مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
العالم من "ثقب إبرة" الترابي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
العالم من "ثقب إبرة" الترابي
منقول
تثير مواقف المفكر والسياسي السوداني حسن الترابي الأخيرة الكثير من الحيرة والارتباك، وهي تبدو عصية على الفهم والهضم، حتى للذين تابعوا تبدلات الرجل وتتبعوا "تقلّب وجهه في الأرض والسماء"، فالرجل الذي يخوض صراع الرمق الأخير على السلطة، فقد بوصلته وأسقط ثوابته...تنكر لمكانته وموقعه وتحالفاته، وارتد على كل ما بشّر به وعمل لأجله، نقول ذلك من موقع الراصد لسيرة الرجل وتحالفاته، وليس من موقع التأييد أو الحنين لمواقفه السابقة أو الحالية، فنحن في الأصل، لسنا أعضاء في نادي معجيه ومريديه.
ما أن انفضت شراكته مع نظام "الإنقاذ" وافترق عن رئيسه عمر حسن البشير، حتى بدأ الرجل رحلة البحث عن بدائل، أية بدائل، لكأنه في سباق مع الزمن، أو لكأنه يريد أن يصفي حساباته مع خصومه، كل خصومه، فيما تبق له من عمر – أمد الله في عمره.
أولى تبدلات الترابي بدأت من جنيف، حين لوّح بورقة الجنوبيين وميليشيات جون جارنغ، وهو الذي قال فيهم وفي تحالفاتهم ومواقعهم ومواقفهم، ما لم يقله مالك في الخمر، وعندما قطع "نظام الإنقاذ" الطريق عليه، وأبرم اتفاقية سلام مع الجنوبيين مقتسما معهم الحكم والثروة فيما بعد، انتقل الترابي إلى "ملف دارفور"، وما فيه في حسابات وأجندات وتدخلات أجنبية وحسابات دولية وإقليمية، تحالف مع المليشات الانفصالية، بمن فيها تلك التي شرّعت أبوابها لكل أشكال التدخل والتسليح والتدريب الآتي من إسرائيل، وطالما أن الهدف إضعاف النظام المركزي في الخرطوم، والإطاحة بحكم "الانقاذ"، و"رد التحية للبشير بمثلها، طالما أن "الغاية تبرر الوسيلة"، فلا بأس من التحالف من الشيطان ؟!.
إلى أن وصلنا إلى ملف محكمة الجنايات الدولية ومذكرة أوكامبو، حيث وجد الترابي ضالته، وخرج شامتا على الملأ، يعلن ارتياحه للحكم ودفاعه عن المحكمة وينبري مفندا كل الشكوك والاتهامات التي تقول بتسييس المحكمة وتحولها إلى ذراع للاستراتيجيات الدولية في تلك المنطقة، وليطالب البشير بتسليم نفسه طواعية للمحكمة بعد أن تسبب بكل هذه "الفضيحة" للسودان، والحقيقة أني لم استمع أو أقرأ لرجل متحمس لجلب البشير للمثول أمام محكمة الجنايات الدولية مثل أوكامبو والترابي.
بخلاف الإجماع السوداني والعربي والأفريقي، لم يكلف الترابي نفسه عناء التفكير بتداعيات القرار واستهدافاته وخلفياته، ولا بأثره على السلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي في بلاده، فكل ما كان يهم الترابي ويحرك غرائزه ورغباته الدفينة المفعمة بروح الثأر والانتقام، هو رؤية غريمة في قفص الاتهام، لكأني بالترابي المعروف بسعة علمه ومعرفته، لم يعد يرى العالم إلا من "ثقب إبرة" خلافه الشخصي مع الرئيس البشير.
وتبلغ الكوميديا السوداء ذروتها، عندما يشرع الترابي في نقد التجربة السودانية السابقة، وتحميل النظام المسؤولية عنها، حتى في تلك الحقبة التي كان شريكا في قيادتها، من الألف إلى الياء، ومن موقع المسؤولية الأولى، فقد أتى زمن على السودان، كان فيه للترابي من الصلاحيات، ما يفوق صلاحيات رئيس البلاد، وهو شخصيا مسؤول أكثر من غيره، عن تأزم علاقات السودان مع جواره العربي والإقليمي وحتى مع المحيط الدولي.
والحقيقة أن الترابي فيما يفعل اليوم، يبدو وفيا لإرثه التاريخي، وهو أرث حافل بالانقلابات والتقلبات، زاخر بالتحالفات والارتداد عليها، والصداقات التي تتحول إلى عداوات، إرث مديد ومرير، من اللعب على كل الحبال وانتهاز كل الفرص، والانقضاض على الثوابت والخطوط الحمراء
ياترى الى اى هاوية يقودنا هذا الشيخ ؟؟؟؟؟؟؟؟
تثير مواقف المفكر والسياسي السوداني حسن الترابي الأخيرة الكثير من الحيرة والارتباك، وهي تبدو عصية على الفهم والهضم، حتى للذين تابعوا تبدلات الرجل وتتبعوا "تقلّب وجهه في الأرض والسماء"، فالرجل الذي يخوض صراع الرمق الأخير على السلطة، فقد بوصلته وأسقط ثوابته...تنكر لمكانته وموقعه وتحالفاته، وارتد على كل ما بشّر به وعمل لأجله، نقول ذلك من موقع الراصد لسيرة الرجل وتحالفاته، وليس من موقع التأييد أو الحنين لمواقفه السابقة أو الحالية، فنحن في الأصل، لسنا أعضاء في نادي معجيه ومريديه.
ما أن انفضت شراكته مع نظام "الإنقاذ" وافترق عن رئيسه عمر حسن البشير، حتى بدأ الرجل رحلة البحث عن بدائل، أية بدائل، لكأنه في سباق مع الزمن، أو لكأنه يريد أن يصفي حساباته مع خصومه، كل خصومه، فيما تبق له من عمر – أمد الله في عمره.
أولى تبدلات الترابي بدأت من جنيف، حين لوّح بورقة الجنوبيين وميليشيات جون جارنغ، وهو الذي قال فيهم وفي تحالفاتهم ومواقعهم ومواقفهم، ما لم يقله مالك في الخمر، وعندما قطع "نظام الإنقاذ" الطريق عليه، وأبرم اتفاقية سلام مع الجنوبيين مقتسما معهم الحكم والثروة فيما بعد، انتقل الترابي إلى "ملف دارفور"، وما فيه في حسابات وأجندات وتدخلات أجنبية وحسابات دولية وإقليمية، تحالف مع المليشات الانفصالية، بمن فيها تلك التي شرّعت أبوابها لكل أشكال التدخل والتسليح والتدريب الآتي من إسرائيل، وطالما أن الهدف إضعاف النظام المركزي في الخرطوم، والإطاحة بحكم "الانقاذ"، و"رد التحية للبشير بمثلها، طالما أن "الغاية تبرر الوسيلة"، فلا بأس من التحالف من الشيطان ؟!.
إلى أن وصلنا إلى ملف محكمة الجنايات الدولية ومذكرة أوكامبو، حيث وجد الترابي ضالته، وخرج شامتا على الملأ، يعلن ارتياحه للحكم ودفاعه عن المحكمة وينبري مفندا كل الشكوك والاتهامات التي تقول بتسييس المحكمة وتحولها إلى ذراع للاستراتيجيات الدولية في تلك المنطقة، وليطالب البشير بتسليم نفسه طواعية للمحكمة بعد أن تسبب بكل هذه "الفضيحة" للسودان، والحقيقة أني لم استمع أو أقرأ لرجل متحمس لجلب البشير للمثول أمام محكمة الجنايات الدولية مثل أوكامبو والترابي.
بخلاف الإجماع السوداني والعربي والأفريقي، لم يكلف الترابي نفسه عناء التفكير بتداعيات القرار واستهدافاته وخلفياته، ولا بأثره على السلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي في بلاده، فكل ما كان يهم الترابي ويحرك غرائزه ورغباته الدفينة المفعمة بروح الثأر والانتقام، هو رؤية غريمة في قفص الاتهام، لكأني بالترابي المعروف بسعة علمه ومعرفته، لم يعد يرى العالم إلا من "ثقب إبرة" خلافه الشخصي مع الرئيس البشير.
وتبلغ الكوميديا السوداء ذروتها، عندما يشرع الترابي في نقد التجربة السودانية السابقة، وتحميل النظام المسؤولية عنها، حتى في تلك الحقبة التي كان شريكا في قيادتها، من الألف إلى الياء، ومن موقع المسؤولية الأولى، فقد أتى زمن على السودان، كان فيه للترابي من الصلاحيات، ما يفوق صلاحيات رئيس البلاد، وهو شخصيا مسؤول أكثر من غيره، عن تأزم علاقات السودان مع جواره العربي والإقليمي وحتى مع المحيط الدولي.
والحقيقة أن الترابي فيما يفعل اليوم، يبدو وفيا لإرثه التاريخي، وهو أرث حافل بالانقلابات والتقلبات، زاخر بالتحالفات والارتداد عليها، والصداقات التي تتحول إلى عداوات، إرث مديد ومرير، من اللعب على كل الحبال وانتهاز كل الفرص، والانقضاض على الثوابت والخطوط الحمراء
ياترى الى اى هاوية يقودنا هذا الشيخ ؟؟؟؟؟؟؟؟
الرشيد الريح نورالدين- مشرف
- عدد الرسائل : 458
تاريخ التسجيل : 09/12/2007
رد: العالم من "ثقب إبرة" الترابي
الاخ الرشيد / لك التحية,,,,
لا أريد ان اصف نفسي بالعبقرية او استقراء ما يحدث مسبقا ,,, لم يتطرق الي الشك يوما ان هذا الشيخ سيصل ما وصل اليه الان ,,, هذا الميكافلي { او بالاحري يجب الغاء هذه المفردة والاستعاضة عنها بالترابية بدلا من الميكافيلية لتبدو اوضح وانصع معني} في كل تاريخه الطويل لم يتواني يوما عن اغتنام فرصة للنيل من خصومه ,, ووصوله الي مبتغاه ,,, وكنت استغرب وانا بعد غض يافع ,كيف تفوت علي اتباعه حينها وصولية ونرجسية شخصيته ,,, ولو كتبنا يا الرشيد من هنا لي بعد بكره ما بنخلص من حكاية الشيخ حسن,, وهو واحد من اهم ابتلاءات هذا البلد,,,, لكم الود.
لا أريد ان اصف نفسي بالعبقرية او استقراء ما يحدث مسبقا ,,, لم يتطرق الي الشك يوما ان هذا الشيخ سيصل ما وصل اليه الان ,,, هذا الميكافلي { او بالاحري يجب الغاء هذه المفردة والاستعاضة عنها بالترابية بدلا من الميكافيلية لتبدو اوضح وانصع معني} في كل تاريخه الطويل لم يتواني يوما عن اغتنام فرصة للنيل من خصومه ,, ووصوله الي مبتغاه ,,, وكنت استغرب وانا بعد غض يافع ,كيف تفوت علي اتباعه حينها وصولية ونرجسية شخصيته ,,, ولو كتبنا يا الرشيد من هنا لي بعد بكره ما بنخلص من حكاية الشيخ حسن,, وهو واحد من اهم ابتلاءات هذا البلد,,,, لكم الود.
ميرغني ابراهيم- المشرف العام
- عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007
مواضيع مماثلة
» بلاتيني : " برشلونة يستحق تواجد 4 لاعبين منه ضمن أفضل 5 لاعبين في العالم
» تحقيق أممي مع علماء "برءوا" البشر من أزمة المناخ
» طفل ينتحر شنقا تقليدا لمسلسل "دموع الورد"
» تحقيق أممي مع علماء "برءوا" البشر من أزمة المناخ
» طفل ينتحر شنقا تقليدا لمسلسل "دموع الورد"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد فبراير 01, 2015 9:13 am من طرف عواد عمر
» الفنان رمضان حسن
الأحد مارس 09, 2014 11:33 am من طرف عواد عمر
» مذكرات بيل كلينتون
الخميس أكتوبر 17, 2013 9:42 pm من طرف الميزر
» صور اعجبتني
السبت يونيو 15, 2013 6:10 am من طرف فاطمة
» نكات اسحابي
الإثنين يونيو 03, 2013 1:34 am من طرف محمد الساهر
» أخطر 3 شهادات عن هروب مرسى من السجن
الخميس مايو 30, 2013 10:42 pm من طرف عازة
» من روائع الشاعر جمال بخيت
الخميس مايو 30, 2013 10:18 pm من طرف عازة
» إطلاق نــار على الفريق "سـامي عنان
الخميس مايو 02, 2013 9:00 am من طرف محمد الساهر
» عاجل..أبو تريكة فى العناية المركزة
الخميس مايو 02, 2013 8:33 am من طرف محمد الساهر
» وقفة مع البافاري : مشروع أفضل فريق يقطع الكرات
الخميس مايو 02, 2013 8:21 am من طرف محمد الساهر
» 10 أطعمة تعرضك للإصابة بمرض السرطان
الخميس مايو 02, 2013 5:18 am من طرف محمد الساهر
» أسهل وأحدث 10 طرق لإنقاص وزنك في أقل من 10 دقائق
الخميس مايو 02, 2013 1:39 am من طرف عازة
» القدرات النفسيه
الخميس مايو 02, 2013 1:11 am من طرف محمد الساهر
» تنمية قدرات العقل
الخميس مايو 02, 2013 1:08 am من طرف محمد الساهر
» مصر: تطبيق الحد الأقصى والأدنى للأجور في مايو
الخميس مايو 02, 2013 12:58 am من طرف محمد الساهر
» السجن مدى الحياة لـ"بن على" و10 لوزير داخليته
الخميس مايو 02, 2013 12:38 am من طرف سيدورف
» فتح النار على باسم يوسف لاستضافته مغنيا شاذا
الخميس مايو 02, 2013 12:32 am من طرف سيدورف
» مورينيو والريال.. قصة موت معلن؟
الخميس مايو 02, 2013 12:16 am من طرف سيدورف
» رئيس برشلونة يعترف بتفوق بايرن.. وفخور بلاعبيه
الخميس مايو 02, 2013 12:12 am من طرف سيدورف
» فساتين الزفاف
الثلاثاء أبريل 30, 2013 3:22 am من طرف عازة