مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
قصيدة وانجا (مهداه الى العزيز هيثم)
2 مشترك
أصحاب جد كوم :: المنتديات العامة :: الثقافة :: الشعر
صفحة 1 من اصل 1
قصيدة وانجا (مهداه الى العزيز هيثم)
وانجا.....
المرأة التى صوّبت فاكهتها نحو الفرح وأدهشت الفصول بموسمين
إضائة أولى :
إلى جوى إمرأة تتسع كما الحقل وإلى فلاح مثقف يعرف أسرار الحقل ويقرأ ذاكرة الكراكات
إضائة ثانية :
إلى ميرى عاملة الغزل والنسيج .. والفرح
إضائة ثالثة :
إلى غفارى- رامبو- درويش .. وآخرون
إحتفاء بشجيرات ما زالت تثمر
إضائة خاصة :
إلى ساره- موزى- ننو- شموسى- يارا
أطفال تعلمت منهم أن أجمل الأعوام آتية
إعترافات سرية فيما يفعله صوت وانجا نهاراً :
أقرّ أنا الموقع على الهديل الآتى بأن تسكن كل الحمامات التى عشقتها تسريحة وانجا .. وأن تؤول نصف نجومى الزرقاء إلى لونها الريفى البهيج والنصف الآخر نشيّد به قرية بين الأصابع .. واللغة
قالت شجرة :
عندما غنت وانجا وتشربت عروقى صوتها .. أحسست بالثمر وأعدت إكتشاف الماء
(أول عاشقة تجتاحنى وتكتشف مزاج جسدى وتعلمنى أحاديث النساء)
لذا الماء رسولى الدائم لك يا وانجا .. كل قطرة منه نواة لخلق جديد
قالت طفلة مشردة :
عندما وضعت وانجا يدها على كتفى غمرنى الدفء وطربت كأنى ألبس فستان زاهى الألوان ولما حادثتنى رقص قلبى
( يوم بيوم نبيع الكمبا)
وفرحت كأنى أقضم وحدى تفاحتين
وقالت :
أذكر فى تلك الليلة نمت دون أن أستنشق البنزين وحلمت بأنى أجلس داخل غرفة مضاءة ومعى لوال يذاكر كتب مدرسية .. وعندما أستيقظنا صباحاً وجدنا أنفسنا نتوسد بعضنا البعض ونفترش قطعة قماش متسخة كان لوال يغسل بها العربات
.. صرخت
وانجا
وانجا
وانجا
وانجا
قال رجل أليف :
وانجا أغنية العذوبة والإمتزاج
.. قالها وغاب فى طقس سنبلى خاص كان قد أعدته وانجا بصيغة منتهى الرقص والمفاجآت .. إحتمالات متعددة لقرائة دفتر المساء فى أطار أغنية التآلف
إحتمال أول :
عندما تساوى ضفائرك قمراَ فى سمائى
وعندما يصير سمائى قميص نومك
يتفتق ليلنا عن وردة بيضاء
تصير الوردة إضائة كاملة للحلم
ونبين تلك التفاصيل الإنسانية التى مزجتنا معاَ وترفرف فوقنا أجنحة كثيرة نشيد واحد .. لماذا لا نسميه نشيد التجانس
إحتمال ثانى :
عندما يكون التجانس رحلة الجينات فى الجسد والطفولة .. والأغنية ..حينها نصنع فاكهة شديدة الخصوصية تعالى نسميها فاكهة الإحتمالات
إحتمال ثالث :
سبق أن قلت لك شفاهة ذات مساء فهطل علىّ شعرك .. وأحتلتنى رائحتك أسبوعاَ من الزنجبيل
لذا سأدوزن نفسى بالقهوة وبعض أسمائك .. أعلم يا وانجا أن أسمك يعادل أغنية بكاملها
أسميك ..
نحلة لقلبى ورحيقاَ لنهايات الفصول .. أرى فيك ملامح الذاهبين لجنى القطن .. وأسمع منك شاشاى العائدين من قطف الطماطم واللوبيا
وانجا إمرأة الحقل المرسولة للمديدة .. رسولة الحقل إلى دمى
وانجا الإغنيات .. الأرض .. الوعى
علاقة عشق من نتاج الأنثى .. الفقراء
وانجا وردة حلمى البيضاء
.. نوّار وانجا
أو الفوج الذى فض الحديقة ليلاَ
للحدائق ثرثرتها وأوان إنحيازها للمساحات
للمنازل العادية حب الحياة .. المعارضة ورائحة الغد
ولى .. آه يا وانجا موسم ثالث من خبزك الوطنى
.. ولك ما تشائين من حرية
تحدقين
هل تعجبك آثار الشمس على جبينى؟
ويدىّ العاريتين؟
ولهى بالشوارع؟
أيفتنك حلمى الدائم بإقامة دولة تحترم الإنسان؟
أم أخبارى المنثورة بين اللوز والطرقات
لى أخبار كثيرة يا وانجا لم أعلم عنها ولا يعلم مداها ألا الحقل
ولى ما يفتننى
تفتننى خيوط الصباح التى تشبه خيوط مغزلك
.. يفتننى مغزلك وهذا القميص لك
سراَ تفتننى عذوبتك .. نوَار لوزك وعطرك الخلاسى الفصيح
آه يا وانجا .. مما يجعل لعطرك خصوصية أينما تكونين يدلنى عليك
وانجا لو لطمت الدهشة جهازك العصبى هل ترتعشين؟
ربما ارتعشت أنا بآلاف الحكايا والأقمار
.. إقتربى
الشوارع لغة تواصلنا لهذا العام .. لأنى أخبىء فيها حكايات إقترضتها من السهول والمطر
وعندما تتجه أصابعك الطويلة نحوى
أصابعك الشهية كحبات مانجو
(أرتعش بآلاف الحكايا والأقمار)
وأركض صوب النهر
هل تحبين النهر لهذا الحد؟
النهر مارس الضفاف .. أبريل الحقول وصديقى الشخصى
أدعوك أن نتمشى قليلاَ على الضفاف .. ونحكى
.. تحكين
هل تعبت من الحكى؟
ضعى رأسك على صدرى
ضعى صدرك على لونى
ضعى بعضك على بعضى .. وأحلمى
آه يا وانجا ..
كم انا فرح بك .. وممتلئ بصوتك
أذكر تلك الجلسة على الضفة اليسرى والنهر يهدى الضفة قصائده .. العنيفه
أذكر حوارنا حول الدين والجنس والصراع الطبقى .. قلت لك أشياء وأشياء .. صرخت بإنفعال .. إذاَ لماذا الصمت؟
آه يا وانجا
عندما ينفذ الفقراء إلى جوهر المسألة .. يومها سنعيد هذا النقاش
بحساسية أقل وربما أثناء حفل شاى عائلى
ساعتها حياض كثيرة فى أفقى ونمت فيها ورود الفل الجريئة
ما يحيرنى حقاَ لماذا تأخرت كل هذه الأعوام؟
إنتظرتك فى درب الساسريب
غنيتك فى صحراء بيوضة
بحثت عنك فى بحر السوباط
حلمتك فى الخرطوم
على أنغام السلم الخماسى تصنطت وقع خطاك
.. منذ الميلاد وأنا أنتظرك
ماذا كنت تفعلين كل هذا الوقت .. لماذا تأخرت؟
هل إعترضت طريقك الخوذه .. العمامات .. الصناديق؟
إلى الجحيم كل الرموز التى تباعد بينى وبينك
قالت تزوجنى
آه ..
مجنونة أنت بالطمى .. البذور .. الفأس .. والفوانيس
يالك من أمرأة واضحة كالهواء الطلق
.. وجميلة كحمامة بيضاء
وانجا .. لماذا تريدين أن تفضحى الشمس والسنابل باكراَ وتربكينى؟
عليك اللعنة .. وعاصفة الطبول .. وساعدى الأسمر
.. وهذا النشيد
الآن أعلن خطبتى منك
أخطبك من الحقول .. الشوارع .. وورق الجرائد
أخطبك من حلمك المسائى
من ذاكرة الأطفال
.. ومواعيد الطلق الجديد
أخطبك من سهرة الأصدقاء وقميصك القطنى وأصابع الفجر وندائات الحقول
.. ما لم يصرح به الرجل الأليف فى طقس وانجا
صباح الخير قريتى الجميلة
صباح الخير للأزقة التى أدت بك إلى شوارع المدينة
صباح النوّار للأزهار التى تبعتك برائحتها
مجداَ للزراعة والقوى الحديثة
شكراَ لثقافة الهامش .. وذاكرة الشعوب
شكراَ للإنتفاضات .. والأصدقاء .. واليسار الجديد
شكراَ لمعارض كلية الفنون الجميلة .. ونادى السينما .. والمكتبات
على مماشى هذا الوطن إلتقينا
إنتحينا جانباَ وتعانقنا كثيرا ..َ وشممتك كقرنفلة
يا الله ..
نفس الحلم الذى راودنى وعياَ
نفس الملامح .. الحقيبة اليدوية .. قصاصات النهر
كراسة الحقول .. لغة الإنتباه .. وهواجس الإنسان الجديد
سبحانك!
.. إمرأة فارعة كالنجمة
رائعة الجدل والضحكات
تنتمى لقبيلة النساء الجميلات
رابحة .. سهى .. دومتيلا .. وينى مانديلا .. والنشيد يتدلى
بيدها تقشر البصل ..
وتكنس الأحزان عن رواكيبنا
.. وتنثر الحب لحمام الحى
هى الحقول يا وانجا مشطت شعرك وعلمتنا الغناء
هى الحقول منذ البذرة الأولى ولم تفطمنا عن العشق
هى الحقول دوزنتنا ولقنتنا أول درس عن الجمال
والحرية .. والقمح .. والماء
وخلف الحقول بحثنا كثيراَ عن أفق يلائم شكل الحرية
آه يا وانجا ..
كنا طليقين ومدججين بالأسئلة والركض الجميل .. والعصافير
العصافير وحدها لا تكفى للغناء
الأوتار لا تكفى وحدها للعزف
أغنيك وأدخر ما تبقى من صوتى للمظاهرة القادمة
السواعد للوطن ..
الملامح للأطفال ..
وما تبقى من جسدى أدخره لممارسة الفرح الآتى
هل تجيدين ممارسة الحرية؟
.. أعلم ذلك
هل تذهبين معها بعيداَ؟
هل تعدين وليمة من أجلنا؟
.. أعلم كل ذلك
إذن لم يبق ألا التفاوض حول ميقات الإندلاع
بيدها تحمل الطبشور
وتوزع الماء فى الجداول
.. والحليب للصغار
بذات اليد تعشق
وتنسخ البيان
وتخيّط ملابسها
.. وتبتكر أفراحها اليومية
فى طفولتها غنّت (هودنا .. يا هودنا)
فى زمن السرية غنّت ( سودانا .. يا سودانا)
فى إنتفاضة الخبز كانت فى طليعة النساء اللائى غنن
.. (فوق .. فوق .. سودانا فوق)
بين الأغنية .. والأغنية رمت مواعيدها وغابت فى الفرح الجماعى
آه ما أجملك يا وانجا
تدخلين الآن بطين القلب
تتوغلين فى أقصى الذاكرة .. والمعيش اليومى
رويدا .. رويدا تهربين الفرح إلى عاصمة جسدى .. وقراه
تنتشر الحياة فى التفاصيل والخلايا
ينتشر عشب سريع النمو على عتبة الباب
ها .. أهلاَ وانجا
يزدهى لون الجدار .. رسومات ناجى العلى
وجه تلك الطفلة النوبية .. الكراسى .. المنضدة .. آلة التسجيل
أشرطة الشعر .. كتاب التشريح .. مفكرة العام الجديد
.. والملابس القليلة
وكل التفصيلات الأخرى تأخذ أناقتها من توهجك المستمر
.. وتستمر
أسئلة سقطت سهواَ :
هل تأملتى بسمة الموناليزا؟
تأملت فقط البسمة التى فاض بها وجه محمود ....
هل تحبين الياسمين؟
أحب السنابل أكثر
هل تقرأين راتب الإمام ...؟
أقرأ ما يكتبه الأطفال على الحيطان
ماذا يقول لك الشتاء؟
دع عنك الأسئلة وهذا المكر الجميل وتهيأ
.. فأنا قصيدة دافئة
أيوب مصطفى
شتاء الخرطوم
ديسمبر88 – يناير1989
المرأة التى صوّبت فاكهتها نحو الفرح وأدهشت الفصول بموسمين
إضائة أولى :
إلى جوى إمرأة تتسع كما الحقل وإلى فلاح مثقف يعرف أسرار الحقل ويقرأ ذاكرة الكراكات
إضائة ثانية :
إلى ميرى عاملة الغزل والنسيج .. والفرح
إضائة ثالثة :
إلى غفارى- رامبو- درويش .. وآخرون
إحتفاء بشجيرات ما زالت تثمر
إضائة خاصة :
إلى ساره- موزى- ننو- شموسى- يارا
أطفال تعلمت منهم أن أجمل الأعوام آتية
إعترافات سرية فيما يفعله صوت وانجا نهاراً :
أقرّ أنا الموقع على الهديل الآتى بأن تسكن كل الحمامات التى عشقتها تسريحة وانجا .. وأن تؤول نصف نجومى الزرقاء إلى لونها الريفى البهيج والنصف الآخر نشيّد به قرية بين الأصابع .. واللغة
قالت شجرة :
عندما غنت وانجا وتشربت عروقى صوتها .. أحسست بالثمر وأعدت إكتشاف الماء
(أول عاشقة تجتاحنى وتكتشف مزاج جسدى وتعلمنى أحاديث النساء)
لذا الماء رسولى الدائم لك يا وانجا .. كل قطرة منه نواة لخلق جديد
قالت طفلة مشردة :
عندما وضعت وانجا يدها على كتفى غمرنى الدفء وطربت كأنى ألبس فستان زاهى الألوان ولما حادثتنى رقص قلبى
( يوم بيوم نبيع الكمبا)
وفرحت كأنى أقضم وحدى تفاحتين
وقالت :
أذكر فى تلك الليلة نمت دون أن أستنشق البنزين وحلمت بأنى أجلس داخل غرفة مضاءة ومعى لوال يذاكر كتب مدرسية .. وعندما أستيقظنا صباحاً وجدنا أنفسنا نتوسد بعضنا البعض ونفترش قطعة قماش متسخة كان لوال يغسل بها العربات
.. صرخت
وانجا
وانجا
وانجا
وانجا
قال رجل أليف :
وانجا أغنية العذوبة والإمتزاج
.. قالها وغاب فى طقس سنبلى خاص كان قد أعدته وانجا بصيغة منتهى الرقص والمفاجآت .. إحتمالات متعددة لقرائة دفتر المساء فى أطار أغنية التآلف
إحتمال أول :
عندما تساوى ضفائرك قمراَ فى سمائى
وعندما يصير سمائى قميص نومك
يتفتق ليلنا عن وردة بيضاء
تصير الوردة إضائة كاملة للحلم
ونبين تلك التفاصيل الإنسانية التى مزجتنا معاَ وترفرف فوقنا أجنحة كثيرة نشيد واحد .. لماذا لا نسميه نشيد التجانس
إحتمال ثانى :
عندما يكون التجانس رحلة الجينات فى الجسد والطفولة .. والأغنية ..حينها نصنع فاكهة شديدة الخصوصية تعالى نسميها فاكهة الإحتمالات
إحتمال ثالث :
سبق أن قلت لك شفاهة ذات مساء فهطل علىّ شعرك .. وأحتلتنى رائحتك أسبوعاَ من الزنجبيل
لذا سأدوزن نفسى بالقهوة وبعض أسمائك .. أعلم يا وانجا أن أسمك يعادل أغنية بكاملها
أسميك ..
نحلة لقلبى ورحيقاَ لنهايات الفصول .. أرى فيك ملامح الذاهبين لجنى القطن .. وأسمع منك شاشاى العائدين من قطف الطماطم واللوبيا
وانجا إمرأة الحقل المرسولة للمديدة .. رسولة الحقل إلى دمى
وانجا الإغنيات .. الأرض .. الوعى
علاقة عشق من نتاج الأنثى .. الفقراء
وانجا وردة حلمى البيضاء
.. نوّار وانجا
أو الفوج الذى فض الحديقة ليلاَ
للحدائق ثرثرتها وأوان إنحيازها للمساحات
للمنازل العادية حب الحياة .. المعارضة ورائحة الغد
ولى .. آه يا وانجا موسم ثالث من خبزك الوطنى
.. ولك ما تشائين من حرية
تحدقين
هل تعجبك آثار الشمس على جبينى؟
ويدىّ العاريتين؟
ولهى بالشوارع؟
أيفتنك حلمى الدائم بإقامة دولة تحترم الإنسان؟
أم أخبارى المنثورة بين اللوز والطرقات
لى أخبار كثيرة يا وانجا لم أعلم عنها ولا يعلم مداها ألا الحقل
ولى ما يفتننى
تفتننى خيوط الصباح التى تشبه خيوط مغزلك
.. يفتننى مغزلك وهذا القميص لك
سراَ تفتننى عذوبتك .. نوَار لوزك وعطرك الخلاسى الفصيح
آه يا وانجا .. مما يجعل لعطرك خصوصية أينما تكونين يدلنى عليك
وانجا لو لطمت الدهشة جهازك العصبى هل ترتعشين؟
ربما ارتعشت أنا بآلاف الحكايا والأقمار
.. إقتربى
الشوارع لغة تواصلنا لهذا العام .. لأنى أخبىء فيها حكايات إقترضتها من السهول والمطر
وعندما تتجه أصابعك الطويلة نحوى
أصابعك الشهية كحبات مانجو
(أرتعش بآلاف الحكايا والأقمار)
وأركض صوب النهر
هل تحبين النهر لهذا الحد؟
النهر مارس الضفاف .. أبريل الحقول وصديقى الشخصى
أدعوك أن نتمشى قليلاَ على الضفاف .. ونحكى
.. تحكين
هل تعبت من الحكى؟
ضعى رأسك على صدرى
ضعى صدرك على لونى
ضعى بعضك على بعضى .. وأحلمى
آه يا وانجا ..
كم انا فرح بك .. وممتلئ بصوتك
أذكر تلك الجلسة على الضفة اليسرى والنهر يهدى الضفة قصائده .. العنيفه
أذكر حوارنا حول الدين والجنس والصراع الطبقى .. قلت لك أشياء وأشياء .. صرخت بإنفعال .. إذاَ لماذا الصمت؟
آه يا وانجا
عندما ينفذ الفقراء إلى جوهر المسألة .. يومها سنعيد هذا النقاش
بحساسية أقل وربما أثناء حفل شاى عائلى
ساعتها حياض كثيرة فى أفقى ونمت فيها ورود الفل الجريئة
ما يحيرنى حقاَ لماذا تأخرت كل هذه الأعوام؟
إنتظرتك فى درب الساسريب
غنيتك فى صحراء بيوضة
بحثت عنك فى بحر السوباط
حلمتك فى الخرطوم
على أنغام السلم الخماسى تصنطت وقع خطاك
.. منذ الميلاد وأنا أنتظرك
ماذا كنت تفعلين كل هذا الوقت .. لماذا تأخرت؟
هل إعترضت طريقك الخوذه .. العمامات .. الصناديق؟
إلى الجحيم كل الرموز التى تباعد بينى وبينك
قالت تزوجنى
آه ..
مجنونة أنت بالطمى .. البذور .. الفأس .. والفوانيس
يالك من أمرأة واضحة كالهواء الطلق
.. وجميلة كحمامة بيضاء
وانجا .. لماذا تريدين أن تفضحى الشمس والسنابل باكراَ وتربكينى؟
عليك اللعنة .. وعاصفة الطبول .. وساعدى الأسمر
.. وهذا النشيد
الآن أعلن خطبتى منك
أخطبك من الحقول .. الشوارع .. وورق الجرائد
أخطبك من حلمك المسائى
من ذاكرة الأطفال
.. ومواعيد الطلق الجديد
أخطبك من سهرة الأصدقاء وقميصك القطنى وأصابع الفجر وندائات الحقول
.. ما لم يصرح به الرجل الأليف فى طقس وانجا
صباح الخير قريتى الجميلة
صباح الخير للأزقة التى أدت بك إلى شوارع المدينة
صباح النوّار للأزهار التى تبعتك برائحتها
مجداَ للزراعة والقوى الحديثة
شكراَ لثقافة الهامش .. وذاكرة الشعوب
شكراَ للإنتفاضات .. والأصدقاء .. واليسار الجديد
شكراَ لمعارض كلية الفنون الجميلة .. ونادى السينما .. والمكتبات
على مماشى هذا الوطن إلتقينا
إنتحينا جانباَ وتعانقنا كثيرا ..َ وشممتك كقرنفلة
يا الله ..
نفس الحلم الذى راودنى وعياَ
نفس الملامح .. الحقيبة اليدوية .. قصاصات النهر
كراسة الحقول .. لغة الإنتباه .. وهواجس الإنسان الجديد
سبحانك!
.. إمرأة فارعة كالنجمة
رائعة الجدل والضحكات
تنتمى لقبيلة النساء الجميلات
رابحة .. سهى .. دومتيلا .. وينى مانديلا .. والنشيد يتدلى
بيدها تقشر البصل ..
وتكنس الأحزان عن رواكيبنا
.. وتنثر الحب لحمام الحى
هى الحقول يا وانجا مشطت شعرك وعلمتنا الغناء
هى الحقول منذ البذرة الأولى ولم تفطمنا عن العشق
هى الحقول دوزنتنا ولقنتنا أول درس عن الجمال
والحرية .. والقمح .. والماء
وخلف الحقول بحثنا كثيراَ عن أفق يلائم شكل الحرية
آه يا وانجا ..
كنا طليقين ومدججين بالأسئلة والركض الجميل .. والعصافير
العصافير وحدها لا تكفى للغناء
الأوتار لا تكفى وحدها للعزف
أغنيك وأدخر ما تبقى من صوتى للمظاهرة القادمة
السواعد للوطن ..
الملامح للأطفال ..
وما تبقى من جسدى أدخره لممارسة الفرح الآتى
هل تجيدين ممارسة الحرية؟
.. أعلم ذلك
هل تذهبين معها بعيداَ؟
هل تعدين وليمة من أجلنا؟
.. أعلم كل ذلك
إذن لم يبق ألا التفاوض حول ميقات الإندلاع
بيدها تحمل الطبشور
وتوزع الماء فى الجداول
.. والحليب للصغار
بذات اليد تعشق
وتنسخ البيان
وتخيّط ملابسها
.. وتبتكر أفراحها اليومية
فى طفولتها غنّت (هودنا .. يا هودنا)
فى زمن السرية غنّت ( سودانا .. يا سودانا)
فى إنتفاضة الخبز كانت فى طليعة النساء اللائى غنن
.. (فوق .. فوق .. سودانا فوق)
بين الأغنية .. والأغنية رمت مواعيدها وغابت فى الفرح الجماعى
آه ما أجملك يا وانجا
تدخلين الآن بطين القلب
تتوغلين فى أقصى الذاكرة .. والمعيش اليومى
رويدا .. رويدا تهربين الفرح إلى عاصمة جسدى .. وقراه
تنتشر الحياة فى التفاصيل والخلايا
ينتشر عشب سريع النمو على عتبة الباب
ها .. أهلاَ وانجا
يزدهى لون الجدار .. رسومات ناجى العلى
وجه تلك الطفلة النوبية .. الكراسى .. المنضدة .. آلة التسجيل
أشرطة الشعر .. كتاب التشريح .. مفكرة العام الجديد
.. والملابس القليلة
وكل التفصيلات الأخرى تأخذ أناقتها من توهجك المستمر
.. وتستمر
أسئلة سقطت سهواَ :
هل تأملتى بسمة الموناليزا؟
تأملت فقط البسمة التى فاض بها وجه محمود ....
هل تحبين الياسمين؟
أحب السنابل أكثر
هل تقرأين راتب الإمام ...؟
أقرأ ما يكتبه الأطفال على الحيطان
ماذا يقول لك الشتاء؟
دع عنك الأسئلة وهذا المكر الجميل وتهيأ
.. فأنا قصيدة دافئة
أيوب مصطفى
شتاء الخرطوم
ديسمبر88 – يناير1989
الرشيد الريح نورالدين- مشرف
- عدد الرسائل : 458
تاريخ التسجيل : 09/12/2007
رد: قصيدة وانجا (مهداه الى العزيز هيثم)
شكراً الجعلي وأنت تعيدنا الى أيام غابرات ، كنا -حينها - نبتهج حين حصولنا على نص جديد مدهش ونقيم لذلك احتفالاً
شكراً وأنت تخرجنا من زمن العادية والروتين الى أزمان مضيئة عرفنا فيها معني التذوق
(هل قلت لكم - يا أهل المنتدى- نظريتي بأن السودانيين يعيشون سعادتهم - دائماً- بأثر رجعي؟؟)
وتاااااااااني شكراً
شكراً وأنت تخرجنا من زمن العادية والروتين الى أزمان مضيئة عرفنا فيها معني التذوق
(هل قلت لكم - يا أهل المنتدى- نظريتي بأن السودانيين يعيشون سعادتهم - دائماً- بأثر رجعي؟؟)
وتاااااااااني شكراً
هيثم على الشفيع- مشرف
- عدد الرسائل : 1910
العمر : 53
الموقع : ام درمان-الثورة
تاريخ التسجيل : 23/11/2007
أصحاب جد كوم :: المنتديات العامة :: الثقافة :: الشعر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد فبراير 01, 2015 9:13 am من طرف عواد عمر
» الفنان رمضان حسن
الأحد مارس 09, 2014 11:33 am من طرف عواد عمر
» مذكرات بيل كلينتون
الخميس أكتوبر 17, 2013 9:42 pm من طرف الميزر
» صور اعجبتني
السبت يونيو 15, 2013 6:10 am من طرف فاطمة
» نكات اسحابي
الإثنين يونيو 03, 2013 1:34 am من طرف محمد الساهر
» أخطر 3 شهادات عن هروب مرسى من السجن
الخميس مايو 30, 2013 10:42 pm من طرف عازة
» من روائع الشاعر جمال بخيت
الخميس مايو 30, 2013 10:18 pm من طرف عازة
» إطلاق نــار على الفريق "سـامي عنان
الخميس مايو 02, 2013 9:00 am من طرف محمد الساهر
» عاجل..أبو تريكة فى العناية المركزة
الخميس مايو 02, 2013 8:33 am من طرف محمد الساهر
» وقفة مع البافاري : مشروع أفضل فريق يقطع الكرات
الخميس مايو 02, 2013 8:21 am من طرف محمد الساهر
» 10 أطعمة تعرضك للإصابة بمرض السرطان
الخميس مايو 02, 2013 5:18 am من طرف محمد الساهر
» أسهل وأحدث 10 طرق لإنقاص وزنك في أقل من 10 دقائق
الخميس مايو 02, 2013 1:39 am من طرف عازة
» القدرات النفسيه
الخميس مايو 02, 2013 1:11 am من طرف محمد الساهر
» تنمية قدرات العقل
الخميس مايو 02, 2013 1:08 am من طرف محمد الساهر
» مصر: تطبيق الحد الأقصى والأدنى للأجور في مايو
الخميس مايو 02, 2013 12:58 am من طرف محمد الساهر
» السجن مدى الحياة لـ"بن على" و10 لوزير داخليته
الخميس مايو 02, 2013 12:38 am من طرف سيدورف
» فتح النار على باسم يوسف لاستضافته مغنيا شاذا
الخميس مايو 02, 2013 12:32 am من طرف سيدورف
» مورينيو والريال.. قصة موت معلن؟
الخميس مايو 02, 2013 12:16 am من طرف سيدورف
» رئيس برشلونة يعترف بتفوق بايرن.. وفخور بلاعبيه
الخميس مايو 02, 2013 12:12 am من طرف سيدورف
» فساتين الزفاف
الثلاثاء أبريل 30, 2013 3:22 am من طرف عازة