مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
المغزى السياسى لفوز باراك أوباما (رؤية سودانية) (1)
صفحة 1 من اصل 1
المغزى السياسى لفوز باراك أوباما (رؤية سودانية) (1)
د. الطيب زين العابدين*
ستطاع السيناتور الديمقراطى الأسود من ولاية ألينوى، باراك أوباما، بعد معركة انتخابية حامية الوطيس ضد منافسته المقاتلة هيلارى كلنتون أن ينال أكثر من نصف عضوية المؤتمر العام (2118) للحزب الديمقراطى الذى سينعقد فى أغسطس القادم لاختيار مرشحه لرئاسة الجمهورية، وأصبح من المسلم به أن يكون أوباما هو مرشح الحزب الديمقراطى لانتخابات الرئاسة التى تعقد فى شهر نوفمبر القادم، ويمارس المرشح الفائز مهام منصبه فى العشرين من يناير 2009م. وبهذا يصبح أوباما أول سياسى أسود فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ينال ترشيح أحد الحزبين الكبيرين لمنصب رئاسة الجمهورية، وليس هذا هو السبق الوحيد الذى أحرزه أوباما للسود فى الساحة الفكرية والسياسية بالولايات المتحدة: فقد كان أول أسود يصبح رئيسا لتحرير مجلة جامعة هارفرد للقانون (أشهر مجلات القانون فى الجامعات الأمريكية)، وأول سياسى يؤلف كتابين فى ظرف عشر سنوات ليصبحا ضمن أكثر الكتب مبيعا فى السوق الأمريكية (أحلام من أبى، نشر عام 1995 و جرأة الأمل، نشر فى 2006)، وأول أسود يصبح عضوا فى مجلس الشيوخ (كل السود الذين دخلوا الكونجرس الأمريكى كانوا أعضاء فى مجلس النواب الذى تبلغ عضويته 413 نائبا، وحصلوا علي أكبر عدد لهم فى المجلس الحالى اذ بلغوا 42 عضوا)، وأوباما يعتبر أصغر عضو فى مجلس الشيوخ الأمريكى (100 عضوا، اثنان عن كل ولاية) وهو الموجه الأساسى لسياسة الدفاع والعلاقات الخارجية، وهو أول أسود يفوز بانتخابات فى ولاية يسكنها 95% من البيض. هذه انجازات كافية لتجعل باراك أوباما رمزا بطوليا للأمريكان السود فى مجال الفكر والسياسة (حتى الآن تحتشد الرموز السوداء الناجحة فى مجالات الرياضة والملاكمة والتمثيل والموسيقى والغناء)، واذا ما أصبح رئيسا للولايات المتحدة فى نوفمبر القادم فسيحتل أوباما موقعه فى قائمة صناع التاريخ الأمريكى الحديث مثل فرانكلين روزفلت وهارى ترومان ودوايت أيزنهاور وجون كنيدى ومارتن لوثر كنج ورتشارد نكسون.
المفارقة الكبرى ان أوباما ولد فى أغسطس 1961 حين كان التمييز العنصرى سياسة مقبولة قانونا من المحكمة الدستورية فى وسائل النقل والمدارس والمنازل والوظائف وتقديم الخدمات، كان معظم السود –خاصة فى الولايات الجنوبية- لا يصوتون فى الانتخابات لأن الولاية تضع شروطا قاسية للتصويت (مثل امتلاك منزل، ومعرفة القراءة والكتابة، ودفع الضرائب الخ ..)، ولم يكن هناك طالب أسود واحد يدرس فى جامعات الجنوب، مما اضطر جون كيندى عام 63 أن يحرك الجيش الفدرالى لينفذ بالقوة حكم المحكمة الدستورية بقبول الطالب جيمس ميرديث فى جامعة ألباما لأن حاكم الولاية العنصرى جورج والاس وأساتذة الجامعة والطلاب كلهم يرفضون ان "يدنس" أسود ساحة الجامعة البيضاء! وأصبحت روزا باركس من مونتجمرى بطلة سوداء فى عام 1955 حين رفضت الانتقال من مقدمة البص الى الجلوس فى مؤخرته حيث المكان المخصص لجلوس السود! والآن يستطيع أوباما ان ينال ترشيح أحد الحزبين الكبيرين لانتخابات الرئاسة مما يدل على القفزة الهائلة التى حدثت فى المجتمع الامريكى منذ ظهور حركة الحقوق المدنية فى مطلع الستينيات، ويدل على امكانية كسب الحقوق المدنية واحداث التحول الديمقراطى بصورة سلمية تدريجية ولكن بجهاد مضن ومتواصل فى كافة الجبهات، وأثبت ذلك الأسلوب أنه أنجح وسيلة من استعمال العنف الذى عادة ما يستقطب المواطنين فى جبهتين متقابلتين. وهذه محمدة للمجتمع الامريكى أكثر منها انتقادا لتاريخه الاسترقاقى الطويل الذى وجد رفضا وادانة بل وحربا من داخل النخبة البيضاء فى شمال البلاد بقيادة ابراهام لنكولن.
ستطاع السيناتور الديمقراطى الأسود من ولاية ألينوى، باراك أوباما، بعد معركة انتخابية حامية الوطيس ضد منافسته المقاتلة هيلارى كلنتون أن ينال أكثر من نصف عضوية المؤتمر العام (2118) للحزب الديمقراطى الذى سينعقد فى أغسطس القادم لاختيار مرشحه لرئاسة الجمهورية، وأصبح من المسلم به أن يكون أوباما هو مرشح الحزب الديمقراطى لانتخابات الرئاسة التى تعقد فى شهر نوفمبر القادم، ويمارس المرشح الفائز مهام منصبه فى العشرين من يناير 2009م. وبهذا يصبح أوباما أول سياسى أسود فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ينال ترشيح أحد الحزبين الكبيرين لمنصب رئاسة الجمهورية، وليس هذا هو السبق الوحيد الذى أحرزه أوباما للسود فى الساحة الفكرية والسياسية بالولايات المتحدة: فقد كان أول أسود يصبح رئيسا لتحرير مجلة جامعة هارفرد للقانون (أشهر مجلات القانون فى الجامعات الأمريكية)، وأول سياسى يؤلف كتابين فى ظرف عشر سنوات ليصبحا ضمن أكثر الكتب مبيعا فى السوق الأمريكية (أحلام من أبى، نشر عام 1995 و جرأة الأمل، نشر فى 2006)، وأول أسود يصبح عضوا فى مجلس الشيوخ (كل السود الذين دخلوا الكونجرس الأمريكى كانوا أعضاء فى مجلس النواب الذى تبلغ عضويته 413 نائبا، وحصلوا علي أكبر عدد لهم فى المجلس الحالى اذ بلغوا 42 عضوا)، وأوباما يعتبر أصغر عضو فى مجلس الشيوخ الأمريكى (100 عضوا، اثنان عن كل ولاية) وهو الموجه الأساسى لسياسة الدفاع والعلاقات الخارجية، وهو أول أسود يفوز بانتخابات فى ولاية يسكنها 95% من البيض. هذه انجازات كافية لتجعل باراك أوباما رمزا بطوليا للأمريكان السود فى مجال الفكر والسياسة (حتى الآن تحتشد الرموز السوداء الناجحة فى مجالات الرياضة والملاكمة والتمثيل والموسيقى والغناء)، واذا ما أصبح رئيسا للولايات المتحدة فى نوفمبر القادم فسيحتل أوباما موقعه فى قائمة صناع التاريخ الأمريكى الحديث مثل فرانكلين روزفلت وهارى ترومان ودوايت أيزنهاور وجون كنيدى ومارتن لوثر كنج ورتشارد نكسون.
المفارقة الكبرى ان أوباما ولد فى أغسطس 1961 حين كان التمييز العنصرى سياسة مقبولة قانونا من المحكمة الدستورية فى وسائل النقل والمدارس والمنازل والوظائف وتقديم الخدمات، كان معظم السود –خاصة فى الولايات الجنوبية- لا يصوتون فى الانتخابات لأن الولاية تضع شروطا قاسية للتصويت (مثل امتلاك منزل، ومعرفة القراءة والكتابة، ودفع الضرائب الخ ..)، ولم يكن هناك طالب أسود واحد يدرس فى جامعات الجنوب، مما اضطر جون كيندى عام 63 أن يحرك الجيش الفدرالى لينفذ بالقوة حكم المحكمة الدستورية بقبول الطالب جيمس ميرديث فى جامعة ألباما لأن حاكم الولاية العنصرى جورج والاس وأساتذة الجامعة والطلاب كلهم يرفضون ان "يدنس" أسود ساحة الجامعة البيضاء! وأصبحت روزا باركس من مونتجمرى بطلة سوداء فى عام 1955 حين رفضت الانتقال من مقدمة البص الى الجلوس فى مؤخرته حيث المكان المخصص لجلوس السود! والآن يستطيع أوباما ان ينال ترشيح أحد الحزبين الكبيرين لانتخابات الرئاسة مما يدل على القفزة الهائلة التى حدثت فى المجتمع الامريكى منذ ظهور حركة الحقوق المدنية فى مطلع الستينيات، ويدل على امكانية كسب الحقوق المدنية واحداث التحول الديمقراطى بصورة سلمية تدريجية ولكن بجهاد مضن ومتواصل فى كافة الجبهات، وأثبت ذلك الأسلوب أنه أنجح وسيلة من استعمال العنف الذى عادة ما يستقطب المواطنين فى جبهتين متقابلتين. وهذه محمدة للمجتمع الامريكى أكثر منها انتقادا لتاريخه الاسترقاقى الطويل الذى وجد رفضا وادانة بل وحربا من داخل النخبة البيضاء فى شمال البلاد بقيادة ابراهام لنكولن.
الرشيد الريح نورالدين- مشرف
- عدد الرسائل : 458
تاريخ التسجيل : 09/12/2007
مواضيع مماثلة
» المغزى السياسى لفوز باراك أوباما (رؤية سودانية) (3)
» باراك أوباما...التغيير رغبة
» باراك أوباما و الإشاعات بشأن دينه وجنسيته
» باراك أوباما...التغيير رغبة
» باراك أوباما و الإشاعات بشأن دينه وجنسيته
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد فبراير 01, 2015 9:13 am من طرف عواد عمر
» الفنان رمضان حسن
الأحد مارس 09, 2014 11:33 am من طرف عواد عمر
» مذكرات بيل كلينتون
الخميس أكتوبر 17, 2013 9:42 pm من طرف الميزر
» صور اعجبتني
السبت يونيو 15, 2013 6:10 am من طرف فاطمة
» نكات اسحابي
الإثنين يونيو 03, 2013 1:34 am من طرف محمد الساهر
» أخطر 3 شهادات عن هروب مرسى من السجن
الخميس مايو 30, 2013 10:42 pm من طرف عازة
» من روائع الشاعر جمال بخيت
الخميس مايو 30, 2013 10:18 pm من طرف عازة
» إطلاق نــار على الفريق "سـامي عنان
الخميس مايو 02, 2013 9:00 am من طرف محمد الساهر
» عاجل..أبو تريكة فى العناية المركزة
الخميس مايو 02, 2013 8:33 am من طرف محمد الساهر
» وقفة مع البافاري : مشروع أفضل فريق يقطع الكرات
الخميس مايو 02, 2013 8:21 am من طرف محمد الساهر
» 10 أطعمة تعرضك للإصابة بمرض السرطان
الخميس مايو 02, 2013 5:18 am من طرف محمد الساهر
» أسهل وأحدث 10 طرق لإنقاص وزنك في أقل من 10 دقائق
الخميس مايو 02, 2013 1:39 am من طرف عازة
» القدرات النفسيه
الخميس مايو 02, 2013 1:11 am من طرف محمد الساهر
» تنمية قدرات العقل
الخميس مايو 02, 2013 1:08 am من طرف محمد الساهر
» مصر: تطبيق الحد الأقصى والأدنى للأجور في مايو
الخميس مايو 02, 2013 12:58 am من طرف محمد الساهر
» السجن مدى الحياة لـ"بن على" و10 لوزير داخليته
الخميس مايو 02, 2013 12:38 am من طرف سيدورف
» فتح النار على باسم يوسف لاستضافته مغنيا شاذا
الخميس مايو 02, 2013 12:32 am من طرف سيدورف
» مورينيو والريال.. قصة موت معلن؟
الخميس مايو 02, 2013 12:16 am من طرف سيدورف
» رئيس برشلونة يعترف بتفوق بايرن.. وفخور بلاعبيه
الخميس مايو 02, 2013 12:12 am من طرف سيدورف
» فساتين الزفاف
الثلاثاء أبريل 30, 2013 3:22 am من طرف عازة