دولار ..دولار ...وعناية الله والانقاذ

من طرف عاطف اسماعيل الأربعاء مايو 23, 2012 11:44 pm

يتوهم الأنقاذيون بأن ذاكرة الشعب السودانى ، كذاكرة الببغاء فى أُذنيه ! فيتبارون فى بث التصريحات الضبابيه ، والضجيج الإعلامى الصاخب ، فى معالجة أزمة السودان السياسيه والاقتصاديه ، لكى تتساقط
عن ذاكرتنا الكم المأهول من التصريحات الكذُوبه وساقط أقوالهم المنبريه.
ما إنفك مُتأسلمة الانقاذ هذه الايام يبشرون بأن الأزمة الاقتصاديه سوف تنقشع ،وأن عهد الابتلاءات ولى ، وسوف يوقفوا نزيف تدهور الاقتصاد السودانى بإجراءات إدرايه بين وزير المالى الحالى والبنك المركزى .
وكأننا لم نسمع فى يوم ما ، عند بواكير نظام الانقاذ تصريح الوزير كمال كرار (لو لاعناية الله والانقاذ لوصل سعر الدولار عشرين جنيهاً ) ! فإ بتلعت (شيمة) فساد الانقاذ الوزير كمال دولار، واصل الجنيه السودانى إنخفاضه بمتوالية هندسيه. أو تصريحات وندوات عراب الانقاذ الاقتصادى عبدالرحيم حمدى عن خططه الإسعافيه لإقتصاد السودانى ، التى ذهبت أدراج رياح الخصخصة ، وسوق الأوراق الماليه ، وتضخم الرأسمال الإسلاربوى وطُفيلية الانقاذ الشره لمال السُحت . أو كأننا لم نشهد المُناطحة الهلاميه لوزير عبدالوهاب عثمان لصخرة فساد الانقاذ الصلدة ، والتى يصعُب (تشليخها ) أو تجفيف منابع فساد نظام الانقاذ الاقتصادى ، الا بفنائها ورميها فى مزبلة الأنظمة الأستبداديه الفاشله .
تواتر وزاء الإنقاذ ، خلال ثلاثة وعشرين عاماً، ولم يعترف أحدُ منهم بفشل سياسيات الإنقاذ الإقتصادية التى دمرت كل مفاصل البنية الإقتصادية . وكعهد الإنقاذيين لتعتيم خطل فشلهم الإقتصادى ،أبرأنا نظام الإنقاذ بالوزير على محمود صاحب التصريحات الغربية ، التى ليس لها علاقة بعلم الإقتصاد ، تارة يتمشدق بخطة لانعاش الإقتصاد ، بالعودة (لعوسة) الكسره ، وأخرى بأن من أهم صادرتنا الذهب والدكاترة والنبق !! وفجأة إستيقظ من سبات فشله الاقتصادى صائحاً :-
وجدتها ... وجدتها !! تعويم الجنيه فى مستنقع وحل الفشل الانقاذى !!! فعزفت كتائب الجهاد الإلكترونية فى المواقع الاسفيريه المختلفة ، وكُتاب الصحف الصفراء اللحن الجنائزى للمرحوم الجنيه السودانى ، ولم يتدبروا فى ماهية دخول النقد الأجنبى لخزينة الدولة لخفض سعر الدولار فى السوق الموازى الى ثلاثة جنيه اى بنسبة 50% ؟ وهل هذا النقد الأجنبى سوف يكبح جماح التخضم الذى بلغ 21% ؟ وهل سوف يخفض عجز الموازنة الذى بلغ 7 مليار جنيه ؟ إن مُعالجة وزير الماليه لازمة الاقتصاد السودانى لست معالجة جذريه ، لان ضخ النقد الأجنبى فى شر يان البنك المركزى المتكلسة ، عن طريق الغروض الخارجيه – مجهولة المصدر- سوف تكون بمثابة (مُسكن) لتجليات الازمة الاقتصادية ، ما لم تسبقها إجراءت إصلاح الانتاج الزراعى والصناعى ، وزيادة الانتاج ، وإصلاح الخدمات ، وتنويع الصادرات ، وقف ماسورة الصرف البذخى على أجهزة ومؤسسات الانقاذ المترهلة (السيادية ، الأمن ،الدفاع ، الولائية) ، إذا لايُعقل أن تبلغ ميزانية الأمن والدفاع 1700 مليار جنيه،اى بنسبة 77% من الموازنة العامة ، ولم تطلق قواتنا طلقة لانتهاك حدودنا فى بورتسودان -للمرة الثلاثة - والفشقة وحلايب وشلاتين !! وتركيز ومراقبة إنفلات اسعار الضروريات الحياتية ، وتوجيه الضرائب والجبايات لخدمة السواد الأعظم من الشعب (الفضل) ، ونزع فتيل الحروب الإنقاذيه فى جنوب كردفان ، والنيل الأزرق ، والجنوب .
أعتقد أهم مُعالجة لتدهور الإقتصاد السودانى ، الاستقرار السياسى ، الذى فشل نظام الإنقاذ فى التوافق والتواثق مع ألوان الطيف السياسى للوصول اليه ، لضيق أفق نظام الإنقاذ السياسى ، وإستقطابه المارثونى الأخرق ، لايجاد حلول ثنائية أوجزئية لازمة الحكم السودانيه. فالإستقرار السياسى ، هو (عضم الضهر) لاستقرار والتخطيط العلمى لاقتصاد السودانى .