مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
الجنقو مسامير الأرض
4 مشترك
أصحاب جد كوم :: المنتديات العامة :: الثقافة :: القصة
صفحة 1 من اصل 1
الجنقو مسامير الأرض
قالت له الشامة
- أُمُك الليلة طلعوها خدمة في بيت المأمور، أنا ما عارفة المأمور دا عايز منها شنو ما عايز يخليها في حالها.
(ما حأغسل الصُحانة.)
قال ود أمونة مُصدراً أمراً لنفسه.
طباخ السجن النحيف صاحب الأصابع الطويلة واليدين الممسكتين دائماً بالكمُشَةَ أو المِفْرَاكَة، كان يرى في ود أمونة مستقبل طباخ ماهر.
( ود أمُونة يشبهني في أشياء كثيرة عندما كنت طفلاً كنت مثله وسيماً وسميناً وكسولاً وكثير الشجار مع الأطفال ولكني أيضاً كنت أحب أن أكون في صحبة النساء مثله تماماً)
أكثر ما لا يُحبه ود أمونة في طباخ السجن، بالإضافة إلى أطباقه التي دائماً ما تحتاج إلى من يغسلها من الويكة ودهن إدام القرع، أن طباخ السجن: ما كُويس.
بالأمس ، بعد أن فرغ ود أمونة من غسيل الأطباق ورصها بانتظام على دولاب الحديد طلب منه طباخ السجن أن يلعبا (طُرة كِتابة)، قال له طباخ السجن
- كان غلبتني، تديني بُوسَة، وكان غلبتك أديك بُوسَة.
وبصق سَفّة الصعوط جانباً قرب قدر كبير على الفحم، وبحركة بهلوانية أخرج قطعة عملة من الحديد الفضي، أطارها في الهواء، ثم تلقاها بكفه، وبسرعة البرق أغلق عليها بكل أصابعه واضعاً في نفس اللحظة ابتسامة على طول وعرض فمه الكبير، بين أسنان صفراء متفرقة بارزة، سأل ود أمونة
- طُرة ولاّ كِتابة؟
أطار بعض رذاذ البصاق في الهواء، سقط بعضه على وجه ود أمونة، مسحه بباطن كفه في قرف.
( أكثر ما أكرهه في هذا الشخص؛ شفاهه المبتلة دائماً بالبصاق ورائحة الصعوط.)
قالت له الشامة وهي تعيد نظم ضفيرة من الشعر المستعار على رأسها
- أمك حتجي بعد كدا،المأمور كَرّهها الدنيا.. إنت عارف ملابسه وملابس أولاده وبناته، وحتى جيرانه. والله أنا شاكة في إنو قاعد يأخد عمولة من الناس في الغسيل.. أمك لو بقت مكنة غسيل حتنتهي.. ولكن هانت.. باقي لينا كلنا السنة دي بس، أمك باقي ليها ستة شهور، هانت يا ولدي.
قال له ود أمونة، بصورة نهائية وقاطعة
- أنا ما عايز ألعب معاك طُرة كتابة.
- كويس، تعال أديك بُوسة.
- ما عايز، لا تديني بُوسَة ولا أديك بُوسَة.
- كويس، لمّان يجي الصول ويشوف الكُباية الكسرتها تعرف حاجة.
- حأكلم أمي.
قال الجاويش، طباخ السجن مستهتراً
- أمك تعمل شنو، خليها تقدر على نفسها.
ثم أضاف بلين.
- بطنك بتملاها من وين؟ تعال يا ود أمونة،أديني بُوسَة أو شيل مني بُوسَة زي ما تدور.
عندما ينتصف نهار السجن، تسمع طقطقة الزنك كأنها فرقعة عبوات رصاص صغيرة تقدح جماح العرق النسواني التعب المتبل بفطر إبطهن وعاناتهن، رائحة البلاط وزنخ شعر الرأس المُلبّكْ بالأسطبة والجورسي القديم، وطنين الزُبابات مختلطاً بقهقهة السجانين، نداء الجاويش المسجوع من حين لآخر
- مُوية يا بنات...... الموية.
أخرجت الشامة مكافأة صغيرة من مطبقتها وقدمتها لود أمونة نظير متعة التفلية وعربون خدمة قد تطلبها منه في يومٍ ما، العنبر الطويل يحتوى على عشرين سيدة، عجوزتان اتهمتا قبل عشر سنوات ماضية بحيازة جوالين من الحشيش، صبية جميلة رقيقة اعتادت سرقة الذهب والمجوهرات، أمه بائعة عرقي البلح وقد ضاعف قاضٍ غيور على الدين العقوبة عليها سبع مرات لأنها لم تقلع عن الفعل الحرام طالما جلدت مراراً، وغرمت تكراراً وسجنت شهوراً كثيرة متفرقات، الشامة اتهمت بقتل زوجها وتقول إنه شرب الصبغة مع عصير البرتقال من تلقاء نفسه غيرة عليها وأخريات، وأخريات،وأخريات. لكن ود أمونة كان لا يهتم بغير واحدة لا يعرف كم عمرها ولا يفهم طبيعة جريمتها، كانت قليلة الكلام، تغني دائماً بصوتها الشجي وتحكي له قصصاً طويلة تقصر عليه الانتظار الطويل بالسجن، ولو أنها كانت تقضي فترات طويلة، مريضة طريحة بلاط العنبر إلا أنها كانت الأكثر مرحاً، هادئة وطيبة لينة وصبور، أمه لا ترغب في أن يتقرب إلى العازة.
- يا ولد أخير ليك تختى الشرموطة دي.
وذلك أمام عازة مباشرة وفي حضرة من حضر، لا يهم، تضحك عازة وتجلس على الأرض، (طلب مني أن أركب في ظهرها وفي قفزة سريعة أركب، تنهض بي بالرغم من أرجلي الطويلة تجري بي في الفراغ الذي يقع بين العنبرين.)
وعندما دخل الجاويش فجأة المطبخ، ارتبك الطباخ ،أمر ود أمونة بأن يذهب إلى عنبر الرجال ويحضر الأواني الفارغة.
- بسرعة يا ولد.
وهرب ود أمونة نحو عنبر الرجال.
أدخل هدية الشامة سريعاً في جيبه ثم تحسسها بكف يده اليمنى ليتأكد من استقرارها هناك، باسته على خده قائلة
- أجري غسِّل يديك، عايز تاكل بيهم كدا.
عندما يضع هدية الشامة في علبة التوفير مع ما وفره من هدايا المسجونين والمسجونات وحتى الطباخ نفسه والعساكر، يكون قد تمكن من مبلغ لا يعرف قدره ولكنه يزداد يومياً، ببطء،ولكنه لا ينقص، حتى عندما يرسلونه إلى الدكان القريب أو السوق لإحضار تمباك أو علبة سجائر أو ما شابه ذلك ويطلبون منه الاحتفاظ بالباقي، فهو يبخل على نفسه بقطعة من الحلوى الكثيرة الشهية التي تطل عليه من بين الأرفف والطبليات وفي أيدي الأطفال الذين في عمره، كان يعرف أيضاً المساجين الذين في عنبر الرجال، قد تتغير الأوجه يومياً ولكن المساجين الجدد يُعرفون في اليوم الأول لقدومهم، بالاسم والقبيلة والجريمة والمدينة والقرية والشهرة، جمع بسرعة الأواني التي دفع بها السجناء خارج زنزاناتهم أو عنابرهم ثم أخذ ما يستطيع حمله على جسده الصغير ومضى به نحو المطبخ- كان الصول ما يذال هناك، وعندما رأي ود أمونة يترنح تحت ثقل الأواني صرخ في وجه الطباخ،
إنت عايز تقتل ود المرا دي ولا شنو؟-
فأسرع الطباخ في تناول الأواني من على كتف ود أمونة وهو يعتذر بهمهمة غير مفهومة.
قال لود أمونة بود
يلا أجري العنبر، أمك في انتظارك، تكون جات من الخدمة.-
قال ود أمونة للشامة
أنا ماشي لعازة. -
ردت له في شماتة
إنت ما عارف إنو دخلوها الزنزانة.-
عارف ووديت ليها موية قبيل، مسكينة عازة.-
قالت بصورة حادة
- ما مسكينة ولا حاجة،عازة دي مجرمة.
قال ود أمونة مستغرباً
-مالها، عملت شنو؟ قالت لي هي ما عملت أيّ شئ.
قالت الشامة
. لقوا عندها ممنوعات-
عندها استطاع أن يربط ود أمونة أحداث قبل الأمس، بأحداث يوم أمس بما سمعه اليوم من الشامة.
أحداث أول الأمس.
كانت عازة تحت الحائط الشرقي، لسنا بعيدين عن بُرج المراقبة، حيث كان السجان بريمة بين وقت وآخر يتبادل الكلمات مع العازة وأيضاً السجائر، حدثتني العازة عن أمانة تخصها عند امرأة في الحُمرة بأثيوبيا، وأن المرأة جاءت من هناك، وهي الآن في القضارف ولم تجد طريقة لإحضار الأمانة لها في السجن، لأنها تخاف من البوليس ولها سوابق كثيرة، ثم أضافت ضاحكة
سُمْعَتها سيئة. -
أحسَّ ود أمونة حقيقة بارتباك في تفكيره عند سماعه الجملة الأخيرة (سُمْعَتها سيئة)، ولم يفهم لهذه الجملة معنى محدداً ولكنه، ابتسم واقترح في نفسه أن لها معنى مثل جملة الطعام الفاسد، تجاوز ذلك، أو لم يستطع أن يتجاوز ذلك، قال لها:
يعني مالها؟-
قالت له
!! يعني-
و أحنت رقبتها الطويلة بطريقة عقدت المعنى، ثم أضافت
سجنوها كم مرة.-
زي أمي كدا. -
قالت بسرعة
. أمك مسكينة ما عندها حاجة غير عرقي بلح بس ولكن القاضي قاصدها-
قذف بريمة للعازة بعلبة سجائر برنجي، سقطت على حجرها مباشرة، وعندما نظرت إليه غمز لها بعينه اليُسرى، فضحكت وضحك، ضمتني عازة إلى صدرها بشدة إلى أن شممت رائحة إبطها وقالت لي هامسة
تساعدني يا ود أمونة.-
كيف؟-
تجيب لي الأمانة من ألم قَشي؟-
ألم قشي؟ -
- إنت ما قلت لي مرا من الحُمرة.
؟ أيوه، إنت ما عارف إنو ألم قشي من الحُمرة-
أضاف في استسلام
- وين ألاقيها؟
قالت وهي تحك بأظافرها سيخ الباب
. في موقف الشُواك -
وكيف أطلع؟ -
قالت لي مبتسمة
- ساهلة، لما يرسلك الطباخ للسجائر زي كل يوم، تقوم جاري لموقف الشواك وتلقاها هناك منتظراك، الكلام دا بعدين، بعد صلاة الضهر. زي كل يوم.
؟ لو ما رسلني الليلة-
قالت بثقة
. حيرسلك، دَخِّلْ الأمانة هنا-
- وين؟
. هنا، هنا-
ولا يدري، أحدث هذا صُدْفَة أم عِنيّة، ولكن استقرت كفها هنالك لوقت خبيث لا بأس به، وقبل أن تشرح له أكثر قرصته برقة فيه، رقة وحشية غامضة، رقة أكثر.
ما حدث بالأمس.
اعتاد ود أمونة أن ينام مع أمه في ذات السرير، أو هي كانت تصرّ على ذلك، ربما خوفها الشديد عليه له ما يبرره، خوفها من الجميع دون فرز، مسجونات ومسجونين، سجانين وعمال سجن، لم يكن هو الطفل الوحيد الذي في صحبة أمه بالسجن، بل كانت هناك ثلاث طفلات، ولكنهن رضيعات ولا يعرفن شيئاً، بل لا يمكن اصابتهن بمكروه ظاهر، لكن طفلها، ود أمونة، طفل التاسعة في خطر دائم من الجميع، لأسباب أهمها أن لإبنها جسداً أكبر من عمره وأنه رغم البؤس وسوء الطعام مع قلته، له جسدٌ سمينٌ وساقان طويلتان مما يجعله أكبر من عمره بكثير، وإذا أضافت إلى ذلك وسامته، فإن الأمر يبدو واضحاً وجليا.ًأمه، تعرف أن الطباخ منحرف، وأنه يتقرب إلى إبنها وقالت لنفسها
- إذا لمس الولد ده لمسة، لمسة حأكتلوا كتلة يتحدث بها الناس إلي يوم القيامة ولكنها تخاف عليه أيضاً من النساء ولو أنه لم يبلغ الحلم بعد ولكنها تعرف أنهن يعرفن كيف يستخدمنه.
ولقد خاطبتهن على ملأ
- أسْمَعنْ يا شراميط هيييي، اليوم الألقى فِيهُ ولدي دا مع واحدة، حأرسلها الآخرة.
ضحكن؛ غِظنها بقولهن إنهن سيفعلن، وإنها فرصة له ليتدرب، ولكنهن في باطن عقولهن،كن يعرفن أنها جادة في قولها وأنها ستفعل.
عندما استيقظت أمه استيقظ، في الحق استيقظ العنبر كله على جَلَبَةِ مصدرها عراك في عنبر الرجال، السبب البنقو.
؟ البنقو-
وكعادة السجانين أنهم يتبعون أقصر الطرق للحصول على الحقيقة وهي الضرب المبرح والقرص بالزردية، لذا لم يستغرق الأمر طويلاً، جاء جاويش يُسمى غلبة إلي عنبر النساء، أمسك بيد عازة، أوقِفَتْ، ثم صُفِعَتْ في وجهها بكف كبير قبل أن يقول لها غلبةُ:
. أرح وراي-
قال ود أمونة للشامة وقد استدرك الأشياء كلها، وربط بينها
. البنقو، مش كدا-
قالت له الشامة
. أيوه، البنقو-
سألها
جابته من وين؟-
قالت له
. أبت تعترف-
قال خائفاً
؟ وإذا دقوها حتعترف-
قالت له
. هم ضربوها ولكن العازة عنيدة، ولو كتلوها ما حتعترف-
جلس عند باب الزنزانة، كانت يدها على يده بين السيخ، قوية وواثقة ودافئة، كانت آثار الضرب واضحة على وجهها، اعتاد ود أمونة على هذه المناظر وما عادت تؤلمه كثيراً، فقد رأى أمه مراراً بوجه متورم وظهر متقيح بل شاهد ذات مرة الجاويش غلبة يتحرش جنسياً بوالدته وعندما أبعدته عن نفسها، قام بصفعها في وجهها عدة مرات.
قال بصوت ضعيف مرتجف
. حيقبضوني-
ضحكت العازة مؤكدة له أن الشئ الذي أحضره من ألم قشي ليس هو البنقو ولا شئ ممنوع وفتحت له كيساً كان قربها وأخرجت منه لفافة، هي ذات اللفافة التي أحضرها، مدتها إليه قائلة
. افتحها-
أبعد يديه في خوف
. لا-
. أقول ليك شوف فيها شنو، عشان تتأكد-
وعندما رفض وحاول أن يهرب، قامت بفضها، فلم يكن بها سوى قطن طبي، قالت له
- قطن، قطن تحتاج ليهُ النُسوان، وهو ممنوع في السجن لأن المساجين بيعملوا منه قنابل بالبنزين.
لم يقتنع ود أمونة ولكنه أحس براحة نفسية عميقة، قالت له
- أنا ما بعت أي بنقو للمساجين- ولا يحزنون- وما تخاف عليّ ولا على نفسك-
قبل غروب الشمس بقليل جاءت أمه، كان قد استحم وغسل جُلبابه الآخر وحذاءه البلاستيكي وانتظرها راقداً على السرير، كاد أن ينام، رمت عليه كيساً صغيراً به تفاحة وقطعة حلاوة المولد، ورغيف وطحنية.
- الليلة اشتغلنا غسيل في بيت المأمور، غسلنا ملابس ناس الحِلة كُلها.
(-------) -
قالت له أمه في حنية وهي تمسح رأسه بكفها
؟ كنت وين بالنهار؟ رسلوك للدكان والسوق-
. غسلت العدة للطباخ واتونست مع عازة، لو شفتي يا أمي دقوها دق-
قالت أمونة جملة واحدة ورمت بنفسها على السرير قربه
. تستاهل-
؟ ليه يا أمي-
؟ البت دي قليلة أدب شوية، الوداها تبيع البنقو شنو-
قال دون تركيز
. يا أمي هي عندها قطن مش بنقو-
قالت مستغربة
؟ قطن شنو؟ في قطن يبيعوه-
. والله أنا شُفتُهُ-
. إنت ما عايز تختى الزولة دي، أنا مش قلت ليك ما تكون معاها-
سكت ود أمونة قليلاً، بدأ يقضم جزءاً كبيراً من التفاحة، أكلها باستمتاع ظاهر، قال
. كل يوم جيبي لي تفاحة-
.. بجد حاجة روعة تستاهل أي زول يقراها......
- أُمُك الليلة طلعوها خدمة في بيت المأمور، أنا ما عارفة المأمور دا عايز منها شنو ما عايز يخليها في حالها.
(ما حأغسل الصُحانة.)
قال ود أمونة مُصدراً أمراً لنفسه.
طباخ السجن النحيف صاحب الأصابع الطويلة واليدين الممسكتين دائماً بالكمُشَةَ أو المِفْرَاكَة، كان يرى في ود أمونة مستقبل طباخ ماهر.
( ود أمُونة يشبهني في أشياء كثيرة عندما كنت طفلاً كنت مثله وسيماً وسميناً وكسولاً وكثير الشجار مع الأطفال ولكني أيضاً كنت أحب أن أكون في صحبة النساء مثله تماماً)
أكثر ما لا يُحبه ود أمونة في طباخ السجن، بالإضافة إلى أطباقه التي دائماً ما تحتاج إلى من يغسلها من الويكة ودهن إدام القرع، أن طباخ السجن: ما كُويس.
بالأمس ، بعد أن فرغ ود أمونة من غسيل الأطباق ورصها بانتظام على دولاب الحديد طلب منه طباخ السجن أن يلعبا (طُرة كِتابة)، قال له طباخ السجن
- كان غلبتني، تديني بُوسَة، وكان غلبتك أديك بُوسَة.
وبصق سَفّة الصعوط جانباً قرب قدر كبير على الفحم، وبحركة بهلوانية أخرج قطعة عملة من الحديد الفضي، أطارها في الهواء، ثم تلقاها بكفه، وبسرعة البرق أغلق عليها بكل أصابعه واضعاً في نفس اللحظة ابتسامة على طول وعرض فمه الكبير، بين أسنان صفراء متفرقة بارزة، سأل ود أمونة
- طُرة ولاّ كِتابة؟
أطار بعض رذاذ البصاق في الهواء، سقط بعضه على وجه ود أمونة، مسحه بباطن كفه في قرف.
( أكثر ما أكرهه في هذا الشخص؛ شفاهه المبتلة دائماً بالبصاق ورائحة الصعوط.)
قالت له الشامة وهي تعيد نظم ضفيرة من الشعر المستعار على رأسها
- أمك حتجي بعد كدا،المأمور كَرّهها الدنيا.. إنت عارف ملابسه وملابس أولاده وبناته، وحتى جيرانه. والله أنا شاكة في إنو قاعد يأخد عمولة من الناس في الغسيل.. أمك لو بقت مكنة غسيل حتنتهي.. ولكن هانت.. باقي لينا كلنا السنة دي بس، أمك باقي ليها ستة شهور، هانت يا ولدي.
قال له ود أمونة، بصورة نهائية وقاطعة
- أنا ما عايز ألعب معاك طُرة كتابة.
- كويس، تعال أديك بُوسة.
- ما عايز، لا تديني بُوسَة ولا أديك بُوسَة.
- كويس، لمّان يجي الصول ويشوف الكُباية الكسرتها تعرف حاجة.
- حأكلم أمي.
قال الجاويش، طباخ السجن مستهتراً
- أمك تعمل شنو، خليها تقدر على نفسها.
ثم أضاف بلين.
- بطنك بتملاها من وين؟ تعال يا ود أمونة،أديني بُوسَة أو شيل مني بُوسَة زي ما تدور.
عندما ينتصف نهار السجن، تسمع طقطقة الزنك كأنها فرقعة عبوات رصاص صغيرة تقدح جماح العرق النسواني التعب المتبل بفطر إبطهن وعاناتهن، رائحة البلاط وزنخ شعر الرأس المُلبّكْ بالأسطبة والجورسي القديم، وطنين الزُبابات مختلطاً بقهقهة السجانين، نداء الجاويش المسجوع من حين لآخر
- مُوية يا بنات...... الموية.
أخرجت الشامة مكافأة صغيرة من مطبقتها وقدمتها لود أمونة نظير متعة التفلية وعربون خدمة قد تطلبها منه في يومٍ ما، العنبر الطويل يحتوى على عشرين سيدة، عجوزتان اتهمتا قبل عشر سنوات ماضية بحيازة جوالين من الحشيش، صبية جميلة رقيقة اعتادت سرقة الذهب والمجوهرات، أمه بائعة عرقي البلح وقد ضاعف قاضٍ غيور على الدين العقوبة عليها سبع مرات لأنها لم تقلع عن الفعل الحرام طالما جلدت مراراً، وغرمت تكراراً وسجنت شهوراً كثيرة متفرقات، الشامة اتهمت بقتل زوجها وتقول إنه شرب الصبغة مع عصير البرتقال من تلقاء نفسه غيرة عليها وأخريات، وأخريات،وأخريات. لكن ود أمونة كان لا يهتم بغير واحدة لا يعرف كم عمرها ولا يفهم طبيعة جريمتها، كانت قليلة الكلام، تغني دائماً بصوتها الشجي وتحكي له قصصاً طويلة تقصر عليه الانتظار الطويل بالسجن، ولو أنها كانت تقضي فترات طويلة، مريضة طريحة بلاط العنبر إلا أنها كانت الأكثر مرحاً، هادئة وطيبة لينة وصبور، أمه لا ترغب في أن يتقرب إلى العازة.
- يا ولد أخير ليك تختى الشرموطة دي.
وذلك أمام عازة مباشرة وفي حضرة من حضر، لا يهم، تضحك عازة وتجلس على الأرض، (طلب مني أن أركب في ظهرها وفي قفزة سريعة أركب، تنهض بي بالرغم من أرجلي الطويلة تجري بي في الفراغ الذي يقع بين العنبرين.)
وعندما دخل الجاويش فجأة المطبخ، ارتبك الطباخ ،أمر ود أمونة بأن يذهب إلى عنبر الرجال ويحضر الأواني الفارغة.
- بسرعة يا ولد.
وهرب ود أمونة نحو عنبر الرجال.
أدخل هدية الشامة سريعاً في جيبه ثم تحسسها بكف يده اليمنى ليتأكد من استقرارها هناك، باسته على خده قائلة
- أجري غسِّل يديك، عايز تاكل بيهم كدا.
عندما يضع هدية الشامة في علبة التوفير مع ما وفره من هدايا المسجونين والمسجونات وحتى الطباخ نفسه والعساكر، يكون قد تمكن من مبلغ لا يعرف قدره ولكنه يزداد يومياً، ببطء،ولكنه لا ينقص، حتى عندما يرسلونه إلى الدكان القريب أو السوق لإحضار تمباك أو علبة سجائر أو ما شابه ذلك ويطلبون منه الاحتفاظ بالباقي، فهو يبخل على نفسه بقطعة من الحلوى الكثيرة الشهية التي تطل عليه من بين الأرفف والطبليات وفي أيدي الأطفال الذين في عمره، كان يعرف أيضاً المساجين الذين في عنبر الرجال، قد تتغير الأوجه يومياً ولكن المساجين الجدد يُعرفون في اليوم الأول لقدومهم، بالاسم والقبيلة والجريمة والمدينة والقرية والشهرة، جمع بسرعة الأواني التي دفع بها السجناء خارج زنزاناتهم أو عنابرهم ثم أخذ ما يستطيع حمله على جسده الصغير ومضى به نحو المطبخ- كان الصول ما يذال هناك، وعندما رأي ود أمونة يترنح تحت ثقل الأواني صرخ في وجه الطباخ،
إنت عايز تقتل ود المرا دي ولا شنو؟-
فأسرع الطباخ في تناول الأواني من على كتف ود أمونة وهو يعتذر بهمهمة غير مفهومة.
قال لود أمونة بود
يلا أجري العنبر، أمك في انتظارك، تكون جات من الخدمة.-
قال ود أمونة للشامة
أنا ماشي لعازة. -
ردت له في شماتة
إنت ما عارف إنو دخلوها الزنزانة.-
عارف ووديت ليها موية قبيل، مسكينة عازة.-
قالت بصورة حادة
- ما مسكينة ولا حاجة،عازة دي مجرمة.
قال ود أمونة مستغرباً
-مالها، عملت شنو؟ قالت لي هي ما عملت أيّ شئ.
قالت الشامة
. لقوا عندها ممنوعات-
عندها استطاع أن يربط ود أمونة أحداث قبل الأمس، بأحداث يوم أمس بما سمعه اليوم من الشامة.
أحداث أول الأمس.
كانت عازة تحت الحائط الشرقي، لسنا بعيدين عن بُرج المراقبة، حيث كان السجان بريمة بين وقت وآخر يتبادل الكلمات مع العازة وأيضاً السجائر، حدثتني العازة عن أمانة تخصها عند امرأة في الحُمرة بأثيوبيا، وأن المرأة جاءت من هناك، وهي الآن في القضارف ولم تجد طريقة لإحضار الأمانة لها في السجن، لأنها تخاف من البوليس ولها سوابق كثيرة، ثم أضافت ضاحكة
سُمْعَتها سيئة. -
أحسَّ ود أمونة حقيقة بارتباك في تفكيره عند سماعه الجملة الأخيرة (سُمْعَتها سيئة)، ولم يفهم لهذه الجملة معنى محدداً ولكنه، ابتسم واقترح في نفسه أن لها معنى مثل جملة الطعام الفاسد، تجاوز ذلك، أو لم يستطع أن يتجاوز ذلك، قال لها:
يعني مالها؟-
قالت له
!! يعني-
و أحنت رقبتها الطويلة بطريقة عقدت المعنى، ثم أضافت
سجنوها كم مرة.-
زي أمي كدا. -
قالت بسرعة
. أمك مسكينة ما عندها حاجة غير عرقي بلح بس ولكن القاضي قاصدها-
قذف بريمة للعازة بعلبة سجائر برنجي، سقطت على حجرها مباشرة، وعندما نظرت إليه غمز لها بعينه اليُسرى، فضحكت وضحك، ضمتني عازة إلى صدرها بشدة إلى أن شممت رائحة إبطها وقالت لي هامسة
تساعدني يا ود أمونة.-
كيف؟-
تجيب لي الأمانة من ألم قَشي؟-
ألم قشي؟ -
- إنت ما قلت لي مرا من الحُمرة.
؟ أيوه، إنت ما عارف إنو ألم قشي من الحُمرة-
أضاف في استسلام
- وين ألاقيها؟
قالت وهي تحك بأظافرها سيخ الباب
. في موقف الشُواك -
وكيف أطلع؟ -
قالت لي مبتسمة
- ساهلة، لما يرسلك الطباخ للسجائر زي كل يوم، تقوم جاري لموقف الشواك وتلقاها هناك منتظراك، الكلام دا بعدين، بعد صلاة الضهر. زي كل يوم.
؟ لو ما رسلني الليلة-
قالت بثقة
. حيرسلك، دَخِّلْ الأمانة هنا-
- وين؟
. هنا، هنا-
ولا يدري، أحدث هذا صُدْفَة أم عِنيّة، ولكن استقرت كفها هنالك لوقت خبيث لا بأس به، وقبل أن تشرح له أكثر قرصته برقة فيه، رقة وحشية غامضة، رقة أكثر.
ما حدث بالأمس.
اعتاد ود أمونة أن ينام مع أمه في ذات السرير، أو هي كانت تصرّ على ذلك، ربما خوفها الشديد عليه له ما يبرره، خوفها من الجميع دون فرز، مسجونات ومسجونين، سجانين وعمال سجن، لم يكن هو الطفل الوحيد الذي في صحبة أمه بالسجن، بل كانت هناك ثلاث طفلات، ولكنهن رضيعات ولا يعرفن شيئاً، بل لا يمكن اصابتهن بمكروه ظاهر، لكن طفلها، ود أمونة، طفل التاسعة في خطر دائم من الجميع، لأسباب أهمها أن لإبنها جسداً أكبر من عمره وأنه رغم البؤس وسوء الطعام مع قلته، له جسدٌ سمينٌ وساقان طويلتان مما يجعله أكبر من عمره بكثير، وإذا أضافت إلى ذلك وسامته، فإن الأمر يبدو واضحاً وجليا.ًأمه، تعرف أن الطباخ منحرف، وأنه يتقرب إلى إبنها وقالت لنفسها
- إذا لمس الولد ده لمسة، لمسة حأكتلوا كتلة يتحدث بها الناس إلي يوم القيامة ولكنها تخاف عليه أيضاً من النساء ولو أنه لم يبلغ الحلم بعد ولكنها تعرف أنهن يعرفن كيف يستخدمنه.
ولقد خاطبتهن على ملأ
- أسْمَعنْ يا شراميط هيييي، اليوم الألقى فِيهُ ولدي دا مع واحدة، حأرسلها الآخرة.
ضحكن؛ غِظنها بقولهن إنهن سيفعلن، وإنها فرصة له ليتدرب، ولكنهن في باطن عقولهن،كن يعرفن أنها جادة في قولها وأنها ستفعل.
عندما استيقظت أمه استيقظ، في الحق استيقظ العنبر كله على جَلَبَةِ مصدرها عراك في عنبر الرجال، السبب البنقو.
؟ البنقو-
وكعادة السجانين أنهم يتبعون أقصر الطرق للحصول على الحقيقة وهي الضرب المبرح والقرص بالزردية، لذا لم يستغرق الأمر طويلاً، جاء جاويش يُسمى غلبة إلي عنبر النساء، أمسك بيد عازة، أوقِفَتْ، ثم صُفِعَتْ في وجهها بكف كبير قبل أن يقول لها غلبةُ:
. أرح وراي-
قال ود أمونة للشامة وقد استدرك الأشياء كلها، وربط بينها
. البنقو، مش كدا-
قالت له الشامة
. أيوه، البنقو-
سألها
جابته من وين؟-
قالت له
. أبت تعترف-
قال خائفاً
؟ وإذا دقوها حتعترف-
قالت له
. هم ضربوها ولكن العازة عنيدة، ولو كتلوها ما حتعترف-
جلس عند باب الزنزانة، كانت يدها على يده بين السيخ، قوية وواثقة ودافئة، كانت آثار الضرب واضحة على وجهها، اعتاد ود أمونة على هذه المناظر وما عادت تؤلمه كثيراً، فقد رأى أمه مراراً بوجه متورم وظهر متقيح بل شاهد ذات مرة الجاويش غلبة يتحرش جنسياً بوالدته وعندما أبعدته عن نفسها، قام بصفعها في وجهها عدة مرات.
قال بصوت ضعيف مرتجف
. حيقبضوني-
ضحكت العازة مؤكدة له أن الشئ الذي أحضره من ألم قشي ليس هو البنقو ولا شئ ممنوع وفتحت له كيساً كان قربها وأخرجت منه لفافة، هي ذات اللفافة التي أحضرها، مدتها إليه قائلة
. افتحها-
أبعد يديه في خوف
. لا-
. أقول ليك شوف فيها شنو، عشان تتأكد-
وعندما رفض وحاول أن يهرب، قامت بفضها، فلم يكن بها سوى قطن طبي، قالت له
- قطن، قطن تحتاج ليهُ النُسوان، وهو ممنوع في السجن لأن المساجين بيعملوا منه قنابل بالبنزين.
لم يقتنع ود أمونة ولكنه أحس براحة نفسية عميقة، قالت له
- أنا ما بعت أي بنقو للمساجين- ولا يحزنون- وما تخاف عليّ ولا على نفسك-
قبل غروب الشمس بقليل جاءت أمه، كان قد استحم وغسل جُلبابه الآخر وحذاءه البلاستيكي وانتظرها راقداً على السرير، كاد أن ينام، رمت عليه كيساً صغيراً به تفاحة وقطعة حلاوة المولد، ورغيف وطحنية.
- الليلة اشتغلنا غسيل في بيت المأمور، غسلنا ملابس ناس الحِلة كُلها.
(-------) -
قالت له أمه في حنية وهي تمسح رأسه بكفها
؟ كنت وين بالنهار؟ رسلوك للدكان والسوق-
. غسلت العدة للطباخ واتونست مع عازة، لو شفتي يا أمي دقوها دق-
قالت أمونة جملة واحدة ورمت بنفسها على السرير قربه
. تستاهل-
؟ ليه يا أمي-
؟ البت دي قليلة أدب شوية، الوداها تبيع البنقو شنو-
قال دون تركيز
. يا أمي هي عندها قطن مش بنقو-
قالت مستغربة
؟ قطن شنو؟ في قطن يبيعوه-
. والله أنا شُفتُهُ-
. إنت ما عايز تختى الزولة دي، أنا مش قلت ليك ما تكون معاها-
سكت ود أمونة قليلاً، بدأ يقضم جزءاً كبيراً من التفاحة، أكلها باستمتاع ظاهر، قال
. كل يوم جيبي لي تفاحة-
.. بجد حاجة روعة تستاهل أي زول يقراها......
نشوى- صاحب جديد
- عدد الرسائل : 10
تاريخ التسجيل : 06/10/2010
رد: الجنقو مسامير الأرض
فعلا الأخت نشوى تستحق القراءة ....سأحاول رفعها للتحميل ... لك الود.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 63
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: الجنقو مسامير الأرض
ميرغني ابراهيم كتب:
فعلا الأخت نشوى تستحق القراءة ....سأحاول رفعها للتحميل ... لك الود.
شكراً علي مرورك ميرغني إتمنى ليك تلقى زمن تقراها
نشوى- صاحب جديد
- عدد الرسائل : 10
تاريخ التسجيل : 06/10/2010
رد: الجنقو مسامير الأرض
جريئه يانشوى .....
الرشيد الريح نورالدين- مشرف
- عدد الرسائل : 458
تاريخ التسجيل : 09/12/2007
رد: الجنقو مسامير الأرض
نشوى كتب:ميرغني ابراهيم كتب:
فعلا الأخت نشوى تستحق القراءة ....سأحاول رفعها للتحميل ... لك الود.
شكراً علي مرورك ميرغني إتمنى ليك تلقى زمن تقراها
الحقيقة أني قرأتها قبل زمن ليس بقصير ... يتحدث في الرواية / عبد العزيز بركة ساكن عن الجنقو وحياتهم القاسية نهارا واللاهية ليلا.. ولذلك قلت سابقا بأنها تستحق القراءة .... لك الود.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 63
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
رد: الجنقو مسامير الأرض
أجمل مافيها أنها تعكس قدرة الإنسان البسيط على التعايش مع ظروفه القاسية ومقدرته علي الإستمتاع بها وعزيمته في الإستمرار ومواصلة الحياةميرغني ابراهيم كتب:نشوى كتب:ميرغني ابراهيم كتب:
فعلا الأخت نشوى تستحق القراءة ....سأحاول رفعها للتحميل ... لك الود.
شكراً علي مرورك ميرغني إتمنى ليك تلقى زمن تقراها
الحقيقة أني قرأتها قبل زمن ليس بقصير ... يتحدث في الرواية / عبد العزيز بركة ساكن عن الجنقو وحياتهم القاسية نهارا واللاهية ليلا.. ولذلك قلت سابقا بأنها تستحق القراءة .... لك الود.
نشوى- صاحب جديد
- عدد الرسائل : 10
تاريخ التسجيل : 06/10/2010
رد: الجنقو مسامير الأرض
الرشيد الريح نورالدين كتب:جريئه يانشوى .....
امرحبا الرشيد ..
الجرأة في شنو!!!!!!!
نشوى- صاحب جديد
- عدد الرسائل : 10
تاريخ التسجيل : 06/10/2010
رد: الجنقو مسامير الأرض
الاخت نشوى نحن في إنتظار البقية , لو ممكن ارسالها pdf في رسالة خاصة او على اي ميلي الخاص ولك الشكر
بنوته- صاحب واعد
- عدد الرسائل : 49
تاريخ التسجيل : 07/10/2010
أصحاب جد كوم :: المنتديات العامة :: الثقافة :: القصة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد فبراير 01, 2015 9:13 am من طرف عواد عمر
» الفنان رمضان حسن
الأحد مارس 09, 2014 11:33 am من طرف عواد عمر
» مذكرات بيل كلينتون
الخميس أكتوبر 17, 2013 9:42 pm من طرف الميزر
» صور اعجبتني
السبت يونيو 15, 2013 6:10 am من طرف فاطمة
» نكات اسحابي
الإثنين يونيو 03, 2013 1:34 am من طرف محمد الساهر
» أخطر 3 شهادات عن هروب مرسى من السجن
الخميس مايو 30, 2013 10:42 pm من طرف عازة
» من روائع الشاعر جمال بخيت
الخميس مايو 30, 2013 10:18 pm من طرف عازة
» إطلاق نــار على الفريق "سـامي عنان
الخميس مايو 02, 2013 9:00 am من طرف محمد الساهر
» عاجل..أبو تريكة فى العناية المركزة
الخميس مايو 02, 2013 8:33 am من طرف محمد الساهر
» وقفة مع البافاري : مشروع أفضل فريق يقطع الكرات
الخميس مايو 02, 2013 8:21 am من طرف محمد الساهر
» 10 أطعمة تعرضك للإصابة بمرض السرطان
الخميس مايو 02, 2013 5:18 am من طرف محمد الساهر
» أسهل وأحدث 10 طرق لإنقاص وزنك في أقل من 10 دقائق
الخميس مايو 02, 2013 1:39 am من طرف عازة
» القدرات النفسيه
الخميس مايو 02, 2013 1:11 am من طرف محمد الساهر
» تنمية قدرات العقل
الخميس مايو 02, 2013 1:08 am من طرف محمد الساهر
» مصر: تطبيق الحد الأقصى والأدنى للأجور في مايو
الخميس مايو 02, 2013 12:58 am من طرف محمد الساهر
» السجن مدى الحياة لـ"بن على" و10 لوزير داخليته
الخميس مايو 02, 2013 12:38 am من طرف سيدورف
» فتح النار على باسم يوسف لاستضافته مغنيا شاذا
الخميس مايو 02, 2013 12:32 am من طرف سيدورف
» مورينيو والريال.. قصة موت معلن؟
الخميس مايو 02, 2013 12:16 am من طرف سيدورف
» رئيس برشلونة يعترف بتفوق بايرن.. وفخور بلاعبيه
الخميس مايو 02, 2013 12:12 am من طرف سيدورف
» فساتين الزفاف
الثلاثاء أبريل 30, 2013 3:22 am من طرف عازة