الطيب صالح .....و.............أنــــــــــا

مرت علينا قبل أيام الذكرى الأولى لرحيل عبقري الرواية العربية وعملاقها (الطيب صالح) ، ولما كنت من أشد المعجبين بهذا الرجل القامة فقد آثرت أن أحي ذكراه بهذا الموضوع والذي كلما تذكرته عضضت عليه بنان الندم....
وأصل الحكاية يعود للعام 1998م حينما كنا طلاباً بالجامعة وكان الهم الثقافي من أكبر شواغلنا ، في تلك الأيام وتحديداً شهر أغسطس ، خطرت لي فكرة –أعترف أنها مسروقة ، ولنكن أكثر تهذيباً ونسميها "مقتبسة" من رواية الأديب العالمي "جورج أمادو – زوربا البرازيلي"- أقول خطرت لي فكرة الإحتفال بمرور مائة عام على ميلاد "مصطفى سعيد" بطل رواية موسم الهجرة الى الشمال – والمولود في 16 أغسطس 1898م- ، وبالفعل طرحت الأمر على مجموعة الأصدقاء ووافقوا على الفكرة واتفقنا على أن نلتقي في مكان خارج الجامعة ويكون الإحتفال في شكل نقاش عن الكتاب...
وبالفعل قمت باعداد مجموعة إفادات من أبطال الرواية ، كانت في مجملها إعادة صياغة لبعض فقرات الكتاب..، وذلك كتنشيط لذاكرة الذين لم يقرأوا الكتاب قريباً من موعد الإحتفال –باعتبار أن جميع المشاركين بالإحتفال قرأوا الرواية لأكثر من مرة- ...والتقينا وكان الإحتفال.
في العام 2005م والخرطوم تباهي بأنها عاصمة الثقافة العربية ، نظمت أمانة الإحتفال زيارة للأديب الراحل للسودان وقضى به عدة أيام ، فقلت في نفسي إنها فرصة لأطلعه على ما قمنا به من عمل وآخذ رأيه في الفكرة وتنفيذها ، وكنت على علاقة بناشطة في أمانة الخرطوم عاصمة الثقافة –صديقة لزوجتي- عرضت عليها الفكرة ، فأفادتني بأنها ستحاول أن ترتب لي موعداً مع العملاق الراحل وبالفعل اتصلت بي هاتفياً بعدها بيومين وأخبرتني بأنها نجحت في أخذ الموعد ، وأنه ما عليّ إلا الذهاب لفندق قصر الصداقة ، ومقابلة خالد فتح الرحمن في السادسة مساء، وعليّ أن أذكر له أنني من طرف "محمد" من الأمانة العامة للخرطوم عاصمة الثقافة........
وكنت وقتها أعمل بالمنطقة الصناعية بحري وكان التوقيت تقريباً الواحدة بعد الظهر وينتهي دوامنا في الرابعة والنصف، ففكرت –وأنا لم أحضر الأوراق معي- بأنه يجب علي الذهاب لأمدرمان الثورة لإحضارها والعودة خلال ساعة ونصف ، ثم الذهاب لخالد فتح الرحمن والذي سأقول له إنني من طرف محمد –الذي أخبرته عني أحلام- وأنني أريد مقابلة الطيب صالح!!!!! فكرت أن هذه قصة طويلة وأن "كثرة العنعنة تضعف الأحاديث" ، فلماذا أذهب؟؟؟؟ وهل مقابلة الطيب صالح بهذه السهولة..؟؟؟؟ .............ولم أذهب.

بعد أيام وربما أسابيع ، ذهبت –وزوجتي- لزيارة أحلام هذه بمنزلهم ،وبينما نتحدث في أمورنا المعتادة ،صاحت هي فجأة : دة شنو العملتو دة يا سجم !!؟؟؟
قلت مندهشاً: شنو؟؟؟؟
قالت : ما مشيت للطيب صالح ليه؟؟؟؟؟؟
حكيت لها ما حدث بالتفصيل الممل...
قالت : صدّق أو لاتصدّق إنو في اليوم المفترض تمشي فيهو للطيب صالح كان عندو برنامج مع الباشمهندس/ السعيد عثمان محجوب – الأمين العام للخرطوم عاصمة للثقافة- وإتأخر عن الحضور ، ولما اتصلوا بيهو بيسألوهو ليه اتأخرت؟؟ ، قال ليهم عندي مواعيد مع واحد شاب جاييني هنا وأنا منتظرو ، أقابلو وبجيكم..!!!!!!!!!!!!!!!!
لا أستطيع أن أصف لكم إحساسي ساعتها ، وأظنكم جميعاً قد تميزتم غيظاً من هذه النهاية المأساوية ، ولأنني منحوس بالفطرة فقد رفست بقدمي نعمة مقابلة الطيب صالح والتشرف باطلاعه على عمل يخص واحدة من بديع ما كتب من روايات.....
وكاحياء لذكرى رحيله –تغمده الله بواسع الرحمة والمغفرة- وتعويض لنفسي – بعد رحيل العبقري العظيم- ها أناذا أتشرف بوضع الإفادات المذكورة – عديمة القيمة الأدبية برأي لكونها مجرد إعادة صياغة للعمل الذي تناولته- بين أيديكم آملاً في تناولكم لها وللرواية "الشعرية" موسم الهجرة الى الشمال من خلال هذا البوست...
ولكم عظيم التقدير

بسم الله الرحمن الرحيم


محمود وسعيد مصطفى سعيد عثمان


دعــــــــــــــوة


السيد/-------------------------------------------


المحترم


يتشرفان بدعوة سيادتكم للمشاركة في (مئوية مصطفى سعيد)


الزمان : 16 أغسطس 1998م


المكان: قرية مغمورة الذكر عند منحنى النيل


ودمتم

(1)


ألجمتني الدهشة


فالمناسبة لم تغب عن بالي لحظة ، إلا أن فكرة


الإحتفال بها وبهذه


الطريقة ......أعترف ....لم يدر لي بخلد


فالكل يعلم ظروفي...فأنا صرت تماماً ك"نــــوح"


بشرى الفاضل ...نفدت أوراقي الثبوتية ،


وأخشى إن جئتكم للإحتفال أن يفاجئني أحد


الطفابيع بالسؤال عنها...


إذاً سادتي....


عذراً لعدم تمكني من الحضور


أمنياتي لكم باحتفال يليق وعظم المناسبة


تحياتي


إمضاء: الطيب صالح



ونواصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل

لا أريد أن أقطع التسلسل ولكن لا بد لك أن تعرف أننا هنا ,,, متابعون.

(2)

مائة عام !!!؟؟

ياللدهشة.....

أما زلتم تذكرونني؟؟؟؟


قلت في رسالتي الأخيرة للراوي (خلت أن زواجي واستقراري هنا سيسكتان ذلك النداء في دواخلي)

ولم يحدث...!!

أنتم لا تعلمون أين أنا فكيف استطعتم إيصال هذه الدعوة؟؟؟؟

يقول الطيب صالح –سامحه الله- عبر الراوي إنني كنت أجيد السباحة فيما

يعرف .....وإنهم لم يجدوا جثتي ضمن الجثث التي حملها النيل في تلك الأيام ، إذاً....لا

يزال هناك احتمال – وإن لم يُشر اليه- أن يكون ما حدث ليس موتاً ولا

انتحاراً ,وإلاّ....فأين الجثة؟؟؟؟ - لا يوجد ما يثبت أنها أكلتها التماسيح ، وإلاّ لماذا لم

تأكل غيرها-..............ثم..........ما كتبته في الوصية عن عدوى الرحيل...

إذاً سادتي...

ليس مهماً المكان ، لنلتقى ....اثنا عشر سنة قضيتها بالسودان وثلاثة سنوات

بالقاهرة...وثلاثين في لندن وربما سبع وثلاثين بسنين السجن.....ثم التشرد فالعودة

والزواج وأخيراً الإختفاء...

ملخص بسيط ....لكن...................مائة عام.........ذلك شيئ كثير

هل كانت "مائة عام من العزلة"؟؟؟؟

....ماذا لو كان ماركيز سودانياً؟؟!؟ هل كان سيكتب عنّي أيضاً؟؟؟

لا أذيع سراً إنني لم أكن أريد يُكتب عني ف(أنا لا أطلب المجد فمثلي لا يطلب

المجد)....لكن....كان ما لم أرد......فليكن...

أكتب الآن من بقعة في الكرة الأرضية ...وتحضرني وجوهكم فرداً فردا.....حاج

أحمد ....ود الريس....محجوب ....حسنة....ولداي.....أتحسر على فراقكم ، لكن لا

أظن أن الأمر كان بيدي...فهل سامحتموني؟؟؟!!؟؟؟

راقت لي الفكرة تماماً فأنا ولأول سألتقيكم جميعاً وفي مكان واحد .......مسز

روبنسون ......شيلا............آن.....إيزابيلا.........و............جين .........ربما

ستصافح جين مورس حسنة بنت محمود وربما سبتها ونعتتها بأقبح الصفات ..، لكن

الأهم هو لقائهما معاً.....

إذاً فأنا أعد بالحضور(فالإحتفال مقام أصلاً بسببي) وهو بالتأكيد غير محكمتي

المعروفة لديكم

أحبكم

إمضاء :

مصطفى سعيد

هامش:

قال عني القاضي إنني "إنسان غبي"...بددت أنبل طاقة يمنحها الله للإنسان ....طاقة

الحب

لكني قبلت حكمه بالسجن ولم أقبل هذا الحكم....

سؤالي :

هل حقاً لم أستفد أنا من طاقة الحب عندي؟؟؟؟؟

أشك في ذلك................................حين ألتقيكم ذكروني أن نتفاكر في هذا الأمر...

(3)


أنا الوصي والعاشق والغريم

لكن

هذا لا ينفي رغبتي الأكيدة في حضور مناسبة كهذي

استلمت الدعوة وأنا أتجول – حسب مهنتي- في بقاع السودان المختلفة

كنت حين التقيتكم لأول مرة عائداً لتوي من الغربة ، هل تذكرون ؟؟؟ قلت لكم حينها

إنني (حينما وجدت نفسي حقيقة قائماً بين أهلي ........أحسست ان ثلجاً يذوب في

دخيلتي)

الآن

ولمرور الزمن ...- وأظنها قاعدة فيزيائية- صار الثلج ماءً بارداً

ثم ........فاتراً ...........ثم لشدة الغليان تحولت دواخلي لبخار .....هل تفهمون؟؟؟؟؟

عفواً

فقد نسيت مناسبتكم .......ألم أقل مرة " لا تعتقدوا أن مصطفى سعيد أصبح هوساً

يلازمني"

مصطفى سعيد !!:

أول مرة كان لقائي به –مثل لقائي بكم- في أول الكتاب وحدث كل ما تعرفونه ، لذا

ابتدرت ردي على دعوتكم بأنني الوصي والعاشق والغريم ، ولنتناول معاً هذه الصفات

الثلاث

الوصي..

كنت كما أشرت وصياً إسمياً ، لكن هذه المهمة هي التي أوقعتني في "مصيدة"

حسنة........وليس لي إلا أن أؤكد أنها لم تنصبها بنفسها ولكنه "الحب" ذلك الكائن

الغريب ...........المهم...............أنني ومن خلال وصايتي على الإبنين ، أحببت

أمهما.....

العاشق...

وهو كما أعلم عنوان لرواية لم تكتمل للأسطوري "غسان كنفاني" أهم ما يشير لتسمية

البطل فيها بالعاشق أنه داس على كومة رماد وتحتها نيران غير واضحة للعيان ،

وأكمل سيره كأن شيئاً لم يكن .....فافترض من حوله أن النيران التي بدواخله أكبر من

أن يحس بمثل التي داسها......، أما أنا فلأسفي كانت نيراني بعد مقتل حسنة أو انتحارها

إن شئتم –كدت أفقد محجوب لهذا السبب-....

ما زال عطرها في تلك الليلة يدغدغ حواسي................................أرجوكم

أبعدوني عن هذه السيرة..

الغريم....

لا أظن أنني كنت غريماً بالمعني المفهوم إلاّ أنني ولأمر ما في نفس "الطيب صالح"

جعل بيني وبين مصطفى بعد النقاط المشتركة...فهو درس في لندن وكذلك أنا ، وفي

صغره كان نابغة ، وكنت أنا ضمن المميزين في دراستي ، درس هو الإقتصاد

ودرست أنا الآداب (وكلاهما كلية نظرية) ...أنجز هو الدكتوراة وكذلك فعلت

أنا ........تزوج هو بحسنة بنت محمود وأحببتها وأنا ..............ثم......محاولة

الإيحاء بالتشابه بيننا عبر حادثة المرآة حين دخولي الغرفة المستطيلة للمرة الأولى....

الأهم......أنني كنت – وما زلت- أعد مصطفى سعيد واحدة من قامات هذا الوطن

السامقة رغم ما سببه لي من آلام ...قد تقولون وما ذنبه؟؟!!؟؟؟

لكن يبقى هو من اعتقد فيّ خيراً وكنت أنا الوحيد الذي أطلعه على سره الذي اختفى معه

، وآخر من ترك له رسالة قبيل ذلك الإختفاء ،ولا أقول موته............لذا أعدكم

بالحضور والمشاركة وأتمنى أن يكون لوجودي الفائدة التي تبحثون عنها......


إمضاء : الراوي

بشو سلام.اذكر اني كنت من ضمن المحتفلين بمئويه مصطفي سعيد هذه(ايام الشباب)وكان الاحتفال هذا في حدائق القصر صاح؟؟رحم الله الطيب صالح.في انتظارك لتتحفنا اكتر.لك الود

سلمى الشفيع كتب:
وكان الاحتفال هذا في حدائق القصر صاح؟؟

حباب أم محمد

باللحيل كان في حدائق القصر وكان الحضور أكتر من ............عشرة أشخاص

وبالجد كان برنامج جميل

ألا ليت الشباب يعود يوماً

(4)

موزي العزيز...

أحقاً أكمل مائة عام؟؟؟!!؟؟؟

أوصاني روكي بحضور الإحتفال كممثلة لأسرتنا

الصغيرة لإنشغاله ببحث هام ......ربما سأكون

غريبة وسطكم لكنني -على الأقل- أعرف الراوي

من خلال المراسلة ، رغم كونه لم يكتب لي إلا مرة واحدة ...

عموماً فالمناسبة تستحق الحضور والمشاركة ،

فكما تعلمون أنني كنت من الذين ساهموا في

تعليم مصطفى قبل سفره الى لندن ووصوله

لل"مأساة" كما أشار...

كنت أحس تجاهه بعاطفة أمومة رغم عدم اهتمامه

بما أسبغناه عليه من اهتمام

وحب.........بالمناسبة هل ستكون "جين مورس"

ضمن الحضور؟؟!!؟؟ أرجوكم لا تجمعوني بها فأنا –

كما تعلمون- لا أحبها وكم حذرته من مغبة

الزواج منها فلم يأبه لما قلته وكان عنيداً كما عهدته

ختاماً

ليكن موعدنا السادس عشر من أغسطس ...رغماً عن

أن حضور الإنكليز لبلادكم في هذا التأريخ قبل

مائة عام لم يكن – أبداً- مناسبة سعيدة ،

لكنني آمل ـأن تكون هذه المناسبة أسعد..

إمضاء: مسز روبنسون

(5)

أنا العنقاء التي افترست الغول!!!

"لبث يطاردني ثلاثة أعوام"..!!..

تزوجنا.............قتلني............لكني....

..........أحبه

والآن...

مائة عام على ميلاده......؟؟!!؟؟

لنحتفل سوياً ، ونغني المقطع الذي يؤديه

مغنيكم المميز "أبوعركي" ..أوليس هذا اسمه؟؟؟؟

{ونتسائل

منو الربحان؟؟؟

منو الخاسر؟؟

منو الكاتل؟؟؟؟ منو

المكتــــــــــــــــــــــــول؟؟؟؟؟؟؟؟؟}

وسيلتقي القاتل والمقتول..

أعلم كما يعلم هو – وتعلمون أنتم- بالنساء

اللائي كن في حياته ، وتذكرون حادثتي مع آن ،

لكني لم أرَ حسنة !! ولم يخطر ببالي أن تكون

لي غريمة سودانية...


المهم:

أن الحوار سيكون ثراً ، وربما كان العراك

كذلك – أظن أن مصطفى نقل لكم عني صورة سيئة –

لكني سآتي لتروني أمامكم ولكم بعد ذلك أن

تحكموا بما تشاءون..


إمضاء : جين مورس

(6)

مائة عام

وأنا التي ما صدقت يوماً أنه كان يخدعني، ولكم أن تسألوا : فلماذا انتحرت إذاً؟؟؟؟

وأقول لكم إنني وضعت حداً للشكوك التي بدأت تنتابني تجاهه ، لذا فضلت الموت على

أن أكتشف خداعه لي...

المهم أني سالتقيه...وألتقيكم ونرى ماذا فعل كلٌ منا طوال القرن المعني بالإحتفال ،

وماذا يمكن أن يفعل لو قدر له أن يظل حياً مائة عام ، وبنفس حيوية ونشاط صاحب

الثلاثين عام!!؟؟؟؟؟

إذاً ليبقى عقد العاج

ويبقى "مصطفى سعيد" – أليس هذا هو اسمه الحقيقي؟؟؟؟- آلاف السنوات وليس مئات

فقط



إمضاء : شيلا غرينود

(7)


"مستر سعيد....لعنة الله عليك !!"


كانت آخر كلماتي له ، ولتكن أول ما أكتبه لكم

كم كنت أحبه .......- وما زلت- .... فُصلت بسببه من الجامعة ، ولم أهتم ، فقد كان

هو حياتي كلها – لدرجة أني وضعت حداً لها حين اكتشفت خداعه لي-..

ثم...

تحتفلون بمرور مائة عام على ميلاده ، وتدعوني للمشاركة....؟؟، فكرتكم جميلة ، وأنتم

ولا شك تعلمون أني سأكون من اوائل القادمين لأني أريد أن أعرف الكثير عن

" مستر سعيد" قبل وبعد لقائي به ، لأني لا أشك في أن كل من يعرف مصطفى يستحق

أن يُعرف......أليس كذلك؟؟؟؟



إمضاء : آن همند

ونعود بعد غياب شهرين ويوم بس...!!!



(



التقينا لأول مرة -كما تعلمون- في الهايدبارك و............كان

ماكان...وهاهي مائة عام قد مرت على ميلاده ، وعبر هوة تأريخية ، حضارية،

سحيقة سألتقيه مرة أخرى عند " قرية مغمورة الذكر في منحنى النيل" ..نعم النيل

مرة أخرى ، لكني لا أشعر بالأسف ....بل بالسعادة ......سأراكم جميعاً ، وأول من

أود رؤيته هو حسنة بنت محمود ، وسأسألها عن "حسن" الزوج – آسفة ....فقد

علمت من دعوتكم أن اسمه الحقيقي هو مصطفى سعيد- ...، ومصطفى الأب ، وهل

هو نفسه مصطفى العاشق؟؟؟؟؟ لا أنكر أنني أحببته ، وصدقوني لم تُغِّير هذه الأعوام

(وهو يكملها مائة كعمر له) أقول إن الأعوام لم تغير شيئاً في دواخلي ، فأنا أيضاً

–وكما قال زوجي بالمحكمة- لا أعلم إذا كان انتحاري بسببه أم بسبب علمي باصابتي بالسرطان....

المهم أني افتقدته كثيراً وسألتقيه معكم

حتى ذلك الوقت...........................

كل الود

إمضاء : إيزابيلا سيمور

(9)

مصطفى سعيد...

" ذاك رجل....يسارع بذراعه وقدحه في الأفراح والأتراح" ...ورغماً عن جهلنا

بتأريخه ، إلاّ أنه وحتى اختفائه كان مثالاً للرجل السوداني...

أعترف لكم أنني حقدت عليه بعد اختفائه بأربعة أعوام ، ولعلكم تذكرون أنه وبعد هذه

الأعوام الأربعة تسببت أرملته في فقدي لواحد من أعز اصدقائي .......فلو لم

يتزوجها مصطفى سعيد لما رفضت ود الريس لأننا هكذا ، ليس لدينا أي حواجز يمكن

أن تمنع زواج رجل بامرأة........


عموماً...

أنا أحترم مصطفى جداً ...وأظنه كان يبادلني هذا الإحترام ...لذا أرى لزاماً عليّ

مشاركتكم هذه المناسبة ، ولو بأن أحكي لكم عن تأريخ البلاد في فترة ميلاد مصطفى

وما قبلها وما بعدها......


إمضاء :
حاج أحمد(جد الراوي)

إنتهت الإفادات ولم يبق إلا رجع صداكم

كل الحب

الحمدلله تلاتة شهور ولا كان في صدى ولا "قوون"

هيثم ... إعذرنا يا حلو ... تعرف المفكات كانت رايحة والشاكوش بي وراي والزردية حلجت والصواميل صقرت وما كان في بنزيت ولا زيت فرملة ولا مزاج ... المهم:

ما كرهت مصطفى سعيد يوما ... ولكني لم أحبه أبدا ...لا أدري ولكنه بالنسبة لي مجرد ود حرام كان يعيش على الهامش .. نكرة .. إنتهازي .. مغرور بملكات عقلية إتخذ من المنهجية التي يفتقر إليها أترابه وأنا وأنت سلما صعد به وهوى ...
هكذا أخذ من الخواجات المنهجية .. حتى وهو يسوق النساء إلي مخدعه واحدة تلو الأخرى كان منهجيا .. منهجيا حتى في إنتقامه الخفي من العالم الذي علمه المنهجية وجعل منه آلة لحساب كل شئي .. أخذ منه بالمقابل الطفولة " طفولتي وطفولتك " الأصدقاء .. الذكريات .. كل شئي ...
هل كان يعلم أنه ينتقم من الذين أخذوه من" سجمه ورماده" إلي عالم آخر ليس فيه ذرة غبار .. وفي الطريق إلي ذلك أخذوا كل شئي!!
ألم تلاحظوا أن مصطفى سعيد لم يأت على ذكر أحد من الأقران الأصحاب ؟
أو ليس غريبا ألا يكون له صاحب أو صديق غير مسز روبنسون وزوجها .. حتى صداقته لهم لم تكن إلا مطية داخل منهجه للإرتقاء الوهمي في السلم الإجتماعي الأكاديمي ..الذي وصل به إلي أعلى الدرجات ... وفي أعلى السلم لم يجد شيئا سوى " الخواء" ومستر سعيد , فطفق يبحث عن مصطفى سعيد دون جدوى !!!

وفي الجانب الآخركان الراوي يحسد مصطفى سعيد ,كلاهما تميز أكاديميا وذهب إلى بلاد الخواجات ...و
ميرغني الزبيدي كنت مستاءا جدا من عدم دعوتي للإحتفال بمئوية مصطفى سعيد ...يبدو لكم أنني أكن جزءا من الأحداث ... ولكن غاب عنكم إني مصطفى سعيد ومحجوب والراوي ...

الراوي :من الذين عادوا من الغرب وهم يظنون أنهم نهلوا من جنة العلم والمعرفة , دون أن يلوثوا أنفسهم بمفاسد الغرب الفاسق العالم ...كما يظنون , أو أن الغرب لم يستطع أن يجذبهم إلي قاع تدهوره الأخلاقي الذين هو الميزان فيه , الجنس والخمر...ولا ينظرون أبدا للفضائل الأخري من كد وجد وصدق مع النفس والآخرين .. إذن هم عائدون أبطالا نهلوا العلم وانتصروا على الشيطان في أكبر معاقله ...لما لا يستحقون المناصب العليا من وزارات وسفارات وقيادة لهذا البلد الذين هم مثلوه خير تمثيل وهم الصفوة هنا , بل هم أرقى همة وأعلى كعبا في الدين والدنيا .... ومنهم منا أخذ على إستحياء من مباهج الغرب ولم ينغمس , مما يعد إنتصارا أيضا , فيرجع إلينا مزهوا بما يحمل من نياشين ورقية وصمود إيماني ......كل هؤلاء جسموا على صدورنا كل هذا الزمن بدلا عن أن يتفرغوا لتنزيل ما تعلموا وما يتباهون به من معرفة إلي واقعنا وأستنبطوا أدوات من بيئتهم تعاونهم على تنزيل معرفتهم ...وهذا المثال يضم الصفوة التي تحكمنا الان وستحكمنا لاحقا أينما نظرت ستجدهم.

لسه جاييك يا هيثم ... محجوب .. حسنة .. مصطفي سعيد نفسه تاني والطيب صالح نفسه.... لك ودي حتى تتوفر المفكات والمزاج.