الاستحوال والترجمة

الفناء عند قدما التصوف ... ويسمى عندنا بالبلدى ( الترجمه اوالاستحوال)
كنت ذات مره فى زياره لاحد الاصحاب لانو عاملين حوليه( عندهم نوبه ) واثناء حركة الحلقه والناس تقوم تقعد ظهر من االحلق شخص له شنب كبير وبداء يردد( سنتكا سسنا منا هلكومى .............. ) جمله من العبارات .. وظهر شخصاً اخر مخاطباً له بنفس اللغه ( اكانى سسداكى ..... الخ)
تعجبت من هذه اللغه الجديده .. سالت صديقى دا شنو والناس ديل قاصدين شنو ومنو

اجاب ضاحكاً الجماعه ديل استحولو او ترجمو ... قلت له يعنى انقلبو بعاعييت وترجمو لى منو مافى خوجات
قال لى ان هذه اللغه قد قيل عنها انها اللغه التى انزل بها ابونا ادم من الجنه ....
وقال لى انها اقرب لى رطانة الهوسا لكن لا احد يعرف معانيها الظاهريه

عرفت لاحقا
ان هذه الحاله تنتاب المريد فى لحظه من اللحظات لا يكون مدرك ما هية افعاله .. من غير قصد

لا شك ان حالات الاستحوال والترجمة والنشوة الصوفية تبدو جلية في القلوب التي ادمنت محبة النبي صلى الله عليه وسلم. وتربت في حلقات الذكر. ولا شك انها درجه من درجات الباطن عند الصوفيه
كما انها ( حالة الاستحوال ) اقرب للحاله النفسيه ( ليس المرض )

عموما هذه نظره ظاهريه و سوف اواصل عن هذه الحالة لاحقا

ان احوالهم ادق من ان يفصح عنها معرب بفم فجنانهم مشغولة بحبيب جل عن الاوصاف
يرتعون في ميادين الرضا ويتواجدون بحقيقة القرب فيتشابه الامر بذهاب العقل من شدة المحبة وقصة النسوة اللائي قطعن ايديهن ليست ببعيد وهي كفعل تدل على ذهاب العقل من شدة الجمال وان هذايحاكي ذهاب العقل من لذة الخمر وفي الامر تشبيه يحتاج الى تذوق لايعرفه الا من تجرع تلك الراح وما اعظمها من درجة لايدريها الا من وصل اليها وقد قيل في هذا المعنى:
ياسقاة الراح قوموا طلع الفجر علينا
عن سوى الخمرة صوموا اين من يفهم اين
كاسها ابهى وابهر عندنا من نفح طيب
كل شيء عقد جوهر حلية الحسن المهيب
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
خمرنا خمر المعاني عتقت من قبل ادم
ولها نحن القناني من زمان قد تقادم
من يذق بالسر يجهر بين ناء وقريب
,,,,وقيل ايضا:
فيهم لقد دارت كؤوس سقاتهم
حتى بها زالت عقول صحاتهم
وحبيبهم لما بدا بصفاتهم
حضروا وقد غابت شواهد ذاتهم فتهتكوا لما راوه وصاحوا
,,,,وكذلك قيل:
ولقد خلوت مع الحبيب وبيننا سر ارق من النسيم اذا سرى
واباح طرفي نظرة املتها فغدوت معروفا وكنت منكرا
فدهشت بين جماله وجلاله وغدا لسان الحال عني مخبرا
فادر لحاظك في محاسن وجهه تلقى جميع الحسن فيه مصورا
,,,,,,وقيل اخرا:
من يجرع الخمر المعتق سرها حتى الثمالة ماعليه جناح
طوبى لعبد يستقي من راحها طيب الوصال فطيبها فواح
وقلوب اهل الوصل لما اثقلت فالصمت ما أن الفؤاد صياح
حتى وان مادت بهم اجسامهم لاضير حين تهتكوا او صاحوا
ان الغرام اذا الم بعاشق احمى حميثا للحشا يجتاح
وفي موضع اخر من القصيدة:
من معدني هذا شهدت جماله ورويت ماتروى به الارواح
من مشربي هذا سقيت احبتي خمرالمعاني حسنها فضاح
وتعجب الكون الذي هو شاهد لما بدا فوق اللثام وشاح
.........
والمعاني في هذا الشأن كثيرة يضيق عنها المجال وان كانت الاحاطة غير ممكنة فقد اكتفينا بالوصف تلميحا ومازلنا لم نذكر السبب ولم نبين انواعهم

http://www.tabatalmahmoud.com/ موقع مميز