راجل فاضي

ليس للحقيقة وجه واحد ,,, لها اوجه كثيره,, المهم من اي زواية انت ناظر!!!!!!!!!!! كانت حياتي دائما مثالا طيبا للآخرين ومن هم حولي ,, ولكن بالطبع لا يدري أحدُ حقيقتي مثلي ,, كنت اعطيهم مايريدون من مثال حسن وقدوة حسنه ,, ولكن بداخلي كنت شيئا آخر .
هل انا  , انا؟ هل انا ما عليه حقيقة,, ام انا ما اريد ان اكون,, ام انا مايريد الناس ان اكون عليه,,وهل المعادله هي بتلك البساطه,, راودني هذا السؤال اليوم في اجتماع اللجنه الشعبيه مع المحافظ,, وبصفتي رئيسا للجنه الشعبيه بالحي{  شخص بمواصفاتي يجب ان يكون رئيسا للجنة الحي وكل اللجان} كان يجب ان اعقب علي حديث المحافظ,,, كنت لا اتفق معه كليةً في كل ما قال,, ولكن كيف اكون انا انا,,, صعب ماريد ان اقوله{ كنت اراه رجلا مداهنا للسلطه ينفق علي بهرجه وسلطانه اكثر مما ينفق علي اي شئي اخر,, وكل من حولي وحوله رأيي فيهم اسوا من ذلك,, وما اقترحه اليوم يبدو وبالا علي اهل الحي.},, بدأت حديثي شاكرا الحضور,, وايدت كل ما قاله وما لم يقله,, وضجت القاعه بالتصفيق في نهاية الكلمه,, لم لا وان كنت ما يريدون!!!!
هكذا هي كل حياتي اضع جانبا ما اؤمن به واراه صحيحا وافعل ما يريد الجمع.
في ظاهري كنت شخصا متصالح مع الدنيا والناس ,, ولكن في حقيقتي كنت ناقما علي الدنيا وعلي الناس ,, كنت كجميع خلق الله اذهب الي عملي يوميا وابدو متفانيا فيه ظاهريا كي ارضي الناس حولي ,, ولم اكن قانعا بما اعمل وبمن هم حولي ,, ولو قدر لمن هم يظنون انفسهم اصدقائي واصحابي برأيي في كل منهم ,, لتبدلت اشياء كثيره حولي ,,, كانت الدنيا بالنسبة لي خيوط من الوهم انسجها حولي , ويتسلقها الاخرون زلفي إلي,, وكل ما زاد الناس حولي ومرت الايام زادت الخيوط التي من صنعي.
كنت أحدث نفسي هكذا وانا عائد من صلاة العشاء ,, لا اذكر ماذا قرأ الامام وكم ركعة صلينا,,اللهم اني افقت من شرودي مع السلام عليكم ,, سلمت مع الاخرين ,, ثم بدأت بتمرير ابهامي فوق اصابعي الاخري  محركا شفتي بصورة تعودت عليها شفتاي ,, ثم قمت لاداء الشفع والوتر حركيا فقط مع بعض التمتمة وحركة الشفاه المعهوده,,, هم يريدون هكذا ,, ماذا افعل؟؟؟
يا لغبائي ,, بعد كل هذا العمر سأراجع خطواتي وأخطائي,, ما الفائده؟؟؟
:- هي الحياة نفسها ساتابعها ,, رتيبة زائفة ,, أمشي الي الوراء حيث يجب ان اتقدم,, ابكي حين أفرح,, واطير فرحا حين يجب ان اموت حزنا.
خمسون عاما وانا ادوام علي هذا الهراء ,, الذي لم اكن جزأً منه,, امضغ الايام دون اذوق لها طعما ,, وابصقها في افكاري مرة لاذعه,, ليتني ما كنت هكذا يوما.
متزوج ولي 5ابناء درجوا في مدارج العلم ,, متفوقون وناجحون بمنظار الناس,,دنياهم معقده ,, مصيرهم كمصيري في نظري وبئس المصير.
زوجتي آسيا { بنت الجيران الفقراء ,, مستورة الحال وغير مكلفه} اشتريتها{ علي زماننا كانوا يقولون فلان اخد فلانه} بدلا عن ناديا المتحرره التي كنت احبها سرا في الجامعه,, وانتقد كل ما تقوم به علنا.
اذهب الي عملي يوميا بادارة التعليم واقوم به ليس علي اكمل وجه بل كما يريدون,, ولذلك ضمنت الترقي متخطيا كل من معي ومن امامي.
اذكر جيدا طفولتي ومراهقتي بكل الخير ,, كنت طبيعيا او شبه طبيعي ,, أنا اشبه انا,, او علي الاقل جزء من أنا ,, أقوم ما يقوم به الاشخاص الطبيعيين في سني,, لم تكن حياتي هادئة ولا عاصفه,, بين بين ,,احلامي كاحلامهم ,, نزواتي واخطائي,,احب ما احب واكره ما اكره .
:- مافي حفله ما كتلناها,خشينا دار الرياضه لما فترت مره بي قروش ومرات مجان {كان بي فوق الحيطه ولا غيرو},,,مافي فيلم هندي فاتنا,, من جانوار لي روتي وتسري منزل, دخنا البرنجي وابو نخله والشامبيون والناشيونال واللايف,,حبينا ناهد شريف ونبيله عبيد ونجلاء فتحي وميرفت امين في اليقظه وفي المنام,, وحلمن ان نكون محمد يس ونور الشريف أو حتي حسين فهمي ,,,سفينا الصعوط,, وضقنا العرقي والمريسه مره ولا مرتين,,, ولكني لم اكذب ولو لمره,,بيني وبين نفسي .
صدقوني كنت سعيدا,, ولم اكن ابحث عن مبرر سعادتي,, كنت كسمكه في ماء عكر,, كانت تحب العيش فيه وانا ابدلوها ماءً نظيفا ماتت من الجوع.
{ المصيبه بدت متين ؟؟؟
اذكر ذلك اليوم جيدا,, كان الدنيا ضحي جمعه بعد نشرة الساعه 10 بدأت الاذاعه تذيع اسماء المفبولين بالجامعات,,كنت متوسط الحال اكاديميا, وكنت اقصي ما اطمح اليه شهاده كم وخمسين ,, ونقدم لي كلية الشرطه او الكليه الحربيه,, ولو جلن الاتنين ,, وظيفه محترمه في الحكومه,,, ولكن لفرحة اهلي وسؤ حظي تم قبولي بكلية التربيه,, يومها لم ينقطع سيل المهنئين عن دارنا,,,حينها بدأت مأساتي,, نظرة الناس اختلفت ,,, واضطررت ان اختلف انا,, كيف؟؟؟

{لا ألوم احدا لما حل بي بقدر ما الوم نفسي,,, حاولت ان اكون مايريدون,, وما ادراني بما يريدون حقيقة ,,المهم وجدت نفسي استاذا بين ليلة واخري وعلي ان اتصرف كاستاذ في كل خطوة ,, كان علي ان آكل كاستاذ,,, واشرب كأستاذ,, وحتي اتنفس كأستاذ{وليس الزفير والشهيق كسائر خلق الله}
جئت الي الجامعه متلبسا شخصيتي الجديده ,,, وجدت صنوف شتي من الناس ,, منهم من تلبسته حالتي ومنهم من نفذ بجلده الي الطرف البعيد وعاش حياته طولا وعرضا,, ومنهم من بقي علي حاله شخصا واحدا متماسكا,, حتي رؤية هولاء لم تردعني عما انتويت ان اكونه.
*****************************************
:-يا اخ ,, اظن ان اسمك يوسف!! ماكنت حاضره المحاضره امس,, ممكن تديني النوته بتاعتك اكتبها واجيبها بكره؟
بيني وبين نفسي {الشخصيه1}:- نوته بس؟ لو عايزاني كلي ليك,, واحد يقدر يقول لي العيون دي لا!
ولكن وجدت الشخصية 2 تسبقني قائله:- معليش يا اخت ما عندي تعامل مع النساء ممكن تاخدي من واحده من زميلاتك .
لم تدر ما تقول ,, صمتت واشاحت بوجهها عني بعيدا,, وبعيدا ايضا ذهبت عني كل الحياة التي كنت اريدها في الجامعه واحسد عليها زميلي بالغرفه مامون في الخفاء ,, بينما احاول ان اقومه في العلن.
{ ثم جاء اليوم الذي رأيت فيه ناديه,,, وما ادراك ما ناديه,,حتة بت,, يا ارض احفظي ما عليك ,,ديل عيونك ولا واحه,,كان مشت تمشي العيون وراها,, وكان وقفت , تقيف انفاسنا معاها,,لامن تنقطع ,,كنا نعشقها جميعا رجال ونساء سرا وجهرا,,وكانت الفتيات يحسدنها,,واذكر انه بالكلية غير امتحاناتنا الفصليه كان هناك امتحان يسمي امتحان ناديه{ كانت البنت في الجامعه عندما تقطع شوطا بعيدا مع احد الزملاء وتصبح العلاقه بينهما جديه,,وتريد ان تتاكد من مدي جديته وحبه لها ,,كانت تخضعه لامتحان ناديه هذا,, والامتحان يكون بالجلوس مع ناديه ومراقبته دون ان يدري,, هل هو يكون منتبها لحديثها ام لحديث ناديه,, النظرات اكثر لها ام لناديه؟؟ هل يوافق ناديا كثيرا في اراءها ,, الخ,, وفي النهايه تقرر هل هو منجذب اليها اكثر او لناديه,, وطوال وجودنا في الكليه لا اظن ان احدا قد اجتاز الامتحان,,اما انا فلم ادخل الامتحان اصلا ولكني رسبت فيه بيني وبين نفسي.
كانت معي في صحوي ومنامي ,, ظاهرا وسرا ,,, سرا كانت هي عشقي الاول والاخير,, اراها كاملة لا ينقصها شئي ,, وظاهرا كنت لا انفك اتحدث عنها كمثال للبنت المتحررة من القيود ,, المنفلته ,, وكم كنت اتطرف في وصفها بابشع النعوت والصفات ,, ساعات كثيرة كنت أقرر أن أخلع عني ثوب التحفظ واحادثها وابثها لواعج شوقي وحبي,,, ولكن أين ستذهب شخصيتي الظاهرية المتحفظة المتزمته,,, فأحجم.
إنتهت أيام الجامعه بخيرها وشرها,,, وانا اكبر في عين الاخرين واصغر في عين نفسي,,وخرجت الي الدنيا هكذا قانعا بحجمي الظاهري,,خاويا من الداخل ,, مملؤا طهرا وايمانا وعفه خارجيا.
********************************************

إشتغلت بالتدريس وكنت مثالا للاستاذ المنضبط,, إجتماعيا وداخل اسوار المدرسه,,افعل مايريده رؤسائي وما لااريده ,,, لا أتذمر او اشكو,,,وفي كل مره
يزيد الثوب اتساعا علي ,, أفعل ماهو مبرر وغير مبرر لاملأ الثوب,, حتي صرت انا الحالي.
انتبهت الي نفسي وانا واقفا امام البيت دون ان ادخل ,, لم ادري كم من الوقت لبثت هكذا,,,دفعت الباب بيدي مبسملا وقائلا: الله إنعلك يا ابليس,,
ثم محدثا نفسي ايضا: ناديه ولا ابليس يا راجل يا ضلالي,, خليت كل الغلط العملتو ؟؟ بقت علي ناديه دي؟؟؟