أعمال خاصة

هيثم على الشفيع كتب:أعزائي:
لو تذكرون كنت قد وعدتكم بنشر بكائية على آخر ابتسامة 2 وها أنا أفي بوعدي


بكائيــــــــــــة ...
علــي آخــر إبتسـامة (2)

* " ماذا تراك أفدتَ من نزف القلوب
وكل ما في الأرض يسحقه الألم ؟؟
هل غادرت آمالك البيضاء سطوتها العنيفة
أم سيبحر زورق الأحلام يخلفه الندم؟؟
ام هل تعود مشبَّعاً بالهزء
من وجع الدروب...الصاعدات الي الجحيم
العاشقات ذري العدم؟*"
كن ما تريد...
لكن بربك خذ معك - حين الرحيل -
كل العذابات التي..
تقتات من فرح الشموس لتطعم الجوعي سقم
كل الجراحات التي الحانها...

هيثم على الشفيع كتب:في أواخر 1993 قام كيزان جامعة الخرطوم بتزوير نتيجة إنتخابات الجامعة - بالمناسبة هم الآن يعترفون بهذا الأمر ويتفاخرون به - وكانت كل الأحداث المصاحبة للتزوير وماقبله وما بعده تدور أثناء إمتحانات السمستر الثاني لنا ، وبعد مسيرة وإعتصام أمام مكتب مدير الجامعة ومنع للمدير من الخروج داهمت قوات الأمن والإحتياطي المركزي حرم الجامعة والداخليات-بعدصدور أمر سري لجميع الكيزان بالخروج بعيدا عن الجامعة والداخليات"عشان الضرب يكون بمزاج"- وبعد المداهمة أعتقل من الجامعة والداخليات أكثر من ألفي طالب وطالبة ، تم الإفراج عن أغلبهم أثناء ساعات الليل وحتى ساعات مبكرة من صباح اليوم الثاني ، وكنت ضمن المعتقلين من داخلية تهراقا"أبودجانة كما يسميها الكيزان" وتم الإفراج عنا حوالي الساعة 11 مساء مع الأوامر بعدم الرجوع للداخلية {وإتخيلو إننا نازلين بكرة إمتحان هندسة كهربائية "واحدة من أسخف المواد"} وطبعاً كتبنا ومراجعنا كلها في الداخلية ، المهم ذهبت لميز الأطباء وقضيت الليل مع معاوية وعدت صباحاً لأمتحن "طرزان"....ولأني ماعارف أي حاجة وما مذاكر أي حاجة قلبت ورقة الأسئلة وبديت أكتب في القصيدة أدناه ...وللمصادفة أكملتها بعد مرور قرابة ال10أشهر في محاضرة للهندسة الكهربائية ..نسيت أقول ليكم إني طبعاً سقطت في الإمتحان وكانت نتيجتي إعادة للسنة.
معاً لقراءة هذا النص ال"نضالي":


بكائيـــــــــــــة ...
...علي شيخــي الـذي ضــاع
(1)
أَسِفْاً ...
يعاودني الحنين الي الكتابة
بعدما جفَّ المداد وضاع رسمك
باع إسمك
كلُّ كفَّارٍ .. أثيم
حزناً تتوه قوافلي
بحثاً عن الوطن المسافر عبر أرصفة الجحيم
فلا أراه ... !!
ولا أحنُّ الي سواه ..
فأنثني نحو الكتابة خائباً
فالشعرُ
يهديني
الصراط المستقيم
(2)
وأنام في ليل الحروف
بلا رقيب ولا قلق
لأفيق من نومي علي شيخي
.. يقول .. "لنفترق!!.
بلغَتْ بنا الأيام مفترق الطرق
ولسوف لن أحيا أسيراً
بين أيديكم ...
كحبرٍ في ورق"
ويحي ... ... دياري ... ... ما جري ؟؟!

شيخي يغيِّبه النفق
وحمار شيخي سقط في العقبة ...... "نَفَقْ"
قسماً بليلٍ قد وسق
قسماً بقمرٍ إتسق
ولتركبن – الآن – عن طبقٍ ... طَبَقْ
هذا زمان اللامكان
شمس ... قيودٌ ... مهرجان
أو ...
... ضاع شيخي فاحترق
(3)
لأصيح ...
.. شيخي .. عُدْ ...
فداك حقيقتي ... نفسي ... دمي
لكنه كَمِداً يقول :
" وكيف لي ..؟؟
هل غادر السودان من متردم
أم هل عرفت الحق بعد توهم ؟؟؟
فتسيل منِّي أدمع الحزن الكظيم
وتضيع كلماتي – فلا كانت ولا كان النعيم –
"لو لم يعد شيخي ... أبي ... ومعلمي
لبقيت معوَّجاً بدون مقوِّم"
فاليوم – صحبي –
ظِلْتُ أهتف هامساً ...
لك يا صباح ... "الا تفيق"
واليوم – جهراً – سادتي
ذُبح النهار علي الطريق
لكنني ....
.. لما سألتُ القوم عن سبب الحريق
وسألتهم أن يُنقذوا شيخي الغريق
قالوا جميعاً ...
.. "ليس شأنك شأننا"
فسمعتها ....
.. أن "ليس صبرك صبرنا"
فرجعتُ أبحث عنك
يا كنزي القديم ...
.. إذ
ليس
غيرك
يصطفيني
للصراط
المستقيم


-

الخرطوم 93ـ1994 –

ميرغني ابراهيم عمر كتب:
توفي وانا بمدينة طابت ,,,, ولا ادري كيف اصف الخبر ,,,,,, لم اجرب الصاعقة الا حينها ,,, وآلمني قلبي حقيقة وليس مجازا ألم احسسته في صدري طويلا ,,,, لم استطع البقاء في بيت العزاء الا لدقائق معدودة ,,, غالبت البكاء امام الجمع وهربت بعيدا ,,,,,, له اخ اصغر يسمي محمد الفاتح يشبهه كثيرا ,,,, لا ادري كم من المرات هربت وانا اراه في اول الطريق ,,,, كثيرا .
طوال الوقت احس بانني اختبات من الموت وتركته وحيدا يصارعه حتي غلبه ,,, ذكرتني اياه قصائدك عن سيف الدين ,,, وعن نادر ابراهيم وهو حي يرزق نتمني له طول العمر والصحة ,,,,, ولكنني علمت اي نعمة كبيرة حرمتها ,,, أود ان اكتب شيئا عنهم ولكني لا استطيع ان اقول كلما اريد وكلما كتبت احسست بانه صغير جدا امام احساسي بالفقد.
[/color]

معاوية علي الشفيع كتب:مرغنى ليس قارئك(كده صاح)الوحيد كما ذكرت انت..لكنه يداوم على التعليق مستفيدا من مقدراته التعبيرية وفهمه الثاقب(لامن يقد بالجهة التانية)لكل ما يقرأه من شعر او نثر او طب او فلسفة او تاريخ او...او...
اكتبا سويا وسنظل نقرأ لكما صامتين..فالصامت يعجب كما قال زهير(وكأيُن صامت لك معجب...زيادته او نقصه فى التكلم)..نخشى ان يظهر نقصنا...(فى روايةنجيب محفوظ-الشحاذ-قال عمر الحمزاوى الذى ترك الشعر لابنته-التى اكتشف انها شاعرة-قال لها:انت افضل من ابيك..هذا كل ما هناك..)..تحياتى.

هيثم على الشفيع كتب:وهذه من بداياتي في كتابة النص ال(هجين) عامي-فصيح...وهي أيضاً من القصائد التي أعتبرها علامات فارقة في تجربتي الشعرية ..وبالطبع الحكم لكم:

توقَّعــــــــــــات ...
لميـــــلادٍ .. لـم يتــم
• مدخل :
1- قال تعالي :
"... إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ..."
- صدق الله العظيم -
2- ( ... وقال أيضاً للجموع :-
" إذا رأيتم غمامة ترتفع في المغرب، قلتم من وقتكم : سينزل المطر، فيكون كذلك.
وإذ هبَّتْ الجنوب قلتم : سيكون الجو حارَّاً، فيكون ذلك ... أيها المُراؤون، تحسنون تفهُّم منظر الأرض والسماء، فكيف لا تحسنون تفهم الوقت الحاضر؟!…" )
- إنجيل لوقا، الإصحاح الثاني عشر –

• النص :-
صيفٌ .... وشتاء
ونهيق حمار
قافلةٌ تبحث عن حادٍ
أُحجية تسأل عن عنوان.

* الصيف :
" الخبر الأكيد قالوا البطانة اترشَّت
وساريةً تبقبق للصباح ما اتفشت"
يا أرض أبلعي
ويا سما أقِلعي
ولهمومنا اقلَعي
شان حُمَّة فراقك ... جوَّة عضامنا خشَّت
لي متين شوقنا ... شوق
وليه ايدينا .... فوق
ما المطرة القديمة
... من بلداتنا طشَّت.
* الشتاء :
للقادم من بطنك أفراحٌ
لا تُنسي يا أرض النسيان
للباحث عن حضن عيونك
أغنيةٌ سرقتها الغربان :
" أتراك حقاً تعلمين ؟؟
بأنني ...
نجمٌ هوي
- ما ضلَّ قلبي وما غوي -
أم ....
... كُنتِ لا
درباً يعَلِّمُني الصعود
الي عناق المقصلة
أو ...
فالسقوط الي غيابات الجوي"
...............
يا ...... شمس اغنية الحريق
علا الدخان
ظلَّ البريق ... ولم يزلْ
يدعوك أن تتبرجي ..
يا حُسن وجهك لو أطلْ .
يا حَسن وجهك لو أطلَّ بلا نقاب
لأعادنا ..
.. من لا مكان .
* النهيق :
" روحٌ وريحانٌ و ... " قف !!!
للمرة المليون ..
.. ينبعث الصدي :
" ريقك نِشِفْ
قلبك عِرِفْ
كيفن غِرِقْ
زمن الوِلِفْ
نجمك سَقِفْ
وارضك ودار "
والحزن دار ..
" هنا ام درمان"
تعلو إذا ما قلتَ تخفت
يستقرُّ بك الحصار :
صيفٌ ، شتاءْ
بردٌ ... وحرْ
- لا فرق قط -
تسقط نجوم ...
... ينهق ..
.. حمار .
- الخرطوم، فبراير 1997 -
-