النستالوجيا والكتابة الواقعية في بنكي هاوس

هذه البوست مواصله لما تم نشره فى خشم الباب حول كتاب بنكى هاوس ... والفكره محاولات نقديه .. على فكره انا درسته نقد فى العالى .. ونبدا بدراسه كتبت بمنتديات الحصاحيصا للدكتور احمد الطيب الماحى حول الكتاب بعنوان النستالوجيا والكتابة الواقعية في بنكي هاوس

ظل الدكتور ميرغني الزبيدي دوما ذلك الشخص الشفيف الشفاف والرهيف المرهف الذي تجتاحه تداعيات المواقف العادية والمشاترة فتنعكس من اعماقه ليعبر عن موقف عادي بأسلوب غير عادي. لست بصدد نقد أدبي كامل لهذا العمل ولا أحسبني قادرا على ذلك، ولكنني وددت ان اتناول جزئية بسيطة حتى لا يسقط منا عملا كهذا في وحل ومستنقعات ودوائر حياتنا اليومية. وكل ذلك لأن القصة التحليلية التي خطها الدكتور ميرغني في بنك هاوس لم تكتفي بتفسير وتحليل المعنى الإنساني، واستشفاف جوانبه بدقة، بل إضطلعت بمهمة الكاتب الواقعي الأساسية في تتجاوز تلك العملية، إذ تؤكد على ضرورة المشاركة في تكويناته الخلاقة، والدخول مع ما تستكشفه قوانين التناقضات الاجتماعية من مصائر تثير السؤال، وتدفع للمشاركة بالصورة التي يحددها مجتمعه وحدود المساحة المعطاة لحرية التعبير. فإن د. ميرغني لم يكتف بتفسير العالم، ولكن حاول المشاركة في تغييره.
وبالعودة لعنوان مقالتي فقد اخترت أن اتطرق للحميمية والحنين الذين تواجدا بكثرة بل أكاد أجزم بأنهما لم يفارقا أي من قصص الدكتور ميرغني في بنكي هاوس بالرغم من محاولته التملص من الكتابة الرومانسية وإذا استثنينا (مواطن يشكو مر الشكوى) فإن ميرغني لم يغص في الخيال أو/و الأوهام بل إنه – في بعض الأحيان - قام برفض الواقع الاجتماعي الراهن من غير مداهنة، أو تحفظ . وأظنني قد أعزي هذه النستالوجيا لعمر الكاتب، وهذه قطعا مسألة حساسة لمن بلغوا أعمارنا (ميرغني أكبر مني بي سنة ودي لأنه دقس وكتب تاريخ ميلاده في الكتاب). فمحاولة العودة أو الحنين الى الماضي (النستالوجيا) تداهم المرهفين في منتصف العمر. ولكننا قطعا لا نستطيع أن نغفل نستالوجيا المكان – إن صح التعبير – فهذه عادة ما تستدعيها سكك السفر والبعد عن الوطن. ود. ميرغني قد اكتوى بالإثنتين. ومن الواضح ان الكاتب قد تعامل مع المكان بإستدعاء ذاكرة الطفولة (حيث كان حينئذ). تأمل قصته بتاع النعلات _ أكاد أجزم بأنني أعرف الشخصيات فردا فرد – لو كان د. ميرغني يكتب الآن لأسمى هذه القصة الاسكافي أو النقلتي أو ما شابه، أما بتاع النعلات .... أين نحن الآن من بتاع النعلات. وشاهدا آخر على استدعاء الكاتب لذكريات طفولتة (شطة بي ليمونة). بالله عليكم من منكم لم ينفعل بهذه القصة؟؟؟؟
لقد بدا اتجاه الواقعية الفنية عند كثير من الكتاب في السنوات الأخيرة – حسب ما قرأت في أحد المنتديات - تطوراً حقيقياً للموقف من المجتمع والفن الذي كانت عليه الواقعية في ظل تنويعات النهج التحليلي، لقد أصبح ذلك الاتجاه بمفهومه النقدي للواقع يتبنى موقف الطبقات الشعبية، وحركة القوى الاجتماعية الناهضة، وهو ما جعل القصة القصيرة تكتسب تماسكاً ونضجاً في رؤيتها الفنية، وخاصة فيما يتصل بصياغة النماذج و/ أو الأنماط ( التي تعبر رغم فرديتها عن عالم كامل تترامى حدوده وإمكانياته بما تنبثق عنه من علاقات اجتماعية تنم عن كلية الواقع)، أي أن القصة القصيرة هنا تتجه إلى تحقيق المعيار الرئيسي للأدب الواقعي وهو النمط، ذلك المركب الغريب الذي يربط الخاص والعام معاً بطريقة عضوية في كل الشخصيات والمواقف وهو ما يجعلها أكثر قدرة على تمثيل الواقع ومعالجة قضايا الطبقات الاجتماعية .
لعل منطلقات الكاتب السياسية – ان وجدت – لم تفسد نصوصه بالخطابة الممجوجة فحتى الدجاجة الصغيرة الحمراء قد تسربلت بمفردات مستورة ولم تجنح الى الشتائم أو اساليب السياسيين. ولكنني اعترف (بان راجل ما كويس) قد أسرتني بمحاولتها توسيع مساحة حرية التعبير والتطرق لمواضيع مسكوت عنها في التناول الأدبي. ونتأكد من هذا إذا تأملنا عفوية المفردات فالكاتب لم يلج عالم المراهقة بعد ولم يتحدث كثيرا عن بنت الجيران ولم يتأوه أو يزفر بل كان بعيدا عن هذه المرحلة. ولربما أدخرها ميرغني ليتحدث عنها لاحقا في مجموعة قصصية أخرى.
صدق عثمان عابدين فود الزبيدي لم يعبر بنا للبساطة فقط بل أنه كان أصلا هناك يكتب من موقع الحدث، حيث البساطة. أنظروا لتعليق عفيف اسمعيل حين قال أن ميرغني قد عبر بنا الى تلافيف ذاكرة مدينة الحصاحيصا (ذاكرة المكان)، وأزهري محمد علي وهو يجرؤ على التصريح بأن د. ميرغني قد أعاد هذا الهامش لمركز الأحداث ويذكر أسماء تطابق صفات لأناس (وذكي من يقلب هذه السين ثاء) ويقر بأننا قد عبرنا مع الكاتب الى الجانب السري ولا أظنه مظلما يا ابو الزهور فمن عبروا هناك قد سبروا غور الشمس ورفلوا في الضياء. وأتفق مع استاذنا أزهري في أن قيمة الاتجاه الأدبي تبرز مع وضوح تعبيره عن الطبقة أو الشريحة الاجتماعية التي تلعب دورها في تشكيل تناقضات الواقع، وهذا ما ارتبطت به الصبغة النقدية في القصة الواقعية القصيرة. وكما قال هاشم كرار فعلا (دي مبالغة).
وختاما أعذروا جراتي على النقد فانا بينكم ووالله ما حأعملها برة.

محمد
مشكور على إلقاء الضوء على مثل هذه المقالات المهمة - على الأقل لحفظ المكانة الأدبية ل"ولدنا" د/ميرغني- ولتأكيد أن منتدانا يضم قامات نفاخر بها بين المنتديات.....
ولو لقيت من زي دة كتِّر لينا بالله.....
برة الشبكة:
والله كبرت معاك يا ميرغني ( نوستالجيا ....وشنو ما بعرفو داك ، الله يستر ما تكون قعدت تبكي وقلت ماقايل روحك مظلوم قدر دة)

مشكور هيثم .... والشكر لكاتب الموضوع

شوف هيثم ، محمد
من قبل رجوت الابتعاد عن الكلمات الكبار بتاعت المثقافاتية دى

النستالوجيا والكتابة الواقعية في بنكي هاوس
هذا الكتاب قرات اجزاء منه فى منتدى الحصاحيصا
بواقعية مطللقة
فى مجمل القصص
الكاتب تقمص شخصية الزول بحكى فى قصة
لاصحابه
وهى تجربة ظهرت مع صاحب المؤلفات الرائعة ابن سيدان
فى كتابه ( روائع الزمان لابن سيدان )
حيث ظل ابن سيدان يتجول فى سرد القصص
بشكل تتخيل ان التفاصيل لابن سيدان
بالذات فى قصة ( هروب الامير )
لذالك ياشباب هذا النوع من الكتابة قد بداء منذ القرن الخامس عشر
يعنى هذا الكاتب ارهنكم قد قام بالاطلاع على كتاب بن سيدان
انتظروا

قرفان جدا كتب:
شوف هيثم ، محمد
من قبل رجوت الابتعاد عن الكلمات الكبار بتاعت المثقافاتية دى


يعنى هذا الكاتب اراهنكم قد قام بالاطلاع على كتاب بن سيدان

الأخ قرفان حبابك
وأنت تعود أكثر قوة ومشاركة

عن كلمات المثقفاتية التى رجوت الإبتعاد عنها ، تجدنا ياصديقي قد امتثلنا لرجائك ، لكن في البوست أعلاه استخدمها كاتب المقال ولم أستخدمها لا أنا ولا محمد

أما كون الكاتب قد قام بالإطلاع على كتاب ابن سيدان فهل في ذلك منقصة؟؟؟
وهل الإستفادة من تجارب الآخرين تعتبر عيباً أو تقلل من قدر صاحبها؟؟؟
أخيراً:
وبعد إطلاعك على القصص المعنية -وبأمانة- ألم تجد أن أغلبها تصبغه الواقعية و حالات الحنين كما أشار لذلك الناقد؟؟؟
أخيراً جداً : بانتظارك -كما طلبت- لأعرف وجهة نظرك كاملة في الأمر...

دمت بألف خير

والله سعدت جدا بالمداخلات لكن ياجماعة عليكم الله فكونا من الكلام الكبار ده وخلونا فى سرد ولدنا الموهبة وبالجد انا قرأت الكتاب وأى قصة فيه كأنى عشتها وجميع الشخصيات ان ما اخاف الكضب اكون بعرفها وتتذكر يادفعة ( الإسبروجوريا ) اتمنى ان اكون كتبتها صاح وهى من اقوال احمد طيفور بالله مش زى كلمة احمد الطيب الماحى دى ( النستالوجيا ) وبالمناسبة معناها شنو يالمثقفاتية ؟؟؟ بالمناسبة احمد الطيب الماحى كان دفعتنا فى الابتدائى وهو من صغير قايم على الفرفرة دى وشايفو قال يا مرغنى اصغر عليك صحى؟

عماد وهيثم مشكورين على المرور والتعليق الجميل

لكن يا اخى قرفان جدا ... من هو بن سيدان .. لقد بحثت فى جميع كتب الادب فلم اجده ، ام انك تقصد بن سيدان الباهلى او بن سيدان السلمى وكلاهما راوى للحديث
( هم صاح بروى الحدث لكن من منو ...)
سيدان عربيه ياقرفان
بعدين انتى فارقه معاك فى شنو
بعدين الاجزاء دى وين ( هو الكتاب جزء واحد )
شكرا للمرور قرفان

سعدت بالمتداخلين في الموضوع المنقول عن منتديات الحصاحيصا ,,, اشكر الاخ / محمد للنقل والشكر موصول للاخ/ احمد الطيب الماحي كاتب الموضوع ,,,
اشكر الاخ هيثم علي المداخلة الرائعة .
الاخ عمده/ سعدت بك ,,,كثيرا ,واود ان اضيف ان النوستالجيا هي كلمة انجليزية تعني(كلمة تصف شعور الحنين إلى الماضي، في صورة مثالية على الأغلب. وأحيانـًا ما تكون هي ذاتها الحنين للوطن.)
الاخ قرفان اشكرك كثيرا علي المداخلة ,,, ولا ازيد ان اضيف علي ما خطه الاخ هيثم ,,, بخصوص اطلاعي علي مؤلفات ابن سيدان ,, ولكن من باب حسن الظن ,,, ارجو تعريفنا اكثر بابن سيدان وكتابه ,,, لك الشكر علي المداخلة والرأي الفني أو النقدي ,,, وما تقيف ,, لكم الود جميعا.