إعصار فيت وآثاره بعمان

مسقط - عبد المعز أحمد

عادت الحياة لصورتها الطبيعية فى سلطنة عمان ، حيث اختفت الرياح والأمطار التى استمرت في بعض المناطق أكثر من 36 ساعة، الأمر الذى سبب خسائر مادية فى الممتلكات العامة والخاصة، فضلا عن وفاة 16 شخصا معظمهم من العمانيين بينهم ضابط حاول إنقاذ أحد المواطنين.

و بعد انتهاء الإعصار ظهرت آثاره الكبيرة حيث انتشرت المياه فى الأودية كما عثر علي سيارات معطلة أو تعرضت لحوادث سير، وتعرضت مئات من أعمدة النور للتلف والسقوط ،كما ظهرت الآثار على بعض الشوارع خاصة القريبة من الشواطئ، إلا أن شارع شاطئ القرم ، لم يتأثر مطلقا، وكان الشارع الذى عرف بإسم شارع الحب، وانتشرت حوله الكثير من الشائعات، قد دمر بالكامل وقت إعصار "غونو" وكتب الكثيرون وقتها فى المنتديات أن الله دمر الشارع لما يرتكب فيه، وأعيد من جديد وانشأت حوله مطاعم وتمت إنارته بالكامل، وتجوبه الشرطة لحظة بلحظة، في الشارع وعلى الشاطيء، وهو ما أعاد العائلات إليه مرة أخري للجلوس في المطاعم المنتشرة به أو حتى الجلوس على رماله.

ولم يتأثر الشارع مطلقا بالإعصار، ولم يسقط فيه أى عمود إنارة من جراء الرياح القوية.

ومازالت حتى الآن بعض الطرق مغلقة بعد أن دمرها الإعصار، فيما تواصل القوات المسلحة تقديم المساعدة والبحث عن المفقودين وإصلاح الطرق التى توقفت لتسيير الحركة، وتم توصيل الأغذية والمؤن للقرى المتضررة فيما أنقذت الطائرات العمودية 23 عائلة محتجزة بالرستاق والمنطقة الشرقية

وأكد الفريق مالك بن سليمان المعمري المفتش العام للشرطة والجمارك رئيس اللجنة الوطنية للدفاع المدني أن فرق الإنقاذ والمساعدة المختلفة تواصل عملها في سبيل إعادة الأمور إلى طبيعتها في مختلف محافظات ومناطق السلطنة التي تأثرت بالإعصار.
عودة للأعلى

قصص مأساوية

وفجر الاعصار مئات المآسي لأشخاص فقدوا ذويهم في الأودية تحت المياه، أو صعقا بالكهرباء، وبين من فقدوا منازلهم وبيوتهم،
حيث روي بعض الأهالى قصصا مأساوية، لما حدث خلال الأمطار التى هطلت بشكل متواصل على كافة مناطق السلطنة، وقال سمير الوهيبي للعربية نت إنه لا يصدق ما حدث لأحد جيرانهم ، حيث تلقى اتصالا هاتفيا من شقيقه يخبره فيه بأنه علق بالوادى، ولا يستطيع الحركة فانطلق إليه شقيقه لينقذه فجرفته المياه في أحد الوديان ومات، بينما أنقذت شرطة عمان السلطانية شقيقه أثناء مرورها بالوادى، الشقيق الذى نجا من الموت يردد أنه هو السبب فيما حدث لشقيقه، وأنه لولا اتصاله به لكان بينهم الآن، والأسرة في حالة ذهول لا تعرف هل تفرح بنجاة ابنها من الموت أم تبكى لموت شقيقه الذى هرول لإنقاذه

وقصة الضابط الذى توفى في الإعصار كانت بدورها مسار الحديث فى كل الجلسات، ورواها بنفسه الفريق مالك المعمرى خلال تصريحاته لوسائل الإعلام، حيث توجه الضابط لإنقاذ أحد المواطنين بوادي الحوقين بولاية الرستاق، أخرجه من الوادى وفوجئ زملاءه به يسقط أرضا وتجرفة المياه وقد حاول زملاءه بالدفاع المدني إنقاذه من الوادي وإسعافه بعد أن أغمى عليه وتم نقله إلى مجمع صحي السويق لكنه فارق الحياة في الطريق قبل وصوله .

وقال محمد بن خلفان للعربية نت، لا أصدق أنى رأيت صور بيتي في ولاية صور تنشر في وسائل الإعلام وقد غمرته المياه، لا يظهر منه إلا الدور العلوى، بكيت بشده فقد شيدت البيت وانتهيت من تأثيثه قبل شهر استعدادا للإنتقال إليه، وها هو يضيع، لا شيء فيه يصلح للإستخدام، لابد من البدء من جديد، ضاع مجهود عامين كاملين، لكن قدر الله وما شاء فعل.
وأردف خلفان، صحيح أني حزين على النفقات التى تكبدتها وضاعت، لكنى حزين أكبر على ما حدث للبيت، وحزين على ما تخيل أن تري بيتك وقد اختفى تحت المياه، الحمد لله أنهم قاموا بنقلنا قبل بداية الإعصار إلى مناطق بعيده، وإلا كنا الآن من بين الضحايا.

وقال عمير البلوشى للعربية نت إنه لم يتمكن للعودة إلي منزلة فى القرم، نتيجة للوادى الذى تكون والمياه التى يمكن أن تبتلع أي سيارة تمر فيها، وأضاف كان مساء الجمعة أسوأ ما مر بي في حياتى، قضيت الليله في أحد الفنادق، وأسرتى وحدهم في المنزل، لا أنا قادر على الوصول إليهم حيا، ولا أنا قادر على الاطمئنان تليفونيا، بسبب مشاكل الإتصال، ومع أول ضوء للفجر انطلقت إليهم ولم أصدق أنى أراهم بخير رغم الخسائر الكبيرة فى المنطقة والطرق والبيوت.
عودة للأعلى

عمليات إنقاذ

نفذ سلاح الجو السلطاني العماني ، أمس السبت عددا من الطلعات الجوية للقيام بعمليات البحث والإنقاذ حيث توجهت عدد من الطائرات العمودية إلى ولاية الرستاق لإنقاذ عدد من العائلات المحاصرة من جراء الأودية والتي تمكنت فيها الطائرات من إنقاذ عشر أسر في وادي بن سوق وتسعة أشخاص في قرية الطيخة تم نقلهم إلى المركز الطبي التابع لمظلات سلطان عمان لتقديم العناية الطبية الأولية لهم، ووصل عدد العائلات التى تم إنقاذها 23 عائلة، وما زال البحث جاريا عن أحد المفقودين في الأودية.
وتسببت الأنواء فى كثير من البرك المائية والأودية وامتلاء السدود الجوفيه في محافظة مسقط ومنطقتي الشرقية والوسطى وحذر مركزالعمليات المشترك في مسقط من البرك المائية ومن عبورها أو نزول الأطفال فيها لأنه لا يعرف بعد عمقها ولا ما جرفته الرياح ووضعته أسفل المياه، ووجهوا نداء إلى الأسر بعدم السماح للأطفال باللعب فيها حتى لا تتسبب في غرقهم.
وفي جزيرة مصيرة التي كانت في مقدمة المناطق المتأثرة بالأنواء المناخية ( فيت) بدأت الحياة تعود بشكل تدريجي إليها، وبدأ السكان فى العودة إليها ومن المقرر أن تبدأ الطائرات صباح غد في إعادتهم من جديد، كما عاد التيار الكهربائي إلى الجزيرة بعد انقطاعه ، وسيتم إعادة الوافدين إليها بريا، على أن تنقلهم السفن إليها.
وهو نفس ما حدث لولاية صور التى تعرضت بدورها لهجوم شديد من الإعصار، حيث بدأت الحياة فى العودة تدريجيا، إلا أنها ستأخذ وقتا قبل أن تعود إلى سابقها خاصة وأن هناك منازل دمرت بالكامل وأخري غمرتها المياه ولم تخرج منها حتى الآن.