا والتصوف الإسلامي، وتلى ذلك عرض مستفيض لفلسفة اليوغا مع عرض لأبرز مدارسها: كارما، جناني، وبهاكتي يوغا.

الكتاب الأول

اليوغا 172003627

لتحميل الكتاب

فلسفة اليوغا

الكتاب الثاني

اليوغا 171702832

التحميل من هنا