القنبلة الذرية حرام

يبحث رؤساء دول العالم في قمة واشنطن قضايا الامن النووي بما فيها طموحات ايران وكوريا الشمالية. وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد اعلن قبل ذلك ان هاتين الدولتين لا يمكنهما ان تشعرا بأنهما آمنتان. من جهة اخرى لا تستبعد العقيدة العسكرية الامريكية الجديدة توجيه ضربة نووية الى هاتين الدولتين.

وقد اعلن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف انه قد تفرض عقوبات جديدة على هاتين الدولتين مع شرط الا تمس التعاون الروسي الايراني في مجال الطاقة والا تكون مؤذية بل تكون ذكية.

ويقول الايرانيون انهم لا يصنعون سلاحا نوويا ولا ينتهكون التعهدات الدولية بل يطورون مجرد البرامج السلمية. ويؤكد الايرانيون ان القنبلة الذرية هي بمثابة الامر الحرام. وقد استعرض الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ونائبه علي اكبر صالحي اجهزة الطرد المركزي الحديثة الخاصة بتخصيب اليورانيوم. كما استعرض الخبراء الايرانيون نماذج الوقود المستخدمة في مفاعل طهران للابحاث.

وقد تحدث علي اكبر صالحي رئيس مؤسسة الطاقة النووية الايرانية، نائب رئيس جمهورية ايران الاسلامية يوم 13 ابريل/نيسان الجاري الى يلينا سوبونينا مراقبة صحيفة "فريميا نوفوستيه" الروسية حول الذرة الايرانية والتعاون مع روسيا، واليكم اهم ما ورد في هذا الحديث :

س - يقوم مجلس الامن الدولي باعداد العقوبات الدولية الجديدة الاكثر صرامة ضد ايران. كيف ستؤثر تلك العقوبات على بلادكم؟

ج – نحن لا نرحب طبعا بفرض العقوبات على دولتنا. ومن شأن مثل هذه الخطوات ان تخلق مشاكل بالنسبة الى سكان اي بلد. لكننا قد تعودنا على ذلك ، علما ان العقوبات بقيت سارية المفعول ضدنا طيلة 31 سنة (المقصود بذلك عقوبات امريكية تم فرضها على ايران عام 1979). وكانت الاجراءات المتخذة بحقنا اشد احيانا واخف احيانا اخرى. على كل حال فان اية قيود مفروضة تعتبر امرا لا يرضى بها احد. ونود الآن ان يبدي اعضاء مجلس الامن الدولي عقلا سليما ويمتنعون عن فرض عقوبات جديدة. علما ان هذه العقوبات لا تشكل مصاعب للشعب الايراني فحسب بل ولتلك الدول نفسها ايضاً . لان سيف العقوبات ذو حدين.

س – ما قصدكم؟

ج - اقصد بالمسائل الكثيرة التي تخص التعاون الاقتصادي وتجارة النفط ونفوذ ايران السياسي في المنطقة ودول العالم الاسلامي بشكل عام. ويعد هذا النفوذ كبيرا. ويعتبر الموقف العدواني الذي يتخذه الغرب واعوانه من ايران موقفا عدوانيا من المسلمين عموما.

س – لكن هناك السعودية وهي الدولة الاسلامية التي لديها علاقات لا بأس بها مع الغرب؟

ج - اننا نقصد قبل كل شيء الشعوب. فلتتحدثوا مع ابناء الشعب خلال زيارتكم لتلك الدول وتستمعوا الى ما يتحدثون به، ولتوجهوا اليهم سؤالا عن ايران. يوجد احيانا فارق كبير بين ما يفعله الحكام وما يفكر فيه الشعب. والمثال على ذلك هو القضية الفلسطينية. ثمة دول عربية اسلامية لا تفي بتعهداتها بحل هذه القضية. فهل يعني ذلك ان الشعب في تلك الدول يتخذ موقفا مماثلا - كلا طبعا.

س - الكثير من جيرانكم بمن فيهم العرب قلقون ازاء البرنامج النووي الايراني. وتحدث الي في هذا الموضوع وزير الخارجية الكويتي على سبيل المثال. ما موقفكم من هذا القلق؟

ج –يتم حاليا انجاز المحطة الكهرذرية في بوشهر. ويقوم الخبراء الروس الى جانب خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بضمان امن عمل المفاعل هناك. فاذا كانت الكويت قلقة فلتسأل الوكالة عما اذا كانت المحطة آمنة ام لا ، علما ان الكويت والبحرين والامارات العربية تعتزم انشاء محطات كهروذرية لديها. ويحق لنا بأن نوجه الاسئلة نفسها. لكن لا نوجهها لاننا واثقون بان انشاء مثل هذه المحطات يتحقق وفقا للمقاييس الدولية وتحت الرقابة الدولية. وينجم هذا القلق عن اسباب سياسية، وليس عن اسباب تكنولوجية.

س – لكنهم يعبرون عن قلقهم لا حول وجود المحطة بل حول خطورة توجيه ضربة عسكرية الى اهداف ايران النووية من جانب الولايات المتحدة واسرائيل، اذ انه في حال توجيه هذه الضربة يمكن ان تتلوث الموارد المائية وغيرها من الموارد.

ج – اذا فلتقف الدول القلقة بيننا وبين اولئك الذين يعدون تلك الخطط ولتعارضهم!

س – ذكرتم الوكالة الدولية للطاقة الذرية . تعلن الوكالة ان الايرانيين لم يردوا على كل الاسئلة بشأن جوهر برنامجهم النووي. وتقول انه لم يتضح الامر بعد فيما يتعلق بالطابع السلمي لهذا البرنامج. لماذا لا تسرعون في الاجابة عن كل الاسئلة؟

ج – هذا هو سؤال جوهري . فلنلق نظرة الى تاريخ الملف النووي الايراني: شهدت السنوات المنصرمة اسئلة وجهتها الوكالة ثم اعترفت بعدم منطقيتها.. وسبق للوكالة ان زعمت منذ عدة سنوات اي في المرحلة الابتدائية للملف النووي الايراني ان ايران قادرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة اعلى من %30 وحتى 40%. لكننا لم نمتلك حينذاك هذه القدرات ، وكنا نوضح ان الاثار التي تم العثور عليها في اجهزة الطرد المركزي هي تلوثات ناتجة عن العمل على تخصيب اليورانيوم في تلك البلاد التي كانت قد باعت لنا هذه الاجهزة. ولم تمر 3 سنوات حتى اعترفت الوكالة بالخطأ وبان الآثار ناجمة عن سبب خارجي. واتذكر جيدا ذلك بكوني كنت انذاك سفير ايران لدى الوكالة الدولية .

س – على ما اتذكر فان الاجهزة تلك تم شراؤها في باكستان؟

ج – في باكستان او في اي بلد آخر لا يهمنا هذا الامر. والاهم من ذلك ما تكتب الوكالة في تقاريرها حيث تقول:" ان الوكالة لا ترى ان هذه المسألة يمكن ان تثير الشكوك ". وجاء ذلك بعد مرور 3 سنوات. لكن الضجة في وسائل الاعلام استمرت طيلة هذه السنوات بهدف تعبئة الرأي العام ضدنا رغم اننا قدمنا ايضاحات كافية للاوروبيين والامريكيين الذين اخذوا عينات من جهاز لم يشغل لدينا بعد وتم شراؤه في السوق السوداء ولم تستكمل فيه قطع الغيار. وقد شرحنا لهم اين اشترينا مكونات الجهاز ولماذا. لكنهم لم يصدقوا وحاولوا الربط بيننا وبين بائعين آخرين. ولكن في النهاية اعترفوا بمصداقية المعلومات التي قدمناها اليهم.

وقد اتخذنا بعد ذلك قرارا بصنع الاجهزة بانفسنا. واستغرق هذا الامر فترة. لكننا كما ترون احرزنا نجاحات.

اذن فان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تخطئ ايضا. فلنلق نظرة الى بند آخر من الوثيقة يدور الحديث فيه عن البولونيوم – 210. فقد كانوا يؤكدون خلال فترة طويلة ان ايران تستخدم هذه المادة لصنع السلاح النووي ثم اعلنوا بعد عدة سنوات ان الوكالة ترضيها ايضاحات واردة من الايرانيين، وانهم يرفعون هذه المسألة عن اجندتهم. ثمة قصة منجم اليورانيوم /جهين/ في منطقة بندر عباس. فهم عبروا ايضا عن شكوكهم بخصوص هذا المشروع، ثم اعلنوا ان الوكالة لا تعتبر ان هذه المسألة تثير جدلا. فكم صرخت "سي ان ان" و"فوكس نيوس" وغيرها من شركات التلفزيون الامريكية في موضوع هذا المنجم! لكن بعد ان تم رفع المسألة عن الاجندة لم تنطق و لا كلمة. والامر كذلك في مسائل اخرى تخص اجهزة الطرد المركزي ووثائق اليورانيوم المعدني وما الى ذلك. وكانوا كل مرة يحاولون ايجاد ادلة على اننا نصنع قنبلة ذرية رغم اننا لم نصنعها ولن نصنعها.

كم مرة يتعين علينا ان نبرهن على اننا نقصد اهدافا سلمية بحتة؟ - ألف مرة - كم مرة؟ ثمة سؤال يبرز هنا : من هو في حقيقة الامر غير النزيه هنا ؟ انهم شنوا الحرب ضد العراق المجاور بحجة وجود اسلحة الدمار الشامل هناك، فقتلوا مئات الالاف من الناس ثم قالوا : لا لم نجد هناك اسلحة كهذه.

انهم يتصرفون مستندين الى القوة ومسترشدين بقانون الغابة.

س – فلماذا لا تصنعون بالفعل قنبلة نووية؟

ج – لو اننا اردنا صنعها بالفعل فهل كنا نخفي نوايانا؟ اننا بنينا احدى اكثر الدول استقلالية في العالم دون ان ننظر لا الى امريكا ولا روسيا ولا الصين ولا اوروبا. لو اردنا صنعها لخرجنا من معاهدة حظر انتشار السلاح النووي. لكن مرشدنا الديني على خامنئي اعلن ان تصنيع مثل هذه القنبلة امر غير شرعي يعارض الاسلام ووصف صنعها واستخدامها وتخزينها بانه حرام. واذا قال زعيمنا الديني هكذا فهل تفكرون اننا سنخالف توجيهاته؟.

فلتتصوروا اننا قد استطعنا صنع حشوة نووية. لكنها لن تكون بهذه الدرجة من القدرة والكميات التي تمتلكها كل من روسيا والولايات المتحدة. اذا ً فما معنى صنعها؟ فهل انكم تعتقدون بشكل جدي باننا نستطيع هنا اللحاق بروسيا وامريكا؟ . فلن تكفي 100 سنة كي نلحق بهما. ويوحي لنا العقل السليم بان السلاح النووي لن يجلب الهدوء والامن والسلام لايران. ولا تحتاج ايران الى قنبلة ذرية ولا نعمل على صنع هذا السلاح ولا السلاح الكيميائي ولا السلاح البيولوجي. وليس من قبيل الصدفة ان ايران اصبحت عضوا في الكثير من المنظمات الدولية التي تدعو الى حظر انتشار هذا السلاح وبصورة خاصة فاننا انضممنا الى معاهدة حظر انتشار السلاح النووي.

س – لكن اسرائيل هي عدوكم أليس كذلك؟

ج - اسرائيل هي استمرار لامريكا. واي نزاع يندلع بين ايران واسرائيل هو في حقيقة الامر نزاع بين ايران وامريكا. وقامت اسرائيل في بادئ الامر كدولة تبلغ مساحتها 10 الاف كيلومتر مربع اي ما يعادل تقريبا مساحة مدينة ايرانية كبيرة. ولولا دعم الولايات المتحدة لسقطت اسرائيل خلال يوم واحد.

س – انكم تقولون ان قناعتكم الدينية وايمانكم يعارضان فكرة صنع السلاح النووي. لكني سمعت من بعض الاشخاص بمن فيهم الدبلوماسيون الروس ان المسلمين الايرانيين الشيعة يسترشدون بمبدأ التقية ، او بالاحرى اخفاء ارائهم الحقيقية واهدافهم وطرق بلوغها امام الغرباء أليس كذلك؟

ج – لا يوجد لدينا ما نخفيه وليس هناك داع لذلك . فلتنظروا الى كوريا الشمالية التي خرجت من معاهدة حظر انتشار السلاح النووي. وكان لديهم حق بتصنيع قنبلة ذرية وقاموا بصنعها. اما نحن فلم نخرج من المعاهدة. زد على ذلك ستظل ايران في المستقبلايضاً عضوا فيها. وسمحت ايران للمفتشين الدوليين بتفقد مشاريعها النووية. انا احترم الدبلوماسيين الروس وغيرهم . لكن لابد من وجود منطق.

انني انتمي الى الساسة الايرانيين الذين يؤكدون دوما اهمية تطوير التعاون مع بلادكم ويذكرون بالمساعدة التي قدمتها بلادكم الينا. وقام خبراؤكم منذ 50 سنة اي في عهد الشاه بانشاء مصنع الصلب والحديد في اصفهان. والآن ان شاء الله فان الروس سينجزون في الاشهر القريبة اول محطة كهروذرية في ايران( محطة بوشهر).

اننا نقدر حق التقدير التعاون مع الروس. والمشكلة هي السياسة. فوقعت ايران في مصيدة دولية بسبب انها لا توافق على هيمنة الغرب وسياسته الاستعمارية. ولو تنازلنا وتخلينا عن دعم فلسطين على سبيل المثال لغير الغرب فورا موقفه منا. اراد الروس بعد ذلك التعاون الاكثر معنا مثلما يحاولون الآن اقامة التعاون مع السعودية.هل تفكرون ان مشاكل الارهاب والتطرف في شمال القوقاز الروسي تنبع من داخل روسيا؟ انني على قناعة بان اصول هذه الظواهر تعود الى خارج بلادكم.

س - برأيكم ما هي الدول التي تغذي التطرف في روسيا؟

ج - لا اريد ذكرها الان، وهي معروفة في روسيا من دون ذكرها، ويحاول الروس عدم التحدث عنها بصوت عال لان الحديث يجري حول دول تدور في فلك السياسة الغربية. اما ايران فلا تقع ضمن الفلك الغربي. ولا تريد روسيا ان تتخاصم مع الغرب بسبب ايران. كم من الاحداث كالتي حدثت في جورجيا او في اوكرانيا يجب ان تحصل لكي يفهم الروس ان ايران هي صديقتهم وليس الغرب؟ تذكروا كيف عمل الناتو من اجل تفكيك الاتحاد السوفيتي.

ان كل ما هو مجاورلروسيا هو بيد امريكا ، باستثناء ايران. نحن لم نخلق لكم مشاكل ابدا ، فلماذا تخافون ايران اذًا، ولا تخافون الذين يصدرون الى بلادكم الارهاب؟ نحن نتمنى الخير والنجاح للمواطنين الروس ، ونحن نعتبر روسيا جارا مهما وكبيرا وفي نفس الوقت نريد ان تعاملنا روسيا بالمثل ، كما نريد ان تتخذ الحكومة الروسية قرارات اكثر دقة تجاهنا ، ونحن لانريد دعما خاصا، المطلوب فقط عدم السير بشكل اعمى في مجرى سياسة الولايات المتحدة الامريكية، لان بلادكم دولة عظمى.

س - لاتريد روسيا ان تمتلك جارتها قنبلة ذرية...

ج - نحن لا نصنع مثل هذه القنبلة، ماذا علينا ان نفعل لكي نبرهن ذلك؟

س - اذا لماذا رفضتم التعاون مع المجتمع الدولي بخصوص مفاعل ابحاث طهران؟ ولقد اقترحت روسيا عليكم عدم تخصيب اليورانيوم بنفسكم لانتاج الوقود اللازم لعمل المفاعل وذلك لمنع ظهور الشكوك ، بل من الافضل تسليم اليورانيوم منخفض التخصيب اليهم وتستلمون بدلا منه الوقود اللازم للمفاعل. لماذا رفضتم هذا المقترح؟

ج - نحن لم نرفض. لقد وافقنا مباشرة ونحن موافقون حاليا. المشكلة فقط في الضمانات. لقد اقترحوا علينا ان نسلمهم الف كيلو غرام من اليورانيوم درجة تخصيبه 3.5 % والانتظار الى ان يتم استكمال تخصيبه لديهم الى درجة 20 % . هذا المستوى ضروري لعمل مفاعل الابحاث وانتاج النظائر الطبية المستخدمة في العلاج. ولنفترض اننا سلمنا كل هذا اليورانيوم فأين الضمانات من انهم سيعطونا المتفق عليه؟ لماذا لا يعطونا مباشرة 100 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب المستحصل من طن واحد من اليورانيوم منخفض التخصيب؟ لماذا علينا الانتظار سنة كاملة كما اقترحوا علينا؟

س - انها ياسيادة نائب الرئيس مسألة الثقة، وياترى هل ترتابون بان روسيا لن تسلمكم اذا وعدت الحجم المطلوب خلال عام؟

ج - هل تعلمون انه على امتداد 31 سنة اي منذ عهد الشاه يوجد 50 طن من اليورانيوم الايراني في فرنسا؟ ، فليسلمه الفرنسيون لنا، كما اننا سددنا للامريكان في سنوات الثورة مبلغ 2 مليون دولار ثمنا لوقود مفاعل طهران للابحاث، ماهي النتيجة؟ اننا لم نستلم الوقود ولم يعيدوا اموالنا البالغة 2 مليون دولار.

س - يظهر ان الارجنتين زودتكم بالوقود اللازم لعمل المفاعل؟

ج - فقط في نهاية الثمانينات ،اي بعد حوالي 10 سنوات على قيام الثورة اتفقنا على شراء الوقود من الارجنتين، ولم يكن لدينا انذاك اي برامج ذرية اخرى باستثناء مفاعل طهران للابحاث. كيف يمكننا ان نثق بالفرنسيين بعد كل هذا؟ ان تجربتنا السابقة في التعاون مع الغرب سلبية. ويشارك في المقترح المقدم لنا اضافة الى روسيا كل من فرنسا والولايات المتحدة الامريكية، واذا حدث ما لم يكن في الحسبان ستقول روسيا اعذروني هذا ماقرره المجتمع الدولي. لقد اقترحوا ان تقوم روسيا بتخصيب اليورانيوم ومن ثم ارساله الى فرنسا وهناك يتم انتاج الوقود اللازم لعمل المفاعل. نعم المسألة فقدان الثقة المتبادلة، ولكن لماذا؟ من المسبب في ذلك؟ هم انفسهم ولسنا نحن.

س - لدي معلومات تفيد بان الوقود المشترى في وقت سابق لعمل مفاعل طهران سينضب في ابريل/ نيسان او في مايو/ ايار من هذه السنة. اي عليكم تحضير الوقود بالسرعة الممكنة، ماذا ستفعلون؟

ج - كلا، احتياطي الوقود يكفي لاكثر من شهر اوشهرين، انه يكفي لفترة طويلة اي انه يكفي لحين ان نخصب اليورانيوم الى الدرجة المطلوبة واللازمة لعمل المفاعل. ولكني لا اخفي عنكم اننا قلصنا وتائر انتاج النظائر الطبية وذلك لكي يدوم عمل المفاعل. بامكاننا تخصيب اليورانيوم الى درجة 20 % ولدينا 4 كيلوغرامات من هذا اليورانيوم ،مع العلم اننا نحتاج الى 1.5 كغ. شهريا فقط.

س - هل يعني هذا انه بامكانكم تخصيب اليورانيوم الى درجة عالية؟

ج - طبعا بامكاننا. بامكاننا تخصيب اليورانيوم الى اي درجة، لكننا لسنا بحاجة لذلك، ولكن تكنولوجيا بامكاننا ذلك.

س - كم عدد اجهزة الطرد المركزي التي تملكها ايران؟ فالارقام المنشورة متفاوتة.

ج - لن اكشف لكم هذه المعطيات. وانتم تعرفون ان مايكتب حول الموضوع متفاوت، ولا يحق لي اعلان ذلك. ولكن نحمد الله عددها كاف ويزداد يوما بعد يوم. المقصود هنا احدث اجهزة الطرد المركزي وسوف تجلب لنا فوائد كبيرة.

س - وهل جميع هذه الاجهزة ايرانية الصنع؟

ج - جميعها بدون استثناء. لقد اشترينا اجهزة من الخارج في بداية الامر لاجراء الابحاث.

س - يتحدث الصحفيون الغربيون عن عالم الذرة الايراني شهرام اميري. على اعتبار انه بمساعدة المخابرات الامريكية هرب الى الولايات المتحدة الامريكية عام 2009. الا تخافون من انه سيكشف لعدوكم كل شئ عن البرنامج الذري الايراني؟

ج - انه عموما ليس عالم ذرة ، بل يحاولون تقديمه على هذه الشاكلة. حقا لقد عمل في احدى الهيئات الذرية ولكن كموظف بسيط. . لقد اختفى في اثناء تأديته مناسك الحج في المملكة العربية السعودية. بعدها علمنا ،مثل الاخرين ، من وسائل الاعلام انه موجود في الولايات المتحدة الامريكية.

س - لماذا اخفت ايران المعلومات بخصوص بناء مصنع جديد لتخصيب اليورانيوم في منطقة فوردو القريبة من قم؟ وكان الرئيس الامريكي قد كشف عن وجود معلومات حول الموضوع مما ترك انطباعا لدى زميله الرئيس الروسي دميتري مدفيديف الذي كان في نيويورك لحضور قمة هيئة الامم المتحدة. ماذا تقولون بهذا الخصوص؟

ج - من الافضل للرئيس الروسي ان يستمد معلوماته من السفير الروسي في طهران وليس من الرئيس الامريكي، لان لدى السفير معلومات اكثر دقة مما لدى باراك اوباما. اوضح هذا واقول ان العمل تم في صخور صلبة وهو عمل صعب ومضني في تكسير هذا الجبل. اننا خلال سنتين لم نتمكن حتى من وضع الاساس، وكان هذا المكان في السابق مستودعا للاسلحة حيث اشترته منظمة الطاقة الذرية الايرانية من الجيش، فما السر في ذلك؟ هل السر في اننا حفرنا في الجبل؟ فهل كان علينا ان نهرع ونخبر المجتمع الدولي ؟ ان مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يقومون بزيارات دورية الى الموقع حيث عمليات البناء وصلت الى مراحلها النهائية. فعليه يتعين على اخواننا في روسيا ان يطلعوا على هذه التقارير فاننا اعلمنا الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن كافة العمليات قبل الموعد المحدد.

س - لقد تحدثتم عن محطة بوشهر الكهروذرية. كيف تنظرون الى استمرار الروس في بنائها 15 سنة؟

ج - نحن نرى ان عملية البناء وصلت الى مرحلتها النهائية. ان الخبراء الروس يعملون بنشاط ومسؤولية ، ونأمل بانه في الاشهر المقبلة باذن الله ستبدأ المحطة بالعمل.

س - من المحتمل تشديد العقوبات الدولية على ايران فهل سيؤثر ذلك على خططكم؟

ج - كلا. ان العقوبات الدولية لن تمس محطة بوشهر الكهروذرية، لان جميع قرارات مجلس الامن الدولي تستثني هذه المحطة من العقوبات.

س - ماهي برأيكم اسباب التأخير؟ هل هي تقنية ام سياسية؟

ج - اعتقد ان الاسباب هي بدرجة كبيرة تقنية نشير هنا الى ان الخبراء الروس نجحوا في عملهم هذا.

س - هل صحيح ان ايران تنوي انشاء محطات ذرية اخرى؟

ج - نعم. لقد اقرت الحكومة برنامجا لبناء 20 محطة، ولكن ليس خلال سنتين او ثلاث بل خلال 20 سنة. هذا هو قرار الحكومة الايرانية والذي صادق عليه مجلس الشورى.

س - هل سيشترك الروس في هذه المشاريع؟

ج - جميع هذه المشاريع طويلة الامد، وبالمناسبة ليست كلها ضخمة، فمثلا نقوم بوضع تصاميم لمحطة قدرتها 360 ميغاواط فقط في منطقة دارهوفين القريبة من الاهواز في جنوب البلاد. لقد استفدنا في بداية وضع التصاميم من مساعدة الخبراء السويسريين.

س - وهل توجهتم الى الخبراء الروس؟

ج - لم نتوجه بالطلب الى الروس حول الموضوع. وعموما فان كل بوشهر بيد الروس. ومنذ البداية كان مقررا بناء مفاعلين. ومشروع بوشهر ضخم جدا، واذا اراد الروس البقاء والعمل هناك وذلك لضمان عمل المحطة فعلى الرحب والسعة خاصة وان العقوبات الدولية لن تمس عمل المحطة هذه.

س - يظهر ان موسكو سوف تساند العقوبات الدولية ضد ايران. كيف تنظر طهران الى موقف موسكو هذا؟

ج - سيبقى هذا في ذاكرة الشعب الايراني، وانتم طرقتم موضوعا مجهولا، ولا يعلمه الا الله. كنا نريد ان يكون موقف روسيا محايدا. والقرار النهائي هو لحكومتكم.

س - كيف تقيمون دور معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية؟

ج - نحن ضد الاسلحة النووية ونعارض انتشارها. وليس صدفة من انه سينعقد في طهران يومي 17 و18 ابريل/ نيسان مؤتمر دولي تحت عنوان " الطاقة الذرية- للجميع، السلاح النووي – ليس لأاحد " .ولقد دعيت روسيا الى هذا المؤتمر ايضا.

كما ان ايران تساند عملية نزع السلاح ونعتقد ان هذا يمس ليس فقط روسيا والولايات المتحدة الامريكية ،بل وغيرهما من الدول النووية.

وباعتبار ايران عضوا في معاهدة حظرانتشار الاسلحة النووية فاننا نعتبر هذه المعاهدة وثيقة مهمة وفاعلة. حقا ان المعاهدة تعكس توازن القوى في العالم لصالح بعض الدول الكبرى مما يدل على انها بحاجة لتعديلها. ولكن وبشكل عام فان المعاهدة تقوم بدورها. ان التفتيش الدولي على المواقع الذرية الايرانية هو نتيجة لعضويتنا في هذه المعاهدة.