فقاقــــــــــــــــــــــــــــــــــيع

{"الأمــــل:
فقاعة تحيط بنا ولا نكاد نحس بها...!!
والإحبـــاط:
نبت حاد الجوانب..!!.
فاذا ماالتقى أحد أطراف الأول بطرف من أطراف الثاني – وهو لا محالة فاعل ، لأن الإحباط نبت سريع النمو والإنتشار-...............تنفجر الفقاعــــــــــة!!"
- حكيم معاصر للسلطنة الزرقاء-}

1
حكى سائق الحافلة – والمكتوب على ظهرها " ماتندهش"..ومكتوب أيضاً "تفريل" والتي أجهدتني كثيراً حتى أجد لها معنى ، وأخيراً رجّحت أنه يقصد "تافاريل" حارس المنتخب البرازيلي ..واقتنعت بهذا التفسير-....حكى....
1-1
" وبهذا نصدر مرسوماً بابعاد الوزير عبدالله ود النور جنوباً.....ويذيَّل هذا المرسوم باسمي ....السلطان بادي الثالث."
- هذا ظلم .....وما ذنبي ابنته التي أحببت وما شغل فؤادي غيرها؟؟؟ ..."شـــامة" ..وما ذنبي أنا !!؟؟

1-1-1
حكى السائق لزوجته بعد يوم حافل بالأحداث والإرهاق:
(الليلة "رنقــو" ما ساقوه ناس الإلزامـــية)
1-1-2
(وقد وصلتنا ياجناب السلطان أخبار مفادها أن الأحباش –قاتلهم الله- يحشدون جيوشهم على الحدود معنا....وتقول المصادر أن الوزير عبدالله ود النور ربما انضم اليهم)
1-1-3
حكى "محمد ابراهيم آدم" كمساري الحافلات والشهير ب"رنقــو" لجاره على بلاط المعسكر ....حكى قائلاً:
(تعرف يافردة......
الجماعة ديل أول يوم لاقونا ليك ..، ولا اشتغلوا بينا ....، ..بس ساقوا ليك "الفارات" الماعندهم بطاقات....)
1-2
(وقد أمر جناب السلطان بحشد جميع الشباب وكل قادر على حمل السلاح ، إعداداً للجيش الذي سيواجه الأحباش – أهل الغدر- في القريب العاجل.....ولا نامت أعين الجبناء)
1-2-1
(......لكن والله زي مابقول عمي "بشير" السواق..... (التسويّ تلقا).....أنا أول أمس دقّست ليك واحد خليتو ينسى باقي ورقة عشرة ألف.....بالله قبل ما يصل محطتو.....خمشوهو ليك ناس الإلزامية...)

1-2-2
(من السلطان بادي الثالث ....الى ملك الحبشة)
- مالي أنا وهذه الجعجعة ؟؟!! كل ما يهمني الآن هو أمي وأختي...من لهما ؟؟إذا أصر هذا المهووس على اقتحام البيوت لأخذ الشباب للحرب...!!!!!....ثم......"شـــامة قلبي" ...ترى أين هي الآن؟؟؟
1-2-3
حكى "عوض ود حليمة" – هكذا ينادونه في الحلة- الإبن الأكبر لحليمة ...بائعة الطعام بالسوق الشعبي......حكى ..لــــ...............نفسه ، فقد كان فاقداً لرغبة الحديث لأي شخص آخر:
"الريح أطفأت السراج وقهقهت خلف الخيـــــام...."
لن تبارح هذ القصيدة ذاكرتك ، والى الأبد ...وكيف لها؟؟؟ وأنت تذكر أنه وفي نفس اليوم الذي درستها فيه ، عدت ظهراً لمنزلكم لتجد ذلك "الصيوان" المقيت أمامه...
2
(مائة ألف رأس.....العدد الذي يريده السلطان)
آه.....يازمان البؤس ، صار البشر فيك –كالأغنام- يقدرون بال"رأس".
2-1
(الفـاتحـــــة.....
......إن شالله البركة فيكم........والله أبوك – الله يرحمه- اتوفى في حادث حركة وهو راجع من المأمورية الأخيرة بتاعتنا....)
حفظت هذه القصيدة عن ظهر قلب – رغماً عن أنها كانت للشرح- .....لابد وأنه ما يسمونه بالصدمة النفسية....
"فمتى .؟؟؟
نعود الى الديار ........نعود من هذا الزحام"
2-1-1
- ثم ماذا؟؟؟
ماذا يا شجر الإحباط ....والى متى سيتضاعف هذا النمو والإنتشار؟؟!!؟؟
2-1-2
كنتَ تحب الشعر......
تأمل أن تدرس الآداب في ال"جميلة ومستحيلة" وتتخصص في قسم اللغة العربية ....لكن........!!..معلموك أصرّوا على أن تمتحن ، ورفضت أنت ...قالوا إنهم لن يفرِّطوا في عقلية كانوا يأملون أن تُدخل اسم مدرستهم التأريخ حين يُسمع اسم أحد طلابها ضمن أوائل السودان.....لكنك أصررت على موقفك.
كنتَ أثناء حديثهم معك ..تكاد تقتنع به ، فيعرض أمامك طيف أمك ، إخوانك ، عمتك وطفليها ...كل مَنْ كان يعتمد في حياته على أبيك .....فترفض ...... وبشدة
- يا إبني نحن حاندفع رسومك وكل تكاليف امتحانك
- ألف شكر والله يا أستاذ ....لكن اعذروني.....المسألة ما مسألة رسوم امتحان وبس.
2-1-3
(وسار الجيش حذاء النيل الأزرق جنوباً آخذاً معه من كل القرى التى مرّ بها جميع شبابها)

2-2
أستاذ النذيــــر......
ذلك الرائع ....حاول معهم إقناعك ، ثم حاول ذلك منفرداً ....لكنه فشل تماماً.....هو مَنْ سمعت منه – أول ما سمعت- عن الطيب صالح ...، كنت حينها في السنة الأولى الثانوية ..، حدثكم عن "موسم الهجرة الى الشمال" ...في حصته الأروع....قال لكم :
"أنظروا ......أي إبداع يكمن في هذه الجملة.....وكيف "أقحم" الراوي اسم ابنته فيها:
{هذه أرض الشعر والممكن ...، وابنتي إسمها آمال}
أعجبتك كلمة "أقحم" وقتها فحفظتها – مثلها مثل الكثير من جمل وكلمات أستاذ النذير- ...كنت تحبه من دون أساتذتك ..، فمعه بدأت رحلتك مع الإطلاع والكتب والتي لم....ولن...تنتهي.
2-2-1
إنِّي وإيَّــاك كالصــادي رأى مــــاءً
ودونــه هــوةٌ يخــشى من التـــلف
2-2-2
و........تركت المدرسة..
عملت في أي مهنة أمكن أن تعمل بها....في البناء ، كمساري ، تاجر طبلية ، ميكانيكي...و.....و.....و.......والدتك المسكينة تركت منزلها –هى الأخرى- لتعمل في السوق...أنت وهي مصرّان على أنه لابديل لإخوتك وأبناء عمتك – تلك المنكوبة- سوى التعليم.
أيمن ....ذلك الفتى الصغير –طالب الطب بجامعة الخرطوم- والذي يظن نفسه كبيراً ...وإلا مامعنى قوله:
خلاص ياعوض ....أنا حاأجمِّد السنة دي وإنت تبطِّل شغل وتمتحن شهادة وبعدين نواصل سوا.....
رفضت وبعنف....، أقنعته –قبل أن تقنع نفسك- أنك ما عدت تنفع للدراسة.
2-2-3
(الأنباء –غير المؤكدة- تقول إن حشد الأحباش لجيوشهم على الحدود ربما كان خبراً كاذباً......ولا أحد يعرف حتى الآن مصير الوزير المخلوع – حسب أوامر السلطان ألاّ تذكر لفظة وزير بدون كلمة مخلوع- عبدالله ودالنور.)
2-3
اليـــــوم
خرجت باكراً من المنزل ...كان "أحمد" قد وعدك باتمام صفقة سجائر ضخمة ستجد من وراءها مبلغاً غير قليل.....كان كل همّك هو توفير رسوم تسجيل أيمن وبقية مصروف أختيك وشقيقك الأصغر – إبنا عمتك لم يبلغا سن الدراسة بعد –
خرجت وهذا همّك .... لاتحمل سواه ، ومعه ورقة من فئة العشرة آلاف جنيه ..، تلك كانت آخر أجر لك مع "معلم حسين" ذلك الأسطى الميكانيكي اللئيم والذي طردك بحجة أنك غير مؤهل للعمل مع أمثاله ، وأنت تعلم – كعلمه هو – أنه لم يفعل ذلك إلاّ لأنك اطلعت على انحرافاته الأخلاقية حين نسيت شيئاً بالورشة وعدت – بعد خروجك- لتأخذه.
2-3-1
آخر قادم من سنار قال لك إن والدتك واختك بخير لكنهما صارتا تعملان في بيوت أعيان المدينة ,,، حتى لاتموتان جوعاً......بالتأكيد.
وأنت مجرّد جندي في جيش بادي الثالث.
2-3-2
وأنت تحلم .....وتتذكر..، تحس بأن الحافلة صارت أبطأ من المطلوب....ثم....
- معاك بطاقة طالب أو عسكري؟؟؟
- لأ
- اتفضل معانا
....أنت الآن مجرّد مجند إلزامية.....
- وأهلي..
- إن شالله يحرقوا ويغرقوا.......نحن مالنا ومالم؟؟!!
2-3-3
صدِّقني
أنت من يسمونه بال"منبــــــــــــــــــت"
3
.....لكنك كنت هادئاً....
وإلاّ ...لماذا ظلت دواخلك وحتى وصولكم لبوابة المعسكر ..، تترنم ....وباستمتاع ماسوشي:
"عم عبدالرحيم
يا كمِّـــــــين بشر
صحِّي المـــــوت ســــلام لايغشاك شر"

-أم درمان 1999.11.29م-

هيثم الشفيع ,,, دوختني في الأول لما قربت اقيف ,,, رجعت مرتين تلاتة للسطور القريتها تاني ,,, ما فينا مخ قدر دا,,, لكن بعد ما استعدل الراس تحولت حيرتي الي دهشة ثم اعجاب ,,, ثم تصفيق عال النبرة ,,,لا أجيد النقد ,,, ولكني كقارئ استمتعت ايما متعة ,,, والله يديك العافية
ثمة سؤال : الموهبة منو يا عمدة ؟
في مذيع مطرطش بيقول : الله عليك تسلم رجليك
وفي زول يعتقد انه غير مطرطش بيقول ليك: الله عليك تسلم ايديك.
لك كل الود.

تخيل ياميرغني مرت عشرة سنوات كاملة على كتابة هذه القصة

أذكر أنني كتبتها في جلسة واحدة -وكنت قد وضعت لها تصوراً قبل كتابتها بايام- بعدما استفزني منظر "كشات الإلزامية" المرعبة في تلك الأيام ، وقال محبو نشر الأخبار والشائعات إن هذه "الكشات" تتم بناء على أوامر السيد/علي عثمان محمد طه ، والذين قال لمسئولي الإلزامية بإنه وباي شكل من الأشكال يحتاج ل( 5 ألف راس) لإرسالهم لمحرقة الجنوب -وقتها-
{للأمانة لا اذكر الرقم جيداً وهل كان أكثر من 5 أم اقل ، المهم أن التمييز كان "راس"}

رحم الله البروفيسور على المك وهي يصف ايام الشباب ب(أيام فتوة الإلهام)

ويا حليل شبابنا

شكراً على مرورك
ودمت بألف خير

فقاقــــــــــــــــــــــــــــــــــيع

فقاقــــــــــــــــــــــــــــــــــيع

رد: فقاقــــــــــــــــــــــــــــــــــيع

رد: فقاقــــــــــــــــــــــــــــــــــيع