هواجس أم مغتربة

االغربة كما يقولون( خشم بيوت)فأن تختار بمحض ارادتك أن تعيش خارج ارضك شئ ..وأن تضطر الي ذلك شئ آخر..لكن أقسى أنواع الغربة في رأيي هي تلك التي تعيشها نتيجة لاختيار شخص آخر..كتلك الغربة المفروضة على أطفالنا المساكين..فأنت حين تختارها بغض النظر عن السبب تدرك جيدا أننك ستفقد الكثير..لكن ما لن تفقده بالتأكيد هو سنوات طفولة ثرة ستظل تذكرها ما حييت وهذا ما سيفقده اطفالنا يوما ما وهذا مايؤرقني ويجعلني دائمة الاشفاق عليهم .فأطفالنا لا يعرفون(اللعب مع اولاد الجيران)..ولا يعرفون (تمرين العصر)بل انهم لايعرفون الكثير من مفردات الحياة اليومية في السودان..رغم حرصنا على تعليمهم الكثير منها حتى لا يبدوا(فارات )عند حضورهم في الاجازات.ذات مرة كنت بالمطبخ أهم بتجهيز الغداء..اذكر انني كنت أعد (راس خروف)وكنت لتوّي قد ازلت اللحم عن عظمة الرأس..في هذه اللحظة دخل طفلاي المطبخ واخذا يتجادلان حول ماهية ما اطبخ..واخيرا صرخ احدهما بفرح...ديناصور..الا أن الآخر استدرك ان الديناصور حيوان منقرض..فسألني...اجبت وانا لا ادري أأبكي أم اضحك؟وتلك المرة حينما كنا نستعد للسفر في الاجازة فطلبت صديقتي وهي تودعنا أن نحضر لها (دوم)من السودان فسألوها عن ماهو الدوم؟أجابت ضاحكة:حاجة مدورة وحمراء وقشرتا قوية.فرد طفلي الأصغر(ما تقولي رمان).أعلم ان بالسودان الآن من لا يعرف االدوم ولا (النيفة) واسمع واري الكثير مما يشيب له الولدان...سمعت عن حوادث خطف ..اغتصاب اطفال..حدثت لأناس أعرفهم وليست مجرد قصص.احدي صديقاتي قالت لي ذات مرة:الغربة رحمة ...على الاقل اولادك تحت عيونك..صدقيني هناك اسلم.لكن يا اصدقائي ألا اكون كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال؟؟؟ويا أيها الملأ افتوني في أمري...ولكم كل الحب.

ياااا بت عمتي سلاماااااااااااااااات .. (معليش يا أخوانا) !!!

والله أنا بضحك لامن شرّق من (الديناصور) وحنكي وجعني ...

وما أود قوله هنا ,,, تصيبني هذه الهواجس أحيانا" بالرهبة وأنا ما زلت
(مستجد) غربة ..

وقد سرحت بخاطري في قصص كثيرة مثل قصتك هذه وغيرها

لكن يا إنصاف حتي السودان إفتقد هذه الأشياء إذا ما (شطحت)
وأصبح الغزو التلفزيوني للقنوات التي قد دخلت جميع البيوت هو ما ينشأ
عليه الأجيال ,, غير الألعاب الإلكترونية وال (هي كل يوم شكل)
تمحي معالم بئتنا وتظهر لهم (العجب والعجيب)

وحلييييييل (شليل ,, وكمّبلت ,, وترك تراك)
وبت ال لعاب (بتاعت القطع) ................؟؟؟

وما تستغربي كان لقيتي ناس في السودان من الأجيال (المبرمجة) دي
ما بتعرف الألعاب الأنا كتبتها ..

والفتوة صعبة والغربة أصعب والسودان ........؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

واللللللللللللللللللللللللللللللللله يهوّن ..

أهلين أم ياسر
ورد الله غربتك وغربة آلاف الأمهات المشفقات على مصائر أبناءهن.....
كيف؟؟؟ما عارف
(الماعارفو دة يرد غربتن كيف...، مش هن مشفقات على مصائر أولادن كيف)
الموضوع متشعب ويصلح لطرحه بمنتدى الحوار الجاد ، حتى نسمع آراء الأمهات المغتربات وغير المغتربات ، وحتى أمهات المستقبل...
برأي ان الأمر لحد ما -كما خالد- أصبح خطيراً للمغتربات والمقيمات بالسودان ، وأفلحت التكنلوجيا والعولمة في طمس العديد من سودانيتنا ، ولما كان الأطفال هم الأكثر هشاشة -بحكم السن والتجربة- فقد أصبحوا الأكثر تأثراً بالأمر...
والحل؟؟؟؟؟
محاولة التوفيق بين التراث والحاضر ولو في شكل جرعات باستغلال ربطهما ببعضهما البعض ، حتى ولو بسبيل المقارنة المضحكة
{كأن تحكي لياسر أنه الآن يستطيع العمل على اللابتوب بينما خاله لم يسمع به إلا بعد أن أوشك على التخرج من الجامعة}فيتسائل بدوره عن بدائلنا المتاحة في ذلك الزمان فنخبره بها......الخ

و..................و...............و.......
ما يللا نظّروا معاي....

الاخت / انصاف كيف حالك ؟؟
هذه هواجسك أنت الام ,, فكيف بهواجس الأب الذي كان وهو في الثالثة عشرة أو قبلها يسافرمع انتهاء العام الدراسي لوحده للبلد حملا حقيبته عبر أكثر من مدينة للوصول الي البلد؟
وقبل ذلك وهو من سن التاسعة منوط به دقيق الطاحونة,,, وسوق الخضار واللحم ,, وهو يفاصل ويجادل في السعر,,, ومنوط به اصلاح كل ماهو معطوب بالمنزل من جلدة ماسورة يصنعها من حذاء قديم ,,, او سرير انبعج وسطه ,, او تنجيد مخدة ان لم تكن مرتبة ,,, أو تصليح راكوبة او كراب عنقريب,,, دعك من الشارع ومافيه من بلي وسورو وكمبلت ,,وووو
كم عمل بعضنا بالاجازة لتوفير مستلزماته من العام الدراسي المقبل من أردية وقمصان ,, وحتي شنط المدرسة ,, وتوفيرا لاحتياجاته اليومية التي كان يحسبها كماليات ليس علي والده توفيرها له من حق السينما وحق دار الرياضة وحق الفول,,, دون ان يطلب منه ذلك ,,أسألوا العمدة عن العمل طلبة اوغيره في الاجازة ليس قسرا ولكن اختيارا بل مباهاة ببلوغه سن الرجوله ,, وهو بعد غض غرير
احتكاك حقيقي بالناس وبالحياة,, وليس حياة خيالية امام التلفزيون والكومبيوتر,, اتفق معك ,, انه ليس هاجس الام او الاب المغترب فقط ,,, بل هاجس حياة اليوم الغير واقعية ,,, ودائما لا استطيع ان اقول كل ما اريد ان اقوله هذه الايام ,,,, ولذلك لي عودة
لك الشكر علي الطرح الناضج ,,, وبالفعل اضافة حقيقية للمنتدي
ولك دائما الود.

ليييييييييه الموضوع دة ما أخد الحيز المفروض من النقاش؟؟؟؟

ها ياااااااااااااااااااااااا المغتربين والمغتربات

ما منتظرين رايكم في الموضوع دة !!!؟؟

ولا خلاص النقاش انتهى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اليوم فقط اطلعت على هذا الموضوع والذى اعتبره من اكثر المواضيع الحساسة و المفرووض ان تأخذ حقها من النقاش ....صدقينى يا انصاف فتحت باب صعب سده لأننا مكتوين به خاصة انا لقد جربت التجربتين ( اولادك معك بالغربة واولادك بالسودان وانت مغترب ) والأثنين وووووب ومليون وووب كدى انا بسأل مع انصاف نعمل شنو ؟ بخصوصى أنا الأولاد كبرت والظرووف باتت تحتم علينا وجودهم بالسودان لكن نتيجة ذلك ظهرت وبانت فى مستواهم الدراسى والتعليمى مع انى على قناعة تامة بن والدتهم تعمل المستحيل لكى تحافظ على توازن وترابط الاسرة بس هل هذا يكفى ؟؟ طيب نعمل شنو كتير منكم بيقول ارجعوا انتو قاعدين ليه والله العظيم ده منى عينى لكن الخوف من المجهول - نعم الرازق هو الله لكن ياجماعة زى امثالنا ديل نمشى نعمل شنو ؟ لا تجارة بنعرفها ولا سواقة بنقدر عليها ولا... ولا... على الأقل مكابستنا هنا قادرين نوفر لهم حق العلاج والمعيشة والمدارس اذا مشينا هناك هل بنقدر هذا هو السؤال ومربط الفرس ... فيا انصاف والله العظيم محتاريين وزهجانيين وقيامتنا ربطت وانا شخصيا قلت الروووووووووب

حين قمت بطرح هذا الموضوع ظننت انني اضرب على أكثر الأوتار حساسية عند معشر المغتربين والمغتربات ليقيني التام انه يمثّل هاجسا دائما ليس عندي فقط ولا عند ميرغني وعماد لكن يبدو ان الجميع يخشى أن ينطق بتلك الكلمة التي نطق بها عمدة بشجاعة يحسد عليها في ختام تعليقه على الموضوع.ياأصحابي..الحال من بعضه وكلنا في الهم شرق...دعونا نتشارك التجارب ونتبادل الاقتراحات علّنا نجد حلولا ممكنة ام انكم صممتم آذانكم واحدة بطينة اللامبالاة والأخرى بعجينة (يعني الما مغتربين مرتاحين؟؟؟؟)لنا عودة

عندما بدأت حياتى العمليه فى الخطوط البحريه السودانيه ,,, اذكر اخر تعليق لى ونحن على اعتاب السفر (الكلام دا كان 2001 فى كافتريا الهندسه) هو ان انزل فى اول دوله اوربيه كلاجى سياسى واتفقنا انا وصديق لى على هذا الكلام. عندما وصلنا الى ايطاليا (بعد سنه من قولتنا المشهوره) ذكرنى صديقى باتفاقنا السابق وطلب منى ان انزل معه فكان جوابى الرفض التام لهذه الفكره ومن يومها و انا فى هذا البلد الجمييييييل.
ولى عوده

الرشيد الريح نورالدين كتب:عندما بدأت حياتى العمليه فى الخطوط البحريه السودانيه ,,, اذكر اخر تعليق لى ونحن على اعتاب السفر (الكلام دا كان 2001 فى كافتريا الهندسه) هو ان انزل فى اول دوله اوربيه كلاجى سياسى واتفقنا انا وصديق لى على هذا الكلام. عندما وصلنا الى ايطاليا (بعد سنه من قولتنا المشهوره) ذكرنى صديقى باتفاقنا السابق وطلب منى ان انزل معه فكان جوابى الرفض التام لهذه الفكره ومن يومها و انا فى هذا البلد الجمييييييل.
ولى عوده

جميل والله يالرشيد وصدقنى هذا اشجع واحسن قرار اتخذته ونصيحة من اخوك اذا اعطوك مال قارووون لا تغترب لاتغترب لاتغترب لا ت غ ت ر ب

انصاف علي الشفيع كتب:حين قمت بطرح هذا الموضوع ظننت انني اضرب على أكثر الأوتار حساسية عند معشر المغتربين والمغتربات ليقيني التام انه يمثّل هاجسا دائما ليس عندي فقط ولا عند ميرغني وعماد لكن يبدو ان الجميع يخشى أن ينطق بتلك الكلمة التي نطق بها عمدة بشجاعة يحسد عليها في ختام تعليقه على الموضوع.ياأصحابي..الحال من بعضه وكلنا في الهم شرق...دعونا نتشارك التجارب ونتبادل الاقتراحات علّنا نجد حلولا ممكنة ام انكم صممتم آذانكم واحدة بطينة اللامبالاة والأخرى بعجينة (يعني الما مغتربين مرتاحين؟؟؟؟)لنا عودة

صدقينى يا انصاف وانا متأكد ان الكثيرين يودون ان يدلو بدلوهم لكن محتارين ماذا يقولون ؟ لأنهم يقلبوها بجاى يلقوها ما نافعة ويقلبوها بالجهة الثانية برضو ما بتلفق معاهم وعشان كده يصموا دى بى طينة ودى بعجينة وينتظرون حتى يفعل الله به ما يريد ويدفنون رأسهم كا االنعامة ويعملون ب ( ان كترت عليك الهموم اندمدم ونوووووم ) وبرضو الرووووب ....

الموضوع كبيييييرجدا ولن نحيط بكل جوانبه اذا دار الحوار بين اربعة أو خمسة أعضاء,لكن اذا طرحنا تجارب عديدة ستتعدد محاور النقاش,لنأخذ حالة العمدة مثالا وهي تشابه حالات أسر كثيرة,أنا شخصيا ضد تفرق الأسرة بين الغربة والسودان فالأب حينها سيعاني من غربة مركبة ناهيك عن معاناة الأم وأبنائها ورغم أن هناك أكثر من مبرر لمن لجأوا لهذا الحل الاّ أنني أرى ضرورة بقاء الأسرة مجتمعة سواء داخل أو خارج السودان(فهنا الله وهناك الله)...هذا رأيي الشخصي كما ذكرت..فهل من رأي آخر؟؟؟

(سلام ..كامل توفي أمس)هذا نص رسالة أتتني على هاتفي المحمول من صديقة تنعي اليّ زوجها...أهناك أقسى من أمر كهذا؟؟؟هالني الأمر جدا وبكيت كما لم أبك من قبل...ليس ما أبكاني خبر وفاته,فأنا بالكاد أعرفه,لكن الذي أبكاني هو هذا الموقف وكيف أنها لو كانت بالسودان لما اضطرت لتوصيل خبر كهذا وبتلك الطريقة...بكيت غربتي وغربتها التي لا ترحم...بكيت كل أحبائي الأحياء منهم والأموات...بكيت حالها ....بكيت صغارها....بكيت نفسي فيها...آهٍ من الغربة..أننا نبحث عمن يبكي معنا ...نستجدي الدموع بالرسائل...ليس لنا أن نرفع أصواتنا ولو بالبكاء..البكاء على أنفسنا ونحن أحياء..ولكن أتدرون أمرا؟؟ثمة شئ وحيد أصبحت أجيده تماما بفضل الغربة وهو البكاء..فأنا أبكي مع كل من يبكي,في الشارع .,في التلفزيون,صغيرا كان أم كبيرا,ممثلا كان أم صادقا..ولا أخجل من دموعي..لكنني في أحيان كثيرة لا أدري على ماذا أبكي بالتحديد...بل أنني فقط(أبكي وأنادي لمن يبكي)كما كانت أمي _رحمها الله_تقول.قد يقول قائل ربما هو التقدم بالسن والذي يجعل الأنسان أكثر عاطفية والأحاسيس أكثر رهافة و لا يجوز أن نعلّق كل شئ على (شمّاعة)الغربة..ربما..لكن ما أنا أكيدة منه أنني لن أاحتمل فرحا أو ترحا يصيبني وأنا في غربتي هذه..لتجلجل زغاريدي دون خوف ...معلنة على الملأ سعادتي وتخرج من دواخلي(ووووووووب عليّ)يهز صداها الأرجاء حين تحل عليّ المصائب .

سألني خالد عمر في البنبر عن المواضيع الهادفة التي تموت قبل قتلها بالنقاش ، وخطر في بالي وأنا أجيبه هذا الموضوع كواحد من المواضيع الجميلة التي طرحت دون أن يتم تناولها بالصورة الأمثل.......

ولإتفاقي معك بأن نقاش شخصين أو ثلاثة لن يثمر ، لكني أختلف معك في أنه سيبقي الموضوع على السطح وسيجعل الكثيرون يمروا ليقرأوا ما كتبه هؤلاء -الشخصين أو الثلاثة- ولا أظن أنهم حينها سيقاومون رغبة الإدلاء بآرائهم

دعينا نواصل

وهذا بمثابة وعد مني بأن أعود ثانية لهذا الموضوع الحساس

تعرف يا هيثم المواضيع ال زي دي لمن تموت بتوجعني جد جد ..
وقبل ردك دا كتبت رد لكن قبل أرسلو جاني زول داخل وشغلني ,,, فما إترسل شكلو ,,, المهم ........
.....................

التحية للصابرين لمن سبقونا في طرح هذا الموضوع وبعثه مرة أخري ..

غربتي .......

هي

طفل أحبل به لوحدي ,,, في شهره التاسع وأنتظر الأيام العشر التي طالت وأظنها لن تكتمل ؟!!

ووعد آخر مني بالمواصلة أيضا" ..

شكرا يا هيثم وخالد أعدتم لي الأمل بأن الآذان في مالطة قد يثمر..لكما التحية وفي انتظار مشاركة الجميع.

انصاف والله العظيم يا اخيتى انت عندك دموعك وبكائك وتجدى راحتك للأخير كان شافوك بتبكى مامشكلة وبجدوا ليك العذر اما نحن نعمل شنو والله قلبنا خف وعمرنا خف وكان بكينا...........

كان بكينا الليلة ياناس .... كان بكينا الليلة ياناس
الدموع يا ريتها تجدى تخفف الألم العلينا
نبكى عشان فارقنا اهلنا ولديار الغربة جينا
جينا وآجهنا الحقائق الكانو مخفيات علينا
قلنا يمكن حالنا ينسر ماتعبنا بل شقينا
ان مرقت بلا اقامة خطوة كضب مشينا
وان مرقت بلاهامضمون يسجنوك والسجنه شينه
ياحليلكم ياحبايب تفرحو يوم مجينا
ديمه صورتكم معانا وما بتفارق يوم عينينا
*********
ياحليلك يا بلدنا وياحليلك يابلدنا