أصحاب جد كوم
تعال إلي عالمنا...إن كنت مسجلا يمكنك الدخول من هنا ,,او التسجيل إن كنت غير مسجل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أصحاب جد كوم
تعال إلي عالمنا...إن كنت مسجلا يمكنك الدخول من هنا ,,او التسجيل إن كنت غير مسجل
أصحاب جد كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» ملتقي الاصحاب
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالأحد فبراير 01, 2015 9:13 am من طرف عواد عمر

» الفنان رمضان حسن
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالأحد مارس 09, 2014 11:33 am من طرف عواد عمر

» مذكرات بيل كلينتون
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 17, 2013 9:42 pm من طرف الميزر

» صور اعجبتني
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالسبت يونيو 15, 2013 6:10 am من طرف فاطمة

» نكات اسحابي
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 03, 2013 1:34 am من طرف محمد الساهر

» أخطر 3 شهادات عن هروب مرسى من السجن
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالخميس مايو 30, 2013 10:42 pm من طرف عازة

»  من روائع الشاعر جمال بخيت
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالخميس مايو 30, 2013 10:18 pm من طرف عازة

» إطلاق نــار على الفريق "سـامي عنان
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 9:00 am من طرف محمد الساهر

» عاجل..أبو تريكة فى العناية المركزة
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 8:33 am من طرف محمد الساهر

»  وقفة مع البافاري : مشروع أفضل فريق يقطع الكرات
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 8:21 am من طرف محمد الساهر

»  10 أطعمة تعرضك للإصابة بمرض السرطان
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 5:18 am من طرف محمد الساهر

» أسهل وأحدث 10 طرق لإنقاص وزنك في أقل من 10 دقائق
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 1:39 am من طرف عازة

» القدرات النفسيه
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 1:11 am من طرف محمد الساهر

» تنمية قدرات العقل
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 1:08 am من طرف محمد الساهر

» مصر: تطبيق الحد الأقصى والأدنى للأجور في مايو
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 12:58 am من طرف محمد الساهر

» السجن مدى الحياة لـ"بن على" و10 لوزير داخليته
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 12:38 am من طرف سيدورف

» فتح النار على باسم يوسف لاستضافته مغنيا شاذا
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 12:32 am من طرف سيدورف

» مورينيو والريال.. قصة موت معلن؟
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 12:16 am من طرف سيدورف

» رئيس برشلونة يعترف بتفوق بايرن.. وفخور بلاعبيه
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالخميس مايو 02, 2013 12:12 am من طرف سيدورف

» فساتين الزفاف
أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 30, 2013 3:22 am من طرف عازة


أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة

+2
المشرف العام
هيثم على الشفيع
6 مشترك

اذهب الى الأسفل

أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة Empty أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة

مُساهمة من طرف هيثم على الشفيع السبت يناير 26, 2008 10:45 am

النزول من عتبة البحر


" الطاهر مشى فوق الماء " هكذا صرخ الاطفال شبه العراة ، وهم يخرجون ركضا من البحر باتجاة قريتنا ناثرين رذاذ البحر حولهم كأمطار تصعد لأعلى .
ابتعدت صرخاتهم , وبدأت شيئا فشيئا أدرك ما حولي ، كنت واقفا على الماء بينما ظلي يمتد أمامي بلون فضي يتلألأ بمئات المرايا الصغيرة الرجراجة ، الماء يدوم تحت قدمي عبر غلالة رقيقة ، ماالذي يحدث لي ؟ تمشيت هنا وهناك ، أوغلت ، لكن الماء بدي لي كبساط ممتد الي البعيد عصي على الاختراق .
على الضفة بدأوا يتجمعون شيئا فشيئا.. أخبار الكرامات تسري هنا كأسراب الجراد .. عكست الريح اتجاهها فحملت الى صوت لغطهم على الشاطئ .. رف طائر بقربي ورمقني بنظرة من عينيه السوداويين ، أتقدم علي سطح الماء باتجاهم ، تتضح ملامحهم ، رجال ونساء أكثرهم من قريتنا وبعض الغرباء .. يتراجعون مفسحين لي دائرة كبيرة من الطين اللزج .. الارض هنا مألوفة.. كنت أكثرهم حيرة ولا أدري ما الذي علي فعله ، لا أدري من قالها " شيخ الطاهر العوام" انحنى على يدي .. جفلت انا ابن الثانية عشر يقبل الناس يدي ، قفزت الى الخلف.. التفت اليه كان عجوزا في السبعين ، بقيت شفتاه الشاحبتان معلقتان في الفراغ .. منظره في انحناءته تلك ، محروما من بركتي وقد أخذت عيناه تغرورقان بالدمع قبض صدري .. حشرج " شيخ الطاهر العوام ما تحرمنا بركتك " دفعه أحد الشباب " أبتعد .. ما كل واحد بستاهل البركة " وأمسك بيدي يقبلها ... حاولت سحبها .. لكن المتدافعين كان كل منهم يسلمها للاخر "أنا عاقر أديني ولد .." ، "الشفاء من .. يا شيخ الطاهر العوام .." ، كدت أصرخ انا لست شيخا ولم أسبح .
" أبونا الشيخ بناديك .. " صرخ أحد الأطفال من خلف الجموع المتزاحمة.. تراجعوا .. بدأت أمشي بأتجاه القرية و نظرات الناس من حولي تقيد أقدامي .
....
وجدته جالس على حصيرة الصلاة .. مطأطأ .. سبحة كبيرة تلتف حول عنقة لترقد في حجره ملتوية كثعبان .. على رأسه طاقية خضراء ذات فتحات كبيرة تخرج منها شعيرات سوداء وبيضاء
.. تك .. تك تدور بهدوء سبحة لالوب صغيرة داكنة الصفار في يده .. رفع رأسه .. توقفت السبحة .. نظر الى بقوة .. قطب .. تكونت أخاديد بصعوبة على جبهته ..
أخفضت بصري .
" ليه ....؟ "
" ما عملت حاجة .. "
" ليه ما عملت حاجة..؟ " بهت لم أدري ماذا أقول
قلت بصوت منخفض " كنت داير اسبح "
أحنى رأسه .. بدت السبحه تدور .. هدأ قليلا .. قال بصوته الرقيق الذي يدعو به بعد الصلاة
" أتوا الي يشكوك .."
" منو ؟ ليه ؟؟ "
" الارض التي تركتها .. البحر الذي مشيت فوقه .. العجوز الباكي .. العاصي الذي قبل يدك .. الطفل الذي لن يولد .. كل من سمع بك ولم يراك "
لا أدري ما أقول ..
" أذهب الان " في الصباح نذهب للبحر قالها كمن يكلم نفسه.
رجعت الي غرفتي ، ماذا فعلت ؟ ماذا سنفعل ؟ نمت في وقت متأخر، الاحلام تزاحمت علي .. بحر .. شخص يسجد .. طائر بعينين سوداوتين .. أطفال يسبحون بمرح في بحر من الالوان .. خلق كثير وأشياء مبعثرة لم أستطع تذكرها في الصباح .
....
بدأنا المسيرة بعد صلاة الفجر ، خلفنا الكثير من الناس ، همس لي أحدهم ان هناك أشخاص كبار جاؤا من العاصمة ، عند الشاطئ كانت الشمس قد بدأت تستيقظ من فراشها المائي و في الجو مازالت برودة الفجر تلسعنا مع هبات الريح ، بنظرة من الشيخ توقف الجميع على مبعده منا تقدمنا باتجاه البحر، وقفنا أمامه طويلا ، مازال يحتفظ بغطاءه الليلي الاسود ، صوت أمواج صغيرة تضرب الشاطئ كان كل ما يمكن سماعه ، تقدمنا أكثر ، الماء البارد يلامس أقدامنا في تتابع رتيب , تسري في رعشة قوية ، يضع يدة علي كتفي " لا تخيب ظني .. "
...
أتقدم .. الطين لين تحت قدمي .. تتبلل أطراف ثوبي .. أتذكر ملمس بشرتها .. تغوص أقدامي في الماء البارد .. أفرح.. لماذا اموت الان؟ يرتعش جسدي .. الرياح تزيد من البرودة .. انتشي ..هل كانت أمي .. ألتفت الي الخلف الجموع صامته .. لماذا اموت الان ؟ والدي يبدو عليه الرضى .. أتقدم باتجاه الشمس التي ارتفعت فوق الماء ناشرة رداءها الارجواني .. تأخذني في حضنها .. لماذا اموت الان ؟ الماء قاتم قليلا .. يرتفع.. يصل الى منتصف ساقي .. بطني .. أتقدم أكثر.. أرتعش أكثر.. لماذا؟ اتمني ان أتعرى وألهو في الماء.. جذور عشبة ما تدور مع دوامة صغيرة .. تختفي .. تظهر من جديد ..لماذا؟ يصل الماء الى صدري .. يصبح بلون شفاف ..تقبلني .. أخجل تضحك وتقول لي لست كبيرا كفاية لتخجل .. لا أستطيع أن أمضي أبعد ..لماذا؟ التفت اليه على عتبة البحر.. ينظر فقط الى البعيد .. الشاطئ ايضا بعيد .. لم اظن انني ابتعدت كثيرا هكذا ..لماذا؟ تقدم .. الصوت كأنه قادم من مكان بعيد في صدري .. صوتي أو صوته ؟ لا أدري ، يصل الماء الى فمي .. طعمه ليس سيئا ابدا ..لماذا؟ كأنه .. لا أذكر .. لا يمكنني ان أمضي أبعد .. تنهار الارض تحت قدمي ..لماذا؟ أجفل .. أغوص .. أضرب الماء من حولي .. يخرج راسي في تتابعات صغيرة .. أراه واقفا في نفس هيئته ..لماذا؟ يأتي الصوت من داخلي " عوم .." أضرب الماء بكل قوتي .. يخرج راسي ..أصرخ " الحقوني .. " ، أكثر من شخص يخلع ثوبه ليقفز خلفي .. يمنعهم الشيخ أبي .. لماذا؟ .. وجهه الان قريب .. أري ملامح وجهه و السكينه تعلوه .. طعم الطين يملؤني .. تهمد حركتي وابدأ في الغوص لأسفل بهدوء ... أراه من قاع النهر .. وعبر ظلمة الماء والطين المهاجر من بلاد بعيدة .. لماذا أموت الان .. ينظر الي .. يكلمني .. " أحسنت .. " يرددها أحسنت ..لماذا؟ أراه .. أسمعه .. " أخرجوه ! " يقفز اثنان ، يسبحان كسمكتان " كل ما كنت أريده أن أسبح مثلكما.." لا يسمعاني .. يمدداني علي الشاطئ أمام الشيخ .. البعض يبكي بنشيج مكتوم واخرون مذهولون وحده الشيخ يحمل وجه علامة الرضى وعلى لحيته أثر لبلل خفيف .
….
" استوا .. استوا لصلاة الجنازة .. الغريق شهيد " يتلاصقون.. نساء .. رجال .. حيوانات .. أطفال .. شباب مبللين بالماء والفتوة , وانا أمامهم , وأمام الشيخ .. لا تتحرك شفتيه بصلاة الجنازة .. تبدأ من خلفه ململة ضعيفة .. الصوت يأتي من جديد من صدري .. "الأن " أصلى على .. يرتفع صوتي .. "البحر للسباحة او الغرق .." يقول خلفي " أمين .." الناس ملجومون بالصمت والحيرة .." المرأة العاقر لا تلد ..أمين ،" أنا اموت لتبقي الارض أرض والماء ماء .." يقول أمين ..وبصوت خافت متردد يرددون ..أمين أردد.. الان ..الان .
هيثم على الشفيع
هيثم على الشفيع
مشرف

عدد الرسائل : 1910
العمر : 53
الموقع : ام درمان-الثورة
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة Empty رد: أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة

مُساهمة من طرف المشرف العام السبت يناير 26, 2008 11:08 am

خطير النوراني يا هيثم ,,, زدنا منه.... زادك الله بركة وايمانا.
المشرف العام
المشرف العام
المشرف العام

المشرف العام

عدد الرسائل : 219
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 04/11/2007

https://alzoubaidi.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة Empty قصة قصيرة ....ناجي محمد نوراني-2

مُساهمة من طرف هيثم على الشفيع الثلاثاء فبراير 05, 2008 10:12 am

لا تذهب الي الموت وحيدا


ستموت الأن وظهرك الى حقيبتك المدرسية المشققة كحائط طيني, قلم اخضر لم يمس ..الازرق في نهايته وبقية الالوان لن تحضر اليك فقد ذهبت الي الموت وحيدا.
...
" لا تحضر غدا بدون مصاريف الدراسة ..والا " هز العصا في وجهك ومضى ، كم تكره الاساتذة .. كم تحب المدرسة وأكثر، تسلق المزيرة - بعيدا عن أعينهم – تغمر يدك بالكوز في مائه البارد ، الشخبطة على السبروة الباهته ببقايا طبشورة ملونة كغيمة ، مرة وبطشورة جديدة رسمت رياح بيضاء وسحابه بيضاء وسماء بيضاء وأطفال بيض ومدرسة بدون أساتذة ، وبكل بساطة رأيت السماء الطباشيرية البيضاء زرقاء والاطفال ملونين والمدرسة خضراء والمطر شفاف ، ولان المدرس دخل فسكتت الرياح وعادت السماء داكنة وأمطرت داخل السبروة مطرا أسود.
هوايتك التسابق بين خط الافق وشجرة السدر ، بينما الأرض أوأصدقائك يركضون لا تدري– سألت مرة الاستاذ "هل تشبه يسدرة المنتهي سدرة المدرسة ؟ هل بها اشواك ؟"
شوكك بعصاه كما قال حتي تتادب – ها انت تتأدب حتي السكوت .
...
" غدا أعطيك المصاريف " هكذا وعدك ، وجهه يحمل تصميم حقيقي وحزن عاجز ، غده لا يأتي منذ ثلاثة ايام و غدك لن ياتي ابدا ، لا تذهب الي الموت صغيرا هكذا ، امك لن تعرف موتك الان .. بعد ساعتين وقد برد الموت عليك ، بردائها الذي ارتدته على عجل " يحي مضروب في المدرسة .. " تركض اليك لتجدك والموت ضربك تماما في قلبها ، لا تذهب .. فالموت موحش جدا في الليل ، وانت ما زلت صغيرا على الليل وصغيرا أكثر على الموت وأنت أصغر على هذه الحياة.
هيثم على الشفيع
هيثم على الشفيع
مشرف

عدد الرسائل : 1910
العمر : 53
الموقع : ام درمان-الثورة
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة Empty رد: أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة

مُساهمة من طرف ميرغني ابراهيم الثلاثاء فبراير 05, 2008 10:24 am

قصيرة جدا يا هيثم ,,,, وطبعا هذا الاحساس لصالح القصة ,,,,, اذكر في نهاية الثمانينات ومنتصفها كان هناك ,, احمد هاشم الشريف ,,, يكتب قصة قصيرة جدا ,,, للا تتعدي في بعض المرات الخمسة اسطر,,, كنت انتظر واشتري مجلة صباح الخير عشانها,,, لكما الود.
ميرغني ابراهيم
ميرغني ابراهيم
المشرف العام

المشرف العام

عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة Empty رد: أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة

مُساهمة من طرف هيثم على الشفيع الثلاثاء فبراير 26, 2008 3:04 pm

الشارب الابيض للطفل

على جانبي فمه الغض شارب أبيض غريب , يمد الى كتابة المدرسي الملون , الغلاف يعج باللون الاخضر , " أريد أن أصبح جندي " ...
يحمل الغلاف صورة جندي يزحف على أرض طينية حمراء , بينما الاشجار شديدة الخضرة تظلله من كل جانب , على وجهه الفتي أبتسامة رضى , وهو ينظر الى ملتقط الصورة , فيبدو كما لو كان يبتسم لكل من يراه .
" أريد أصبح جندي "
" فقط عندما تكبر ..... "
أقرب كوب الحليب منه , يرشف ... يكبر على جانبي فمه الشارب الأبيض ... ابتسم ... فيبتسم .
تنبشني هذه الصورة كمحراث ... الذكريات تخرج كجذور مقتلعه حديثا .... داكنة بعض الشئ ....
و برائحتها الاولى .
...
الارض تمتد الي خارج غلاف الصورة , مبرقعة ببرك صغيرة ... الهواء خفيف و رطب نوعا ما , أشجار المانجو ذات الاوراق الطويلة المستطيلة المغسولة حديثا بأمطار البارحة لا تسمح لضوء الشمس ان يتسلل الى حيث أجلس , فيبدو المكان من حولي باردا ومظلما , رغم أن النهار يقترب من منتصفه , كوب الشاي في يدي أخذ يبرد , تحتي البنبر المهتوك من كثرة الأستعمال يضايقتي قليلا , أمامي أبريق الشاي النحاسي اللون المستسلم تماما للنار, يبدو بنصفه المسود كثمرة مانجو سقطت في الوحل فتعفن نصفها الاسفل بينما نصفها الاعلى بلونه الشروقي الرائع , النار تطقطق في الموقد الصغير وهي تأكل الفحم الرطب بصعوبة .
" سلام ... "
يظهر من لا مكان , يجلس على البنبر المقابل ... يطلب كوب من الشاي ... أتفحصه بدون أهتمام .... لا استطيع أن أقدر عمره ... يبدأ في خلع حذائه العسكري المهترئ ... يبرز أصبع قدمة الكبير من خلال جوربه الممزق وقد بانت عليه تجعدات الانغماس الطويل في رطوبه الحذاء , لا يبدو انه خجل منه , تصفعني الرائحه , أتراجع الى الخلف قليلا , يلاحظ امتعاضي , يقول فيما يشبه الاعتذار
" ... نسير لمسافات طويلة و ... "
" لا مشكلة ... المهم أنك وصلت بالسلامة "
يتوقف عن ربط حذائة بعدما أفرغه من التراب , فكون تلا أحمر صغير تنبت منه بعض أعواد جافة , ينظر الي نظرة قاتمة للحظات , ثم يعود الى ربط شريط حذائه , ودون أن يرفع رأسه , وصدره يضغط على رجليه وهو منحني , فيجئني صوته كأنه من بئر .
" بالسلامه ... هل تظن ذلك ؟ "
" أجل .... ألم تعد سالما ..؟ "
يرفع كوب الشاي الذي وضع أمامه , يرشف رشفتين صغيرتين وهو ينظر الى الكوب , يخيل لي أنه أصيب بالحول .
" .. لقد علقنا في كمين و لا أدري عن رفاقي ... بقيت مختفيا وسط الحشائش ليومين ... سأبلغ الان عن عودتي ... لا أدري كم سيحتجزونني للتحقيق ... ربما أسبوعين أو أكثر ... قد أكون عميلا للاعداء "
صوت ضحكته المجلجل بدا لي كعلبة فارغة تقرقع بين أقدام أطفال يلعبون ...
أفرغ باقي الكوب سريعا في جوفه .. نهض بنشاط غريب .
" من رتبتك يظهر أنك قديم في الجيش .. بالتأكيد لن ... "
سارع بالقول .. " أن تنجو سبب كافي لأن يشكو بك ...." ألقى نظرة سريعة على مدخل المعسكر المقابل , بدا لى أنه قلق , عاد ببصر الى ... " أنت جديد هنا ؟ "
هززت رأسي موافقا .
" .. واضح ... أنت عارف ما .." , بدا أنه محرج قليلا .
لم أتركه يكمل " .. الحساب عندي " , ضحك ببساطة .
نظر الى ست الشاي وثوبها شديد الاصفرار يبدو صارخا على خلفية الحائط الطيني الذي تتكأ عليه
" هل أجدك بعد أسبوعين .. ؟ "
نظرت اليه ... أشارت ... جلس على قدميه موليني ظهره و أذنه قريبة من فمها , بدا لي شديد النحول وعظمه وجنته تكاد تخرق جلد وجهه المحروق بالشمس و المعشوشب كحقل مهجور , كيف يقوى على القتال ؟؟ نهض من جديد وضحكة تغسلهما معا , بدا لي ما بينهما أكثر من نكته .
" سلام " .
قالها و تحرك باتجاه مدخل المعسكر , تلاشت الألوان المرقطة لبنطاله عند مؤخرته وحل مكانها لون ترابي شاحب يذكرني بتراب المقابر, ألاحظ أنه يعرج بخفة , لكنه يخفيها بمهارة , يمد يده الي مؤخرته يمسحها بضربه خفيفة , كم هي ضخمة يده .
أمد يدي الى ست الشاي بألف جنية .
" أمسكي يا منقة ..." , تبتسم ابتسامة خفيفة دون أن ترفع رأسها , تخرج من تحت ثوبها الاصفر يد لامعه السواد حول المعصم سوار عريض بلون أبيض عاجي منطفئ .
نهضت .... رأيت التل الصغير الاحمر الذي تركه الجندي والقشات الجافة تبدو كما أنها قد نمت... دهمتني رغبة أن اسحقه بقدمي .
وقبل أن أفعل ، يدوي صوت أنفجارقوي .. قادم من جهة البوابة.. تهتز الارض... أجد نفسي ملقى بجوار الحائط الطيني خائر القوي ... في المكان أشلاء أدوات الشاي ... بقايا بشرية ... حذاء مهترئ ... بينما يتبرقع الثوب الاصفر ببقع دم ولطخات طينية والمرأه تبدأ في البكاء وجسدها الضخم يهتز بصورة عنيفة , لم أتبين ما حدث .... أصوات أقدام تركض في المكان وصوت يتلاشئ يحذر من ألغام قد تكون ما زالت مزروعة .
...
يد صغيرة تهزني ... الكوب محطم ... الحليب على الارض ....على الجدران .... على جانبي فمه الصغير .... الحدقتان الصغيرتان مفتوحتان وبهما نظرة هلع .... أخطفه من على الارض الجارحة .... أضمة بقوة .... أمسح شاربة الخفيف بقسوة .
" .. لن تكبر.... لن تكبر أبدأ ...." ,
بينما على الأرض وفي غلاف صورته المغلق كسجن , يبدو الجندي ذو الابتسامة غير المبرره سعيدا وهو يغرق في السائل الابيض .
هيثم على الشفيع
هيثم على الشفيع
مشرف

عدد الرسائل : 1910
العمر : 53
الموقع : ام درمان-الثورة
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة Empty رد: أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة

مُساهمة من طرف ميرغني ابراهيم الثلاثاء فبراير 26, 2008 9:15 pm

ناجي محمد نوراني ,,,, شكرا له ,,, ولهيثم الذي ينتقي لنا هذه الشذرات الرائعات ,,, استمتعت به حقيقة ,,,, له ولك الود\ هيثم.
ميرغني ابراهيم
ميرغني ابراهيم
المشرف العام

المشرف العام

عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة Empty رد: أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة

مُساهمة من طرف هيثم على الشفيع الأربعاء فبراير 27, 2008 8:38 am

الأخ /ميرغني
شكراً على المرور ولعلي مثلك من المعجبين بكتابات أخينا العزيز ناجي -زميل دراسة مقيم بالإمارات- ولمزيد من الفائدة والمتعة قدمت له الدعوة للمشاركة بكتاباته عبر المنتدى،كما وجهت الدعوة أيضاً للصديق الشاعر /الطيب برير يوسف وأتمنى ظهورهما ككاتبين مداومين بمنتدانا
لك ولهما كل الود
هيثم على الشفيع
هيثم على الشفيع
مشرف

عدد الرسائل : 1910
العمر : 53
الموقع : ام درمان-الثورة
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة Empty رد: أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة

مُساهمة من طرف معاوية علي الشفيع الأربعاء فبراير 27, 2008 1:33 pm

سلام عليكم اهل المنتدى..اختفيت لفترة فى احد اركان الدنيا التى لا تتعامل مع العربية كلغة لذلك لم تتسن لى مشاركتكم فىما انتم فيه.وهاانذا اعود لاجد المنتدى عامرا بكم-قدامى وجدد-..يبدو ان الكلام دخل الحوش بانضمام فطاحلة لا يشق لهم غبار فى مجال الكلمة.ارجو الا يكون اخرهم ناجى النورانى-الفتى الجميل المهذب-.لا زلت اذكره فى هيئة طالب الهندسة..التحية للناجى وكلماته العذاب..وتحيةلصاحب فكرة المنتدى الذى جمعنا بهذا الكم الهائل من الناس الرائعين(تحية مدير المنتدى دى حارقانى..لكننى احاول-احيانا-ان اكون نزيها)...
معاوية علي الشفيع
معاوية علي الشفيع
صاحب تختو في الجرح
صاحب تختو في الجرح

عدد الرسائل : 345
العمر : 44
المهنة : لاعب كرةقدم متقاعد
الهواية : ممارسة الطب
تاريخ التسجيل : 06/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة Empty رد: أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة

مُساهمة من طرف هيثم على الشفيع الأحد مارس 16, 2008 12:34 pm

مطر مضيء

هكذا وجدته خلف مكتبه ، يسند جبهته بيده بينما دخان سجارته يتصاعد لأعلى ، يدور قليلا ثم يتفرق فجاءة عندما يلفحه هواء التكيف القوي .
وضعت الصورة أمامه ، لم تزل برطوبة التحميض " هل ستعجبه .. هل سأحصل على الوظيفة" لم يرفع نظره الي ، بيده الأخرى وهو ما زال ممسكا بالقلم الاحمر الذي يصحح به مقالا أمامه رفعها أمام نظارته السميكة.
" مليئة بالعيوب ولا تصلح للنشر " هزها قليلا .. و ألقاها باهمال على خشب طاولته الصقيل .
"ضاعت الوظيفة " ، نظفت حنجرتي و بصوت أردت أن لا ينقل أمتعاضي على جهد خمس ساعات من الانتظار في الشمس ، لأخذ صورة لعينة " لماذا .. ؟ "
خرجت الكلمة أرق مما أردت وتكدرت أكثر " اللعنة " بصوت عال لكن في سري .
أشاح برأسه قليلا عن الورقة التي أمامه , وبدأ كأنه يحدق في فراغ بعيد في الطاولة , قلب القلم وبدا يدق على الطاولة وهو يعدد الأخطاء " مجذومون... جيد ، لكن انعكاس ضوء الشمس على سيارة ، بنطال وحذاء فقط يملأن زاوية الصورة ، يافطة كلية الطب ، اسم دكتور كبير " رفع رأسه وبنفاذ صبر واضح لشخص لم يعتد تبرير أفعاله " انت داير تجيب لينا مشاكل مع الجامعة ولا يقولوا نحنا بنعمل دعاية لدكتور فلان وعلان .. " .

...

نظرت لساعتي ، عقرب الساعة يقف ببلاهة بين الرابعة والخامسة كأنه غير واثق من الطريق الذي عليه أن يسلكه ، مرت الأن أربع ساعات ، يدخل الهواء الحار من النافذة المقابلة في السيارة ليلفحني ، يدي الممكسة بالكميرا تعرقت ، نقلت الكاميرا لليد الاخرى ، مسحت يدي بالبنطال ونظرت اليهما ، أريد أن أكون مستعدا عندما تأتي اللحظة المناسبة للصورة , حاولت أن أتذكر الصور التي التقطها , الحر يضغط على أعصابي وبدأت أفقد التركيز, لقطة لها وهي تحمل علبة حديدية لتجعله يشرب " كانت لقطة جيدة لولا أن أصابعها التي أصابها الجذام فبدت مثل أعواد رفيعة محروقة لم تكن واضحة في الصورة ، بقية اللقطات أقل شأنا .
سائق سيارة الجريدة يحتسي الشاي تحت ظل شجرة لالوب ضخمة ، الظل احذرالظل في التصوير ، نظرت اليهما ، اليافطة القماشية ذات الثقوب والتي تعلن مسيرة سياسية حاشدة تساقط عليهما خليط من الضوء والظل كالمطر فيبرقعهما ، يخفيهما ، مع الوقت انحسر عنهما المطر المضيء قليلا ليسقط خلف سور الجامعة , تاركهما بالكامل تحت ضوء شمس قوية لعصر يوم من شهر ابريل ، " ذلك أفضل كثيرا " .
غير الطفل مكانه ، اللعنة على السائق شتت انتباهي ، لو أنه يحضر لي كوب من الشاي فقط , ليخفف هذه الطبول التي تقرع داخل جمجمتي ، اللعنة على هذا الحر ، تحرك الطفل من جديد تحفزت " الحركة تحمل احتمالات جيدة " حاولت تذكر من قال ذلك ," اللعنه علي هذا الحر وعلى الصورة والطفل وأمه " ، حر يذيب الأعصاب.
أخذت أنظر اليهما عبر زوم الكاميرا ، يحاول المشي ، يسقط على وجهه ، مؤخرته عارية ملتصق بها طين جامد قذر ، فكرت بخبث أن ألتقط الصورة .. " صورة تحمل تناقض المدينة .. هذا امتحانك للتوظيف كمصور بالجريدة "
" ستكون مستفزة .. لكنها لا تحمل تناقض .. هذا بلد نفاية ".
يضع يديه على الأرض .. يقوم نصف قومه .. يسقط .. يعيد المحاولة .. يقوم مترنحا .. يحاول بخطوات بطيئة .. ملامحه جديه .. أتحفز كسائق ينتظر الاشارة الخضراء .. كأنها تتكلم معه .. بدون أي سابق انذار .. في واحدة من حركات الأطفال غير المتوقعة .. ركض اليها بسرعة .. غير عابئ بالخوف من السقوط .. وهو يمد يديه في الهواء فتنعكس أشعة شمس العصر الذهبية على أصابع يده الصغيرة المكتنزة وابتسم .. تكورت وجنتيه وارتفعت لأعلى .. انفرجت شفتيه الرقيقتين على اتساعهما ليظهر صفين من الأسنان الصغيرة المتباعدة متلألئة خلف سراب لعاب فضي .. كانت بشرة وجهه الناعمة لامعة ومصقولة كماء . وهي تدحرج فتات أشعة الشمس ، مدت اليه يدها .. نتوء واحد صغير مكان الابهام .. بينما الكف لا تحمل أي خطوط و بلون قاتم لجلد قديم .. ابتسمت هي أيضا .. ابتسامة قبيحة .. قبيحة جدا وجميلة أيضا .. بقايا الأنف ازدادت تقلصا .. العينين الغائرتين التي تحمل أطرافها مادة رمادية ضاقت أكثر .. خطوة .. خطوتين وسقط في حجرها .. أختفى وجهه السماوي في طيات ثوبها بني اللون بينما التفتت هي باتجاه شخص ينحني من بعيد على صحن الصفيح ليسقط فيه قروش .. لم تدم اللقطة سوى ثوان .. مع ابتسامتهما .. شئ كالماء البارد صب في صدري .. أقشعر جلدي قليلا ..الصداع تراجع كنداء من مكان بعيد وابتسمت رغما عني لا أدري لماذا ..احسست اني خفيف وأن الجو ليس بتلك الحرارة .. تك .. ضغطت الكاميرا ، هل بدت الصورة كما رأيتها ؟ هل ستحمل تلك السعادة التي بدت على ملامحهما ؟ لا أدري .. لكني متأكد أنها صورة جديرة بالنشر.

...

وضعت يدي على مقبض باب مكتبة وأنا أهم بالخروج , بارد .. تمنيت أن أبقى يدي عليه هكذا لفترة طويلة .. فتحت الباب نصف فتحة , انساب هواء بارد الى الخارج كتيار ماء , أنعشني قليلا , نظرت للصورة من جديد ، سيارة فارهة تعكس ضوء الشمس من الجهة اليسرى للصورة فيبدو الضباب كما أنه ينتشر , على اليمين .. جزء من بنطال بلون أخضر..و حذاء عسكري لامع السواد بأثار حادة على الرمل , بينما الطفل وأمه في منتصف الصورة ومن بعيد ملامحهما تحمل ابتسامة خيفه لا تكاد تظهر .
التفت اليه وبصوت لم أهتم له فجاء طبيعيا " انها صورة جميلة ومليئة بالعيوب .. " , رفع رأسه ومن خلف نظارته السميكة بدت عيناه متسعتان بشكل مضحك , " ماذا ..؟ "
" انها صورة جميلة ومليئة بالعيوب ..وجديرة بالنشر "
خلع النظارة فبدت ملامحه طبيعية , وجه متغضن من كثرة التقطيب , شعر رمادي ناعم مقصوص بعناية , عيون محمرة من أثر الدخان , تلك العينين ورغم ارتخاء الأجفان عليهما, تلك العينين حملت لي نظرة .. ماذا أقول .. ليست رتيبة .. متسائلة ربما.. هل كان عبر تحديقه في وكأنه لا يراني بل ينظر للصورة من خلال ذاكرته .. لا أدري , كل ما قاله " اترك الصورة .. ربما انظ .." .
...
نشرت الصورة بعد يومين في صفحة داخلية ، لم تكن كبيرة ، ليست نصف صفحة ، لكنها بحجم يكفي لتظهر الملامح السعيدة للطفل والمرأة ، كتب تحتها جائزة لأحسن تعليق ، وحصلت أنا على وظيفة مصور متعاون .










رغم مرور سنوات مازلت أتسأل هل كان علي ان أريه الصورة الاخرى هل كان سينشرها ؟ هل كنت ساحصل على الوظيفة ؟ الأن بعد كل هذه السنوات مازال أمر تلك الصورة يراودني من وقت لأخر .
عندما نظرت اليه بحجمه الضئيل ويده على مقبض الباب منتظرا تعليماتي كطفل ينظر الى والده ، نعم كان يجب أن أحاول نشرها ، بالتأكيد كان يجب ، لقد فات الأوان على ذلك الأن ، نعم لقد فات الأوان على كثير من الأشياء الأن وجاء اوان أخرى.
" أحذر الظل ولا تبخل بالوقت و أحذر أكثر الاشياء التي لم تفعلها " ورجعت لكومة الاوراق التي أمامي ، مضت مده قبل ان اسمع صوت انغلاق الباب ، أبتسمت وتسألت ما سيحضر.
مقطع جيد لكنه جدير بالحذف.
هيثم على الشفيع
هيثم على الشفيع
مشرف

عدد الرسائل : 1910
العمر : 53
الموقع : ام درمان-الثورة
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة Empty رد: أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة

مُساهمة من طرف ميرغني ابراهيم الإثنين مارس 17, 2008 12:51 am

احيانا كثيرة يا هيثم ,,, أحس ان للنوراني علاقة وطيدة بعلم النفس , كان يكون طبيبا مثلا ,, وذلك لقراءته الجيدة للنفس البشرية وتقلباتها ,, والتصوير الرائع لحديث بطل القصة مع نفسه خير دليل علي ذلك ,,, تناقش القصة قصة حياة 99 في المائة مننا ,,ورحم الله ال1 في المائة الباقين ,,, الشكر لك ومكرر لاخونا صاحب الخاطرة النوراني ,,,, ثم انو ما بيجيش ليه{ ولا كفاية انو يجينا ما يجيش بخاطره عبركم},,, له ولك الود.
ميرغني ابراهيم
ميرغني ابراهيم
المشرف العام

المشرف العام

عدد الرسائل : 4016
العمر : 64
الموقع : السعودية
المهنة : طبيب
الهواية : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 04/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة Empty رد: أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة

مُساهمة من طرف هيثم على الشفيع الأربعاء مارس 19, 2008 10:31 am

أغنية الليمون


استغرق الأمر عدة سنوات لتتلاشى أثاره من المنزل ، ضحكته التي تخالط سكون ليالي الشتاء أول ما أختفي ، أعدنا دهان المنزل بلون أزرق سماوي بدلا عن لون الليلك الفاتح ، غرفة الجلوس أصبحت مكان للنوم ، زرعنا شجرة ليمون مكتملة أمام النافذة فلم يعد من الممكن رؤية طقم جلوس الحديقة الذي كان يحبه ، و نحن أيضا أخذنا نكبر .
...
في جلسة شاي تبدو بريئة ، برودة خفيفة منعشة تلفنا في هذا الليل المضاء بقمر بعيد ، شجرة الليمون المبللة تطلق رائحة خفيفة ، وصوت بعيد لأغنية يرتفع وينخفض مع رائحة الليمون التي تهب مع الريح .
" لقد كان يحب هذه الأغنية " .. قالت أمي فجأة ، يبدو أن أمي لم تستطع نسيانه ، صمتنا جميعا الا من صوت الأغنية ، عاد لون المنزل ليلكيا صافيا ، غرفة الجلوس أبعدت أسرة النوم المرتبة وعادت كما كانت مبعثرة وممتلئة بأوراقه وكتبه ، السنين تراجعت ، عاد الى أمى تضدرج خديها بالحمرة الخفيفة ، الأغنية والليل هزما عمرنا ، وحده لم يأتي ، بقي موته عصي على الأغنية ، خرج الأطفال من داخل المنزل وهم يتصايحون ، اللون الأزرق للمنزل أتى ساخرا ، ذاكراتنا أتت بخطط المستقبل ، وصوت الأغنية خفت وراء جلبة للأطفال و اصطدام السكاكين في الأطباق ، بدت أمي في فستانها الأبيض البسيط وحركتها المنهكة وذاكرتها المفقودة كحقيبة مسروقة قد عاشت أكثر مما ينبغي ، قليل من الحزن بقي وكثير من الحياة أيضا .
...
منذ ذلك اليوم وفي عيد زواجهما وعندما يكون الشتاء في أوله والأطفال لا يحتاجون لمراجعة دروسهم ولا تكون زوجاتنا يردن الذهاب للتسوق نجتمع حول أبريق الشاي الساخن ، لنستمع لأغنيه بطعم الغياب لشخصين عزيزين و بلون الليلك وبرائحة الليمون

ناجي محمد نوراني 2006
هيثم على الشفيع
هيثم على الشفيع
مشرف

عدد الرسائل : 1910
العمر : 53
الموقع : ام درمان-الثورة
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة Empty غابة من عواء

مُساهمة من طرف هيثم على الشفيع الأحد مارس 23, 2008 2:36 pm

غابة من عواء

ناجي النوراني

لم يدر برأسي أن معرض رسم سيكون بهذه الغرابة، فبينما تتدلى بعض الحوائط من السقف بغرابة خفافيش بيضاء واللوحات يا إلهي ماذا أقول........؟؟!؟....... من المريخ ،
كان السيراميك المصقول بحقد يتلألأ كبحيرة متجمدة والبرودة مؤلمة إلى حد كبير، ولم يتبق إلا أن يخرج علينا دب قطبي "ما هذا؟؟ هل هذا معرض القطب الشمالي؟" نظرت إليّ بتأنيب، وسحبتني من يدي، أصابعها ممتلئة قليلاً، شعرها الكستنائي يغطي كتفها الأيسر، بينما كتفها الأيمن العاري به نمش لعوب يطير بلا نظام على سماء جلدها الشفيف، "أنت في هذا الفستان السماوي لا تقاومين"، ابتسمت.

المعرض به "لوحات حديثة". كان هذا ردّها عندما قلت لها إنني لا أفهم ماذا يجري، لوحة لوحتان ثم تركتني بعد أن تعبت من سحبي، فأخذت أتجول بخمود، اللوحات كبيرة بشكل لافت، ويحمل الجدار كله أحيانا لوحة واحدة فقط، بعض اللوحات المعلقة في الحوائط المتدلية بدت لي كعيون خفاش أبيض تغمز لي "نعرف ماذا تريد".
"أين ذهبت؟ اللعنة على المعرض.." كانت لوحات خراء لاغير، ضبطتني أنظر لساعتي، "لن نخرج حتى أنتهي" ابتسمت لها، تركتني في منتصف القاعة وذهبت تتجول، تقدمت باتجاه أقرب لوحة وأخذت أتسلى بالنظر للإطار، أحسست أنه يحمل خطوطاً بترتيب مكرر، اقتربت أكثر، إطار سميك من خشب أبنوسي رائق، لون ما بين البني والأسود، لون لا تراه إلا إذا بقيت شجرة في الظل والرطوبة لفترة طويلة، خطوط الإطار تظهر ذئباً يقفز بشكل هجومي، أنيابه الخشبية متقنة، ظهرة مقوس ولامع، كان الإطار لوحة بحق، نحت الذئب الأبنوسي بتكرار لا نهائي، فكان كل ذئب يقفز على الذئب الذي تحته، "اللعنة........... إنه رائع"
اندفعت من الحائط المقابل وقد تغير وجهها وأنفاسها تتلاحق وهي تقطع كل هذه المسافة والموسيقى الخاملة معرضة نفسها للنظرات المستنكرة.
"اسكت"
"إنه جميل"
"تقصد" أنها جميلة.. اللوحة، لا أظنك تتكلم عن أسلوب الرسم"
رفعت رأسي لأرى اللوحة. كانت من اللوحات....
"أتكلم عن الإطار"، نظرت له سريعاً، زمت شفتيها وهزت رأسها قليلا كأنها تقول لا بأس به، وأخذت تنظر للوحة.
كان الإطار خاطئاً بعض الشيء، الذئاب تعيش في البراري المفتوحة لا في الغابات حيث الأشجار، رغم هذا التنافر الواضح كان الإطار متسقاً بشكل كبير، شئ ما يجمعهما، شئ ما حارق.. يأسرك.. يقول لك أشياء.. شيء أمامي.. قريب بشكل مذهل تراه ولا تراه.. مراوغ.. لكنه موجود.. حقيقي تماماً، مثلي.. مثلها ولنصف ساعة وأنا مسمر أمام الإطار أحاول اكتشاف ما يجعله مميزاً، علق الأمر في رأسي كحصاة في حذاء، لابد أن أجده، من أين بدأه، أي الذئاب هو الأول، ماذا إذا توقف أحدهم عن القفز، ماذا سيحل بالاطار.
"نذهب؟ هل أعجبك المعرض؟ "
"نعم نذهب.. أما هذا الاطار.. إنه جميل.. جداً".
"هل ستشتري اللوحة؟؟؟".
" اللوحة؟؟" بكل وثوق ودون اهتمام بجحوظ عينيها ولا الاندهاش البادي على بقية الواقفين أمام اللوحة، في واحدة من تصرفاتي الغريبة، أنزلت اللوحة، وضعتها علي الأرض، فككت قماش اللوحة، ألقيته وأسندت الإطار برفق على الحائط، فككت ساعتي، علقتها على الجدار، وأنا أكيد أن الزوار سيفكرون كثيرا عن معنى كل هذا، حملت الإطار تحت إبطي وخرجت دون أن أنتظرها، كانت سماء دافئة وصافية بلا أية نجوم مخادعة بانتظاري .
هيثم على الشفيع
هيثم على الشفيع
مشرف

عدد الرسائل : 1910
العمر : 53
الموقع : ام درمان-الثورة
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة Empty رد: أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة

مُساهمة من طرف هيثم على الشفيع الثلاثاء أبريل 08, 2008 9:38 am

البهو يغير لونه للأسود

لم نكن نتوقع أن ينتهي الموضوع بهذه الطرافة، هنا صمت الجميع وبدأت رواية القصة، وسط ضجيج المتسوقين.
على حسب العقد كان على شركتنا زراعة نخلة داخل مركز التسوق تحت منشور زجاجي ضخم يسمح بمرور أشعة الشمس كجزء من الديكور الداخلي. لم تواجهنا صعوبة في ذلك، أحضرنا نخلة مكتملة ووضعناها في حفرة أنيقة، قيل لنا إنها لا تحتاج إلى ري فهي تأخذ حاجتها من ال.. تعرفون الأشجار تستطيع التعامل مع القذارات، وحذرنا من الري السطحي لأن الجذور ستتجه إلى لسطح ولن تكون النخلة ثابتة، وستنتفخ الأرض من حولها، بالطبع لم يكن من الممكن أن نسمح لها ببعج السيراميك أو أن نجعلها تتكئ على مسند كرجل عجوز، هذا آخر ما يريد السياح رؤيته بالطبع، تركناها تأخذ المياه من تحت الأرض وهنا بدأت المشاكل، ياللهول كم يمكن لشجرة أن تسبب بالصداع، بدأت جذورها العميقة مصرة على إفساد نظام المجاري بالكامل.
وهنا وصلنا لحائط مسدود تماماً، لايمكننا التخلص منها وبالطبع لا يمكننا الإبقاء عليها، ماذا نفعل؟ هنا يأتي الجزء الطريف، اقترح أحدهم أكثر الحلول غرابة، وهو ما فعلناه، قطعنا الشجرة البائسة بكل بساطة، وأزلنا جذورها ثم ثبتناها بجذر أسمنتي مخفي بإتقان تحت الارض، بقليل من التراب ونظام ري بسيط اكتمل التمويه، ولم يكلفنا بث الحياة فيها أكثر من عبوة رش لطلاء أخضر، ياللهول لقد عملنا تلك الليلة كالمجانين ولكن مع فتح المركز للجمهور في الصباح كانت النخلة جاهزة للعرض تماما وبقينا سعداء لمدة أسبوع تصوروا لمدة أسبوع فقط .
الله وحده يعلم ماذا كان يدور بذهن ذلك العامل فذات صباح فوجئنا بالنخلة وقد صبغ العامل جريدها بالكامل باللون الأسود، يبدو أنه استبدل علب الطلاء، كانت ورطة مضحكة، لقد دمعت عيناي من الضحك وأنا أنظر اليها لأول مرة، في البداية لم ينتبه لها الناس ولكن ما إن فعلوا حتى تحول الأمر إلى كابوس، تدافع الناس ليلتقطوا صورة لهم بالقرب من هذه الأعجوبة، لا أخفي عليكم فكرنا في الاستفادة من الوضع الجديد، وضعنا لافته تحمل أغرب اسم استطعنا تأليفه، وأخذنا نصبغها يوميا باللون الأسود، فتحولت الشجرة إلى أهم معالم المركز.
انتهى الأمر بسعادة الجميع، عدا العامل بالطبع.. يالله كان يستحق جائزة لكن انتهى بنا الأمر إلى فصله، تعرفون إذا بدأنا بالتهاون معهم سينتهي بنا الأمر إلى تنظيف المراحيض بأنفسنا.
غيرنا الاسم للبهو الأسود، أما المتسوقون.. يا لبلاهتهم إنهم لا يستطيعون التفريق بين الشجر الحقيقي والمزيف، يمكنكم أن تروهم من هنا، ونظرنا كلنا إليهم، عبر السيراميك الناصع وأضواء النيون الباهرة، كانو بسراويلهم القصيرة وركبهم الوردية والبعض بملابس لا أدري من أي بلد لعين تأتي مضحكين تماماً وهم متحلقون حول النخلة السوداء البائسة يأخذون الصور، يمكننا أخذ رسوم على الصور ألا تظنون ذلك ؟
هيثم على الشفيع
هيثم على الشفيع
مشرف

عدد الرسائل : 1910
العمر : 53
الموقع : ام درمان-الثورة
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة Empty رد: أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة

مُساهمة من طرف هيثم على الشفيع الإثنين أبريل 14, 2008 11:23 am

مازال الصديق ناجي النوارني مصراً على عدم الإشراف بنفسه على الصفحة الخاصة بمجموعته القصصية ومازلت مصراً على مواصلة نشر ما لدي منها -المشكلة دي آخر واحدة - على أمل أن يتحفنا بنفسه بما تبقى وبمداخلاته على الذين يمرون عليها
وهذه قمت بنشرها كما استلمتها ( مسودة للقصة ثم تصور نهائي لها) عامداً متعمداً ...إذ ربما قصد العزيز ناجي من إرسالها لي بهذا الشكل "تكنيك قصصي جديد"

إليكم

صدر من برتقال

" خمسون فقط لن أعطيك أكثر "
" مئة ولا شيكل ناقص " ، يجب أن أقنعه ، خمسون لأمي وخمسون لي ، بهذا سيتبقي على سعر الدراجة القليل ، هكذا فكر الطفل .
" يا بن الكلب ، كل ما ستفعله هو فقط الركوب معي لعبور الحاجز العسكري ، كلها مئة متر "
...
رفعت رأسي مسحت بعيني المئة متر، الارض مكشوفة ، الجرافات ازاحت الاشجار، لتترك مجالا واسعا لرؤية الجندي القابع داخل نقطة الحراسة ، فتركت الارض كحقل مهجور، تخرج منه جذور أشجار خرافية بلون رمادي باهت لتشكل الدشمة العسكرية ، أنهم يطمئنون للسيارة اذا كان بها طفل .
" حسنا سأزيد المبلغ خمس وسبعين فقط واركب يا بن ال.."
"اتفقنا ، لن أكون طماعا ، هل تعرف لقد أصبحت والجندي أصدقاء ، في بعض الأحيان يعطيني حلوى ، يحس بالامان عندما يراني ، لن يوقفنا كثيرا للتفتيش ،لا تقلق ، يمكنني أن أنتظرك يوميا لنمر عبر الحاجز"
" الا تذهب للمدرسة ؟"
" المدرسة ..لا ، بعد موت أبي لا بد أن أساعد أمي ، ثم أنا لا أحب المدرسة ، المدرسون يضربوننا فلقة لابسط الاسباب ، مرة كنت ..."
" نعم ، أحتاج البطاقة لن أتأخر "
....
نزل الطفل يمشي بهدوء ، عابرا المسافة الخالية بين مكان توقف السيارة أمام الحاجز الامامي الى مبنى الحراسة ، منظره من الخلف بقامته القصيرة الضامرة وقميصه الواسع والمزركش بزهور شاحبة والمتلوي مع الريح القوية ، اعطاه منظرا بائسا لفزاعة قديمة .
أقترب من نقطة الحراسة وهو يلوح بالأوراق ، فخرج الجندي بلباسه الأخضر الداكن ، بينما شعره الأشقر أخذ يلمع بغرابة تحت الشمس .
أسفل كرسي السائق تحسس العبوة ، في مرأة السيارة ، ذقنه الحليقة جيدا جعلته أصغر بعدت سنوات ، ذكرته بأيام زفافه ، نفس الوجة الابيض المشوب بحمرة خفيفة لكن بدون الهالات السوداء أسفل العينين ، أبتسم لنفسه فزالت التجاعيد من جبينه ، وعاد وجهه كما كانت تصفه زوجته " جميل ويبعث على الاطمئنان "، الرائحة القوية للفاكهة المحصودة حديثا والمحملة على السيارة أخذت تتداعب أنفه ، فأخذ نفسا عميقا ، " أنت برتقالة كبيرة " هكذا كانت تداعبه عندما ينتهي من تحميل صناديق الفاكهة ،" فهل تعصرينني ؟ " ويبدأ بالضحك عليها وهي تأخذ في الأحمرار كتفاحة وتدفن وجهها في صدرة المتعرق برائحة البرتقال ، وضع يده على صدره ، تنهد طويلا ، أزاح يده الى مقود السيارة الحديدي وهو ينظر اليهم وهم يقتربون ، الطفل والجندي الأشقر يتضاحكان ، انضم جندي أخر اليهم ، أكثر توجسا ، الخوذة على رأسه ، عيناه أختفت خلف نظارة سوداء ، "هذا لا يبشر".
تقدم الجندي الأشقر باتجاهه ، رسم ابتسامة على وجهه الحليق ونزل من السيارة محررا جسده الضخم بصعوبة ، حيا الجندي الاشقر الذي أصبح بجانب السيارة تماما بينما الاخر ذو العوينات السوداء بقي خلفهم ، قال بعبريته المكسرة " أحمل خضار وفواكة ، اريد بيعها في القدس ، السياح يحبون الفواكة الطازجة " أخذ الجندي الأشقر برتقالة وضعها في جيبة فانتفخ بشكل غريب ورمى بأخري لزميله .
أمره بجفاء أن يبتعد عن السيارة ، فبدا أن الاشقر جاد في التفتيش ، فتح الباب له ، الجندي الأخر ، بدا عليه الأطمئنان ، أخفض سلاحه باتجاه الأرض وبدأ ينظر للبعيد .
" لا يوجد فيها شئ ، اطمئن " قالها الطفل بعبريه مرتبكة ، ابتسم الجندي الأشقر " هل هو قريبك ؟ كم أخذت منه ؟ لا تكذب ، هه ، نحن نعرف أنكم تأخذون مبلغ مقابل مرافقتكم للسيارات عبر الحواجز" .
....
تسمر الفتى ولم يبدأ في الركض الا عندما صرخ فيه " أهرب .. باسرع ما تستطيع .. أهرب "
ركض الفتى بأسرع ما تستطيعه قدماه النحيفتان ، لم يسمع سوى صوت الانفجار من خلفه ، ثم أخذ كل شئ يغيم .
....
" بقي لأسبوعين في المستشفى ، ثم أخذه رجال الجيش للتحقيق ، اطلقوا صراحه بعدما ..." ثم أخذ صوتها يتهدج .
" لا عليك ، نعرف كل هذا، اعذرينا على التأخير فقد كنتم مراقبين ،هذا مبلغ للمساعدة " نادته الأم " أنظر ماذا أحضروا لك " ، نظر الى المبلغ طويلا
" خذيه ، لا أريد منه شيئا "
دخلت الى المنزل وتركته معهم أمام مدخل البيت ، كانت تلفحهم روائح مياة المجاري التي تسيل بين بيوت المخيم ، وحيث الظلام بدأ يحل سريعا بين البيوت المتلاصقة قبل غروب الشمس بوقت طويل .
" هل ستعود الى المدرسة ؟ "
" لا أدري ، ربما أذهب ، لن يعاقبوني بالفلقة بعد الان .. الا تظن ذلك " ابتسم بوهن رفع عينيه عن الارض ، تابع أطفال يلاحقون بعضهم حتى أختفوا في زقاق مظلم ثم عاد ببصره الى الأرض .
" سنتدبر لك رجلا صناعية ، يمكن حتى أن تقود بها دراجة ، أمك تقول أنك تريد أن تشتري واحدة "
" هل صحيح ؟ متى ؟ أقصد هل أنت متأكد من أنها كالرجل الطبيعية ؟ هل أستطيع المشي بها وركوب الدراجة "
وقبل أن يجيبوه ، أستدار وأخذ يقفز بقوة على أرضية البيت التي أخذت تصدر صوتا مكتوما تحت وقع قدمه الوحيدة.
" أمي ، أعطيني المال ، ساشتري الدراجة "
فبدا بقفزاته الكبيرة ويداه التي تضربان في الهواء ليحفظ توازنه كفرخ طير يحاول تعلم الطيران ، بينما صراخه " سأشتري الدراجة .. سأشتريها " يملأ المكان ويخرج للزقاق المظلم والذي بدأت مصابيح البيوت المضاءة تنيره شيئا فشيئا.

م.ناجي نوراني
دبي – الامارات
Nourani74@hotmail.com








صدر من برتقال- النهائية

نزل الطفل يمشي بهدوء ، عابرا المسافة الخالية بين مكان توقف السيارة أمام الحاجز الامامي الى مبنى الحراسة ، منظره من الخلف بقامته القصيرة الضامرة وقميصه الواسع والمزركش بزهور شاحبة والمتلوي مع الريح القوية ، اعطاه منظرا بائسا لفزاعة قديمة .
أقترب من نقطة الحراسة وهو يلوح بالأوراق ، فخرج الجندي بلباسه الأخضر الداكن ، بينما شعره الأشقر أخذ يلمع بغرابة تحت الشمس .
أسفل كرسي السائق تحسس العبوة ، في مراة السيارة منظر ذقنه الحليقة جيدا جعلته أصغر بعدت سنوات ، ذكرته بأيام زفافه ، نفس الوجة الابيض المشوب بحمرة خفيفة لكن بدون الهالات السوداء أسفل العينين ، أبتسم لنفسه فزالت التجاعيد من جبينه ، وعاد وجهه كما كانت تصفه زوجته " جميل ويبعث على الاطمئنان "، الرائحة القوية للفاكهة المحصودة حديثا والمحملة على السيارة أنتشرت في المكان عندما أوقف السيارة ، أخذ نفسا عميقا ، " أنت برتقالة كبيرة " هكذا كانت تداعبه عندما ينتهي من تحميل صناديق الفاكهة ،" فهل تعصرينني ؟ " ويبدأ بالضحك عليها وهي تأخذ في الأحمرار كتفاحة وتدفن وجهها في صدرة المتعرق برائحة البرتقال ، وضع يده على صدره وأحس برأسها هناك ، أزاح يده الى مقود السيارة الحديدي وهو ينظر اليهم وهم يقتربون ، الطفل والجندي الأشقر يتضاحكان ، انضم جندي أخر اليهم ، أكثر توجسا ، الخوذة على رأسه ، عيناه أختفت خلف نظارة سوداء ، "هذا لا يبشر".
تقدم الجندي الأشقر باتجاهه ، رسم ابتسامة على وجهه الحليق ونزل من السيارة ، قال بعبرية متماسكة " أحمل فواكة ، اريد بيعها في القدس ، السياح يحبون الفواكة الطازجة " أخذ الجندي الأشقر برتقالة وضعها في جيبة فانتفخ بشكل غريب ورمى بأخري لزميله .
أمره بجفاء أن يبتعد عن السيارة ، فبدا أن الاشقر جاد في التفتيش ، الجندي الأخر ، بدا عليه الأطمئنان ، أخفض سلاحه باتجاه الأرض وبدأ ينظر للبعيد .
" لا يوجد فيها شئ ، اطمئن " قالها الطفل ، ابتسم الجندي الأشقر " هل هو قريبك ؟ كم أخذت منه ؟ لا تكذب ، هه ، نحن نعرف أنكم تأخذون مال مقابل مرافقتكم للسيارات عبر الحواجز" .
....
تسمر الفتى للحظات ولم يبدأ في الركض الا عندما صرخ فيه " أهرب .. باسرع ما تستطيع .. أهرب "
ركض الفتى بأسرع ما تستطيعه قدماه النحيفتان ، لم يسمع سوى صوت الانفجار من خلفه ، ثم أخذ كل شئ يغيم .
....
" بقي لأسبوعين في المستشفى ، ثم أخذوه للتحقيق ، اطلقوا صراحه بعدما ..." ثم أخذ صوتها يتهدج .
" لا عليك ، نعرف كل هذا، اعذرينا على التأخير فقد كنتم مراقبين ،هذا مبلغ للمساعدة " نادته الأم " أنظر ماذا أحضروا لك " ، نظر الى المبلغ طويلا.
" خذيه ، لا أريد منه شيئا "
دخلت الى المنزل وتركته معهم أمام مدخل البيت ، حيث الظلام بدأ يحل سريعا بين البيوت المتلاصقة للمخيم قبل غروب الشمس بوقت طويل .
" هل ستعود الى المدرسة ؟ "
" لا أدري ، ربما أذهب ، لن يعاقبوني بالفلقة بعد الان .. الا تظن ذلك " ابتسم بوهن رفع عينيه عن الارض ، تابع أطفال يلاحقون بعضهم حتى أختفوا في زقاق مظلم ثم عاد ببصره الى الأرض .
" سنتدبر لك رجلا صناعية ، يمكن حتى أن تقود بها دراجة ، أمك تقول أنك تريد أن تشتري واحدة "
" هل صحيح ؟ متى ؟ أقصد هل أنت متأكد من أنها كالرجل الطبيعية ؟ هل أستطيع المشي بها وركوب الدراجة "
وقبل أن يجيبوه ، أستدار وأخذ يقفز بقوة على أرضية البيت التي أخذت تصدر صوتا مكتوما تحت وقع قدمه الوحيدة.
" أمي ، أعطيني المال ، ساشتري الدراجة "
فبدا بقفزاته الكبيرة ويداه التي تضربان في الهواء ليحفظ توازنه كفرخ طير يحاول تعلم الطيران ، بينما صراخه " سأشتري الدراجة .. سأشتريها " يملأ المكان ويخرج للزقاق المظلم والذي بدأت مصابيح البيوت المضاءة تنيره شيئا فشيئا.
هيثم على الشفيع
هيثم على الشفيع
مشرف

عدد الرسائل : 1910
العمر : 53
الموقع : ام درمان-الثورة
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة Empty رد: أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة

مُساهمة من طرف سلمى الشفيع الخميس أبريل 17, 2008 11:37 am

بشو سلاااام,النورانى هذا الفتى الجميل المهذب_ كما وصفه صديقنا الدبيب_رائع بلا جدال اعتقد انه اضافه جميله للمنتدى الشكر له ثم لك ثم للعزيز مرغنى حادى ركب المنتدى..لكم الود
avatar
سلمى الشفيع
صاحب أخو
صاحب أخو

عدد الرسائل : 227
تاريخ التسجيل : 05/01/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة Empty رد: أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة

مُساهمة من طرف ناجي نوراني السبت أبريل 19, 2008 1:48 pm

سلام يا ود الشفيع (هيثم)والله الحكايا بس انو ما بدخل طوالى المنتدى. لكن الواحد يوظب الفترة الجاية.
انت عارف مشكلة انو القصص تنشر كلها مع بعض.

ابدأ بقصة لا تذهب للموت وحيدا ، مأخودة من قصة حقيقية لطالب مدرسة ابتدائية في سوداننا اللاحبيب، انتحر بسبب عدم تمكنه من تسديد الرسوم المدرسية. الحادثة حصلت في عام 2001 . وما قصدرت أكتبها الى السنة الماضية .ما عارف اذا قدرت انقل احساسي لمن قريت الخبر اول مرة في الجريدة.

لقيت اني حافظ الخير لسة(احزنو بيهو).

دمه في رقبتكم ! انتحار أحد تلاميذ مدارس الأساس

الحاج وراق : نقلا عن جريدة الصحافة 8-10-2004


{ يقال إن من يريد الاستثمار لعام واحد فعليه ان يزرع قمحا، ومن يريد الاستثمار لسنوات فيمكن ان يزرع شجرا، اما من يريد الاستثمار الي الأبد فعليه ان يستثمر في الانسان!
ويتم الاستثمار في الانسان بالصرف على الاولويات الاجتماعية، كالصحة والاسكان والرعاية الاجتماعية وحماية البيئة والبحث العلمي، ولكن أهمها قاطبة الاستثمار في التعليم والتدريب.
فهل تستثمر الانقاذ في الانسان السوداني؟!
{ تناقلت الصحافة قبل ايام خبر انتحار أحد تلاميذ مدارس الأساس بولاية النيل الابيض، هربا من الضغوط الناجمة عن الرسوم المدرسية! فأجاب مثل هذا الطفل، وبدمه، عن سؤال أولويات الإنقاذ! فالرسوم الدراسية الحالية، الاعلي من متناول غالبية الأسر السودانية، تعبر عن تراجع الدولة المستمر عن الصرف علي الأولويات الاجتماعية، خصوصا التعليم، الذي تُرك بالاساس للولايات والمعتمديات والمحليات، والتي بسبب ضعف مواردها من جانب، واختلال أسبقياتها من الجانب الآخر، تعتقد بأنها تستحق نجمة الإنجاز حين توفر مرتبات المعلمين كل أول شهر، رغم أنها مرتبات لا تفي بالحد الادني للكرامة!
وهكذا وقع العبء الأساسي لميزانية تسيير وتطوير المدارس، ولتدارك الفجوة بين مرتب المعلم وحد الكرامة، وقعا علي إدارات المدارس، والتي في ظل غياب الحركة النقابية للمعلمين، اختارت الضغط علي الطرف الضعيف - أولياء الامور - فرحلت العبء بالكامل الي كواهلهم، بدءً بالرسوم السنوية وانتهاء بـ «قروش درس العصر» اليومية!!
ولذا فإن مأساة التلميذ المنتحر، هي في ذات الوقت مآساة أولياء الأمور في كل البلاد - الذين تقلق مراقدهم كل ليلة حسابات مصروفات الصباح التي تحتاج الي اكثر من حاوي لموازنتها، فيسعون الي سد العجز بالعبوس في وجوه أطفالهم وانتهارهم بحسم : (بكرة)! «بكرة» التي عادة ما لا تأتي ابداً!.. وهي كذلك مأساة الاطفال الذين لم تتهيأ أجهزتهم النفسية الغضة بعد لضغوط الوقوع بين شقي رحى اعتذارات الآباء، وبين ملاحقة الإدارات المدرسية! وفي حالة تلميذ النيل الابيض، فيبدو أن الضغوط وصلت حدا جعله يهرب من إعتذار الانتظار الي يوم آخر بالانتقال إنتحارا الي اليوم الآخر!!
ثم انها كذلك مأساة المعلمين، الذين جرفتهم الأوضاع الراهنة، عن أدوارهم الطبيعية كرسل معرفة وتربية، فتحولوا الي باشبوزق ومحصلي جبايات!!
هي إذا مأساة أطراف العملية التربوية كلها، ولكنها مسؤولية الحكم في المقام الاول!
{ وفوق هذا وذاك هي مأساة البلاد، فالتعليم أساس النهضة، وأهم عوامل الاستقرار السياسي والاجتماعي، بما يتيحه من ترقي اجتماعي، يخفف حدة الفوارق الاجتماعية التي عادة ما تنتهي - في حال عدم احتوائها - الي التمردات والإنفجارات العنيفة.. ولكن بلادنا تواجه حاليا ترديا في نوعية التعليم، وتدنيا في محتواه، فالمناهج تركز علي التشريب الآيديولوجي والسياسي، وعلي الحفظ والتلقين، بدلاً عن تنمية التحصيل المعرفي وتنمية القدرات التحليلية والنقدية والإبداعية! اضافة الي تردي أوضاع المعلمين وتردي المعينات التعليمية، وتردي البيئة المدرسية.. وبالنتيجة خسرت البلاد دورالتعليم كمدخل لا غني عنه للنهضة!
واضافة الي ذلك، فإن ضغط الانفاق الحكومي علي التعليم، في سياق السياسة الاقتصادية المتوحشة وغير المتسقة التي تتبناها الإنقاذ، وبالتالي فرض رسوم دراسية عالية علي التعليم، وبسبب التضخم وانتشار الفقر، فإن خدمة التعليم صارت تتوفر للاثرياء القادرين علي تحمل نفقاته، سواء في المؤسسات الحكومية اوالخاصة، وهكذا خسرت البلاد أيضاً دور التعليم كأداة للترقي الاجتماعي!
{ وعلي عكس ماتدعي الإنقاذ، فإن اقتصاد السوق (الحر) ، في تطبيقاته الاكثر توحشا، لا يصل حد الاستهانة التي تتعامل بها الإنقاذ مع الأولويات الاجتماعية، وكمثال فإن البلدان الصناعية - حيث اقتصاد السوق - تصرف حوالي 18.7% من جملة الناتج الاجمالي علي الصحة، والمعدل في ا لدول المتخلفة 2.7%، بينما في سودان الإنقاذ فقط 1%!!
فالقضية لا تتعلق اذن بمواصفات ومطلوبات اقتصاد السوق، وانما بالخلل في أسبقيات الصرف الحكومي.. في ميزانية عام 92/93 كان الصرف علي الوفود والمؤتمرات 500 مليون بينما الصرف علي التربية والتعليم 321 مليون! وفي ميزانية 93/94 المخصص للوفود والمؤتمرات 800 مليون وللضيافة الرسمية 500 مليون بينما المخصص للتربية والتعليم 732 مليون! وفي ميزانية 94/95 كانت المصروفات السياديةة 23 مليار و500 مليون بينما تأهيل وترقية الخدمات (صحة +تعليم+ .. الخ..) فقط 7 مليار و700 مليون! وقد ظل هذا هو الاتجاه في الصرف الحكومي، من تلك السنوات وحتي الميزانية الاخيرة: حيث تبلغ ميزانية الاجهزة السيادية 211 مليار والوفود والمؤتمرات 45 مليار والضيافة الرسمية 14 مليار وتذاكر السفر للاجازات 5 مليار، بينما تبلغ ميزانية التعليم كله 110 مليار جنيه!!
{ وقد توصلت الدراسات الاجتماعية الي ارتباط مباشر بين تدهور الصرف علي التعليم وبين الازمات والاضطرابات الاجتماعية، مما حدا بتقرير التنمية الانسانية الي القول: (تفوق تبعات الجهل تكاليف تحسين التعليم بما لا يقاس)! وقد سبق، وأوردت مرارا، ماقاله المفكر البريطاني - هوبسباوم- استناداًعلى تحليل تجارب الدول الفاشلة في العالم - ، من ان البلدان التي تصرف علي الامن اكثر من التعليم، قد انزلقت جميعها الى الفوضى والحروبات الاهلية!
والآن، وقد كلفنا تراجع الصرف علي التعليم انتحار طفل برئ، فلعل ذلك يشكل علامة حمراء تجعل الانقاذ تتراجع عن سياساتها المتوحشة قبل أن تنحر الوطن
ناجي نوراني
ناجي نوراني
صاحب جديد
صاحب جديد

عدد الرسائل : 6
تاريخ التسجيل : 29/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة Empty رد: أعمال ناجي محمد نوراني في القصة القصيرة

مُساهمة من طرف ناجي نوراني السبت أبريل 19, 2008 1:52 pm

ااا
ناجي نوراني
ناجي نوراني
صاحب جديد
صاحب جديد

عدد الرسائل : 6
تاريخ التسجيل : 29/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى