كنبة اوبرا وانا ومديري

منقول
الشبّاك

أدركوا أخيرا ..
أن ما فوق كتفي جدير بالاستثمار وبالمضاربة !
اعترفوا برأسي ،
وأن بين أذني ما يستحق المغامرة !
يريدون أن يعيدونني في المهد صبيا !
يريدون تعليمي الكلام ..
ويرضعونني الـ A B C D !
يعتقدون أن مشكلتنا في التنظيم الإداري ، والعمل بروح الفريق !
يريدون أن يعلمونني النظام "والـسستم" ..
فـاستعانوا بأمريكا .. وأحضروا لي أمريكي!
أمريكا التي لا ترى في السماء سوى تنورة "ميني جب" زرقاء ،
أمريكا التي لا تعرف كيف تغتسل بعد "الجِماع" ،
تريد تعليمي أن هناك "جماعة" وأن لها "روحا" !
لكن مديري يحب أمريكا ،
ويعطي "الإجازة" لكل ما هو أمريكي !
ويحتج مديري أن ابن حبان جرت عادته على توثيق المجاهيل ، مع ذاك هو عند المسلمين إمام !
وهو لا يوثق لمجهول بل يوثق لأمريكا !
وأمريكا من المعلوم من الدين بالضرورة !!
يحضنا مديري على أن نشرب "البلاك كوفي" كل صباح !
ونضع على مكاتبنا براويز فيها صور زوجاتنا ، ومن لم يجد فإن له في "القيرل فريند" مندوحة !
حضاري "وأوبن مايند" مديري ..!
يضع على مكتبه تمثالا ذهبيا أحضره له أبناؤه من ولاية أريزونا !
ومكتوب على قاعدته ..
"BEST DAD "
ولا أعرف كيف يكون "الـبست" ، رغم أنهم ليس لديهم أب سواه !
لكنهم يقولون ذلك في أمريكا ، لأن لهم آباء كثر لدرجة أنهم لا يعرفون الحقيقي إلا عن طريق الـ D.N.A !
فقال مديري بمثل ما قالوا في أمريكا ،
وقال أبناؤه بمثل ما قال !
ويضحك مديري ملأ تفاهته ..
ويخبرني أنهم قد اشتروه له ، حين ذهبوا جميعا – ما عداه - بناته وبنيه إلى أمريكا لقضاء العطلة الصيفية !
محظوظ أنا بمديري ..
الذي يلعب البيسبول والركبي مع أبنائه في "الويك إند" .. والعطل الرسمية !
وبعد أن تمتلئ ملابسهم الرياضية بالتراب وينهكهم التعب ،
يذهبون لأقرب مطعم "ماكدونالدز" !

وقد كنا في اجتماع ، وكان مديري يحدثنا كعادته ،
يعلمنا "السستم" وروح الفريق .. بالانجليزي !
فقلت بعد أن ربط الله على قلبي :
كلنا هنا رعايا "لابن سعود" الإقطاعي الكبير !
فلماذا نتحدث بلغة القوم ..؟!
فضحكوا جميعا ..
ثم عاد مديري للحديث بالانجليزي !!
ولا أعرف لماذا كل ما مرني الصدق بين الدهر والآخر وحدثت به الناس .. ضحكوا ؟!
وطلب مني مديري أن أذهب إلى الأمريكي ، لأنه سيجري لي اختبارا يحدد فيه أي نوع من الرجال أنا ، وأي "ليفيل " أستحق !
وقد فعلت ..
وأعطاني الأمريكي ورقة مكتوب فيها ..

اختر أحد الأسئلة التالية وأجب عليه بما لا يقل عن عشرة أسطر:

1- ما هي الوظيفة التي كنت تحلم بها ؟ ولماذا ..؟

2- لو استطعت تغيير يوم من حياتك الماضية ماذا سيكون ؟ ولماذا ؟!

3- لو علمت أنك ستموت بعد أسبوع ما لذي ستفعله في حياتك المتبقية ؟!

ولأني شعرت أن في السؤال الأول خدعة فقد أعرضت عنه !
لكن السؤال الأخير شاغلني في نفسي وعض على قلبي بالنواجذ !
قاتلكم الله أيها الكفار ..
ماذا تريدون مني ..؟
ويمر في خاطري "أبو تركي" ..
الذي أخبرته الدكتورة أنه يجب أن يكتب وصيته !
فحسب التقارير والأشعة فإنه سيموت بعد ثلاثة أشهر !
لأنه مصاب بورم في المخ !
فيبتسم أبو تركي ويقول ..
يا دكتورة .. إن الله لم يبعث امرأة رسولا !!
وقد مر شهر وبقي شهران ..
والله يعلم ، والدكتورة لا تعلم !
والله يعلم أنني وفي كل مرة أذهب إلى غرفته أحسب أنني سأجد السرير والملاءة البيضاء ، ولن أجد أبو تركي !
سامحني يا أبو تركي فأنا والله كذاب ..
أحدثك عن الحبة السوداء والرقية الشرعية ، وأسخر من الأطباء ما دمت عندك
لكنني أخاف ..
وأصدق التقارير والأشعة حين أكون وحدي ..!
ويعض السؤال على قلبي بالنواجذ ..
هل اشتري لأبي تركي تمثالا مكتوبا على قاعدته ..
" GET WELL SOON "
أم أشتري له كتابا وأعلمه الانجليزي ..؟!
ويضيق في صدري هواء الغرفة ، وأكره الأمريكي !
وأسلمه الورقة ، وقبل أن أغادر أحدثه ،
أتعرف أيها الأستاذ ..
لقد كنت عبدا من عبيد الأدب الانجليزي ،
مشغولا بالعصر الفكتوري ، والإليزابيثان ايج !!
مهموما لأجل "كريستوفر مارلو" ، الذي كنت أرى أن شكسبير الحقير كان وراء قتله في حانة!!
لكن الله تاب علي وهو التواب الرحيم !
واشتريت صحيح البخاري ..
وأريد أن أحفظ الزهراوان !
هل تعرف الزهراوان يا أستاذ ..؟
هل سمعت بالإمام البخاري ؟!
فـيضحك الأمريكي ..!!
تماما مثل ما فعل "الباش مهندس " شريف الذي قلت له ذات يوم :
" يا شريف قل ..
لا إله إلا الله .. تفلح "
فقال لي :
" باسم الآب والإبن .. والروح القدس !! "
يا شريف :
" انتَهِ .. ولا تقل ثلاثة !! "
فيقول لي :
" هم صحيح تلاتة .. بس واحد !
أصل انت مش فاهم ياأستاز محمد ! "
ويـضحك النصراني ..!!
الذي يحلم أن يحصل على تأشيرة ويهاجر " في سبيل نفسه" .. إلى أمريكا !
فربي ورب أمريكا وشريف .. واحد !
وما زال مديري يراهن على ما بين أذني ..
يريد أن يعيدني في المهد صبيا ..
ويرضعني الـ A B C D !

بالمناسبة :
إن كان للأمر أهمية لديكم ، فقد اخترت الموضوع الثاني!
وكتبت لهم أن اليوم الذي أريد تغييره في حياتي ... هو يوم ميلادي!
وقد أخبرتهم لماذا ، لكنني لن أخبركم !!
لأنني أعلم أنكم ستفعلون مثلهم تماما .. وتضحكون!
رغم أن الصدق قد مرني ، وشعرت بملوحته على قلمي ولساني !