الوداع الطويل المرايا .. والسلالم... والخبايا

الوداع الطويل
المرايا .. والسلالم... والخبايا


شعر : هاشم صديق

مع السلامة
.......
لا مناديل للوداع
لا مراكب
لا شُراع
........
لملمتَ أوراق
العُمُر
وحزمتَ فى صُرة
المتاع
لا بكيتِك
لا ضحَكت
لا اعترفت
ولا كتمت
ومش غريبة ؟!
لا مشيت
لا وقفت
لا قعدت
لا رقدت
بس صرت
من نارِك
بُخار
ومن مسام الباب
مرقت
وفى الفضا المسلول
سعلت
ومن رماد حزنك
بصقت

...........
مش عجيبة ؟
اخترت حُضنِك
استجرت
استكنت
و... انتحرت .
.........
عاينت يوماً
بين صوابْع الايد
صرخت
وانبهطت
فتشت لي كفك
بكيت
وين صوابعك
لا شبكتي
ولا شبكت ؟!
......
وفى خطوط الايد
نزحت
فتشت للضُل
البزازي
لى عيون
( نصّاً موازي )
وللحياة
فى هلاكاً احترازى
فتشت لي شجن
الحواري
لى ءابل صحراء
الضهاري
للأفق متروس
كباري
لى (عناقنا
وانصهارنا )
فى لحاف
ليل ( الطواري )
للجرايد
فى الشتا القارس
غَتا
تستر عَرَا
( ولاد المجاري )
لى نقز
خيل السواري
فى ضلوعنا
وصرخة الزمن
العُشاري .
.......
وما وجدتك
ما لمحتك .
.........
وانتظرتك
افترضتك
اعتبرتك
افتكرتك
تبقي ءانك
كون عوافي .
نجمة فى قفر
القواسي
دفرة فى وهَد
المسارب
نمّة فى ناي
المغارب
عُشّة من ( ماس )
الكهارب
خيل ينقُز
فى المضارب
سيف محفّّل
لى محارب
سُترة
فى غار المآسي .
..........
..........
افترضتك
اعتبرتك
افتكرتك
تبقي انك
رشّة فى الرمل
المعذّب
ضمة فى الزمن
المكهرب
صهوة الموجة
اليتيمة
بقَة فى شجن
الرتينة
رفقة فى شوك
المدينة
المنابع
المراجع
والحواشي .
الميادين
البساتين
الحرايق
والمطافي .
المواقف
العواصف
والمراسي .

افترضتك
اعتبرتك
انتظرتك
افتكرتك
.......
ولا حزنت
لا ندمت
.......
لا انكسرت
لا فترت
......
لا استقلت
لا انقسمت
......
اسْتَمّتَ عليك
ندهت
افترضتك
جاية فوق
صهوة سبيبة
من عجين أحزان
غريبة
تسْندي الزول
فى الملمة
تنفخي الروح
فى المغارة
تفتحي النور
بالاشارة
تَقْلبي الأتراح
بشارة
تحيلي غبن الناس
جسارة
تغمسي الأنة
الوحيدة
فى وهج دم
القصيدة
وفى هدير
أصوات ولمة
وترفعي العلم
المجرّح
فى العلالي
يلالي يفرح
ويرفعو التعظيم
غلابة
غنوا حالهم
بي مهابة
دقوا ناقوس
الكتابة
شنوا أوراد
الحرابة
من كل سكة
كلو حلة
كلو غابة
.......
كلو حتة
- يا حبيبة -
تمام نصابا .
مافي زولاً
ناسى تارو
وطافي نارو
وكاس سلامة .
مافي زولاً
باع كلامو
ودَس راسو
فى المواثيق
والتلافيق
والورق
خان جروح
أهل الخرَق
لا اعتذَارات
لا ندامة .
.........
نبني نشتل
بس بَعَد ما تقوم
قيامة
ينتهي ( العصر )
الرمادي
ينتصب عصر
اليتامي
وتبقي للناس
( اءلامامة ) .
.........
افترضتك
افتكرتك
انتظرتك
اعتبرتك
كم سألتي
وكم سمعت
كم لمحتي
وكم نظرت .
كم بديتي
وكم ختمت
ياما ملتي
وياما شلت
ياما قلتي
وكم فعلت
والوطن مربوع
وفارع
( الفِعِل ) ما ببقي
ماضي
ديمة يتجاسر
(مضارع ) .
.........
افترضتك
افتكرتك
انتظرتك
اعتبرتك
كم علمتي
وكم علمت
كم فهمتي
وكم فهمت
-الحُزُن جذر
الحقيقة
- المطر
شَرَك الحُفر
- الجَمُر ختم
السفر
والشجن سر
(الطريقة ).
- الحنين
دايماً انين
عَرْض السنين
ما بموت دقيقة
- الدموع
نَفَس الشموع
يهمي ويسارع
- الحفيف
خافت خفيف
لكنو بس
صَخَب المَزارع .
العَرَق
مرات ندي
- العناق ءابل
الهوي
السُكات
ما كان رضا
الركوع
ما بصير قضا
والضحك
غضب الشوارع .
........
وما لقيتك
ما لمحتك
فى التقاطيع
والمرايا
اتخنقتَ بعبرة
مُرة
حَتَلْتَ فى قعر
الدواية
انصلبت
على المسارح
لا مَشاهد
لا رواية
الا بس
جَرْح الرغيفة
وحنضل
الكسرة الرهيفة
الفراغ جوانا
صايم
من شرارة .
وكم عقيد
وكم امام
كم خليفة
فَتْفَت مِرِق
سقف الامارة
لا شطارة
لا بصارة
بس حقارة .
........
افترضتك
افتكرتك
انتظرتك
اعتبرتك
شطرة فى بيت
القضية
رجعة الأرض
القصية
من منافي الخنقة
فى سجن القوافي
وهجعة من فتراً
عوافى
وركزة
فى وسط اللهيب
أصلو ما بتكوس
حوافي
وانتفاضة
بدون تصاريح
من ( اماماً )
أو ( قيادة )
الضمير
هو النفير
و ( الجماهير )
هى السيادة
محل ما يرسي
موج النار
يقيف
مافى غُبناً
صحّا أُمة
الا كان عاتي
وعنيف
ما في حنضل
ضاقو غيرنا
ومين غِرِق
ياروحي
فى يم النزيف
غير حواري
والضهاري .
وياتو ضهراً
غير ضهرنا
اتقلّى
من سوط
( الطواري )
وياتو ليلاً
ما كَتَم نجمو
السواري
وياتو موجاً
من غلابة
ومن تعابة
ما فتح عِنوة
الكباري ؟
.......
افترضتك
عارفة كيف
الجوع فتر من ذلة
فى سوق الكلام.
.......
افتكرتك
شايفة
فاهمة
مافي فرقاً
بين (خليفة)
وبين (امام )
.......
اعتبرتك
واعية
دارية
مافي ورقاً
أدّى للوطن السلام
........
انتظرتك
نبقي صف
واحد عديل
ندّى للشعب
( التمام )
وللخلقنا
تبقي بس
أوراد سجودنا
والنوافل
والقيام .
.........
انتظرتك
عين فصيحة
و ( زول نصيحة )
عارفة
كضب القادة
عادة
والفصول
دايماً معادة
للمصالح والسيادة
ونحن سلّم
والسلام .
......
الا وين انتي
وزمانك
وين مكانك
والحضور.
انتظرتك
افتقدتك
فى رمال الرحلة
فى شوك الشهور
فى الجرايد
فى القصايد
الحنايا
الخبايا
والسفور .
.......
انتبهت
عاينت يوماً
بين صوابْع الايد
صرخت
وانبهطت
فتشت لي كفك
بكيت
وين صوابعك
لا شبكتىِ
ولا شبكت .
........
فتشت للضُل
البزازى
لى عيون
( نصاً موازي)
للحياة
فى هلاكا احترازي
للأفق متروس
كباري
لى (عناقنا
وانصهارنا )
فى لحاف
ليل ( الطواري ) .
............
وغبتي بالروح
والملامح
فى غبار
( عصر المصالح )
كم أميراً
وكم خليفة
وكم مناضل
وكم مقاتل
وكم همام
وكم امام
دايْر يصالح .
........
وانتفضت
عديل هتفت
- لو تقوم الدنيا
ما ممكن أصالح
..........
لا انكسرت
لا فترت
.......
لا استقلت
لا انقسمت

.......
ومش عجيبة ؟
صرت من نارك
بخار
من مسام الباب
مرقت
للفضا الواسع
طلعت
وبى خيوط الروح
هبطت
فى حُضن وطناً
مجّرح
استجرت
واستكنت .
........
مع السلامة
..........
لا مناديل للوداع
لا مراكب
لا شراع
.........
لملمت أوراق
العُمُر
وحزمت فى صُرة
المتاع
لا بكيتك
لا ضحكت
لا اعترفت
لا كتمت .
........
ومش غربية
فُتّ من حضنك
نجِضت
.......
ما انتحرت
.........
بس سِلِمْت .