أصحاب جد كوم
تعال إلي عالمنا...إن كنت مسجلا يمكنك الدخول من هنا ,,او التسجيل إن كنت غير مسجل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أصحاب جد كوم
تعال إلي عالمنا...إن كنت مسجلا يمكنك الدخول من هنا ,,او التسجيل إن كنت غير مسجل
أصحاب جد كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» ملتقي الاصحاب
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالأحد فبراير 01, 2015 9:13 am من طرف عواد عمر

» الفنان رمضان حسن
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالأحد مارس 09, 2014 11:33 am من طرف عواد عمر

» مذكرات بيل كلينتون
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 17, 2013 9:42 pm من طرف الميزر

» صور اعجبتني
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالسبت يونيو 15, 2013 6:10 am من طرف فاطمة

» نكات اسحابي
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالإثنين يونيو 03, 2013 1:34 am من طرف محمد الساهر

» أخطر 3 شهادات عن هروب مرسى من السجن
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالخميس مايو 30, 2013 10:42 pm من طرف عازة

»  من روائع الشاعر جمال بخيت
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالخميس مايو 30, 2013 10:18 pm من طرف عازة

» إطلاق نــار على الفريق "سـامي عنان
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 9:00 am من طرف محمد الساهر

» عاجل..أبو تريكة فى العناية المركزة
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 8:33 am من طرف محمد الساهر

»  وقفة مع البافاري : مشروع أفضل فريق يقطع الكرات
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 8:21 am من طرف محمد الساهر

»  10 أطعمة تعرضك للإصابة بمرض السرطان
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 5:18 am من طرف محمد الساهر

» أسهل وأحدث 10 طرق لإنقاص وزنك في أقل من 10 دقائق
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 1:39 am من طرف عازة

» القدرات النفسيه
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 1:11 am من طرف محمد الساهر

» تنمية قدرات العقل
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 1:08 am من طرف محمد الساهر

» مصر: تطبيق الحد الأقصى والأدنى للأجور في مايو
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 12:58 am من طرف محمد الساهر

» السجن مدى الحياة لـ"بن على" و10 لوزير داخليته
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 12:38 am من طرف سيدورف

» فتح النار على باسم يوسف لاستضافته مغنيا شاذا
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 12:32 am من طرف سيدورف

» مورينيو والريال.. قصة موت معلن؟
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 12:16 am من طرف سيدورف

» رئيس برشلونة يعترف بتفوق بايرن.. وفخور بلاعبيه
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 12:12 am من طرف سيدورف

» فساتين الزفاف
مسرحية الاِنتخابات في السودان ... I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 30, 2013 3:22 am من طرف عازة


مسرحية الاِنتخابات في السودان ...

اذهب الى الأسفل

مسرحية الاِنتخابات في السودان ... Empty مسرحية الاِنتخابات في السودان ...

مُساهمة من طرف ميرغني ابراهيم الثلاثاء أبريل 27, 2010 12:51 pm

النص الكامل لمسرحية الاِنتخابات في السودان ...

منقول عن سودانيز اون لاين

اِعداد : عبده حماد ابراهيم



" توقع الكل أن تعرض المسريحية من خلال شاشة كبيرة ساحتها من حلفا لي نمولي ؛ ومن طوكر للجنينة ؛ ولكن يبدو أن المخرج كان مستعجلاً ؛ ويسابق الزمن لان بطل المسريحية فرض عليه شروطاً محددة جعلته لا يهتم بساحة العرض ؛ بل استقطع اجزاءا منها في الشمال والشرق والجنوب الغربي ؛ اِضافةً لتجاوزه عنوةً لمناطق حساسة في الوسط والغرب الملتهب تركها كالجزر المتقطعة لنهرٍ اصابه الجفاف ؛ وبرر المخرج اِستعجاله بأن البطل لايستطيع أن يتحرك خارج هذه المساحة اِلا بحزرِ شديد ؛ لذا اِستعجل عرض المسرحية من خلال هذه المساحة الضيقة عسي أن يفك عبرها الخناق ."



الفصل الأول :



المشهد الأول : حال الأحزاب السياسية قبل عام من الاِنتخابات ...



" الاحزاب السياسية الفاعلة والجادة ؛ والمؤمنه بالتعددية السياسية وممارسة الديمقراطية في داخلها ؛ والمقره لعملية الاحلال والابدال ؛ والتي تتيح الفرصة الكاملة لتنافس اللوبيهات الداعمة لعملية التطوير والتنمية السياسية في داخلها هي أحد مؤشرات التحول الديمقراطي .

ولكن يبدو لنا المشهد الحقيقي الذي ظهر في ساحة العرض الضيقية التي اِعتمد عليها مخرجنا الهمام كانت عباره عن جوقة من الافراد والجماعات والتيارات المتصارعة والمتناحرة ؛ والمتشظيه والمبيوعة والمشتراه ؛ هذه الجوقة وللاسف الشديد هي كانت احزابنا السياسية التي عقدنا عليها أمل التغيير من خلال مسرحية سيئة الاخراج ؛ حيث كانت الجوقة رافضة ان تعترف بأنها مصابة بكثير من العلل والمشكلات التي تركتها لسنوات طويلة تنهك في جسدها السياسي دون علاج حقيقي يداوي الجراح بدلا من اِستخدامها للمسكنات التي ساعدت في اِنتشار المرض ؛ فاولي أمراض أحزابنا التي قل تفاعل الجماهير معها بأنها مصابة بداء الشيخوخة في الفكر والقيادة والمنهج ؛ لأنها مازالت تصر علي مواجهة التطورات الجديدة بذات العقول والأفكار القديمة ؛ في ظل عصر" دع كل العقول تتفتح " ؛ وجل احزابنا السياسية ظهرت في ساحة العرض بذات اللون الرمادي الباهت حيث ظلت تقودها عقول منذ أن كانت في طفولتها المبكرة حتي لحظة شيخوختها المتاخرة رافضةً الفكاك من زمام القيادة ؛ ورفضت اِتاحت الفرصة لاَخرين أن يقودوا المرحلة بأدواتها ؛ بل مازالت ترغب في أن تضع الناس في قوالب وعلب مجمدة ؛ ونحن نصف المشهد قبل عام من العملية الانتخابية كان الجميع يعيش في مرحلة التوهان السياسي في اِنتظار قرار مهم من بطل اَخريعتبره أهل الانقاذ عميل ومتربص بالسيادة الوطنية ؛ ولكن هذا البطل لم يخذل توقعات أهل الضمير الانساني بل أصدر قراراً منصفاً لضحايا الحرب وطالب من خلاله بطل المسريحية بأن يمثل أمامه حتي يتثني له معرفة الاسباب الحقيقية التي دفعته لتخريب القري والمدن والاَثاروممارسة الترحيل القسري للناس ؛ وقتل 300 الف مواطن مدني برئ من التهم الجنائية ؛ هذا العميل في نظر الاِنقاذ أنصف المشاهد بقرار المثول ؛ ولكن الجوقه من احزابنا السياسية تصدت لهذا القرار وقدمت المبررات الواهيه عبر الشاشات البلوريه ورفضت طريقة العرض التي اِبتكرها اوكامبو مع بطل المسرحية الاِنتخابية الحالي ؛ وقدمت احزابنا اِقتراحات لم ترضي تطلعات الجماهير التي باتت تواقه للعدالة ؛ لذلك باتت هذه الجماهير منتظرة اللحظة المناسبة حتي تقول كلمتها عن هذه الاحزاب التي عجزت أن تحمي افرادها من بطش السلطة ؛ بل ظلت هي تقدم الممبررات لتلك الممارسة الظالمة في حق الشعب ؛ فعجز القوي السياسية في أن تقول رايها في حقوق الضحايا... باعد المسافه بينها وبين عامة الشعب الذين اِعتبروها الوجه الاَخر للانقاذ...

قبل عام من تقديم العرض كانت معظم الاحزاب السياسية في حالة صراع داخلي عنيف مع كوادرها الذين قرروا العصيان علي شكل التنظيم وطرق الاِدارة الكلاسيكية ؛ وظلوا يلوحوا بعلامات التغيير التي اِعتبروها واحده من ضرورات المرحلة ؛ ولكن قادة الأحزاب عجزت أن تقنع هؤلاء الثوار بأفكار جديدة تعمل علي تماسك الجبهة الداخلية ؛ وتخلق مجتمع حزبي فاعل قادر علي مواجهة التحديات ؛ بل اِعتمد زعماء الاحزاب السياسية علي فكرة تسليط السيوف علي رقاب العصاه ؛ فقتلوا بعضهم سياسياً ؛ وعزلوا اَخرين اِجتماعياً ؛واِستعانوا بمن لاعلم ولا درايه لهم بتطورات المرحله ؛ ولكن همهم اِرضاء القيادة الحزبية ؛ لذلك اِنشغلت الاحزاب بصغائر الامور الداخلية ؛ وتركت ساحة العرض قبل عام من الانتخابات لعصبه من الناس لايجمعهم فكر ولا ضمير اِنساني ؛ همهم قتل وبطش الأبرياء وجمع المال ولو عن طريق الغسيل والمكوه ؛.. هذه العصبه من الجباه قادة الوطن لاحراز المرتبه الثالثة في الفشل عالمياً والرابعة من حيث الفساد والثلاثة من حيث اِنعدام جودة الحياة ؛ ولكن تصرف احزابنا السياسية واِشعال حروبها الداخلية قد أنهك تفكيرها ؛ وأضعف قدرتها علي مجارات أساليب الغش والخداع التي تنتهجها العصبه في ممارسة السياسة ؛ واِنعكس الخالف الحزبي علي مكونات المجتمع التي مزقتها سياسات الانقاذ التفكيكيه لدي الوحدات الصغيري ؛ ففي أحيانٍ كثيرة ركنت احزابنا الي منقذ خارجي يساعدها في تغيير العصبه ؛ ولكنها في قرارها الداخلي كانت تقف ضد التغيير الذاتي الذي يأتي عبر ادوات داخلية كالانتفاضة الشعبية التي يشارك فيها الجميع ؛ لان مثل هذا التغيير الداخلي سوف يفرز قيادة جديدة للمرحلة لذلك كانت الاحزاب تفضل في كثيرٍ من الاحيان التعايش مع عصبة النظام حتي تحتفظ بوجودها في هرم القيادة السياسية للبلاد ؛ هذه الطريقة التكافلية في التعايش قللت ثقة الجماهير في أن الاحزاب السياسية لا تستطيع أن تحدث تغييرعلي مستوي الحكم في السودان ؛ لذلك قل الحماس الجماهيري في المشاركة السياسية ؛ فعندما قل الحماس تحركت العصبة في مساحاتٍ واسعة باذقةُ أساليب الغش والخضاع وسط افراد المجتمع ؛ تبيع وتشتري الناس بالدين والاقصاد كالسلع التجارية في موسم الكساد...وقيل أن سعر الراس السياسي البشري في مرحلة الانتخاب كان يتراوح ما بين المخالصة في دين قديم او اِرجاع قطعة أرض مصادره ؛ امٌا القوي السياسية قد ركنت الي ما ستاتي به الايام المقبلة...دون ان تجري اصلاحات في اساليبها التي ظلت تعتمد عليها منذ أن خرج المستعمر من البلاد ؛ رغم أن مهمتها الاساسية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الوطن كانت تتطلب منها السعي الحثيث لاجاد أكثر صيغ التحول الديمقراطي قبولاً...ولكن نسبةً لتذبذب مواقفها التي تتعذر معها الرؤيه الصادقة لحقائق الاشياء جعلها تترك ساحة العرض لعصبة المؤتمر الوطني...يعوسوا فيها كما يريدون...





المشهد الثاني : المؤتمر الوطني يعلن فوزه بالاِنتخابات قبل عام من اِجرائها ...



قبل عام من الاَن وتحديداً في شهر مايو من العام الماضي لم تنسحب الاحزاب السياسية من المسرح وفقاً لاِرادتها الذاتية ؛ولكن جاء اِنسحابها بناءاً لارادة المؤتمر الوطني ؛ لأن في تلك الشهور العصيبة من تاريخ وطننا العظيم قد اصدر مستر اوكامبو قرار المطارده الشهير لبطل المسرحيه ؛ لذلك اِستقلت جماعة المؤتمر الوطني الجو المشحون بالتوترات المحليه والاِقليمية وكشفت عن عينها الحمراء ولبست ثوب الحيه للقوي السياسية واستضافتها في منابرها المسمومة كي تتحدث لها عن العميل اوكامبو ؛فسارعت القياده لمنابر المؤتمر الوطني وشتمت الخواجي الكافر وتدخلاته في شئون البلاد الداخلية ؛ فبينما كانت القوي السياسية ترقي وتزبد في هذا الأمر كان البطل ومجموعته منشغلين بسرقة أمرٍ اَخر ؛ لانهم اصلا حرامية ليل " ناس تلب " ؛ فكان المسروق هذه المره هي نتيجة التعداد السكاني الذي اودعوه لدي ترزي أفرنجي متخصص في الترقيع كي يفصل التعداد علي دوائر جغرافية تكون مطابقة لمقاييس المؤتمر الوطني ولا يستطيع حزب اَخر أن يرتدي ثوب التعداد السكاني مهما اجريت فيه من اصلاحات.

ففكرة ترقيع التعداد السكاني هي فكرة مقتبسة من انتخابات الجامعات السودانية التي كانت تشرف علي تزويرها اداراة شئون الطلبة في الجامعات المختلفة ؛فاذا كانت الجامعة المعنيه تمثل قلعة للتمرد في نظر الانقاذ فان الكشوفات التي تنشرها ادرة شئون الطلاب سوف تكون أقل بكثير من عدد الطلاب الذين كانت تتوقعهم المعارضة ؛ اما اذا كانت الجامعة تمثل أرض فيئ بالنسبة للانقاذ سوف تكثر الكشوفات ؛ منها الخاصة بالمجاهدين ؛ واخري بالدبابين وربما تكون هناك قائمة خاصة باسماء الشهداء الذين وصوا رفاقهم علي عدم التفريط في مكتسبات الامة كما كان يحدثنا قادة الانقاذ بزعامة الشيخ الترابي عندما يزوروا اِرادة الطلاب .

قبل عام من الان كانت القوي السياسية مشغولة بامرين اولهما مذكرة التوقيف التي اصدرتها محمكة الجنايات الدولية في حق رئيس المؤتمر الوطني الذي طرد المنظمات الدولية و هدد الاحزاب السياسيه و كل من يقول له عليك تسليم نفسك للمستر اوكامبو ؛اما الأمر الثاني هو الحديث الذي أدلي به الشيخ الهرم حسن الترابي الذي خالف فيه توجهات الاحزاب السياسية وكسر حاجز الخوف وقالها صراحة عليك يارئس أن تمثل امام القضاء...فبين الدهشة والخوف كان الترابي يحاول أن يعبر وسط الزحمة ويسحب البساط الجماهيري من تحت اقدام هؤلاء الساسة ؛ و فعلاً تصريحات الترابي وسيف المؤتمر الوطني المسلط علي رقاب الاحزاب احدثا اِرباكاً سياسياً ؛ ونبها الجماهير الي مراقبة مواقف الاحزاب السياسية بدقة ؛ فاثناء الارتباك جاء اِعلان نتيجة التعداد السكاني التي لم تمكن الاحزاب السياسية من احداث اي فعلٍ سوي الاحتجاج ورفض النتيجه التي تفنن في تفصيلها الترزي الذي كان يعمل في هدؤ كامل نسبةً للتوترات الدائره في الساحة السياسية...وفصل التعداد السكاني علي أسس سياسية ؛ وليس علي اسس التخطيط التنموي ؛ فكان يتجاوز مناطق الزحمة السكانية التي تسيطر عليها المعارضة ؛ويرصد المناطق التي يسيطر عليها المؤتمر الوطني ؛لذلك اسقط معظم الذين شردتهم سياسات الانقاذ للخارج او دفعتهم للتجمع في معسكرات للنزوح الداخلي ؛ فبنتيجة التعداد السكاني المعيبه وبعملية التسجيل التي تمت للانتخابات استطاع المؤتمر الوطني أن يحسم ويعرف نتيجة الانتخابات قبل عام من الاَن ؛ ولكن ما قام به من اجراء لانتخابات صوريه وشكليه مجرد تمثيلية اراد أن يؤكد بها أنه ماضي في تنفيذ اِتفاقية السلام الشامل .. ؛ وكذلك اراد بان يتخلص من بعض كوادره الذين لا يرغب فيهم خلال هذه المرحلة لذلك دفعهم الي النزول في دوائر اِنتخابيه غير مضمونة النتائج وحجم دور اَخرين بفرض مرشحين من دوائر اخري في دوائرهم الخاصة والزمهم بالانصياع لقرارات المؤسسة او النزول كمستقلين في هذه الدوائر...؛ ولكن الهدف الاكبر من الاِنتخابات الشكلية التي أجريت في السودان كان خبراء العلاقات الدولية في المؤتمر الوطني يعتقدوا بأن الانتخابات سوف تحدث تحولات جديدة علي مستوي العلاقات الخارجية وتمنح البشير المحاصر من قبل اوكامبو شرعية جديدة يستطيع بواسطتها أن يتنقل في عواصم الدول المختلفة كما يتنقل نائبيه الجنرال سلفاكير وعلي عثمان محمد طه ؛ وكانت هذه قراءه خاطئه من واضعي الاستراتيجية الانقاذية ؛ لان مهما كانت نزاهت الانتخابات لا تستطيع أن تلقي التهم الموجه ضد البشير.

اذاً من خلال التعداد السكاني والسجل الانتخابي حسم المؤتمر الوطني نتيجة الانتخابات قبل عام من الاَن...











المشهد الثالث : مؤتمر جوبا...



في سبتمر من العام الماضي قررت الاحزاب السياسية أن تشد الرحال نحو الجنوب الي عاصمة الدولة السودانية الجديدة في رحلة أشبه برحلت البحث عن الماء والكلاء التي يقوم بها الرعاه سنوياً ؛ فتجمعت الاحزاب في جوبا بدعوه من رئاسة الحركة الشعبية التي أجلت اللقاء اكثر من مره ؛ فكان الكثير من التيارات السياسية بما فيها المؤتمر الوطني الذي قرر عزل نفسة من ذالك اللقاء ؛ وعزل معه مني اركو مناوي باِقراءات كاذبه ؛ كانوا يروا بان مؤتمر جوبا سوف يعمل علي تغيير الخارطة السياسية السودانية ؛ وسوف يكون له تاثيره وصداه علي الشارع السياسي العام ؛ ولكن كُنا نحن مع اَخرين نري خلاف ذلك ؛ نسبة لتباعد الهوه بين مواقف الاحزاب المختلفة التي تجمعت في جوبا ؛ خاصة أن بعضها قد اهلكته التجارب لاسيما تجارب الانقلابات العسكري و مشاركته للشموليين في الحكم ؛ ولكن نسبةً لان الشعب السوداني كان يبحث عن طوق النجاه من الغضب الذي الم به في مسيرته السياسيه ؛ هتف كثيراً لهذه التجربه التي اَصدرت بيانها في 30\9\2009م وحدد فيه شروط معينه لمشاركت الاحزاب في العملية الانتخابية بأن تقوم الحكومة بمعالجة قوانين التحول الديمقراطي وتحقق السلام في دارفور؛ شريطةً أن يكون ذلك قبل 30\11\2009م ؛ ولكن للاسف الشديد هذه الاحزاب لم تحدد اَليات ضغط علي المؤتمر الوطني ؛ ولكن رغم ذلك اِستبشر الشعب خيراً بهذه الخطوه الشجاعة من قبل الاحزاب السياسية ؛ فبينما كانوا مجتمعين امام شاشة التلفاذ كي يعرفوا اَخر المستجدات في مؤتمر جوبا تفاجأوا بقادة الاحزاب السياسية أجلوا التوقيع علي المقرارت وعادوا مسرعين مهرولين الي الخرطوم كي يشاركوا المؤتمر الوطني في مؤتمره الخاص ببناء مؤسساته الحزبية ؛ فهذه العجاله والمشاركة مع المؤتمر الوطني أحدثت اِرباك لدي المشاهد العادي الذي تسرب اليه اليأس وعدم جدية هذه الاحزاب في مواقفها السياسية ؛ ومن هنا تحرك المؤتمر الوطني مستقلاً مواقف الاحزاب المتذبذبه مخاطباً الجماهير بأن هذه الاحزاب لا تستطيع ان تتفق فيما بينها ناهيك أن تتفق في اَلية الحكم ؛ بل عمل علي خلخلت العلاقة مابين الحركة الشعبية وحلفائها من تجمع جوبا ؛ وذلك بعد اِجازة قانون الامن الوطني بطريقة شابها الاستهبال السياسي من قبل الشريكين ؛ ثم قانون الاستفتاء في منطقة ابيي ؛ كل هذه الممارسات غير الثابته اثرت كثيراً علي مواقف الجماهير التي كانت تتطلع الي تحول ديمقراطي حقيقي ...وأكثر شئي زاد تخوف الجماهير بأن هذا التجمع شيئاً وجود مجموعة الترابي وسط هذا التجمع الحزبي لان الكل يتذكر مواقف هذا الحزب تجاه تحالفاته مع القوي السياسية التي طلقها من أجل أن يتعايش مع نظام مايو ويصدر قوانين سبتمبر الشهيرة ؛ ثم ياتي بعد الاِنتفاضة الشعبية ويغدر بالديمقراطية وياتي بكابوس انقلب عليه هو نفسه ؛ فوجود مجموعة الترابي مع اخرين لفظهم الشارع السياسي السودان قلل اعتماد الجماهير علي هذا التحالف ؛ وكانوا يتوقعوا اِنهياره عند اي لحظة .







الفصل الثاني



المشهد الاول : مفوصية الاِنتخابات...



يلعب العامل البيئي دوراً مهماً في تشكيل وعي الانسان ؛ وحتي الكائنات الحية الاخري بمختلف اشكالها والوانها تؤثر وتتاثر بالبيئة ؛ وتعكس سلوكها وتصرفاتها من خلال الانشطة التي تقوم بها في المحيط الذي تعيش فيه ؛ فالذي يولد ويترعرع في صحراء جرداء قاسية ؛ تكون تصرفاته اعنف من الذي ولد وتربي وترعرع في بيئة مليئه بالانهار والاشجار والخير الباسط ؛ لذا كثير من علماء السياسة يعتمد علي العامل البيئي في تحليلة للمشهد السياسي ؛ كما تهتم كثير من النظم السياسية الديمقراطية علي المنشأ البيئي في اِختيار ممثليها في الادارات المختلفة للدولة ؛ ففي الوقت الذي كان يتطلع فيه الشعب السوداني الي اِجراء اِنتخابات حره ونزيه تعمل علي بناء أجهزة الدولة ؛ وتستطيع اعادة هيبة الموسسات ؛ وتعمل علي اشراك كافة الاطراف في الحدث الوطني الكبير ؛ كان من الواجب أن يتم اختيار اعضاء هذه المفوضية من افراد مشهود ليهم بالكفاءه والحياد السياسي ؛ وكذلك من الواجب مراعات البيئة السياسية التي نشأ فيها هؤلاء الاعضاء ؛ ولكن للاسف الشديد لان المؤتمر الوطني كان يرغب في الفوز وباي طريقة ؛ اختار اعضاء المفوضية من الذين تربوا وترعرعوا في كنف الشمولية المايوية التي كانت تعمل ضد التعددية وضد تطوير البشر ؛ فالذي تربي في بيئة ملقومة بالحقد السياسي ؛ والانانيه في المكاسب لا يستطيع أن يجلب الخير للاخرين ؛ فأمثال هؤلاء لا يستعان بهم في الدول المتقدمة في امر يتعلق بمصالح الناس ؛ لانهم لا ينظرون الي المصلحة الوطنية الكلية واِنما ينظرون الي مصالحهم ومصالح الذي اختارهم ؛ فحقيقة مفوضية الانتخابات العليا في السودان بممارساتها الخاطئة والمقصودة والمتعمدة قد اساءت الي نفسها قبل أن تسئي للذي اِختارها ؛ وهي كانت مفوضية تعمل خارج اِطار القانون سوي كان قانون الانتخابات او الدستور الانتقالي الذي خالفته في العديد من المواد ؛ ابرزها المادة 216 والمادة 55 والمادة 141 (1) من الدستور الانتقالي اضافة للمادة 27 والمادة 49 والمادة 61 من قانون الانتخابات ؛ هذا التمرد علي قانون الانتخابات والدستور الانتقالي فضح حياد المفوضية منذ وقتٍ مبكر ؛ لذلك مع اَخرين طالبنا الاحزاب السياسية أن لا تشارك ولا تقدم مرشحيها في الانتخابات حتي نستطيع أن نحافظ علي قدر ولو قليل من اموال الاجيال القادمة الذي سيهدره المؤتمر الوطني من خلال تقديمه لمرشحيه وحملاتهم الانتخابيه وفك مكاجرتهم في الدوائر الانتخابية ؛ ولكن للاسف الشديد الاحزاب السياسية كانها كانت تريد اهدار المال العام ؛ لانها كانت علي علم تام بهذه التجاوزات ولكنها قدمت مرشحيها وانسحبت في اَخر لحظة بعد ما صرف المؤتمر الوطني والمفوصية ميزانية عقود من حق الاجيال القادمة ؛ هذه الخطوه وضعت الاحزاب السياسية في تهم متعدده أبرزها أن لديها مصالح مباشره او غير مباشرة في هذا المال المهدره ؛ او كانت تعمل خارج اِطار الواقع السياسي ؛ امٌا اعضاء المفوضية يقال أن أحدهم يمتلك مؤسسة تدريبيه استفادت بنسبة 60% من فرص التدريب والتاهيل للكوادر؛ ولكن ما تم من اخطاء فنيه واِدارية خلال العملية الانتخابية يوضح بأن هؤلاء تم تدريبهم علي فن التزوير والغيش ؛ وليس علي فنون الادارة ؛ لان اذا كانت هذه المؤسسات تعمل بصدق في رفع وعي هؤلاء الموظفين لكان تعلموا بأن هناك فرق مابين اللوري والجرس ؛ لان هناك مرشح كان رمزه اللوري وعمل 40 يوما يدعو انصاره ان يصوتوا لللوري ولكن تفاجا ليلة الاقتراع بان رمزة تحول الي الجرس ؛ فاي تدريب تم لهؤلاء يا ناس المفوضية .

المهام الوطنية الكبيرة لاتقبل النظرة الذاتية الضيقية ؛ ولا تقبل الانتصار للذات ولكنها تقبل الانتصار للوطن الكبير ؛ فخبراء المفوضية بميولهم لمصالحهم الذاتية اصبحوا شركاء في اِنفصال الجنوب القادم بممارساتهم الخاطئة واِنحنائهم لتطلعات المؤتمر الوطني ؛ وكذلك صاروا في مرتبه واحده مع الشيخ الترابي الذي غدر بالديمقراطية ؛ وسوف يكتب عنهم التاريخ بأنهم وظفوا المفوضية بان تعمل ضد مصالح وتطلعات الجماهير؛ وحتي المؤتمر الوطني الذي اِختارهم كي ينوبوا عنه في عمليات التزوير سوف يزلهم بفعلهم هذا في مقبل الايام ؛ رغم أن المفوضية كانت تعمل لصالحه وتقف في المنابر وتشتم الاحزاب السياسية ؛ وتضيف المساحقيق كي تجمل بها وجه الانقاذ ؛ ولكن هذا كله لا يبرئ المفوضية من تهم الخيانه في حق الوطن ...

بربكم يا اعضاء المفوضية ؛ كيف يفوز شخص وظف كل اِمكانيات الدولة في قهر الناس وبدد اكثر من ثلث الثروة البشرية في الخارج ؛ وقتل 300 الف شخص برئ ؛ وحرق ألوف من القري وجمع الناس في معسكرات نزوح لا ترتقي الي مستوي الحياه الاديمية ؛ هل جلس أحدكم مع ضميره ذات يوم وقارن خراب الانقاذ بانجازها حتي يفوز البشير وأعوانه في هذه الاِنتخابات ؟...





المشهد الثاني : الترشيح في الاِنتخابات...



في المشهد الثاني تبدو ساحة العرض ملبده بالقيوم الذي حجب الرؤيه عن معرفة هل هناك بيئة صالحة لزراعة نبات الديمقراطية في السودان ام لا ؟ ولكن دعني نحكي المشهد الذي تمت فيه عملية الترشيح للانتخابات السودانية ؛ فعلي مستوي المجتمع بصورة عامة كان يعيش في اسوأ مراحل تماسكه الداخلي ؛ لان هناك العديد من الحروب والوظائف السياسية التي تمت علي اساس قبلي ؛ فهذه العمليات دفعت الانتهازين الذين يرغبون في الوصول الي السلطة لتنشيط المد الاثني حتي يكسبوا المزيد من الوظائف السياسية ؛ وهناك اَخرين جياع ظلوا يرضعوا من ثدي الغلابه منذ أن جاءت الانقاذ في 1989م فهؤلاء الافراد والجماعات ينظروا الي التحول الديمقراطي بأنه ضد مصالحهم التي تعتمد بصورة اساسية علي النهب والسرقة ؛ والتي لا تتوفر الا في ظل دولة تستطيع أن تحقق كل معايير الفشل ؛ وفي الاتجاه الاخر كانت توجد القيادة السياسية لدي الاحزاب وهي تعتبر من أهم العوامل التي تدفع الي قرار التحول الديمقراطي ؛لانها هي مسئولة عن تماسك التحول الديمقراطي نفسه ؛ وتساهم في حماية الفرد من قهر الدولة ؛ وتقنع الجياع بان التحول الديمقراطي ليس ضدهم ؛ ولكن يشترط علي هذه القياده ان تكون هي مقره بالدمقراطية في داخلها ؛ ولديها تجارب في هذا المجال .

ولكن المظهر الحقيقي لعمليات الترشيح وضح ضعف الجميع واِفتقارهم للممارسة الديمقراطية ؛ حيث عادت الاحزاب السياسية لصراعاتها الداخلية مع كوادرها التي تمردت علي المؤسسات ؛ فوجدت بعض الاحزاب السياسية فرصة الانتخابات هي أنسب الفرص لتركيع كوادرها واِزلالهم حتي يعترفوا بؤسساتها ؛ حيث فرضت عليهم بعض الشروط ابرزها بأن الذي يريد أن يترشح في هذه الاِنتخابات عليه أن ياتي للقيادة في المركز وياخذ منها سك الغفران ؛ رغم أن مؤسسات هذه الاحزاب الولائية رشحت كوادرها للانتخابات ؛ الا أن القيادة في المركز رفضت ذلك واعتبرت أن كل من ترشح من القواعد هو متمرد عليها ؛ لذلك فرضت عليهم مرشحين لفظتهم قواعدتهم بان يكونوا قادة لها ؛ هذه الممارسة المخلة والمسيئة للديمقراطية تمت بواسطة احزاب ظلت تدعي الديمقراطية لعقود من الزمان ؛ كما انها ساهمت في تفكيك الجبهة الداخلية لدي الاحزاب السياسية ؛ وساعدت علي الردة الاجتماعية ؛ فاصبح الافراد بدلاً ما كان تجمعهم افكار حزبية وبرامج سياسية ؛ ارتدوا الي مكونات مجتمعهم الصغري " القبيلة" وهي من اخطر مراحل التكوين في المجتمع .

امٌا بالنسبة لحزب المؤتمر الوطني الذي جمعت افراده المصالح الذاتيه ؛ هو من أكثر الاحزاب برزت فيه قبلية المرشحين ؛ حيث تكاجر اعضائة في أكثر من دائره علي اساس قبلي واثني وجهوي سارخ ؛ اِبتداءاً من ولاية البحر الاحمر مروراً بالجزيرة اِنتهاءاً بولاية غرب دارفور ؛ حيث تكاجر المرشحين ورفضوا التنازل او الانصياع لقرار المؤسسة ؛ وكل واحد من هؤلاء كان يحشد المناصرين من اولي القربي ؛ ولكن لانه حزب سلطة وظف مال الدولة لصالحة ؛ لذلك استطاع عن طريق المال فك اشتباك كثير من المتكاجرين من اعضائه ؛ امٌا الذين لم ينحنوا للمال تركهم يخوضوا الانتخابات كمستقلين وليس باسم الحزب كما في حالة والي الخرطوم ؛ فموسم الترشيح كان بمثابت موسم الدرت بالنسبة لكوادر الوطني ؛ ولكنه موسم فرز الكيمان والرده بالنسبة لباقي الاحزاب الاخري .

من المفروض والواجب أن تكون مرحلة الترشيح هي مرحلة تقارب الكوادر الحزبية لبعضها البعض ؛ لانهم يطرحون برنامج حزبي واحد ؛ ويدافعوه عنه جميعاً ؛ ولكن في السودان كانت مرحلة الترشيح هي مرحلة خلاف الكوادر الحزبية ؛ ومرحلة عدم الاتفاق علي برنامج موحد ؛ لذلك كانت الجماهير غير الحزبية لم تكن واثقة من تصرفات الاحزاب ولا من برنامجها ؛ لان مرشحي الاحزاب السياسية كل منهم يتحدث عن برنامجه الشخصي وليس الحزبي... اما كوادر الوطني ليس لديهم برنامج فكري اصلاً سوي لغة المال ؛ لأنهم منذ أن قرروا اِفقار وتجويع الناس كانوا يخططوا الي حسم الانتخابات عن طريق التزومالية...





المشهد الثالث : الخطاب السياسي العام...

بلاشك أن الخطاب السياسي الاعلامي الذي يصدره اي كيان سواء كان هذا الكيان حزب حكومي او حزب معارض يساهم في تشكيل الراي العام ؛كما أنه يسوق الي الأيدلوجية التي تنطلق منها تلك الكيانات ؛ لذلك يعتبر دور الخطاب الاِعلامي من وجهة نظر كثير من المفكرين بأنه أحد العناصر التي تأثر علي الحياه العامة .

لذلك اي خطاب مؤسسي يحتاج الي مادة او أهداف يسوقها لدي الجمهور؛ وفي العملية الانتخابية الخطط والبرامج التي يطرحها الحزب او الكيان خلال المناظرات العامة هي التي تحتاج الي تسويق وسط المجتمع لانها تتمتع بأهمية كبيرة ؛ وتنبع أهمية البرامج الانتخابي بأنه أحد مكونات العملية السياسية ولديه القدرة الكاملة في تحقيق التعبئة والتماسك الاجتماعي .

ولكن اذا اردنا اِجراء تحليل المضون لخطاب المؤتمر الوطني وكذلك خطابات المعارضة التي تمت خلال الحملة الانتخابية نجدها شابها الكثير من العيوب والاخطاء ؛ فبالنسبة للمؤتمر الوطن برزت الايدلوجية الدينية في خطابه بشكل أساسي وهي في الواقع والممارسة غير موجودة اِطلاقة خلال مسيرة الانقاذ الطويلة ؛ فقط تم توظيف الدين في حرب الجنوب عندما حولت المطالب السياسية الي حرب دينية ؛ ووجدت التعاطف من دول العالم الاسلامي ؛ ولكن بعدها اِنخفضت الايدلوجية الدينية في خطاب المؤتمر الوطني الي أن عاودت الظهور خلال هذه الانتخابات ؛ وهذا يؤكد بأن الوطني يوظف الدين لتعبئة الجماهير لاغراض محدده فقط؛ ولكنه يحجب الدين في ممارساته العامة مثل قتل النفس التي حرمها الله .

وايضاً جاء خطاب المؤتمر الوطني خلال الحملة الانتخابية ملئي بعبارات التهديد والوعيد مثل " الضرب ؛ قطع الرقبة ؛ وقطع اللسان ؛ الطرد ؛ الدهس بالجزمة ؛ الجلد لشاربي الخمر ؛ الخ " اضافةً الي عبارات العنف اللفظي مع منافسية من الاحزاب السياسية ؛ وذلك من خلال وصفهم بالعمالة ؛ وشكويتهم للاسياد؛ والمعني هنا الدول الغربية ؛ هذه العبارات وغيرها كانت تفتقر لللياقة السياسية ؛ وتعمل علي هدم التماسك الوطني ؛ و هي عبارات يمكن اِستخدامها في ساحات الحرب وليس في مجال التنافس الديمقراطي ؛ لذلك كان معظم الشعب السوداني يسخر من الخطاب السياسي ؛ ويالف فيه النكات والروايات المضحكة والتي لا تخلو من السخرية .

أمٌا فيما يخص خطاب المؤتمر الوطني الخاص بانجازات الانقاذ خلال 21 عام ؛ ركز بشكل أساسي علي الكباري والقناطر الصغيرة التي تم تشيدها علي النيل في داخل ولاية الخرطوم ؛ وكذلك ركز علي أنه سيهتم بميادين الرياصية اضافةً الي بعض الكيلومترات من الطرق ؛ ولكن اذا قسنا هذه الانجازات بحجم الدمار والتخريب الذي تم خلال 21 عام للمرافق العامة نجد حجم الانجاز اقل بكثير من حجم الدمار ؛ ومن المضحك حقاً بأن المؤتمر الوطني بعد 21 عام يتكلم عن خطة خاصة بالزراعة سوف ينفذها خلال المرحلة القادمة ؛ علما بان الانقاذ هي التي دمرت البنية التحتية للزراعة.

اما الموضوعات التي توقع المراقبون أن تجد حظها في خطاب المؤتمر الوطني ؛ ولكنها اختفت منه ؛ مثل الاِعتزار للجماهير عن بعض الممارسات التي تمت بحق الشعب لا سيما في دارفور؛ خاصة وأن هناك اعتراف من الرئيس بأن عدد الضحايا عشرة الف فقط وليس 300 الف كما ذكرته الامم المتحدة ؛ فمن الواجب كان يعتزر المؤتمر الوطني لاهل الضحايا ؛ لان الاعتزار عن الخطأ يشجع علي التماسك الداخلي ؛ وهي سمة من سمات النضج السياسي ؛ ولكن الخطاب عجز في أن يتطرق الي هذه القضية اطلاقاً ؛ وكذلك اختفت رؤية الوطني حول مسالة الوحدة والانفصال ؛ فلم تقدم اي افكار في هذا الجانب ؛ فقط اكتفوا بأنهم حققوا السلام ؛ وايضا من الموضوعات المهمة التي غابت عن النقاش هي مسالة العلاقات الدولية في ظل وجود الاِتهام المقدم من محمكة العدل في حق رئيس المؤتمر الوطني ؛ فتوقع الكل بأن يتضمن الخطاب رؤية واضحة للتعامل مع ملف الجنايات ؛ ولكن للاسف الشديد قد سقطت هذه الافكار في زحمت الشتائم المتكرره لاوكامبو والاحزاب السياسية الاخري .

امٌا خطابات القوي السياسية جاءت متباينة مابين طرح الافكار والدفاع عن المواقف ؛ فمعظم القوي السياسية في مسالة الوحدة والانفصال كانت تركز علي الجوار الاَمن أكثر من الوحدة الجازبة ؛ وكذلك بنت خطابها علي مظالم الانقاذ ؛ وعلي المطالبة بالحقوق والحريات العامة ؛ رغم وجود مساحة كانت كفيلة بان تقدم الاحزاب خطاباً يبني عليه مستقبل السودان ؛ ففي مسألة الوحدة معروف بأنها ترتبط اِرتباطاً وثيقاً بمفهومي الولاء والاِنتماء ؛ وهما جزء من مقدمات الوحدة الوطنية ؛ لذلك كان من واجب الأحزاب أن تقدم خطاب يعتمد علي قيم ومفاهيم الولاء والانتماء للدولة السودانية بصورة أشمل من الاِنتماءات الفرعية ؛ وتقدم نقداً موضوعي لممارسات الماضي حتي تشجع تماسك المجتمع الذي بدوره يقرر عملية الوحدة الطوعية ؛ وكان يجب أن لا يبني الخطاب علي أساس المظلمة ؛ لان ذلك يضعف الحزب امام الجمهور بأنه لا يستطيع أن يحميه من قهر السلطة اذا لم يفوز في الانتخابات ؛ فبناء الخطاب علي المظلمة يترتب عليه نوع من انواع الحقد والانتقام وبالتالي يؤثر علي عملية الاِصلاح السياسي ؛ وهذا ما وقع فيه خطاب المؤتمر الوطني الداعي الي الحرب اكثر من المصالة الاجتماعية ؛ وهذه الانواع من الخطابات لا تتناسب مع مشروع التحول الديمقراطي ؛ فمن الواجب كانت القوي السياسية بما فيها المؤتمر الوطني أن تقدم خطاباً تؤكد فيه للراي العام أن بناء الدولة السودانية الواحدة يتطلب تحول ديمقراطي حقيقي يبدأ من داخل الاحزاب السياسية نفسها ؛ وفق الاِراده الشعبية الحره دون اِكراه او اِقصاء لاحد مكونات المجتمع السوداني ؛ وتبرز من خلاله القيم التي تحقق الوحدة الوطنية ؛ وهي قيم المحبة ؛ والمودة ؛ والتسامح ؛ والولاء للوطن الكبير والاعتراف والاعتزار عن ممارسات الماضي التي تمت الي جماهير الهامش السوداني.



الفصل الثالث



المشهد الأول: فن التزوير...

يعتبر التزوير هو ركن أساسي من أركان الاستراتيجية التي تعتمد عليها الاِنقاذ منذ مجيئها في 1989م الي اليوم ؛ ففي فجرها الاول حاولت اِخفاء دور الترابي في الانقلاب ؛ واودعته في سجن كوبر ضمن قيادات الاحزاب السياسية ؛ محاولةً اِخفاء الحقيقة عن المواطن ؛ ولكن بعد ايام قليلة اِنفضح تزوير الانقاذ ؛ وثبت بأن الترابي كان يقف وراء الانقلاب ؛ ولكن الفضيحة لم تمنع الانقاذ من ممارسة هوايتها المفضلة في تزوير ارادة الشعب ؛ حيث ظلت تمارس التزوير خلال مراحلها المختلفة في اتحادات الطلبة والمزارعين والمهندسين والاطبة والمحامين والجاليات بالخارج ؛ فالتزوير بالنسبه لها ليس مجرد هوايه فقط واِنما تتعامل معه كعلم وفن ودراسة أنشأت له مراكز التدريب وعقد له الورش وجلبت له الخبراء والمفكرين من الخارج ؛ كي تدرب كوادرها علي هذا المجال المهم ؛ كل هذا الصرف والاِهتمام ليس من أجل التنمية او رفع الوعي واِنمٌا من أجل تزور ارادة المواطن المسكين ؛ لذلك اصبحت لدي كوادرها الخبرات الكافية في هذا المجال لأنها منذ 21 عاماً ظلت تتدربهم في هذه المهنه ؛ لذا ليس بغريب أن تزور الانتخابات العامة بطرق مختلفة يمكن رصدها من خلال ابواب التزوير الاَتية :



ابواب تزوير الانتخابات السودانية :



باب السيطرة علي المفوضية : عملية التحول الديمقراطي هي عباره عن مجموعة من الحركات الانتقالية من النظام غير الديمقراطي الي النظام الديمقراطي ؛ وتحدث هذه التحولات الانتقالية خلال فترة زمنية محددة تعرف بالمرحلة الانتقالية تنجز خلالها مجموعة من الاصلاحات الخاصة بقوانين التحول الديمقراطي ؛ والتعداد السكاني ؛ وتهيئة البيئة للعملية الديمقراطية ؛ هذه المرحلة تحتاج الي ادارة محايدة وغير منحازة الي اي فيئة من المجتمع ؛ وتشارك في اِختيارها كل الاطراف السياسية ؛ لأنها هي الجهة المسئولة من نجاح العملية السياسية في الدولة المعنية ؛ فالتوفيق في اِختيار اللجنة المحايدة يمثل الخطوة الأولي لنجاح العملية الديمقراطية ؛ ولكن الانقاذ كانت غير راغبه في عملية التحول الديمقراطي التي فرضتها الظروف الخاصة باِتفاق نيفاشا ؛ حيث بدأت اولي خطوات التزوير بسيطرتها كحزب علي المفوضية العامة للانتخابات ؛ دون أن تتيح الفرصة للاخرين ان يشاركوها في الاِختيار؛ فبسيطرتها علي المفوضية ولجانها المختلفة اِستطاعت أن تسيطر علي كافة أبواب التزوير الاخري.

باب تسجيل الناخبين : تعتبر عملية تسجيل الناخبين هي المرحلة الثالثة في عملية التزوير بعد التعداد السكاني والسيطرة علي المفوضية ؛ فبعد أن زور المؤتمر الوطني نتيجة التعداد السكاني بدأ يفكر في الكيفية التي تمكنه من تزوير كشوفات الناخبين ؛ حيث اِستفاد من خبرة كوادره الذين كانوا يديروا عمليات التزوير في اِتحادات الطلبة والمحامين والمزارعين عن طريق السجل الانتخابي ؛ لذلك ميز الدوائر الي دوائر وعي ؛ ومعارضة ؛ ودوائر يسهل فيها التزوير ؛ ففي دوائر الوعي التي كانت بها أعين للمعارضة عمل علي تسجيل الناخبين بشكل مقبول ؛ امٌا الدوائر التي صنفها الوطني بأنها دوائر معارضة من ابرزها دوائر المهاجرين والمطرودين بالخارج تجاوزها امٌا عنوةً او بقوانين مجحفة حرمت هؤلاء من ان يسجلوا ويصوتوا في الانتخابات العامة لأن المؤتمر الوطني يخشي عودتهم عبر النظام الديمقراطي ؛ امٌا في دوائر البسطاء والمساكين التي اِنسحبت منها القوي السياسية ابان مرحلة التسجيل نسبةً لعدم توفر السيوله الكافية وقلت وسائل الانتقال التي يتحرك بها كوادر الاحزاب مع لجان التسجيل المختلفة ؛ فهنا استفاد المؤتمر الوطني من الغياب وعبر المفوضية حشي الكشوفة حشو الدمير بعلف الشجر؛ وكان ذلك واضحا عندما سجلت المفوضية في اسبوعين 8 مليون ناخب ؛ وهو ماعجزت أن تسجله خلال 40 يوماً ؛ ومن ابرز عمليات التزوير التي تمت خلال مرحلت التسجيل وجود أفراد وخيام بجوار مراكز التسجيل هؤلاء الافراد كانوا يقوموا بعمليات غش بالنسبة للبسطاء ؛ اي كانوا بجمعوا منهم ارقام سجلهم الانتخابي المجود علي الاشاره البلاستيكية ؛ بحجت أنهم سوف يحتفظون بها و يعيدوها اليهم يوم الاقتراع ؛ حيث وقع ألوف من الناخبين في هذا الفخ الانقاذي ؛ لذلك لم يجدوا اسمائهم في الكشوفة ليلة الانتخابات ؛ هذا التزوير سبق كل المراقبين الدولين الذين يتبجحوا بأنهم تابعوا الانتخابات في السودان.

باب سقوط أسماء الناخبين وكشوفاتهم :

كانت الصدمة الاولي لكثير من الناخبين في صبيحة يوم الاقتراع حين توجهوا الي مراكز الاقتراع ولكنهم تفاجأوا بعدم وجود اسمائهم او كشوفاتهم في دوائرهم الجغرافية المخصصة لهم ؛ فكثير من هؤلاء عادوا الي مقر عملهم او بيوتهم ؛ مرددين عبارات لا تخلو من التحقير بالعملية الانتخابية اِنحصرت معظم تعليقاتهم في عبارات محددة منها " الحمدلله ريحتونا بأن نشارك في هذه المهازل ؛ بركة الواحد ما لقي اسمو لان معظم الاحزاب مقاطعة ؛ اصبح التزوير بالكشف كله ما بالاسم ؛ نظام زور ارادة وطن كامل خليك من تزوير ارادة فرد واحد ...الخ " ولكن هناك بعض الناس حاولوا سك الكشوفه حتي يعرفوا مكان اِختفائها ؛ بعض منهم وجدها قد ذهبت الي دوائر اخري وبعضهم ماذال في رحلت البحث عنها ؛ هذه الطريقة الفاضحة في التزوير لم تكن بجديدة علي كل طالب عاصر اِنتخابات اتحادات الطلبة من 1992م الي 2001م فهو اسلوب مقتبس من عمليات تزوير الانقاذ لاتحادات الطلبة.

باب تبديل رموز المرشحين :

ظل كل مرشح يبشر برمزة الانتخابي لمدة 40 يوماً يتنقل من مكان الي مكان صارفاً في ذلك ملاين الجنيها ؛ ويدعو الجماهير ان يصوتوا له عبر بطاقة الاقتراع التي تحمل رمزاً تم تحديده واعتماده بواسطة مفوضية المؤتواِنتخابات ؛ ولكن في صبيحة يوم الاقتراع جاء هؤلاء المرشحين حاملين علامات الفوز في وجوههم ؛ ولكن كانت صدمتهم في أنهم وجدوا رموزاً ليست برموزهم ؛ فتبددت اَمالهم ؛ واِزدادت صدمتهم التي اثرت علي صحت الكثير منهم ؛ فهنا لا استطيع حصر الذين استبدلت رموزهم برموز اخري ؛ فقط اكتفي ببعض العينات ؛ ففي جنوب دارفور تم تغير رمز أحد المرشحين من اللوري الي الجرس ؛ وهنا يعتبر خطا مقصود لان ليست هناك سمت علاقة بين اللوري والجرس ؛ امٌا في الدائرة القومية سنار الشمالية تغيير رمز المرشح محمد موسي من الموبايل الي الجبه ؛ وفي نفس الولاية الدائرة 2 تحول رمز المرشح من القلب الي مروحة ؛ وفي هذه الحالة يمكن أن نعزر موظفي مفوضية المؤتوانتخابات لوجود علاقة مابين القلب والمرحوه وهي الحركة في كل ؛ ولكن عموماً هناك دوائر اخري ايضا تم فيها استبدال رموز المرشحين ؛ وهذه الاخطاء بلا شك لم تكن اخطاء فنيه او ادارية وانماء اخطاء تمت عن قصد وتعمد ؛ وكان الهدف منها انهاك المرشح مادياً وذهنياً ومعنوياً وجماهيرياً ؛ وهو ايضا من انواع التزوير التي مارستها الانقاذ في اتحادات الطلبة.

باب سقوط أسماء المرشحين :

لم تكتفي مفوضية المؤتوانتخابات بتزوير كشوفات الناخبين وحدهم ؛ ولم يشبعها تغيير الرموز ؛ بل مارست نوع اَخر من فنون التزوير وهو اِسقاط اسماء المرشحين ؛ فكم من مرشح اتي ليلة الانتخابات ومعه انصاره تدفعهم رياح النصر ؛ ولكن تفاجاوا بان مرشحهم ليس لدية اسم في سجلات المفوضية ؛ فكثير منهم هاج وماج وانفعل نسبةً لانه انفق جل ماله في حملاته الانتخابية ؛ وبعلم كامل من المفوضية بانه مرشح فكيف سقط اسمة ؛ ولكن مفوضية الانتخابية يبدو انها كانت تتلذذ بان تري المرشحين يتعذبوا من اساليب الغش المتنوعية ؛ ففي كل دائرة نجد اسلوب غش مغاير عن الاسلوب الذي تم في الدائره الاخري.

باب تاخير وصول صناديق الاقتراع :

في أماكن كثيره جداً من الدوائر الانتخابية في كردفان ودارفور والوسط واقصي الشمال والشرق وجنوب السودان لم تصل صناديق الاقتراع خلال الزمن المحدد لها ؛ مما ادي الي جلوس الناخبين لساعات طوال في انتظار الصنادقين ؛ ولكن الغالبية العظمي من هؤلاء ذهبوا قبل أن يدلوا باصواتهم نسبة لمشغولياتهم في الحياه العامة ؛ ومنهم الكثير لم يعاود الكره الي مراكز الاقتراع مرةً اخري خلال الفترة المحدده ؛ لأنه لمس عدم المصداقية في الانتخابات منذ الوهلة الاولي ؛ هذا الاسلوب ايضا كان مستشري وبشدة في انتخابات الطلبة.

باب اِغلاق المراكز نتيجة لوجود اخطاء :

هذا يعتبر اسلوب جديد اتت به مفوضية المؤتوانتخابات ؛ ففي كثير من الدوائر الانتخابية التي فشل فيها كوادر المؤتمر الوطني بأن يزوروا ارادة الناخبين الذين اتوا زرافات ووحدان كي يدلوا باصواتهم ضد المؤتمر الوطني ؛ فلم تجد المفوضية اي اسلوب يمنع هؤلاء من الادلاء باصواتهم الا عن طريق دفع موظفيها بارتكاب اخطاء فادحة في بطاقات الاقتراع ؛ وذلك عندما سمحت للناخبين استخدام البطاقات الخطاً ؛ ولكنها تدخلت واغلقت المراكز متعلله بان هناك اجراءاً خطا قد تم ؛ وباغلاقها للمراكز انفض جمهور غفير كان يرغب في المشاركة ؛ ولكن نسبةً للخطا المتعمد من المفوضية قل حماس هذا الجمهور وذهب من دون رجعة ؛ فبهذا الاسلوب الجديد الذي جلبته المفوضية قلت نسبة المشاركة العامة في الانتخابات ؛ وكذلك ازدادت نسبة الاخطاء الادارية والفنية.

باب التصويت بشهادة السكن :

شهادة السكن التي اِعتمدتها مفوضية المؤتواِنتخابات كهوية للناخب ؛ لا تستخرج من مؤسسات الدولة القومية ؛ واِنما تستخرجها مؤسسات المؤتمر الوطني وهي تعرف باللجان الشعبية ؛ وهي مؤسسة حزبية من الدرجة الاولي ؛ فشهادة السكن ليست بالوثيقة المعتمدة والمتعارف عليها ؛ ولكن المفوضية اعتمدت ذلك لأن المؤتمر الوطني يرغب في جلب مواطنين من دوائر اخري كي يصوتوا في دوائر اخري يقل فيها حظوظ مرشحيهم ؛ وايضا اعتمدها المفوضية لأنها سجلت اجانب في الانتخابات كما ورد ذلك في تقارير المنظمات الدولية ؛ فهؤلاء الاجانب لايستطيعوا ان يحصلوا علي الوثائق الاخري بسرعة ؛ ولكنهم يستطيعوا الحصول علي شهادة السكن التي يستخرجها عضو الحزب العادي ؛ ولكن نفس المفوضية هي التي رفضت للسودانين بالخارج أن يسجلوا اسمائهم للانتخابات الا اذا كانت لديهم جوازات سفر سودانية سارية المفعول وبها اقامة في الدولة المعنية ؛ وبهذه الشروط القاسية علي السودانين بالخارج حرم اكثر من 8 مليون سوداني أن يشارك في الانتخابات ؛ علماً بانهم يحملون وثائق متعارف عليها دولياً اما جوازات سفر من دول اخري او بطاقات لجؤ من الامم المتحدة ؛ وهي جميعها وثائق معتمدة عالماً ومعترف بها ؛ وليست كشهادة السكن التي يمكن استخراجها من اي كنتين بالحي السكني ؛ وهذا الاسلوب في الغش ليس بالجديد في انتخابات الطلبة ؛ لان في الجامعة تقابلة شهادة القيد التي كانت بصوتوا بها افراد ليس بطلاب في الجامعة المعنية وانما مستجلبين من جامعات او قطاعات اخري خاص بالانقاذ.

باب العريفين :

وهو ماخوذ من التراث السوداني ولكن تم توظيفة في الغش ؛ لان مصطلح العريف في البادية السودانية هو الشخص الذي يستعان به في معرفة اشياء محدده ؛ ابرزها وسم البهائم الذي تعارفت عليه القبائل ؛ فعندما يكون أهل البادية في ترحالهم مع ماشيتهم تاتي اليهم ابقار او اغنام تتبع لقبائل اخري ؛ ولكن معظم القبائل الرعوية تعارفت علي رموز وعلامات محدده يتم رسمها بالنار في اماكن محدده علي الكائن الحيٌ ؛ فحين تاتي هذه الحيوانات التي تحمل رمزا معينا مرسوم بالنار علي جسدها ؛ هنا ياتي الرعاه الي العريف بالحيوانات حتي يخبرهم بان هذا الوسم يتبع الي اي قبيلة من القبائل ؛ فنسبةً لان العريف يعرف رموز معظم القبائل يستطيع ان يدلهم الي اصحاب البهائم الضائعة ؛ وكذلك يستعان بالعريف عندما يلحق الفزع الحرامية او الهنباته حيث ياتي العريف ويسألهم عن أهلهم وذويهم ومن اي القبائل ؛ فهو لديه اسلوبه الخاص الذي يستطيع بواسطته أن يتعرف علي حقيقة هؤلاء الهنباته ؛ فمن ثم يخبر الناس بان يتركوا سبيلهم لانه تعرف عليهم ؛ علماً بان العريف في كل مراحل تاريخة لم تساله لا المحاكم الشعبية او محاكم الادارة الاهلية بان يضمن اي شخص ؛ لانه اذا ضمن شخصاً ما ولم يفي ذلك الشخص بالالتزم وحوكم العريف بذات السبب ؛ سوف لن يقوم بدوره في المستقبل ؛ لان طبعة مهنته هي طبيعة انسانية طوعية ؛ فقط يساعد الطرفين أن يعرفوا بعضهم البعض وليس لديه اي علاقة بعملية الضمان التي تتم في المجتمعات القبلية .

ولكن من المؤسف بأن تاتي المفوضية وتشوة العريف بهذا الشكل ؛ وتقحمه في الانتخابات ؛ فمعظم العريقين الذين اتت بهم المفوضية كي يتعرفوا علي الناخب الذي ليس لديه هويه هم من صناعة المؤتمر الوطني ؛ بربكم انظروا الي هذا الاسلوب الفاضح الذي اتخذته المفوضية ؛ حرمت ملاين السودانين من حقهم الانتخابي في الخارج رغم انهم يحملوا وثائق تثبت سودانويتهم ولكنها سمحت لاخرين لم تثبت سودانويتهم الا عن طريق عريفين الانقاذ.

باب العنف..والتخويف...والاعتقال..

وفي هذه الانتخابات قد تم استخدامة في مناطق كثيرة منها ولاية الخرطوم " مايو" حيث اعتقلت السلطات في اليوم الاول للانتخابات 25 فردا ؛وكذلك في الحاج يوسف والجريف والحلفايا التي شهدت اشتباكات بالايادي مما اتاح الفرصة لتدخل الشرطة وابعاد الناخبين بما فيهم المراقبين ؛ وكذلك تم تخويف الناخبين بمنطة الغابة بالشمالية ؛ وفي هيا تم طرد المراقبين ووكلاء المرشحين واجبرتهم سلطات الامن علي مغادرة المنطقة حتي تتيح الفرصة الكاملة لعمليات التزوير ان تتم بسلاسة ؛ اما في كردفان وتحديداً في المجلد منطقة دفره تم اعتقال احد وكلاء المرشحين ؛ وفي بعض المناطق الريفية النائية التي تجمع فيها الناخبين بكثافة اثار ممثلين المؤتمر الوطني نوع من الفوضي التي ادت الي مغادرة كثير من الناخبين امكان مراكز الاقتراع دون ان يدلوا باصواتهم ؛ خوفاً من وقوع اشتباكات في ظل الجو المشحون بالغبن.







باب سجل الاموات :

في احدي الدوائر الانتخابية اتت المفوضية بسجلات تحمل مئات من اسماء الموتي الذين توفوا منذ سنين مضت ؛ ولكن المفوضية اتت بهذا الاسماء كي يصوت الاموات او من ينوب عنهم في الانتخابات.



باب التصويت من دون سجل انتخابي :

في بعض الدوائر اشهرها منطقة السوكي صوت الناخبين من دون وجود سجل اِنتخابي

باب حشو الصناديق :

لم تكن حالة الشرق التي تم ضبطها وتصويرها بالفيديو ونقلتها كافة وسائل الاعلام هي الحالة الوحيدة التي شهدة حشو الصناديق من قبل موظفي المفوضية ؛ ولكن تكررة هذه الحالة في عشرات المراكز الانتخابية ؛ خاصة في المناطق النائية عن المركز والتي لم يصل اليها المراقبون.

باب سيناريو الملائة عا
ميرغني ابراهيم
ميرغني ابراهيم
المشرف العام

المشرف العام

عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى