مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
صحافة نسائية
أصحاب جد كوم :: المنتديات الخاصه :: نون النسوة :: أخري
صفحة 1 من اصل 1
صحافة نسائية
منقول
السيدة/ روان عبد الملك غير المحترمة.
إذهبي إلى الجحيم أنتِ وأفكاركِ المتحررة ، وخذي كل الهنود معك. عساكم الحرق قولي آمين ، لا بارك الله فيكِ ولا في الهنود.
---
إحدى آفات العمل الصحافيّ هي قراءة -والرَّد على- رسائل المعجبين وغير المعجبين -وما بينهما- التي تصلك من مجانين/مجاهيل بشكلٍ يوميّ. وصلتني الرّسالة المنشورة أعلاه اليوم صباحًا ، ممهورةً بتوقيع مجموعة بريديّة تسمّي نفسها (حملة القضاء على الليبراليين) ، وهي - أي الحملة - أغلب الظن تتكون من مجنونٍ أربعينيّ لا يزال يعيش في منزل والده ، عاطلٌ عن العمل والحياة .. وعن نفسه ، وربّما يمرّ بأزمة منتصف العمر Middle-age crisis.
عمومًا، أبهرتني رسالته كثيرًا ، لدرجة أنِّي قلت لنفسي حالما أنهيت قراءتها: "هذا الرجل لديه أفكارٌ رائعة!" ، على سبيل المثال ، أعجبتني فكرة الذَّهاب للجحيم مع أفكاري المتحرّرة ، كلّ ما سأحتاجه كميَّة لا بأس بها من كريمات مضادة للشّمس sunblock ، ونظارة شمسيَّة كبيرة بما يكفي لتغطّي نصف وجهي ، والكثير من المشروبات والعصائر. أمَّا أفكاري ، فسيرتحن أخيرًا من العباءة والنّقاب التي يجبرهنّ محرّر الجريدة على ارتدائهما ، سأسمح لهنَّ بارتداء البكيني. ليس تحرّراً مني - كما ذكر صاحب الرّسالة - والعياذ بالله ، بل لأنَّ العباءة ستحترق بفعل اللهب على أيّة حال.
أما أخذ الهنود معي فهي فكرة أخرى مذهلة ، خصوصًا وأنّ بيني وبينهم الكثير من الأمور المشتركة ، فعلى سبيل المثال فيلم "مهبّتين" الهنديّ هو فيلمي المفضَّل ، وفاتنة بوليوود "آشوريا" تشبهني كثيرًا - إلا اللهمَّ في قصر القامة - ، و"الماصلا" الهنديّة هي وجبتي المفضّلة ، وإلى وقتٍ قريب كنت أتخيَّل "سائق تاكسي" أحلامي يشبه الممثل الوسيم أميتشاب باتشان. لكن سأطلب منهم ألا يأخذوا معهم زيت الشّعر "دابر" وتوأمه "تاتا" .. لكي لا يتأذى الأخوة المقيمين في الجحيم من الرَّائحة.
---
Jewels أو لعبة المجوهرات ، لعبة كلاسيكيَّة جدَّاً ، كل ما عليك القيام به هو تشكيل خطّ - عمودي أو أفقي - من مجوهرات متشابهة الشّكل واللون لتتمكَّن من تفجيرها وتحصل على الكثير من النّقاط. وهذا ما أقوم به معظم الوقت كجزء من عملي كصحافيّة في أهمّ الصّحف الحكوميَّة.
أستيقظ باكرًا كلّ يوم ( في تمام السّاعة الواحدة ظهرًا) ، أنهض من السَّرير بكامل نشاطي ، أعدّ لي كوبًا كبيرًا من اللاتيه ، أضع على وجهي ماكياجاً بألوان صارخة ، أجلس أمام اللابتوب .. وألعب لعبة المجوهرات لثلاث ساعاتٍ أو أكثر. أحيانًا يصحو ضميري من سباته الشّتوي ليأنّبني على تضييع وقتي ، وكأي صحافيَّة محترفة ، أستجيب لنداء الضّمير ، أغلق لعبة المجوهرات .. وأفتح لعبة سوليتير.
---
كصحافيّة .. أضطرُّ في أحايين كثيرة أن أكتب مقالاً وأسلمه إلى مدير التَّحرير خلال سبعة أيَّام. حسنًا .. الأمر ليس بهذه الصّعوبة كما قد يتخيَّل البعض. كتابة مقال صحافيّ عمليّة شديدة البساطة والمتعة ولا تستغرق أكثر من ساعةٍ واحدة - إذا استثنينا الثَّلاث ساعات التي أقضيها وأنا ألعب لعبة الجواهر -. في اليوم الثاني أقوم بتشذيب المقال وحذف / إضافة / تعديل ما يلزم. في اليوم الثّالث أعيد صياغته من جديد على طريقة المتثيقفين العرب ، وأضع -بكل ما أوتيت من معاجم- مصطلحات لا يتداولها إلا النخبة مثل: الإمبرياليّة، الثيوقراطية، الأيدولوجيّة ، الأنطولوجيا.. إلخ. في اليوم الرَّابع أكتشف بأنَّ مقالي مكتوب بلغةٍ لا تفهمها سوى قبائل الكونغو ولا يصلح للإستهلاك الآدميّ. في اليوم الخامس أكتب مقالاً جديدًا ، لأقتنع بحلول اليوم السّادس أنَّ المقال "أبو ساعة" -قبل التّعديل والرّتوش- أفضل من المقال الجديد ، وأقرّر أن أرسله لمدير التّحرير في اليوم السّابع.
مدير التَّحرير -كما يقول أهل الأمثال- كتابٌ مفتوح ، وبإستطاعتي معرفة إن كان راضًيا عن المقال أو لا من خلال ردّة فعله بعد القراءة. مثلاً ، إن افترّت "براطمه" عن إبتسامة فهذا يعني بأنّه راضٍ عنّي وعن مقالي. وإن مزَّق المقال أمام عينيّ وردّد عبارات على شاكلة "تبًا للواسطة التي جعلت أمثالكِ يكتبون في الصحف" ، "من الغبيّ الذي سمح للحريم دخول مجال الصّحافة" ، "الشرهة مب عليج .. علي أنا اللي معتمد على حريم" .. إلخ فهذا مؤشّر على أنَّ مقالي ممتاز ولكنَّه بحاجة لتعديلاتٍ طفيفة وبسيطة جدًا .. وعليه يُرسل المقال لأحد المحرّرين ليتولّي "ترقيعه" (كلمة مرادفة لـ.. يرميه في سلّة المهملات ويكتب مقالاً جديدًا).
---
قد تسألوني كما يسألني أصدقائي المقربين دائمًا.. "كيف انتهى بكِ المآل لتعملي صحافيّة؟" ، في الحقيقة هم يسألونني سؤالاً مشابهًا "متى تنتهي حياتك الصحافيّة ونرتاح منكِ؟".
على أيَّة حال ، وكما يقولون .. كل الأسئلة تؤدِّي إلى روما. عندما كنتُ طالبةً في المرحلة الإبتدائيَّة سألتنا المعلِّمة ذلك السّؤال الغبيّ الذي يسأله جميع المعلّمين "ها يا حلوات ، شو تبغون تصيرون لما تكبرون؟". صديقتي نوريَّة أرادت أن تصبح طبيبة ، وسلمى شاعرة ، وأحلام عالمة ، وندى مدرّسة ...... "وأنتِ يا روان؟" " أنا يا أبلة أريد أن أصبح راقصة كفيفي عبده".
تطاير الشّرر من ثقبي نقاب المعلّمة ، وأوسعتني شتمًا وتقريعًا لم يتوقّفا إلا بعد أن غيّرت وظيفتي من راقصة .. إلى صحافيَّة.
بعد مرور ثلاثة عشر عامًا على تلك الحادثة الأليمة اكتشفت أنَّ الصَّحافيّة لا يختلف عملها كثيرًا عنَّ الراقصة. فهما تتشابهان حد التَّطابق في إثارة الإنتباه ، فالأولى تلفت أنظار القرَّاء ب"مقدمة" "وسط" و"مؤخّرة" مقالها ، والثّانية تلفت أنظار المشاهدين ب"مقدَّمة" "وسط" و"مؤخَرة" جسدها. ربَّما الفرق الوحيد بنهما أنَّ الصَّحافيَّة تدَّعي الشَّفافيَّة ولا تمارسها ، بينما الرَّاقصة تدَّعيها وتمارسها بحرفيَّة عالية.
أرجو ألا يفهم غبيٌّ ما بأنِّي أتذمَّر من عملي لأنِّي أكرهه ، بالعكس أنا سعيدة جدًا لأنِّي دخلت المجال الصَّحافي لولا وجود بعض المشكلات والآفات ، فبالإضافة إلى إضطراري لقراءة رسائل المجانين .. وكتابة مقالٍ كل سبعة أيَّام ، هناك آفة لم أستطع التَّأقلم معها بعد. فعندما أملأ كوبونات المسابقات والسُّحوبات – التي بالمناسبة لا يفوز فيها إلا أصدقاء الرّحلة إلى الجحيم "الهنود" وهذه حسنة أخرى لمرافقتهم – التي تقيمها الجمعيَّات وأصل للسّؤال الآخير "المهنة" ، أواجه صعوبة في تهجأة كلمة صحافيِّة .. هل تكتب الكلمة بألف "صحافيَّة" أم بدونها "صحفيّة " ؟ ولحلَّ هذه المشكلة المحرجة .. أكتب في خانة المهنة .. راقصة ، وهذا ربَّما سبب عدم فوزي بأيِّة جائزة إلى اليوم .
---
ميزة الكتابة في الصحف الحكوميَّة - التي توزَّع بالمجان على موظَّفي الوزارات والمؤسّسات الحكوميَّة - أنَّ الصّحافي يضمن وصول ما يكتبه إلى القارئ. أنا فخورة لأني أكتب اليوم في إحدى أكبر وأهمّ صحف الإمارات الحكوميَّة. أنا فخوة لأني أكتب اليوم في صحيفة تنقل هموم الحكومة إلى الشعب -والعكس غير صحيح-. أنا فخورة لأني أكتب اليوم في صحيفة يستخدمها من أصل كل عشرين محل تجاري تسعة عشر -حسب إستطلاع للرأي- في تغطية النوافذ والواجهات الزجاجية أثناء عمليات التجديد والتّرميم.
الجانب المشرق من الموضوع. أنَّ الناس صار بإمكانهم أن يتسوقوا ويقرأوا صحيفتنا في نفس الوقت. من تستهويه مقالات الأزياء والموضة بإمكانه أن يأخذ "لفَّة" سريعة على محلات "مانغو" و"زارا" و"باريس غاليري". ومن يحب أن يطلع على الجديد في عالم التكنولوجيا فليقف أمام واجهات "جاشنمال" و"جاكيز" ... إلخ
أما الجانب المظلم من الموضوع. أنّني لم أجد الصفحة التي ينشر فيها مقالي على أية واجهة زجاجية في أي محل. زميلتي نورية تقول بأنها رأت مرَّة إحدى العاهرات تقطع مقالي من الصحيفة ، وتبصق فيه علكة كانت في فمها. أما زميلتي حصّة فتحلف برأسي أنها شاهدت جارتها الأمريكية يومًا تلف فضلات كلبها بمقالي قبل أن تلقيه في سلة المهملات.
ربَّما كان للأمر علاقة بأفكاري -كما ذكر صاحب حملة القضاء على الليبراليين- ، أذكر أنني في بداية عملي الصَّحافي كنت لا أكتب إلا عن نفسي. ثمَّ نصحني حمارٌ ما أن أتوقف عن إرتكاب هذا النوع من الكتابة النرجسيَّة وأكتب عمَّا أشاهده وأعرفه. وبالفعل طبَّقت نصيحته "بحوافيرها" ومنذ ذلك الحين وأنا لا أكتب إلا عن الشيء الوحيد الذي أشاهده وأعرفه .. نفسي.
---
السيد / مؤسس حملة القضاء على الليراليين.
وصلتني رسالتك -ومشاعرك- اللطيفة. ويؤسفني أن أعلمك بأن إدارة الجوازات في الجحيم لا تسمح بدخول النساء من غير محرم ، ولا تسمح بدخول الهنود إلا بكفيل. فعليه أطلب منك مرافقتنا لنقضي أوقاتًا "محرقة" في الجحيم.
روان عبد الملك
دبي - الإمارات
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 63
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
أصحاب جد كوم :: المنتديات الخاصه :: نون النسوة :: أخري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد فبراير 01, 2015 9:13 am من طرف عواد عمر
» الفنان رمضان حسن
الأحد مارس 09, 2014 11:33 am من طرف عواد عمر
» مذكرات بيل كلينتون
الخميس أكتوبر 17, 2013 9:42 pm من طرف الميزر
» صور اعجبتني
السبت يونيو 15, 2013 6:10 am من طرف فاطمة
» نكات اسحابي
الإثنين يونيو 03, 2013 1:34 am من طرف محمد الساهر
» أخطر 3 شهادات عن هروب مرسى من السجن
الخميس مايو 30, 2013 10:42 pm من طرف عازة
» من روائع الشاعر جمال بخيت
الخميس مايو 30, 2013 10:18 pm من طرف عازة
» إطلاق نــار على الفريق "سـامي عنان
الخميس مايو 02, 2013 9:00 am من طرف محمد الساهر
» عاجل..أبو تريكة فى العناية المركزة
الخميس مايو 02, 2013 8:33 am من طرف محمد الساهر
» وقفة مع البافاري : مشروع أفضل فريق يقطع الكرات
الخميس مايو 02, 2013 8:21 am من طرف محمد الساهر
» 10 أطعمة تعرضك للإصابة بمرض السرطان
الخميس مايو 02, 2013 5:18 am من طرف محمد الساهر
» أسهل وأحدث 10 طرق لإنقاص وزنك في أقل من 10 دقائق
الخميس مايو 02, 2013 1:39 am من طرف عازة
» القدرات النفسيه
الخميس مايو 02, 2013 1:11 am من طرف محمد الساهر
» تنمية قدرات العقل
الخميس مايو 02, 2013 1:08 am من طرف محمد الساهر
» مصر: تطبيق الحد الأقصى والأدنى للأجور في مايو
الخميس مايو 02, 2013 12:58 am من طرف محمد الساهر
» السجن مدى الحياة لـ"بن على" و10 لوزير داخليته
الخميس مايو 02, 2013 12:38 am من طرف سيدورف
» فتح النار على باسم يوسف لاستضافته مغنيا شاذا
الخميس مايو 02, 2013 12:32 am من طرف سيدورف
» مورينيو والريال.. قصة موت معلن؟
الخميس مايو 02, 2013 12:16 am من طرف سيدورف
» رئيس برشلونة يعترف بتفوق بايرن.. وفخور بلاعبيه
الخميس مايو 02, 2013 12:12 am من طرف سيدورف
» فساتين الزفاف
الثلاثاء أبريل 30, 2013 3:22 am من طرف عازة