أشهر "عيانة" في الرياض

الرياض: عبير عبدالعزيز

) حصة .ع) سيدة سعودية في الثلاثينات من عمرها فقدت والدتها في طفولتها وعاشت بقية سنوات عمرها يتيمة الأم مما سبب لها الكثير من الحزن والألم لكنها تنبهت لمرض خطير يسكنها عندما وصلت لسن المراهقة, حيث اكتشفت أنها تصيب أي شيء يعجبها سواء كان إنساناً أو حيواناً أو حتى جماداً بالعين و تسبب له ضرراً بالغاً وقد حاولت البحث عن العلاج مراراً دون جدوى, خصوصاً بعد ذيوع صيتها في العاصمة السعودية الرياض بشكل سبب لها الكثير من الحرج.

وكالة أخبار المجتمع السعودي التقت بـ"العيّانة" الأشهر كما يصفها معارفها, واقتربت من شخصيتها إلى حد كبير في الحوار التالي :



* حدثينا عن نفسك في البداية!

- ليس بي شيء مختلف عن أي امرأة أخرى في سني عدا أنني عشت طفولتي يتيمة الأم.. فقد توفيت والدتي رحمها الله في حادث مروري عندما كنا مسافرين إلى مدينة أخرى و كنت وقتها في الثامنة من عمري وما زلت أذكر كيف نزف دمها على ملابسي أثناء الحادث (تتوقف لتمسح دمعها ثم تواصل): كثير من الناس لا يعلمون مدى الألم الذي يشعر به اليتيم في هذه الدنيا فقد عشت طفولتي و مراهقتي من دون أم ترعاني كبقية الفتيات حتى عمتي التي ربتني لم أكن أشعر بإحساس الأمومة تجاهها فقد كانت تفضل أطفالها علي وتظلمني لكني أسأل الله أن يسامحها على كل شيء.



* متى اكتشفت أنك تصيبين غيرك بـ(العين)؟

- لا أعلم تحديدا متى لكن ذلك كان في سن المراهقة فقد كنت ألاحظ تكسر الأشياء التي تعجبني وكلما اشترى لي والدي لعبة كانت تتلف مباشرة بعد رؤيتي لها حتى أن عمي أهداني حقيبة مدرسية وأنا في الصف الثاني متوسط وكانت جميلة جداً و فوجيء الجميع باحتراقها في اليوم الثاني بدون سبب, وقد فسرنا الحادثة وقتها بأنها كانت بالقرب من آلة كي الملابس وربما لامستها و اشتعلت بفعل الحرارة, لكنني بدأت من تلك السن ألاحظ الأشياء الغريبة التي لا تصدق حتى آمنت بأنني أعاني من هذا المرض عندما غضبت جداً من إحدى المعلمات في المدرسة لأنها ضربتني و أهانتني أمام بقية الطالبات وعندما ركزت نظري عليها وأنا أكاد أنفجر من الغضب سقطت في الفصل وكُسرت يدها من أثر السقوط ونقلت على الفور للمستشفى وغابت عن المدرسة لفترة طويلة, بعدها بدأت مرحلة التأكد حيث أصبحت أحاول التأكد من كوني مصابة بهذا المرض أو لا فكنت أركز نظري على كوب زجاجي على الرف مثلاً فيسقط و ينكسر !

* هل تعمدت إيذاء أحد ما بعد أن تأكدت من أنك (عيّانة) كما يقال بالعامية؟

- لا.. أبداً.. فأنا إنسانة أخاف الله و أدعوه يومياً بأن يشفيني من هذا المرض وهو بلا شك ابتلاء من الله وكثيرا ما أمضيت ليلي بالسهر لقراءة القران و الصلاة لعل الله يشفيني مما أصابني خصوصا وأن الكثير من معارفي أصبحوا يتهربون من ملاقاتي رغم أنني أنصحهم بقراءة المعوذات قبل زيارتنا لكن هذا ليس كافياً برأيهم و أذكر أنه كانت لي صديقة أصيبت بالشلل قبل عامين و اتهمني أهلها بأنني السبب في إصابتها مع أنها من أعز صديقاتي لي و طلبوا مني أن أقرأ عليها وقمت بذلك.

* وهل شُفيت من مرضها؟

- تحسنت حالتها بعد فترة من العلاج الطبي والطبيعي, ولكن علاقتي بها وبأهلها انقطعت منذ تلك الحادثة ولم أعد أعرف شيئاً عنها.

* هل واجهتك مواقف طريفة متعلقة بهذا الأمر؟

- نعم كثيراً ما تحدث لي مواقف طريفة فقد طلبت مني مرة مجموعة من الطالبات إيذاء معلمتهن في الجامعة ورفضت فما كان منهن إلا أن جمعن لي مبلغا من المال وطلبن مني أن آخذه مقابل إصابة المعلمة بالعين فكررت رفضي وهددتهن بأني سأخبرها بما حدث فلم يعاودن الكرة, وسبق أن عرضت علي إحدى النساء مبلغ 10 آلاف ريال مقابل أن أتسبب في مرض "ضرتها" ورفضت أيضاً وأبلغت عنها والدة زوجها.

* هل حاولت البحث عن علاج لحالتك عن طريق الرقية الشرعية مثلاً؟

- نعم و ذهبت للكثير من الرقاة وما زلت أدعوا الله أن يشفيني و لقد وافقت على هذا اللقاء لأنني أرغب من كل من يقرأ قصتي أن يدعو لي بالشفاء من هذا المرض الذي حول حياتي إلى جحيم حتى كرهت نفسي لكن إيماني بالله كبير وأعلم أنه سيشفيني في يوم من الأيام.



* الكثير من الناس لايعتقدون بصحة "العين" ويعتبرونها خرافة, بماذا تردين عليهم!

- الحسد مذكور في القرآن, وهناك أدلة واقعية عليه, وفي كل بيت شخص يمرض بسبب العين, وأنا مؤمنة بأن انتشار مرض السرطان سببه الحسد, واللي ما يصدق يواجهني وجهاً لوجه (قالتها ضاحكة).



* هل ستتابعين أصداء هذا اللقاء على موقع وكالة أخبار المجتمع السعودي؟

- نعم.. بالتأكيد والله يوفقكم

ربنا يشفى الجميع